#علي شيخو برازي#
للبرازية تواجد تاريخي في أغلب وأهم مناطق كردستان، وقد تميز هذا الاتحاد بالقوة والشجاعة وحسن السيرة في التاريخ الكردي، وكان لهم دور رئيسي هام حيثما وجدوا، ورغم قلة المصادر والوثائق لكن يمكن إلقاء الضوء على جانب من تاريخهم الطويل وذكر المناطق التي يتواجدون فيها، وفق ما ورد في كتب التاريخ والأبحاث التي تناولت موضوع العشائر الكردية في كردستان.
1 البرازية في منطقة (بينكول) Bîngol، يعود تواجدهم هناك إلى ما قبل القرن السابع الميلادي، وهو موطنهم الأساسي، وقد لقبوا هناك ب البرازية.
وتشير المعلومات التي أوردوها مؤرخو الإسلام في العصور الوسطى، أن هذه القبائل كانت موجودة قبل هذا التاريخ في جبل شنگال /سنجار، استناداً على أسماء القبائل التي كانت موجودة آنذاك في شنگال مثل هويدي، دلهري، بوجي، وبيسي، وإذا عدنا إلى تاريخ العشائر البرازية القريب، نرى أن قسماً كبيراً من هذا الاتحاد القبلي، هو إيزيدي الديانة وهذه العشائر معروفة حتى الآن بعقيدتها الإيزيدية مثل دنان رشوانان بيسيان شيخان وكيتكان، فالعشائر الأربعة الأولى لا يزال قسم منهم على الديانة الإيزيدية، أما باقي عشائر البرازية فأغلبهم مسلمون سنة وقسم منهم شيعة، وقسم على المذهب العلوي (قزلباشي).
وعموماً البرازية متأثرة بمعتقدات الديانة الزرادشتية والإيزيدية، وتمارس بعضاً من طقوسها دون أن تعرف حقيقة هذه الطقوس وماهيتها، وهم متمسكون بهذه الطقوس رغم إسلامهم، وربما هذا ما جعلهم غير متشددين دينياً، وخاصةً الجيل الجديد منهم، والمساجد نادرة في القرى البرازية شأنها شأن المدن الكردية، وهذا القول ينطبق حتى على أبناء عشيرة الشيخان الذين يدّعون الانتماء إلى آل البيت (الأشراف).
والظاهر أن العشائر البرازية الذين تخلوا عن دياناتهم الإيزيدية أو الزرادشتية، لم يتخلوا عن الكثير من معتقداتهم القديمة مثلهم مثل الشعوب الشرقية التي دخلت الإسلام بإرادتها، أو الذين أرغموا على الإسلام في عصر الفتوحات الإسلامية، فمن كانوا زرادشتيين ثم أصبحوا إيزيديين ثم اعتنقوا الإسلام لم يتخلصوا من كامل موروث دينهم القديم.
وقد بقيت هذه المعتقدات والمفاهيم، في تلافيف وثنايا العقل الجمعي الباطني، ومنها تعاليم وعقائد الديانة الزرادشتية والإيزيدية، والتي لا تزال مستمرة في الذاكرة الشعبية منذ مئات السنين.
ومن تأثيرات الزرادشتية والإيزيدية على البرازية تقديس النار، الشمس، الماء، التراب، ويوم الأربعاء الذي لا يزال أكثر قدسيةً، وهذه من أسس الديانة الزرادشتية التي تقدس العناصر الطبيعية الأربعة النار الهواء الماء والتراب، وإلى الآن البرازية يقدسون هذه العناصر الطبيعية، إضافة لاعتقادهم بيوم الأربعاء وغير ذلك مثل بداية الشهر ونهايته، والشمس والقمر والصليب.
2 وجود البرازية في منطقة همذان، حيث كان حي (البراز تاختية) من أهم أحياء الأكراد في همذان.
3 البرازية في جنوب بحر قزوين، وقد ذكرهم الرحالة الإيراني ناصر خسرو في كتابه (سفرنامه) في النصف الأول من القرن العاشر الميلادي.
4 وجود البرازية في قلعة (أرمشاط)، في منطقة بوهتان، وقد ذكرهم شرف خان البدليسي.
5 البرازية في جنوب همذان، كانت تعيش ضمن اتحاد (جومير) الذي يضم عبدالي گوما شاه ويسي وبرازي، وهي لگية اللهجة، پارسانية المذهب.
6 اتحاد براز في الجنوب الغربي من كردستان، ويتوزع هذا الاتحاد في سميساط وعنتاب ومرعش وحلب، لهجتها الكرمانجية الشمالية، علوية المذهب، والبعض منهم سنة، عليدينلي (عليدين) دنان ديدان قره كَيجان كيتكان معفان ميران أوخيان بيزان شدادان وشيخان.
7 أوخيان، تعيش في الرها سَروج ديار بكر.
8 شدادان، تعيش في الرقة وقضاء سَروج.
9 برازي، تعيش في ملاذ كرد أرضروم ديار بكر الرها سروج الرقة ماردين حلب والشام.
10 شيخان، تتوزع في دياربكر الموصل ماردين الرقة مرعش أطراف أنقرة وطرابلس الشام، عشيرة رحالة، مسلمة الديانة، وقسم منهم إيزيديون.
11 البرازية في مدينة حماه السورية، يسكنون في حماه وبعض القرى والمناطق القريبة منها، ويعود وجودهم هناك إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي.
12 البرازية في حارم، يعود وجودهم هناك إلى القرن الثامن عشر الميلادي.
وهناك أيضاً البرازية الذين يسكنون حي الأكراد في دمشق، ويعود وجود بعض منهم إلى العهد الأيوبي.
ومن العشائر التي كانت ضمن اتحاد السليفاني، مثل بازوكي، بازكي ( بيزكي)، فهي تعيش في مناطق تواجد البرازية، في أرزروم الرها الرقة وسميساط، قسم منهم سني المذهب وقسم علوي المذهب، كرمانجية اللهجة.
أما في إيران، فتعيش عشيرة بازوكي (بيزكي) في محيط فرامين، وأيضاً منقسمة هناك بين المذهب السني والمذهب الشيعي، ولهجتها كرمانجية.
ولا تعني البرازية حصراً، هذا العدد المذكور من العشائر فحسب، فأحياناً كانت بعض العشائر تعد من ضمن الاتحاد البرازي، وأحياناً خارج هذا الاتحاد فمثلاً، الشيخان قسم منها كان ضمن التحالف المللي، وقسم ضمن التحالف البرازي، حسب توزعهم الجغرافي وكذلك الرشوان والدنان، وباعتبار هذه العشائر من أكبر عشائر كردستان، فكانت في كل منطقة تنضم إلى اتحاد عشائري معين، حسبما تقتضيها الحاجة، وأحياناً مستقلة في منطقتها.
وهناك أغنية شعبية تشير إلى هذه الاستقلالية:
De sine Edlê sine derbûn Beraz û dine
Çûme pêşya koçano Edla mid, nêvde tine
إذاً كانت مراعي الدنان مستقلة عن مراعي البرازية، وهذه حقيقة لأن منطقة توزعهم مختلفة، فالدنان يتوزعون غرباً حتى منطقة عفرين، وجنوباً حتى شرقي حلب منطقة جبل الحص، ولهم هناك عدة قرى، ومنها مركزهم الجنوبي قرية تل آران ( تل عران).
وهذا المثال ينطبق على عشيرة كيتكان أيضاً، ربما مقولة براز وكودك (Braz û kudik) لم تأتِ من فراغ، وقد تحالفت الشيخان والكيتكان في النصف الأول من القرن العشرين ضمن اتحاد البرازي الكبير لكل عشيرة.[1]