السيدة حبسة النقيب (1891 – 1953/4/12)
السيدة حبسة (حفصة)، إبنة معروف البرزنجي من سلالة الشيخ أحمد، و إبنة عم محمود ملك كوردستان ، و زوجة الشيخ قادر حفيد، من مواليد سنة 1891، و كان محل ولادتها في مدينة السليمانية،وهي سيدة كوردية مشهورة، بعطائها و ثقافتها و مساندتها الفعالة لنساء كوردستان،و عرفت بإسم حبسة النقيب، وذلك نسبة إلى والدها معروف البرزنجي الذي كان آنذاك ” نقيباً”، وقد حصل على هذه الرتبة من قبل الدولة العثمانية حيث كان ممثلاً لسادات شيخان.ونشأت السيدة حبسة من بين عائلة عرفت بإخلاصها للكورد، وتربت تربية دينية و علمية، حيث أصبحت بعد ذلك واحدة من أهم نساء كوردستان، وكانت إمرأة محبة للخير و طيبة القلب و ذات نفسية طاهرة، وكانت تمتلك مكاناً خاصاً بها حيث كان ملجأً للنساء اللواتي يتعرضن للظلم و القسوة في مدينة السليمانية و ضواحيها، وقدمت في أغلب الأحيان إلى جانب حل مشاكلهم مساعدات مالية لهم، وبهذا إستطاعت أن تنال مكانة إجتماعية بارزة من بين باقي نساء عصرها.وبعدها تحول بيتها إلى مركز كوردي إجتماعي، تعلم فيها النساء الخلق الرفيع في المجتمع، إضافة إلى إحياء المشاعر الوطنية لكل من يلجأ إليها،وكان هذا سبب من أسباب شهرتها في أرجاء كوردستان.
في حين تنشغل النساء الأخريات بالتحدث عن الملابس والموديلات النسائية، كانت السيدة حبسة تتناول من خلال أحاديثها مع باقي النساء الحقوق الوطنية الكوردية و تحقيق الحرية للشعب الكوردي.وبدعوة من السيدة حبسة أستقبلت نساء السليمانية، الشخصية الكوردية السيد سمكو شكاك، إستقبالاً حاراً حال وصله آنذاك إلى مدينة السليمانية في سنة 1923.
تأسست أول جمعية نسوية في 28/6/19300، تحت أسم ( جمعية نساء الكورد) بإشراف مباشر من السيدة حبسة النقيب، وتولت منصب السكرتارية السيدة حبسة عيرفان زوجة جميل صائب، و أعتبرت هذه الجمعية أولى جمعية نسائية تدافع عن حقوق المرأة في البدايات الأولى من القرن الماضي على مستوى الشرق الأوسط بأكمله.ومن خلال رسالة بعثتها السيدة حبسة، سنة 1930، إلى منظمة (عصبة الأمم)، التي كان مقرها في جنيف دعت من خلالها تقرير مصير الكورد في أطار كوردستان، وكانت لهذه الدعوة صدى واسع في تلك الأونة، وخاصة في تلك العصور المظلمة التي عاشها الأكراد.وعندما تأسس الجمهورية كوردستان في مهاباد عام 22/1/1946، برئاسة القائد القاضي محمد، قدمت السيدة حبسة النقيب دعماً مادياً بكل ماملكت لمساندة هذه الجمهورية العزيزة و بالمقابل نالت شكر و تقدير من قبل القائد القاضي محمد.وكان لها دور بارز في إنتشار العلم و التعليم بين صفوف نساء الكورد، وكانت محل فخر وتقدير من قبل كافة أطياف الشعب الكوردي.ولم تقتصر على تقديم المساعدات للأعمال الخيرية فقط، بل وقامت بتأسيس مدرسة لتعليم النساء الكورد داخل أحد بيوتها التي وهبته من أجل القضاء على الجهل و التخلف آنذاك، حيث كانت تباشر الدراسة فيها في المساء، و كانت حبسة خان أحد طلاب هذه المدرسة، و أنسبت هذه المدرسة بعد ذلك إلى وزارة التربية.توفيت السيدة حبسة النقيب أثر أصابتها بمرض السرطان عن عمر يناهز 62 عاماً، في يوم الأربعاء المصادف ل 12/4/1953، و دفنت في مقبرة ( سيوان)، و تركت فراغاً واسعاً في مجال دفاعها عن حرية و حقوق المرأة.
حبسة خان ومجموعة من النساء_ربيع 19433- السليمانية.[1]