كامل سلمان
من الخطأ الاعتقاد بأن تهجير الكورد #الفيلية# الذي حدث في زمن النظام البائد لن يتكرر ، فأسباب التهجير مازالت قائمة والقوانين التي سنّها النظام السابق مازالت محفوظة في الاضابير وقد تكون غير مفعلة بالوقت الراهن ولكن يمكن تفعيلها متى ما شاءوا ، فأهم اسباب التهجير كان الولاء المذهبي للكورد الفيلية ، اما اليوم فالولاء القومي للكورد الفيلية في حسابات النظام السياسي القائم اشد خطورة من الولاء المذهبي مقارنة بالنظام السابق ، اختلفت الاسباب والنتيجة واحدة ، ويكفي الحكومة الحالية ان تحرك المليشيات المسلحة لهذا الغرض دون ان تعرّض نفسها للمسائلة القانونية الدولية . نعم هذه الحقيقة يجب ان يستوعبها جميع الكورد الفيلية الذين يعيشون في الوسط والجنوب ، فبمجرد ان يحدث نوع من الاستقلالية لكوردستان سيكون الكورد الفيلية الهدف الاقرب للضغط على كوردستان وإيذاءها ، والكل يعلم في السياسة تسقط الضمائر ، وعلى القيادات الكوردية في كوردستان ان تحسب لذلك حساب ، فعلى الكورد الفيليون ان لا تخدعهم حالة الهدوء والاطمئنان بسبب انتماء معظم شبابهم لهذه المليشيات وولاءهم العقائدي للمذهب ، فالنار تحت الرماد …. انا لا أبغي من وراء مقالتي هذه خلق نوع من القلق عند هذه الشريحة ولكن القراءة الصحيحة لأفكار القيادات الشيعية تصب بهذا الاتجاه . . من يتمعن بسلوكيات القيادات المذهبية الحالية وعدم اكتراثهم لبلدهم ومستقبل شعبهم واصرارهم على النهب والسلب وتخريب البلد سيتيقن بمدى قدرة هؤلاء على فعل الاسوأ ، سلوكهم هذا لا يبعث على راحة البال و الركون الى الاطمئنان .. قد تكون الصراحة مؤلمة ولكن الصدمة ستكون اشد ايلاماً عندما يحدث التهجير .
الحقيقة التي لا يغفلها الجميع ان الكورد الفيليين هم جزء ثابت من القومية الكوردية ، وهذا الشيء لا يغيره اي انتماء عقائدي او ولاء مذهبي ، والكورد الفيليون طوال حياتهم لم يصيبهم شك بإنهم كورد ، فهي جينات وراثية وليست اختيار . لذلك نجد ثقافتهم وعاداتهم واغانيهم ولغتهم لم تتغير ابداً حتى ان الكورد الذين تم تهجيرهم الى ايران في سبعينيات القرن الماضي احتفظوا بكامل عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم ولم يخضعوا لأية عادات مجاورة ، والحقيقة الاخرى التي لا يجهلها القاصي والداني بأن الكورد الفيليون طاقة هائلة بالعلم والسياسة والرياضة والفن والادب بل ان هذه الفعاليات لها بصمة واضحة في تأريخ العراق الحديث بشخوص الكورد الفيليين ، فلا قيمة تذكر لبلد اسمه العراق بدون الكورد عامة والفيليون خاصة .
ان التهميش الذي يتعرض له الكورد الفيليون حالياً رغم تضحياتهم في سبيل المذهب ورغم ولاءهم المطلق إنما يدل على استعداد القوى الحاكمة للذهاب بعيداً في طعن الكورد من الخلف فلن تشفع لهم تضحياتهم سابقاً ولاحقاً .
وحكام اليوم لا يمتلكون وسائل سلمية اخلاقية في التعامل مع مجريات الامور فقد أثبتت افعالهم عن سريرتهم مع ثورة تشرين ومع المسيحين والسنة وحتى مع الشيعة الذين لا يلتقون معهم في الايدلوجية ، فما بال الكورد الفيلية الذين يمثلون قوة ثقافية وعلمية وفنية وسياسية ولهم وجود مؤثر على الاحداث وكثرتهم العددية لا يستهان بها . فهل يسلمون من مكرهم ، نتمنى ان لا يصل حقدهم على الكورد وغباءهم الى هذا المستوى من التفكير ولكن الدلائل تفرض نفسها .[1]