بقلم إدارة موسوعة جياي كورمنج
السجاد العفريني ( Cil ) ذاكرة أرض وشعب وطبيعة جميلة
يُقال إن أقدم حرفة عرفها الإنسان الكردي بعد الزراعة هي السجاد اليدوي، وأن سجادة الربيع “بهارلو” أو سجادة “كيخسرو” من أقدم السجاد المعروف في العالم فالسجاد اليدوي الكردي ينسج مع خطوطه ونقوشه قصص الماضي السحيق.
للسجاد العفريني بشكل خاص تاريخ عريق يرتبط بثقافة وفلكلور المنطقة فيعتبر أحد أهم الملامح التراثية في جياي كورمنج يحمل معه حنين الزيتون العتيق فهو رمز تراثي وحضاري يشير للمنطقة بكل تلك التصاميم الجميلة والألوان الساحرة التي حاكتها يد المرأة الكردية بكل احتراف وابداع.
اعتمدت حرفة السجاد اليدوي في منطقة عفرين على المواد الأولية من صوف غنم وشعر ماعز نظراً لأن المنطقة تمتاز بالزراعة ووجود الثروات الحيوانية حيث كان الراعي أوصاحب القطيع يقوم بجس وقص الصوف ومن ثم يتم غسل الصوف وتجفيفه وندفه بشكل يدوي يليها عملية غزل الصوف وبعد غزل الخيوط الصوفية يتم استخدامها في صناعة البسط والسجاد على أنوال خشبية متوفرة في أغلبية البيوت والمنازل .
انعكس جمال البيئة الطبيعية في منطقة عفرين على حرفة السجاد فكانت تتصف نقشاتها المرسومة بالجمالية ولكل نقش معنى خاص ودلالة معينة ترمز لطبيعة الحياة والأحوال الاجتماعية والثقافية للمنطقة فصناعة السجاد اليدوي ليست مهنة عادية بل هي فن وعمل ابداعي يرسّخه العاملون بها من خلال رسوماتهم ونقوشاتهم المحلية المحاكية للبيئة والطبيعة فسحر الجمال والأصالة والنقش والألوان الزاهية التي اعتمدت على الألوان الطبيعية التي توافرت في البيئة العفرينية من أزهار وأعشاب ونباتات طبيعية أكسب السجاد ذلك الجمال الفني المتميز .
السجاد العفريني يعلّق على الجدران أيضاً كلوحات فنيّة تراثية والتي تزداد جمالاً وقيمة عاماً بعد عام فكان السجاد العفريني بحق ذاكرة أرض وشعب وطبيعة جميلة .[1]