حاجي علو
4 المكتبة: لاشك أن المكتبة كانت وما زالت, حاوية حضارة أصحابها ومستودع ثقافتهم ودينهم وتاريخهم ومصدر المعلومات, ليس هناك مرفق ثقافي في العالم مهما كان متواضعاً يخلو من مكتبة تضم بعض الكتب عن هويته وهوية أصحابه, لا مدرسة ولا دير ولاجامع يخلو منها, إلا #الئيزديون#, بسطاء المعلمين لهم مكتبات في بيوتهم, لكن مرجعهم الأعلى لالش صفر اليدين لا يملك كتاباً واحد يطلع عليه الباحث الأجنبي. ما المشكلة ؟ إنها مهزلة أن ندعي العلم أو الثقافة.
ولما طرحت هذا السؤال على بعض ممن يهمهم الأمر قبل عامين, وافقوني فوراً وتعهد أحدهم أن يسعى لتزويد لالش بمكتبة, لكن في العام التالي لم أجد شيئاً قد حدث, ففاتحتهم ثانيةً فوجدت في إجاباتهم بعض التهرّب من الموضوع وعدم الرضا, من الذي يعتني به؟ ومن يشرف عليه؟ ستسرق محتوياته …., فقلت في نفسي سأتولّى الامر بنفسي, فأتيت بمكتبة صغيرة تكفي لعدد مناسب من الكتب وجهزتها ببعض نتاجاتنا الكتابية, ولخيبة أملي فوجئت بمعارضة شديدة بدلاً من الترحيب أوالثناء ولم أجد موضعاً أضعها فيه إلاّ بعد أن قلت لهم أتيت بها بموافقة الأمير جهور فوضعتها في بقعةٍ لا تعيق شيئاً في زاويةٍ ضيقة على يمين مدخل بيت الفقير, وكتبت نداءً نشرته على هذا الموقع الموقر إلى إخواني الكتبة أن يُجهزو المكتبة بنتاجاتهم الكتابية لتكون منهلاً لطلاب العلم الباحثين في الشؤون الئيزدية, لكن بعد مدة أخبرني أحد الأصدقاء أن مكتبة صغيرة بإسم مكتبة لالش موضوعة خلف باب دار الضيافة, فتملّكني الحزن والأسى أن أجد قادة الئيزديين يُحاربون علم الئيزديين يسدون الأفواه بطريقة مخجلة وهم لا حول لهم ولا قوة في أيّ شأن خارجي, فجئت على الفور لأتحقق فوجدت المكتبة في المكان المُخجل وراء باب دار الضيافة الذي لا يزوره إلا قلة من الأجانب, فهمَّمت بنقله إلى مكان ملائم في القاعة الفسيحة لكن الحارس منعني قائلاً إنها هنا بصورة مؤقتة وسننقلها إلى المخزن عندما تتهيّأ لنا الفرصة, فقلت له كان لنا مخزن أفضل من مخزنكم لو كانت المكتبة للتخزين, لكنه منع, فقلت من الذي أمر بذلك؟ قال: هم, المسؤولون .
وفي عيد الجماعية زرت دار الضيافة فوجدتها قد أُزيلت فقلت للحارس ناظم بركات أين المكتبة؟ قال أمروا بنقلها إلى المخزن. فقلت من الذي أمربذلك؟ قال هم ثانيةً, فقلت من هم؟ إعطني إسماً فقال فلان, فقلت أَهذا هو المير؟ فقال أمره نافذ, وهو لم يكن من بيت الإمارة وهو الذي كان قد وعدني بتجهيز مكتبة قبل عامين. والآن هل من المعقول أن تبقى لالش أُميّة إلى الأبد؟
5 التقويم وتوقيت الأعياد والمناسبات : كانت أعيادنا ومناسباتنا تُوقَّت بدقةٍ متناهية من قِبل الأُمّيين, وما أن تناولها المثقفون حتى تبعثرت الحسابات, في الربيع الماضي قُدّم الشفبراة يومين على موعده وهذا لا يجوز , هو محدد في 15 شعبان والتوقيت القمري في العصر الحديث أصبح دقيقاً جداً, فإما إلتزامٌ به أو إلغاء تام, حدث مثل ذلك في جما شرفدين, أما توقيت الفقراء فقد نسف التوحيد الئيزدي تماماً, فهم مصرون على تقديم الأعياد بأسبوع: تشرين بدلاً من كانون وآذار بدلاً من نيسان دون أساس علمي أو تاريخي, نحن نعلم أن حساب المركه الشرقي بذاته هو ليس حساب الداسنيين الأصلي نهائيّاً هو تقويم ميلادي لا علاقة لنا به, لكننا لجأنا إليه بعد منع الحساب الكوردي الفارسي وتكفيره, وحساب الفقراء هو ذاته الميلادي الشرقي, يحسبون حساب المركه بدقة ثم يقدمون أسبوعاُ عليه ولا شيء غير ذلك ولا تقويم, لا ننسى إننا قرأنا مقالاً على هذا الموقع الموقر يقول فيه أن تقويم الفقراء هو تقويم الشيخ عدي ولم يكن في زمانه توقيت غير الهجري .
كيف لا يلتقي العيدان ويتقطعان وهما يتبعان تقويمين بكبيسة مختلفة؟ هذا لا يجوز أيضاً, في عيد الجماعية حدث تلاعب كبير في المواعيد لأسبابٍ غير منطقية بةري شباكي يُنصب قبل الظهر ويخرج من الكلي عصراً إلى عين سفني في نفس اليوم ومن هناك إلى بحزاني لكن هذه المرة عرض حتى اليوم الثاني ثم نقل إلى باعذرة خلافاً للأصول المتبعة ولم يكن هناك من سبب وجيه لهذا التغيير المشبوه .
6 جمع النصوص وتوحيد الخطاب الديني وهذا يقع على عاتق الكتبة ورجال الدين معاً لكن الإيعاز يجب أن يكون من المير الذي لا يفعل شيئاً فعلى الكتبة عدم الإنتظار وضياع الوقت, عليهم جمع النصوص وتنقيحها ألى الصورة الأقرب إلى الأصلي من حيث اللغة والمعنى في كتابٍ مُوحّد ثم تقديم تفسير موحد لها, فتكون الإجابة على التفسيرات الدينية والتاريخية موحدة ومقبولة للجميع لتكون هويتنا واضحة وديننا واضحاً لا تتقاذفها التيارات والميول الشخصية .[1]