عنوان الكتاب: شمال شرق سوريا: اعتداءات تركية غير مسبوقة على مصادر الطاقة
اسم الكاتب(ة): سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
مؤسسة النشر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
تأريخ الأصدار: 2023
بتاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، شنّ الجيش التركي سلسلة هجمات عسكرية ضد العشرات من المواقع في الشمال السوري، وأطلق على العملية اسم “المخلب-السيف” ونفّذت في مناطق داخل الأراضي السورية والعراقية.
أسفر القصف التركي بواسطة طائرات حربية ومسيّرة، عن تدمير محطات ومخازن للنفط وخروج العديد من مصادر الطاقة في شمال شرق سوريا عن الخدمة، فضلاً عن مقتل وجرح عدد من المدنيين بينهم صحفي.
وقالت تركيا إن العملية جاءت رداً على هجوم “شارع تقسيم” الإرهابي، فيما نفت قوات سوريا الديمقراطية صلتها بالهجوم، وقالت في بيان مؤرخ في ال20 من تشرين الثاني/نوفمبر أن “تركيا تُحضّر منذ فترة طويلة لشَنِّ هجومٍ واسعٍ على مناطق شمال وشرق سوريا، بالأخصِّ بعد أن اختلقت مؤامرة التفجير هي بنفسها في إسطنبول، واتَّخذتها ذريعةً لتُهدِّدَ بها مناطقنا…”. وقالت القوات أن الهجمات شملت مناطق “ديرك/المالكيّة والدِّرباسيّة وزركان/أبو راسين وكوباني/عين العرب وتل رفعت ومناطق الشَّهباء”.
هذا وقد أدانت 200 منظمة سوريّة، من بينهم “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في بيان مشترك الهجمات العسكرية التركية، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوقفها، ودعت مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ بخصوص الاعتداءات الأخيرة والضغط من أجل وقفها وحماية المدنيين والبنى التحتية إنفاذاً لأحكام القانون الدولي.
وخلال الساعات الأولى من العملية، قتل 11 مدنياً بينهم صحفي، وجرح ستة آخرون في استهداف محطة كهرباء بقرية “تقل بقل/كنانة” بريف المالكية/ديريك، حيث كانت قد تعرضت للقصف مرتين، قبل ذلك.
وكانت المديرة العامّة لليونسكو (Audrey Azoulay) قد أدانت مقتل الصحفي “عصام عبد الله” في غارة جوية شمال سوريا، ودعت إلى ضمانة حماية وسلامة الصحفيين من قبل السلطات المختصة. فيما أكّدت “هيومن رايتس وتش” بأنّ استهداف البنية التحتية الحيوية من قبل الجيش التركي وعرّض الحقوق الأساسية للخطر، وفاقمت الأزمة الإنسانية الكارثية القائمة والتي تؤثر على الأكراد، والعرب، والمجتمعات الأخرى في المنطقة.
وتصاعد الهجوم بالطائرات الحربية والمسيرة والقصف المدفعي في اليوم الثالث والرابع من العملية، ما تسبب بحرمان مئات آلاف السكان من الطاقة وتضرر ملايين آخرين في عموم الجغرافية السورية، جراء خروج العديد من المنشآت الحيوية ومصادر النفط والغاز والكهرباء عن الخدمة، في أرياف محافظة الحسكة.
لغرض هذا التقرير التقت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مع ثمانية أشخاص منهم اثنين كانا شاهدي عيان على المجزرة التي وقعت في قصف محطة الكهرباء في قرية “تقل بقل” بريف المالكية، وخمسة آخرون شهدوا قصف عدد من المنشآت الحيوية بمنطقة القحطانية/تربسبيه، إضافة إلى عامل إغاثة في مخيم الهول الذي تعرّض هو الآخر لقصف تركي.
وبخلاف العمليات العسكرية التي أطلقتها تركيا في السنوات الماضية والتي أسفرت عن احتلال مناطق شمالي سوريا، أكتفت الحكومة السورية بالصمت إزاء إعلان أنقرة إطلاق عمليتها “المخلب-السيف”، واكتفت بالإعلان عن مقتل عدد من جنودها واصفة إياه ب “الاعتداء”. وباستثناء خبر عن “خروج منشأة توليد كهرباء السويدية عن الخدمة بعد استهدافها من قبل طيران الاحتلال التركي”، تجاهلت وكالة سانا الحكومية الرسمية استهداف المحطات النفطية في أرياف الحسكة، فيما كرر الرئيس التركي بعيد إطلاق عملية المخلب-السيف، إمكانية حصول لقاء بينه وبين الرئيس السوري، بشار الأسد حتى قبل الانتخابات البرلمانية التركية القادمة في حزيران/يونيو 2023.[1]