#عنكاوا# (بالسريانية: ܥܢܟܒܐ) مدينة كلدانية صغيرة تقع في شمال غرب مدينة اربيل ( أقدم مدينة مأهولة في العالم) في شمال العراق. تبعد عن اربيل حوالي اربعة كيلومترات. يقدر سكانها ب 20000 نسمة الاغلبية العظمى منهم ينتمون الى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.
سميت عنكاوا في القرون القديمة ب عمكا-اباد وثم عمكو ، عمكاوا و اخيرا عنكاوا. ذكر اسم البلدة في كتب تاريخية مختلفة منها كتاب ابن العبري ( مختصر تاريخ البلدان ) حيث يقول الكاتب: هاجمت القوات المنغولية منطقة اربيل يوم الاحد من يوليو 1285 ووصلت الى بعض القرى ، كانت احدى تلك القرى عنكاوا…..الخ. كذلك تم ذكر اسم عنكاوا في كتاب (بلاد اشور المسيحية) الذي كتبه (جان موريس فيه) الفرنسي ، حيث يذكر فيها الكاتب مراحل تغيير اسم البلدة في القرون المختلفة.
تم ذكر اسم البلدة ايضا من قبل المؤلف الفرنسي اولييفير في كتابه الموسوم (رحلة اولييفير الى العراق 1794-1796 ).
من الشواهد التاريخية الاخرى التي تؤكد العمق التاريخي ل عنكاوا هو الحجران اللذان وجدا في عام 1995 في كنيسة مار كوركيس منحوتة عليها كتابات باللغة السريانية. ما يلي بعض المعلومات عن هذه الاحجار:
الحجر الاول: حجر أصفر عرضه 40 سنتيمترا و طول 80 سم. النص المنقوش على هذا الحجر يقول أن كنيسة مار كوركيس تم اعادة بناءها في عام 816 م.
الحجر الثاني : ايضا فيه نص منقوش باللغة السريانية و يذكر عليه تاريخ وفاة القس هرمز عام 917 م. ويذكر فيه اسم عنكاوا كما كانت تسمى انذاك (عمكو).
أن احد اسباب بقاء البلدة لحد الان في هذه المنطقة و حسب المؤلف الفرنسي جان موريس فيه، السبب هو قربها لمدينة اربيل أو نتيجة للمبالغ التي كان يدفعوها السكان في القرون السابقة الى حكام المدينة مقابل حماية لاهلها.
عنكاوا لها مواقع اثرية كثيرة منها:
مار عودا
تل مار عودا يقع شمال غرب عنكاوا و على بعد 4 كم على يسار الطريق المتجه الى قرية كزنة. تم تسجيل هذا التل ضمن المواقع الاثرية في العراق عام 1945 . من الملصقات السطحية التي دونتها الموسسة العامة للاثار عنه أنذاك هي:
1. حافة واحدة لاناء اشوري
2. كسرات من الفخار و شقف من الخزف يعود زمنه الى القرون المسيحية الاولى.
من هذه الاثار نستنتج ان المسيحية دخلت هذه المنطقة منذ القرون الاولى للمسيحية. يذكر ان اسم الدير كان يدعى مار عودا او عبدا او عبدايشوع و يرقى تاريخه الى العهد الساساني 224-637 م.
قصرة
يقع هذا الموقع اثري داخل القصبة في الشمال الرقي منها. كان قصرة الى الوقت القريب يستخدم كمقبرة للبلدة و ما تزال بعض القبور جاثمة فوقه لحد الان. سجل هذا الاثر في مديرية الاثار العراقية تحت اسم قصر (مقبرة عنكاوا- تل) و تحت تسلسل 218. ارفاع التل 10امتار و محيطه 600 متر. عثرت مديرية الاثار كمية من الفخار في الاثر.
كذلك يوجد اثار اخرى منها : تلنتا- كرد مسينا ، مار سنيقا ،مزار مريم ، مار قرياقوز و مار يوسف.
تتميز بوجود العديد من الكنائس الحديثة والقديمة كما تتميز بوجود مطاعم ومرافق سياحية أخرى. تحولت عنكاوا إلى مركز جذب للمهجرين المسيحيين من المناطق الساخنة في العراق بعد احتلال العراق عام 2003 وذلك للاستقرار النسبي الذي تتمتع به البلدة ولتركيبتها السكانية المتميزة حيث أن الغالبية العظمى من سكانها مسيحيون.
من الاماكن المقدسة الاخرى يوجد قبة مارت مريم و مارت شموني حيث لكل منهم تاريخه و حكايته العريقة.[1]