وشر الأمور ما يضحك .. ثم يبكي الى النﮪاية ’ ان نرى العراقي غريباً على جغرافيته ’ و العراق منكوباً بأهله والوطن يرتدي خجلاً عباءة الغزات والمحتلين والدخلاء ’ بعد ان سلخوا عنه جلده الطبيعي الهوية الوطنية المشتركة لمكوناته التاريخية ليحتذوه اسمالاً .
فتحنا عيوننا فوجدنا التاريخ يعيد كتابة واقعه عبر المؤرخين المنصفين محليين ومستشرقين عبر الحقائق الأثرية والأدلة والوقائع في ادق تفاصيلﮪا ’ قراءنا وسمعنا واقتنعنا ولم نجد نقيض، لكينونة العراق التي تشكلت من النهرين والنخيل والجبال والصحراء والأهوار والكرد #الفيلية# مثلﮪم مثل عراقيو الجنوب والوسط وشعب كردستان والمكونات التاريخية الآخرى ... العراق : جغرافية وبيئة وانسان وحضارة وثقافات وهوية وطنية تاريخية مشتركة ’ تكونت وتواصلت وترسخت عبر الآف السنين ’ وغيرﮪا دخلت عراق الخصب والخير والثراء والتآلف ’ اقوام مختلفة بحضاراتﮪا وتقاليدﮪا وثقافاتﮪا والغاتﮪا واديانﮪا والوانﮪا ’ فأندمجت فيه وامتدت جذورﮪا في تربته للتسامح والعطاء وقبول الآخر والتعايش معه ’ وحتى الغزات والفاتحين والمحتلين لم يجدوا امامﮪم الا ان يندمجوا مع الحقيقة التاريخية الخالدة لوادي الرافدين .
اخر تلك الأجتياحات التي اغتصبت عراق ما بين وعلى ضفاف النهرين ﮪي الحكم العثماني الذي اتخذ الأسلام جسراً للعبور والأستقرار دماراً وتخلفاً وانحطاطاً على الجسد العراقي لأكثر من اربعة قرون عجاف ’ زرعوا خلالﮪا عاهات وشذوذات وتشويﮪات وتخلف وخراب اجتماعي مدمر الحق الأضرار الفادحة بالهوية الوطنية التاريخية المشتركة لمكونات المجتمع العراقي .
بعد الحرب العالمية الأولى وتقسيم كيان الأمبراطورية العثمانية التي كانت اساساً متفسخة وجاﮪزة للفرﮪدة ’ وبعد مغادرة فلولﮪا العراق ورغبة في نفوس المحتلين الأنكليز بشكل خاص تركت فيه ارث معيب من التطرف الطائفي العنصري العدواني عبر ايتامﮪا من الغرباء والدخلاء من موظفين وعسكريين واداريين ومؤسسات واجﮪزة جميعﮪا مشبعة بالثقافة البغيضة للتطرف الطائفي العنصري ’ اي ان الأنكليز وبعد طرد الجيوش العثمانية من العراق احتفظوا فيه بعثمانيتﮪا المدمرة ’ كانوا قلقين من ان يستعيد العراقيون هويتﮪم الوطنية مرة اخرى ويعيدوا ترتيب واصلاح كياناتﮪم وطنياً وانسانياً ’ فأستعاروا لﮪم ملكاً غير عراقي وقيادات عسكرية ومدنية ومؤسسات مختلفة استبقوا عليﮪا من الماكنة المؤسساتية البشعة للدولة العثمانية ’ اﮪم ما يتوفر فيﮪا ﮪو التعصب والتطرف العنصري الطائفي وضعف الروابط الوطنية والأنتماء للعراق ’ وجعلوا العثمانية اساساً لهوية المواطنة للأنسان العراقي واجتثوا الأنتماء التاريخي الذي تمتد جذوره لألاف السنين للهوية الوطنية التاريخية لمكونات ما بين النهرين’ فكانت الشهادة الجنسية العثمانية مثلاً احدى بشاعات ذلك التشويه الفض بعد ان فرضوﮪا بديلاً للأنتماء التاريخي لأﮪل العراق .
كان في مقدمة ضحايا تلك السياسة المشينة ﮪم الكرد الفيلية وعراقيي الجنوب والوسط وشعب كردستان والمكونات التاريخية الآخرى كالمسيحيين والتركمان والصابئة المندائيين والأيزيديين والأرمن وغيرﮪم ’ اي الأكثر من ثمانية اعشار مجموع المجتع العراقي ’ حيث تعرضت تلك المكونات الى دسائس انكار الﮪوية والأنتماء لعراق ما بعد العثمنة ’ فتعرضت لحالات تهجير وانفلة واجتثاث وتصفيات وابادات جماعية متواصلة على اسس عنصرية طائفية ’ وعلى نفس الأسس تم استيراد الغرباء والدخلاء من الجوار العروبي الأسلامي بغية اتمام تعريب واسلمة المجتع العراقي بكامله والغاء هويته الوطنية التاريخية بعد اقتلاع جذور انتماءه لجغرافيتة وبيئته ومجمل عناصر كينونته .
النظام البعثي الدموي وليد التلاقح بين العنصرية العروبية والطائفية العثمانية ’ كان همجياً في انجاز الأجندة الخارجية لأجتثاث المكونات التاريخية للعراق ’ فأستهدف عراقي الجنوب والوسط والكرد الفيلية ومواطني كردستان بأبشع حملات التعريب عبر الأنفلة والأجتثاث والأبادة الجماعية والتهجير’ فكان نصيب الكرد الفيلية ﮪو الأبشع والأكثر وحشية ’ فتم ابادة جيل كامل من تلك الشريحة الصغيرة عبر اختطاف وتغييب اكثر من عشرة الآف شابة وشاب وتهجير اكثر من مليون انسان من عوائلﮪم بعد تجريدﮪم تماماً من ممتلكاتﮪم وابسط مقتنياتﮪم وكل ماله علاقة بتاريخ وذكريات اسلافﮪم ’ كانت طعنة في خاصرة العراق ’ وجرحﮪم لا زال ينزف ... اقتلعوا كبده العزيز في الكرد الفيلية وتركوه معوقاً بأعز اهله واقدم احفاده واروع تقاسيمه .
بعد التغيير الذي حدث في 09 / 11 / 2003 وسقوط البعث العروبي حزباً وعقيدة ودولة ’ كان مفروضاً ان تسارع السلطات المنتخبة من قبل اﮪل العراق على اصلاح ما خربه الدخلاء الطارئين واخرﮪم النظام البعثي المقيت على حقيقة ومعالم وانسانية الهوية الوطنية التاريخية لاﮪل العراق والغاء كل ما ﮪو مخجل من التراث العثماني الطائفي والعروبي العنصري وفي مقدمة ذلك الشهادة الجنسية سيئة الصيت والمعنى والأهداف والأغراض المشينة لأبتكارﮪا وفرضﮪا .
من يزكي من ... ؟
العراق التاريخي بجلده وعظمه ودمه ’ ام غسيل الغزات والفاتحين والمحتلين المنتشرة تشويﮪاً على جسده التاريخي ...؟
الهوية الوطنية التاريخية التي تكونت بالتفاعل الأنساني عبر الآف السنين بين مكونات المجتع العراقي .
ام الأوراق الدخيلة التي ابتكرتﮪا البقايا من ايتام الغزات والفاتين والمحتلين طفحاً غريباً تقيئتﮪا مراراً الطبيعة والكينونة العراقية ... ؟
شﮪادة التاريخ والحضارة والثقافات والتقاليد والعادات والتكوين النفسي وتمازج الدماء والأنتماء للجغرافية والبيئة وعمق رسوخ الجذور الأجتماعية في التربة الوطنية .
ام شهادة الغزو والأحتلال والفتوحات المدمرة للهمجية العثمانية ... ؟
واخيراً ...
الكرد الفيلية بأصالة عراقيتﮪم وارتباطهم المميز بعراقﮪم ورسوخﮪم الروحي والأنساني عميقاً في تربة التكوين العراقي توامة مع رسوخ البيئة العراقية الشاملة ’ بتاريخﮪم الوطني ومساهماتﮪم المميزة ببنا الجوانب المشرقة في تاريخ العراق وحضارته ’ ببسالتﮪم وتضحياتﮪم وافتدائﮪم للعراق واخوانﮪم فيه من المكونات الأخرى ...
ام العثمنة الطارئة بشهاداتﮪا واوراقﮪا ووثائقﮪا وايتامﮪا وكامل ارثﮪا البغيض عنصرياً وطائفيااً .... ؟
اترك الجواب مفتوح الجرح امام المثقفين الوطبيين وحكومتنا المنتخبة بكل ما لﮪا وما عليﮪا ’ وكل من يرى العراق بعيون اهله .
حسن حاتم المذكور
22 / 11 / 2007.[1]