دراسة في أدب الفولكلور الكردي
ملحق جریدە المدی، 20.10.2012
صدرت الطبعة الثالثة من كتاب(#دراسة في ادب الفولكلور الكردي#)عن دار الثقافة والنشر الكردية للبروفيسور: الاستاذ الدكتور عز الدين مصطفى رسول. ويقع الكتاب في 176 صفحة من القطع المتوسط.
تناول المؤلف موضوعة ادب الفولكلور الكوردي من اوجه عدة فبدأ من تعريفه للفولكلور و استعرض اقسام وانواع الادب الفولكلور الكردي، كما تناول الاساطيرالكردية والحكايات الكردية،
وتناول في مقدمة نظرية دراسة الملحمة عند الكرد وانواعها مثل ملحمة العشق والغرام وقسمها الى ملاحم محلية واجنبية وملحمة بائع الزنابيل. والامثال والحكم والغناء وتناول مقدمة لنظرية الشكل والمضمون في الغناء الكردي، بالاضافة الى الطرائف والنكات والبطل المحلي للنوادر، وادب الطرائف الكردية المدونة، والاحاجي.
يقول المؤلف في مقدمته إننا لانملك دراسات كثيرة حول الادب واللغة الكردية بأستثناء بعض الكتب لا تخلو من نواقص ولا تنتهج النهج العلمي الحديث. بالرغم من ان الكرد يمتلكون تراثاً قوميا ثمينا وواسعا من الفولكلور والادب الشعبي والادب الكلاسيكي. لكن الكرد في الفترات المتاخرة اخذوا يمتلكون تدريجيا ناحية البحث العلمي الحديث، وخرجوا بدراسات مهمة في هذا المجال.
وقسم الباحث دراسته النقدية على ضوء الاركان الثلاثة من اركان علم الادب المعاصر. فبحث في نظرية الادب والنقد الادبي وتاريخ الادب. فنظرية الادب علم يهتم بالادب الابداعي (شعراُ ونثراُ) اي انها استيعاب فني كامل للحياة ويبحث النوع والاسلوب الفني وسبل التعبير في القوانين العامة لتطور الادب. ونظرية الادب تقترب من تاريخ الادب، وتخدم مؤرخي الادب وتضع الاسس والمناهج لدراسة النتاج الادبي، وتعتمد على منجزات الفكر النقدي. ويؤكد المؤلف انه ليس هناك تاريخ ادبي من دون نظرية، كما لاتوجد نظرية ادب دون تأريخ للادب.
وبخصوص الفولكلور يقول انها كلمة غريبة تشمل ميادين واسعة من التراث الشعبي بدءاُ من الازياء القومية وادوات الطعام والنقوش والزخارف. اما فولكلور الادب فهوكل مايسميه دارسو الادب بالابداع الشعبي الشفوي حيث ينتقل من فم الى فم ومن جيل الى جيل وهكذا. ويعتبر مادة غنية لدراسة حياة وتراث وتاريخ الامم.
وعن الفولكلور الكردي يذكر المؤلف عن العالم اللغوي (مار) ان الفولكلور الكردي ينتشر ليس بين الشعب الكردي حسب بل عند شعوب الشرق الاخرى, كالعرب والفرس والارمن والاتراك. في حين يقول مينوروسكي (ان الغناء الكردي ورواية القصص الكردية اصبح عادة عامة لدى الاشوريين الذين يعيشون في الجبال).
اما عن اقسام وانواع ادب الفولكلور فيشير المؤلف رسول الى انه يقسم الى عدة اقسام رئيسية كالاساطير والملاحم التي تقسم الى ملاحم البطولة وملاحم العشق. وهناك القصة او الحكاية والقصيدة الغنائية العاطفية. وكذلك الترنيمية الخاصة بالطفل ومراثي النساء في مجالس العزاء. والامثال والحكم.
بخصوص الاساطير يقول رسول انها من وجهة نظر فلسفية تعني احد انواع الوعي الاجتماعي ويمكن اعتبارها محاولة بدائية للانسان لمعرفة العالم وفهمه.
من اهم رموز الاساطير عند الكرد صورة الثعبان التي تمثل قوى الشر تماماُ كما في الاساطير اليونانية. وذلك واضح في صورة (الحية) بقصة (ازدهاك – او الضحاك) المشهورة. وتبرز قوى الشر في الاساطير الكردية وهي تحاول خداع الانسان وهو يحاول ان يتخلص منها بكل ما أوتي من قوة. وفي جانب الخير ترمز الاساطير الكردية للخير بشخصية (خضر) او (خدر) باللغة الكردية وهو الذي يكون الملهم لانقاذ الاخرين وضد الشرور.
وتحتل الحكاية جانبا مهما من ادب الفولكلورالكردي. وهي تطور تأريخي للاسطورة بشكل جديد. وتأخذ مادتها وشخصياتها من الموجودات الحية سواء كانت حيوانات او طيور. ويكون الانسان شخصية بارزة في الحكاية وهي ايضا تنتقل شفاهياً من فم الى فم ومن جيل الى اخر. والفارق بين الحكاية والاسطورة هو وجود الانسان الحقيقي في الحكايات والخيال في الاسطورة.
وتتميز الملحمة بوجود الديالوك والوصف وهما يعطيان للمحلمة مظهر القصة. والملحمة حسب بلينسكي تميز نفسها عن الدراما ويتغطى الحدث اكثر من اي شيء اخر في الملحمة.اما في الدراما فأن المسيطر هو الانسان. اي ان البطل هو الوجود والحياة في المحلمة. اما في الدراما فأن ذاتية الانسان تقابل هذين العنصرين.
ويتناول المؤلف قضية الحكم والامثال فيقول (اذا كانت الاسطورة من حيث الدين والمعتقد تحتوي على افكار مقتبسة تماماُ من الاديان السابقة للاسلام، فأن في الحكم والامثال سمة واضحة لعهد الدخول في الاسلام. وتقسم ايضا، بكونها نتاج فترة امتهان الزراعة ومابعدها. ومعظم الامثال مأخوذة من حياة الكرد وطباعهم ومعيشتهم منها هذه الامثال:
لايعرف الشبعان حال الجائع
الجهد جهدي وانت تقطف الثمر
قالوا للبعير قد رزقت بولد فقال سيظل حملي على ظهري
يصبر الفقير الى ان يخرج الطحين من الطاحونة، ولايصبر الغني الى ان يؤخذ الخبز من الصباح
الدنيا جنة الكسالى، نم ردحاً، وكل ردحاً
وعن الاحجية يشير المؤلف الى انها قسم من ادب فولكلور الشعوب اي انها قسم من الادب غير المدون، الذي ينتقل شفاهياُ. وهي تمثل مختصرا لحادثة او ظاهرة على عكس الامثال والحكم. وتستخدم الاحاجي لصقل التفكير او قضاء الوقت كما الطرائف او للرمز كما في ميدان الادب, ثم تطور حال الاحاجي ليصبح ضمن الادب المدون.
وفي ادب الطرائف الكردية المدونة يشير الى طرائف الملا نصر الدين وكذلك العلامة علاء الدين سجادي الشهير بعقد اللؤلؤ وقد صدرت له ثلاثة اجزاء ضخمة كل منها ب 200 صفحة طبعت في عامي 1957 – 1958, وهي أقرب لطابع الانسكلوبيديا. وحول البطل المحلي للنوادر يتناول شخصية بهلول التي يعرفها الشرق وشعوبه ويتحدث عنه الكرد باعتباره شقيقاً مجنوناُ لهارون الرشيد والبعض الاخر يراه شخصية مشوهة عن ابي نؤاس.
عموماُ الكتاب يقدم لمحة معمقة للفولكلور الكردي لاسيما في مجال الاساطير والملاحم البطولية والعاطفية والنكات والطرائف للتعريف بها وتقديمها للشعوب الاخرى. [1]