حاجي علو
على #الئيزديين# أن لا يتوقعو قولي (قنديلا ثانٍ) أن يهبط لهم مبعوث من السماء ليحل مشاكلهم وينير لهم الدرب للتطور نحو مستقبل أفضل في عالمٍ سريع التغيير, عليهم أن يتحملو مسؤولياتهم جميعاً للتطوير والتغير الأفضل, أن لا يضع كل منهم المسؤولية على غيره وينزل عليه بالإنتقاد, أن يُساعد كل منهم الآخر في تقديم المقترحات البنّاءة , فالمير هو فردٌ واحد من الئيزديين المثقلين بالمشاكل التي هي أكبر منهم, فلا تتوقعوا منه معجزة أو تضعوا عليه كل المسؤولية, هو واحدٌ منكم أنتم العاجزين عن فعل شيء بهذا التشرذم و وضع المسؤولية على الغير, لكن بعضها على الأقل في المجال الداخلي, تحتاج بادرة من المير أولاً لنتبعه جميعاً بالدعم والتأييد ثم التفعيل والتطبيق, من هذه الإصلاحات المُلحّة مشكلة أبيار هسل ممان الذين هم على وشك الإنقراض, هذا الموضوع القديم الجديد, قد تناوله كثيرٌ من المثقفين سابقاً ولم يُستجاب لهم بتقصير من عدة أطراف منهم أصحاب الشأن أنفسهم, والآن نجدد هذه الدعوة بطلبٍ وإلحاح من أصحاب الشأن أحد أبيار هسلممان البير بركات إبن المرحوم بير حجي البيت ناري الذي كان معارضاً شديداً سابقاً لكن الأمور قد تبدلت بشكلٍ سريع ولا يجوز الإنتظار أكثر , إستوقفني البير مرّتين طالباً عرض الموضوع على المثقفين والرأي العام وعلى رأسهم المير حازم بك المخوّل بإصدار الفتاوي الدينيّة, وهو موضوع ليس مخلّاً بالحد والسد والشريعة الئيزدية في الزواج الفئوي فهناك ثماني أسر بيرانية لا علاقة دينية مقدّسة بينهم وبين أبيار هسلممان يُمكنهم الزواج مع أبيار هسلممان بمجرد إصدار فتوى بذلك, ويُترك الأمر في التطبيق لأصحاب الشأن الراغبين وسنبارك هذه الخطوة بكل تقدير وإحترام .
2 الخرقة : من ثوابت الدين الئيزدي منذ زمن الشيخ عدي أن يخدم عتبة الشيخ عدي فقير يلبس الخرقة وهو الذي يقود السما عشيات ايام الأعياد, لكن الذي يحدث الآن أنّ العتبة تُؤجّر لطرف والخرقة لطرف آخر, فقير لابس الخرقة يُؤتى به من سنجار لإداء السما بدلاً من السادن الضامن للعتبة الذي لا يلبس الخرقة, وهذا شيءٌ غريب وغير مقبول, فما كان مني إلاّ التوجه مباشرةً إلى الفقير السادن لأسأله عن سبب عدم لبسهم الخرقة, ولو لواحدٍ من الأسرة , فأجابني أن مسؤوليّة لبس الخرقة صعبة لا يتحمّلها أبناء الجيل المُعاصر, فقلت ما هي هذه المسؤولية والشروط الصعبة المستحيلة لهذه الدرجة؟ فذكرها وقال أنها من مسؤوليّة المير صاحب الخرقة الأول وبيده تلبيسها أو نزعها وكل الفتاوي بشأنها, لكني لم أقتنع بهذا الكلام لأنني لم أجد في معالجتها شيئاً مستحيلاً أو مخلاّ بقدسيّتها يعجز المير عن الإفتاء بها, كيف يُمكن ويجوز تأجير الخرقة ولا يجوز الإفتاء للإعتناء بها وتقديسها ؟ ما هذه الإزدواجية التي لا يقبلها أيّ منطق, التأجير المُخل الذي لم يحدث في الدين أبداً يجوز وتقديس الخرقة والإعتناء بها لا يجوز! لذا نهيب بسماحة أميرنا معالجة الموضوع كي يُحافظ على ديمومة الخرقة وإستمراريّتها ويُنقذها من الإنقراض المحتوم, بأمرٍ هو في يده وأسهل ما يكون وليس مخلاّ بأي شأنٍ من شؤون الدين, فبموجب الشروط التي ذكرها لنا الفقير السادن الآن والذي لم يتمكن من لبس خرقة أبيه , أنا واثق أن أيّاً من شباب الفقراء المعاصر سيتمكن من لبس الخرقة بتلك الشروط .
3 السماط : أشد ما تملّكني العجب في هذا العيد /الجما الفائت/ أنني لما توجهت إلى عتبة شيخي الرسم التي أزورها دائماً وأتناول سماطه, هو أنني لما سألت عن السماط قال لي السردري إننا لا نطبخ السماط إلاّ مرة واحدة في يوم العيد فقط, فلما سألت عن السبب قال أن الناس لا تاكله ويُرمى, وأنا لم أقتنع إطلاقاً بهذا الكلام, فقلت الناس تأتي خصيصاً للتبرّك بتناول السماط فكيف لا يأكله المريدون؟ فقال المسألة بيد المير, وكل العتبات, عدا سماط شيخادي لا تطبخ السماط إلاّ مرة واحدة, فقلت لا, طبخ السماط هو مسؤولية السردري منذ الأزل ولا علاقة للمير به .
ولم يتسنَّ لنا بحث هذا الموضوع مع المير , لكني إتصلت بأحد أفراد بيت الإمارة المقرّبين من المير وطرحت عليه هذا الموضوع, ولخيبة أملي وجدته مُدافعاً عن عدم طبخ السماط أو أي شكل من أشكال مسؤولية المير في ذلك, وكرر قائلاً إنها مسؤولية السردري والمير لا يُمكنه أن يُلزم العالم بمسؤولياتهم هم منذ زمن الخاسين, فقلت نعم لكن المير سابقاً لم يكن يعطي العتبة بالضمان لأصحابها منذ زمن الخاسين, والآن بإمكانه أن يشترط طبخ السماط قبل تكليفه بخدمة العتبة, ولما كان السردري قد حصل على الحق في خدمة عتبة جده بالمنافسة ولأجل محدود, فمن الطبيعي أن يقتصد في الإنفاق فلا لوم عليه, وعلى المير أن يشترط طبخ السماط كما كان سابقاً قبل أن ترسو عليه المزايدة .[1]