عبد الناصر طاووس/ منتدى نبع العواطف الأدبية
برز في الأدب الكردي علماء وفقهاء وكتاب وشعراء كثر، ومنهم الشاعر الكبير الملا أحمد الجزيري الذي يعتبر شيخ شعراء الكورد وقطبهم، وشاعرهم الكبير، بدون منازع، وقمَّة من قمم الأدب الكردي والإسلامي، وإِذا كانَ ابنُ العربي عميداً للحب الإلهي فأحمدُ الجزري هو سلطان الحب الإلهي. وأحد الشُعراء الذين امتلكوا موهبة فائقة، وخيالاً فسيحاً، وتفكيراً عميقاً، وشاعرية بارزة وساميّة. وإذا ذكر اسم الملا ذكر معه تاريخ الأدب الكُردي.
نشأته: اختلف المؤرخون في تأريخ حياته والعصر الذي عاش فيه، وقد استوفى هذا الموضوع غاية الاستيفاء الأديب السجادي في كتابه (ميزوى أدبى كوردي) أي تاريخ الأدب الكردي.
هوالملا أحمد الجزيري ( #Melayê Cizîrî# ) أو(مه لا ) او (مه لى) ولد في جزيرة بوطان من عائلة عريقة في التدين، عاصر عهد الأمير شرفخان والأمير عماد الدين الهكاري.
ولادته (975- 1050) هجرية ، كان الجزيري أستاذاً فى المدرسة الحمراء بالجزيرة وتوفي في ( 1567 – 1640 ) ميلادية ودفن هناك في قبو تلك المدرسة ، في جزيرة بوتان في تركيا .عرف ب ( ملاي جزيري ) أو ( الملا ) نسبة إلى مدينة الجزيرة ، الواقعة على ساحل دجلة قرب جبل جودي والتي يسميها الأكراد جزيرة بوتان (ابن عمرو)، ينتسب الجزيري إلى عشيرة البختيه الشهيرة التي كانت تسكن في مدينة الجزيرة وأطرافها.
وهو من الشخصيات الكردية البارزة في إمارة بوتان. حيث كانت إمارة بوتان مركزاً مهما للثقافة الكردية. وفيها نشأت أول مدرسة للشعر الكلاسيكي باللهجة الكوردمانجية. وكان الجزيري هو الممثل الرئيسي لهذه المدرسة.
يأتي الجزيري في مقدمة الشعراء الكلاسيكيين الكرد، ويعتبر قمة شاهقة من قمم الأدب الكردي، ويذكر دائماً مع أحمد خاني و فقيه تيران كأبرز رواد الشعر الكردي، وقد كان للجزيري تأثير كبيرعلى معاصريه كفقيه تيران وغيره، وعلى معظم الشعراء الكرد الذين جاؤوا من بعده.
وقد اتخذ عدة أسماء في قصائده مثل (نيشاني )، نسبة إلى أنه كان هدفاً لسهام المحبة والهوى أو هدفاً للبلايا والمصائب بسبب عشقه، والظاهر إن هذا الشاعر العظيم هام بحب أميرة كوردية وأمضى حياته المكتنفة باليأس والآلام، فكتب قصائد الحب العذري وعاش في العشق المثالي، كما يذكره باللقب الشاعر الألماني الكبير ” غوته ” (نيشاني) من خِلالّ الأبيات التاليّة :
مو صحه فا حوسن وجمالى سووره تا خال وخه طا
” ماتلونا غير حرف , لا وقرأن مجيد “
تو ژ مه لايى هه ر بپورس ئه سرار عشقى حه ل دكت
ڤى موعه ممايى چ زانن سه د مه لا وموسته عيد !
أي : إننا من مصحف حسنك وجمالك ومن سورة شامتك وخطوط وجهك ,
ماتلونا غير حرف _ لا _ وقرآن مجيد . عن أسرار وخفايا العشق ,
أسال الملا ( يعني نفسه ) فإنه الحلال لها .
وأنّى لأحد معرفة هذا السر المستغلق، الذي لايكشفه مائة ملا ومستعيد .
كتَبَ غوته عَن شيخ الشُعراء الكرد الملا أحمد الجزيري أيضاً تحت عنوان – كتاب قراءة – حيثُ يقول الشاعر الكبير غوته :
إن أعجب الأسفار سفر أحب لقد قرأته بكل إمعان واهتمام، قليل من صفحاته تتحدّث عَن سرور الصب، ومصاحف بأسرها تفيض بالأسقام، فالفراق لهُ قسم الأقسام، أما اللقيا من جديد ففصلها ضئيل نحيل،
وأسفار الأحزان تطيل منها ..
والتفاسير، و ما أطولها …
إنها بلا انتهاء ..
أي ( نيشاني ) : لقّد استطعت في النهاية أن تكشف الطريق القويم .
هذا السّر المستغلق من ذا يقّدر على كشفه، فيتلاقى العشاق من جديد .
للجزيري ديوان شعري كبير مطبوع ومتكامل يحتوي على مائة قصيدة وهنالك نسخ مخطوطة لم تر النور حتى الآن وجدير بالذكر أن وزراة الثقافة سنة (2000) وبرعاية السيد ( مسعود البارزانى ) من خلال مهرجان الجزيرى فى محافظة دهوك تم خلاله طبع ديوان الشاعر في تحقيق جديد للكاتب والأديب تحسين دوسكي، شرح قصيدته حول تاريخ ولادته وعبر عنها بشكل رائع فقال:
ز حه رفا ماه وسالىَ ما=نه هات ده ر شه كلىَ فالىَ ما
(حه رفا 289 ) ، ( ماه 46 ) ، (سال 97 ) ، ( شكل 350 ) ، ( فال 111 ) ، ( ما 41 )
دراسته: درس الملا أحمد السنوات الأولى من عمره مبادئ القراءة وحفظ القرآن والحساب في مساجد و مدارس الجزيرة على أيدي رجال الدين.
وبعد أن أنهى دراسته في الجزيرة وغادرها طلباً للمزيد من العلم والمعرفة، فطاف معظم أنحاء كردستان وزار منطقة الهكاري والعمادية وديار بكر وحصن كيفا، وكان يتوقف في هذه المناطق، ليتلقى العلم من علماءها ومشايخها، فألمَّ بمعظم العلوم المعروفة في عصره كأصول الدين والفقه والحديث والشريعة والفلسفة (علم الكلام والنحو والفل).
أخذ إجازته في قرية (ستراباس) بالقرب من ديار بكر من عالم يدعى ( ملا طه) ثم عمل إماماً في قرية (سربا) وسكن بعد ذلك مدة في بلدة (حصن كيفا) وأجاز هناك عدداً كبيراً من العلماء، ثم لم يلبث أن أصيب بعشق تصوفي فترك الاشتغال بالعلم الظاهري وعاد إلى الجزيرة واستقر بها إلى أن توفاه الله. أتقن الجزيري إلى جانب الكردية اللغة العربية والتركية والفارسية. واهتم بالعربية كونها لغة القرآن وأتقنها ونظَّم الشعر فيها، وكان ذكياً فهيماً في تحصيله وذا صيتٍ حسن في الإحاطة بشكل خاص بفنون البلاغة العربية من أصول وبيان وبديع، أما الفارسية فقد كانت لغة الأدب والكتابة والإنشاء فأجادها الجزيري واطلع من خلالها على نتاج الشعراء الفرس أمثال الشيرازي والجامي .
نظم الشعر بهذه اللغات جميعاً فأدخل بعضها على بعض في تناغم سمحت به طبيعة هذه اللغات وتقاربها الجغرافي واللساني فضمّن في القصيدة الواحدة عدة لغات في أبيات متكاملة المعنى متشابهة الوزن والقافية وربما زاوج بين بعضها البعض داخل البيت الواحد من الشعر ببراعة منقطعة النظير تكشف عن تبحره في آداب تلك اللغات وتمكنه من فنونها جميعاً.
ومنها قوله: نهاراً بروژ وبياتاً بشڤ من الجهل فر ژجهل پرڤ
ومعناه تهاراً تعني بالكردية : روژ تعني: النهار وشڤ تعني: بياتاً و ژجهل برڤ تعني: فرَ من الجهل فقد جمع في البيت الواحد اللغتين الكردية والعربية مع الوزن والبيت من المتقارب.
وبعد أن حصل على الإجازة ” الشهادة ” التي تخوله التدريس والتعليم ونال لقب ” الملا ” أي العالم بالكردية، عاد إلى موطنه بلدة الجزيرة، وأصبح معلماً – شيخاً – في مدرستها الشهيرة ” المدرسة الحمراء” اشتهر الجزيري بين الأكراد من خلال شعره الوجداني الإنساني المفعم بالأحاسيس المرهفة والجياشة والذي جُمع في ديوانه الذي يحوي على مائة وإحدى وعشرين قصيدة، الغالب عليها طابع العشق الإلهي والغزل المادي البحت، يضعه المتصوفة الكرد في قمة الأدب الصوفي والعشق الإلهي الخالص، كون الحرمان من الوصل والفراق موضوعاً هاماً من المواضيع التي وقف عليها الجزيري، يعتبر شعره من أروع ما قيل في الكردية في موضوع الغزل .
بالإضافة إلى الغزل تناول في شعره مواضيع عديدة من المديح والحكمة، كان الجزيري يمزج بين الغزل الإلهي والحكمة، ولذلك جاءت قصائده رائعة متناسقة قوية غنية بالصور البيانية دقيقة المعنى ذات موسيقى متنوعة تلائم موضوع القصيدة ، كما كان موفقاً في حسن اختيار القافية ، وكذلك في اختيار تعابيره وصوره البيانية، فاستطاع أن يسمو بالشعر الكردي إلى مستوى فني رفيع، ليضعه وباقتدار في مصاف روائع الأدب العالمي.
تعمق الجزري في مسألة البحث عن الحقيقة وتحول إلى زاهد مرتبط بالعشق الإلهي (عشق الحقيقة). وبعبارة آخرى، ترك العبادة الظاهرية (الشكلية) ودخل في البحث عن العبادة (الباطنية الزهدية، المستيكية، الفلسفية). وتناول الجزيري مسألة العشق على أرضية معنوية. فقد كان يراها طريقاً للوصول إلى حقيقة الكون والإنسان والإله بعيداً عن الغايات المادية للحياة. وهو يرى في العشق أسمى وأعظم شيء في الوجود.
حقيقة الكون عند الملا الجزيري: يرى الجزيري أنه ليست هناك حدوداً واضحة بين الحب البشري والإلهي. فالقارئ حينما يقرأ قصائده غالباً ما يتساءل عما إذا كانت محبة الله، أجمل من محبة سلمى (ويقال ان التي أشعلت النيران في قلب الشاعرهي ابنة أو أخت أمير الجزيرة).
والظاهر حيث هام الشاعر بحب أميرة كوردية وأمضى حياته المكتنفة باليأس والآلام، فصار يكتب قصائد الحب العذري ونشأ حينئد العشق المثالي.
عاصرالجزيري عماد الدين زنكي حاكم الموصل أي حوالي سنة ( 600 ) للهجرة وكتب المستشرق الروسي ( أوغست يابا ) في كتابه ( بحث عن الأكراد ) إن الجزيري كان حياً سنة ( 540 – 556 ) للهجرة وبذلك قال مستشرق آخر هو الألماني ( فون هارتمان ) الذي قام بطباعة ديوان الجزيري في برلين سنة ( 1904)
خلّف الجزيري ديواناً ضخماً يزخر بأجمل الأشعار وأعذبها رونقاً وطلاوة، أبدع في لغة لم تكن معتبرة من لغات الإبداع في عصره، حتى بلغ بعلو كعبه أعظم شعراء التصوف قاطبة كالشيرازي في الفارسية وابن الفارض في العربية والفضالي في التركية، بما حوى ديوانه من الأسرار والفيوضات والغزل الرقيق والزهد والحكمة والفخر ووصف الخمر وسوى ذلك من أغراض الشعر ومطارحات الشعراء، إلا أنه على عكس أقرانه المذكورين، ابتلي بالإهمال، فبقي ديوانه في منأى عن النور.
أما شعره كما نقله لنا العلامة (الملا عبد السلام بن مراد الجزري) في كتابه (ديوان الشيخ الجزري) فمكتوب بالأبجدية الكوردية القديمة أي بإملائها القديم لم يتلاعب به الناقل اطلاقا فهو كما كتبه الشاعر في زمانه .
له عمل أدبي وهو مجموعة من القصائد جمعت في ديوان اسمه “ديوانا جزيري”. والفضل في ذلك يرجع للملا أحمد الزفنكي محقق ديوانه ( العقد الجوهري)
فلسفة الملا الجزيري:
تجلَّت فلسفة من خلال معتقده الديني ، الذي يؤكد على وجود إله واحد خالق الكون والحياة. وأن لكل فعل فاعل قام به . وأن كل شيء يتحرك ويتغير بقدرته وأن الإله ثابت ومطلق.فهو مؤمن بالله إيمانا عميقاً. وتعتبر فلسفته شكلاً من أشكال المعرفة الإنسانية.
سخَّر الجزري في فلسفة الشعرية كلَّ الكلمات والألفاظ والتي أستمدها من النهج الإلهي، كما ركَّز الملا الجزيري في فلسفته على أنَّ المحبة متبادلة بين الخالق والمخلوقات منذ الأزل وتجلى ذلك في جواب المخلوقات: ( قالوا بلى ) رداً على سؤال الإله: ( ألست بربكم).
اتجهت الألوهية عند الجزري اتجاها صوفياً فلسفيا بُني على الرُّوح وليس على الإحساس والعقل والفكر مضافاً إليها نظرته الجديدة .
وقد استفاد الجزري في نظرته هذه من سابقيه ( بلاتون – بلوتين – فيلون – الغزالي – الشيرازي – ابن الفارض – ابن العربي – الحلاج …… الخ )
كما ظهرمفهوم الألوهية عند الجزيري في فلسفته الشعرية وخطابه الشعري الذي ركز فيه على (المعرفة – الجمال – الأزلية – الخلق – الخلود – الإبداع – العلو – الكون – الروح – الوجود الأزلي – الوجود المحدث – الكينونة )
أما الفترة الزمنية التي عاش فيها الجزري وهي (النصف الثاني من القرن السادس عشر والنصف الأول من القرن السابع عشر) فقد كرس حياته من أجل البحث العلمي وكوَّن نظرته من خلال كيفية خلق الكون . لأن الألوهية هي من أهم المسائل التي يفكر فيها الإنسان منذ الأزل وحتى الآن . وقصيدة: (صباح الخير خانا من) هي إحدى روائع هذا الشاعرالمتميز.
وهذه أشطر القصيدة بالكردية مع ترجمتها إلى العربية .
–صباح الخير خان مِن شهى شيرين زبانَ مِنْ=تُوُي روحُ ورَوانَ مِنْ ببيت قُربان تُه جانَ مِنْ
ومعناها : صباح الخير يا مليكتي ويا سلطانتي حلوة اللسان، أنت روحي، جعلت روحي لك فداء وقربانا .
–تعالى الله چه ذاتى تو چه وى شيرين صفاتى تو=نُه وَكْ قندُ و نباتي تُو يقين روحُ حياتى تُو
ومعناه: يا للعجب أي ذات عجيبة أنت ؟ وأي حلوة الصفات والشمائل أنت ،لست مثل القند والسكر أنت فقط ، بل أحلى وأسما منه ، وأنت روحي وحياتي يقينا بلا شك وشبهة.
–حيات وراحتا جانم صباح الخير يا خانم= وَرَه بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايى
ومعناه : أنت حياتي وراحة روحي ، وأصبحت صباح الخير يا ملكي أو يا سيدتي ، تعالي يا نور بصري وإنسان عيني لأرى قدك المستقيم الرشيق.
–صباح الخير مستا من لطيفا جام بدستا من=خمار ومى پرستا من توى مقصود وقستا من
ومعناه : أصبحت صباح الخير يا سكرانتي ويا ولطيفتي ومليحتي التي في يدها القدح ، ويا مدمنة الخمر ونشوتي ، أنت مقصودي ومقصدي .
–ژمقصودان توى بس من ببن بر چرخ اطلس من=ژغير ته نڤيت كس من بر شتوزين مقوس من
ومعناه : أنت كافي من المقاصد كلها ، فإني لا أحب ولا أريد غيرك ، لأجل حواجيك والمقوسة ذات سواد اللون ، وإن ذهبوا بي إلى الفلك التاسع بل إلى أبعد منه مسافة إن وجد ، يعني : لا أريد غيرك مهما كان من الأمر.
–دبندا زلف چوگانم صباح الخير يا خانم= وره بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايى
ومعناه : إني في قيد زلفك المعوج المثنى مثل رأس المحجن ، صباح الخيريا مليحتي .
–ژوى زلفى ژ وى بندى رهابم لى ژ پيوندى=سيه چشمى سپى زندى ته صهتم شبهتى فندى
ومعناه : أتخلص من ذلك الزلف والقيد والمربوط يا سوداء العيون وبيضاء الزند ، أحرقيني مثل الشمع .
–شبه شمع وشمالم أز ژبر حبّا ته لالم أز= ضعيفم وك هلالم أز صفت گويين دكالم أز
ومعناه : أنا أذوب مثل الشمع ، إنا أخرس من حبك وبسببه، وإني ضعيف ونحيف مثل الهلال ، وأئن وأحن مثل ذلك الطائر الصارخ ليلا ونهارا.
–ڤه بلبل را بأفغانم صباح الخير يا خانم-= وره بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايى
ومعناه : وإني أصيح وأصرخ مع البلبل ، صباح الخير يا مليحتي .
–ڤه بلبل را شڤ وروژى لسر وى ترح وبشكوژى=انى ماهى شفق روژى ته صوهتم شبهتى دوژى
ومعناه : أصبح مع البلبل ليلا ونهارا على ذلك الفرع وتلك النورة الغير المتفتحة بعد ، يا أيتها المحبوبة التي جبهتك مثل البدر ، وشعاعك مثل الشمس أحرقتني مثل جهنم .
–كو دورم أز ژوى حورى تنى جارك لسر سورى=ژ وادى أيمنا طورى تجلا كر دنيف نورى
ومعناه : أحترقت لأني بعيد عن تلك الحورية ،إلا مرة واحدة فقط كنت على السور، فتجلت لي في وسط النور من الوادي الكائن في جانب الطور الايمن.
–ژوى صهتى دل وجانم صباح الخير يا خانم=وره بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايى
ومعناه :فمن ذلك التجلى احترق قلبي وروحي ، صباح الخير يا مليحتي .
–ژحسنا وى تجلايى يدى بيضا وبالايى=چه وصفان بيم خبر نايى ولى دل جذبه يى دايى
ومعناه : بأي وصف أصف لا يأتي الخير من الحسن ذللك التجلى ، ومن يدها البيضاء ، أي : لا يتأتى أستكمال أوصافه ، ولكن أخذت القلب جذبة ورعشة عجيبة في كمال الشدة .
–نه هشيارم ژوى برقى ژ زر تاجى لسر فرقى=سپيده دا هتا شرقى بلى نا ايخمى فرقى
ومعناه : إني مدهوش وذاهب الشعور من برق ذلك التجلى ولمع الفجر من تاج الذهب الكائن على مفرق رأسه ، إلى أن وصل إلى المشرق ، بلى فإني لا أفرق بين نور ذلك البرق ونور الفجر ،أي : ليس بينهما فرق أصلا.
–ژضرب عشقى نالانم صباح الخير يا خانم=وره بينا هيا چهڤان به بينم بژن وبالايي
ومعناه : إني متألم ومتأوه من الضرب العشق ، صباح الخير يا مليحتي
–ظريفى نازكى شنگى صفت حورى پرى رنگى=بروژيرا تو هفدنگى دو رشتوزين سيه ينگى
ومعناه : أنت لطيفة مليحة غضة طرية ، صفتك حورية ، ولونك جنية ، وأنت مماثلة للشمس ، وكلا حاجبيك أسود اللون مقوس كقوس بلدة (ينگ)
–كشاندن لى نه وك جاران خدنگين قوسى نوباران=ز رنگ شير وموكاران رشاندن سينه وك باران
ومعناه : سحبت علي ورمتني بسهام من القوس الجديد الحمل والجديد الصنع ، ولكن لا كالمرات الاخر ، بل أكثر مما سبق ، مثل السيوف والمنقار رشت على صدري السهام مثل المطر .
–ژ وى ضربى بريشانم صباح الخير يا خانم=وره بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايى
ومعناه : إني متوجع ومتألم كثيرا من ذلك الضرب ، صباح الخير يا مليحتي
–ڤكه جارك خط وخالان لسر وان مسند وپالان= بخونى لى مه عبدالان به بينين عيد وسرسالان
ومعناه : أفتح الخط والخال على ذلك المسند والمتكأ ، لكن تطلبنا معشر الدراويش والفقراء ، لنرى العيد وحفلة رأس السنة .
–إجازت دى مه دستورى پرى رنگى صفت حورى= ژنيڤا ظلمت ونورى بنوشين مى د فرفورى
ومعناه : أعطني الإجازة والإذن يا من لونها كالجنية ، وصفتها كالحور ، لتشرب الخمرة في القدح الفرفوري من بين الظلمة التي هي عبارة عن الخال والخط ، والنور الذي هو الوجه
–ژ دل تالان خالانم صباح الخير يا خانم= وره بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايى
ومعناه : إني نهيب الخال عن صميم القلب يقينا ، أو من جهة قلبي ، أي قلبي مسلوب ومنهوب ، صباح الخير يا مليحتي
–ژ شهكاسا كو قرقف تى ميا نورين مشرف تى= نشانك دلبرى كفتى لبو من هر سحر خف تى
ومعناه : من تلك الكأس السلطانية التي فيها الخمر والنوراني الشفاف المشرق المبارك ، والتي وقعت فيها علامة المحبوبة أو خال منها ، والتي تأتي لي كل سحر خفية وسرا .
–ژ وى جامى دنوشم أز سحر لو نى لهوشم أز=ژعامى لى دپوشم أز بجان هر لى دكوشم أز
ومعناه : أشرب من ذلك القدح سحرا ، ولذلك لم يكن لي شعور ، بل عقلي زائل ، ولكن أخفي وأستر شربه عن عامة الناس ، وأسعى له دائما بروحي وبكل جهدي.
–كو غالب مست وسكرانم صباح الخير يا خانم=وره بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايى
ومعناه : ولذلك إني نشوان وسكران في غالب الاوقات ، صباح الخير يا مليحتي
–وره پيش بر ملايى خو شهيد ومبتلايى خو=بشفقت كى لقايى خو ملا نمريت بدايى خو
ومعناه : تعال تجاه ملاك الذي هو شهيدك ومبتلاك ، واجعله برحمتك متمتعا بالقاك ، لئلا يموت الملا بدائه في الهجر والفراق ، أو هو دعاء أي : جعل الله أن لا يموت الملا بدائه .
–مسيحايى لبيماران كسى گزتى دو رشماران=شهيدين شير وموكاران كرى آمانج نوباران
ومعناه : أنت عيسى المسيح للمراض ، ولمن عضته ولدغته كلتا الحيتين السوداوين ، يعني : زلفيها، وشهداء السيوف والمناقير، الذين جعلوا وصاروا غرضا وهدفا للقسي الجداد الحمل .
–لديدارا ته حيرانم صباح الخير خانم= وهره بيناهيا چهڤان به بينم بژن وبالايي
ومعناه : إني مندهش ومتحير من رؤيتك وطلعتك ، صباح الخير يا مليحتي !
وما أجمل تكراره لقوله: صباح الخير خانم …وماأروع ذلك فيها!
وهذه قصيدة أخرى له يقول فيها:
دَر گًهي لطفاته خانم ما لمحر ومان فبي
ان كلباً باسطاً دهراً ذراعاً بالوصيد
پيره مر دم عاشقم إير و مر ادا من ببخش
يا حبيبي يامرادي يامني قلب المريد
فر عقلي من لهيبي مقل باز او عقاب
ذاب روحي مثلما إنحل في نارٍ جليد
دمع عيني من بكاء مثل نهر في سكوب
نار قلبي من غرام في ضرامٍ في الوقيد
دل ژ بر ناري مجازي بالحقيقت بو پرنگ
نار قلبي في هواه مثل نار في الحديد
الترجمة :
البيت الأول:
ياسلطاني تو ياسدتي وحبيبتي هل ينفتح بابك العظيم الذي يفيض منه الاحسان ويشع منه النور واللطف والرحمة على هؤلاء التعساء من العشاق المحرومين من الوصال واللقاء فان احدهم وهو انا المحروم موصوفا بانه كالكلب في الوفاء لصاحبه وفي ملازمة بابه وفنائه وان نهره وطرده هو موجود بالعتبة لايفارقها وقد بسط ذراعيه مدة طويلة ودهرا مستمرا على تلك العتبة ينتظرفتح الباب لعله يحظى بنفحة قليلة من ذلك اللطف والاحسان الكثير .
البيت الثاني :
انني شيخ هرم قد خارت قواي وضعف جسمي ومع هذه الشيخوخة والضعف فاني مبتلى بداء العشق ومكوي القلب بنار الهوى فاستحق العطف والرحمة وانا جدير بان ترثي حالي وتسعفي بمرادي ومقصودي منك وهو الوصال وتحسن الي يا حبيبي ويا مرادجي ويا منية قلب كل مريد.
البيت الثالث:
ان عقلي وشعوري قد فر وطار من راسي من شدة ذلك اللهيب والحريق الذي في قلبيمن نار الهوى في سرعة طيران البازي او العقاب اللذين هما من اسرع الطيور طيرانا وقد ذابت روحي ايضا من شدة حرارة تلك النار مثلما يذوب الجليد والندى اذا وقع في نار حامية شديدة الوطيس فيضمحل بسرعة .
البيت الرابع :
ان الدموع التي تسيل من عيوني من كثرة البكاء تشبه في سيلانها نهرا عظيما في سكوبه وانصبابه لدى جريانه الشديد والنار التي في داخل قلبي من شدة الغرام والعشق هي دائماً في ضرام واشتعال متزايد واوار شديد في حالة وقودها وتسعرها .
البيت الخامس :
ان القلب من شدة حرارة النار المجازية التي في داخله وهي نار العشق قد تحول حقيقة الى جمرة ملتهبة تحرق ما مسته ونار قلبي هذه الملتهبة المحرقة في هذا العشق والهوى الذي توطن فيه هي مثل نار في قطعة من حديد حام وخص الحديد بالذكر لكونه اذا حمي بالنار يكون شديد الاوار وقوي الحرارة جداً ولايبرد بسرعة كباقي المعادن .
وقد نشر منتدى صرخات كوباني عفرين قامشلو الموضوع: لمحة عن العالم ملاي جزيري الأربعاء 30/ أبريل/ 2008
بدأ هذه الرحلة بهذه الأبيات الرائعة.
شوخ وشنكى زهره نكى دل ز من بر دل ز من
آورين هيبت بلنكى دل ز من برد ل ز من
وى شبا لى مسك خا لى ديم در وكردن شما لى
جبهتا بسكان سما لى دل ز من بر دل ز من
زلف وخالان نون و دالان وان ز من دل بر بتالان
كوشة قوس هلالان دل ز من بر دل ز من
ويقول عنه العلامة (محمد أمين زكى بك) في كتا به القيم (خلاصة تاريخ الكرد والكردستان )، قيل أن الملا أخذ كثيراً من معاني هذه القصائد من قصائد الحافظ الشيرازي و قصائد الفاضل الجامى وسار على منهاجها. واقتبس منها معانيها في أشعاره فلا بد انه بعدهما قطعاً وهكذا إن آخر قصيدة في ديوانه من النسخة الجزرية وهي القصيدة العربية التي أولها :
(يا رامي قلبي بسهام اللحظات هيهات نجاتي )
قد أخذها تقريباً من الفاضل أحمد باشا المتوفى في سنة-902-هجرية وهو من علماء الدولة العثمانية وهذا ما نقله السجادي عن النسخة التي كتبها عبدالقادرالعمادي من أنه ولد عام _1407_م وتوفي بعد عمر يناهز -75-عاماً اي حول عام -900-هجرية.
وفي الختام أقول أن الجزري يستحق أن يُبحث عن شخصيته ويُنقب عن نتاجه بدراسة منهجية ونقدية وتاريخية لإبرازمعالم هذه الشخصية الفذة العملاقة ولإخراج دفائنها وذخائرها الباطنية إلى ساحة الثقافة والأدب والعلم والإبداع الحضاري.
لكن أشعاره قضت على هذا الغموض وجعلته قمراً يضيء ليل كوردستان وشمساً تشرق فوق الجبال الشامخة وماءاً يروي ظمأ العشاق.
مصادر البحث :
الشيخ الجزري . نهجه وعقيدته من خلال ديوانه الشعري . نايف طاهر ميكائيل .
الديوان الشرقي للمؤلف الغربي .
بين كوته والجزيري . مجلة كاروان العدد 18 . العام 1984.عبد الرحمن مزوري .
ديوانا ملايى جزيري . بالكرديّة
– مم و زين ( لأحمد خانى ) تأليف حيدر عمر.
– فقي تيران تأليف حيدر عمر.
– العقد الجوهري ل ملا الجزيري في ديوانه ( الذي شرحه بالعربية الملا أحمد الزفنكي – )مفتي القامشلي). -أحمدي خاني “مم وزين”، 1961، المقدمة، المتن النقدي، اعداد م. ب. رودينكو.
–كتاب “شعر الشاعر الكردي المعاصر عبدالله كوران”، تأليف حسين علي شانوف “كورد أوغلو”، بالآذربايجانية. الطبعة الأولى بغداد 1975. مديرية الثقافة الكردية العامة.
–خالد سليمان،(عندما تشترط المأساة على اللغة عنفاً لكل زمان–
“مقبرة الفوانيس” للشاعر الكردي شيركو بيكه س .
–كوني ره ش ،بانوراما حول الحركة الشعرية الكردية في الجزيرة .
(ميزوى ادبى كوردي) اى تاريخ الأدب الكردي في ترجمة الملا ،للأستاذ الأديب علاء الدين السجادى ، عن نسخة من ديوانه كتبها عبد القادر بن على العمادى في سنة 1338هجرية
بحث عن الأكراد، للمستشرق الروسي: أوكست يا با.
ديوان الجزيري: لعبد القادر بن على المعادى، سنة 1338هجرية
ديوان الملا :فون ها تمان المستشرق الالماني ، برلين سنة1904م مع مقدمة باللغة الالما نية
كتاب قراءة: لغوته ، عَن شيخ الشُعراء الكرد الملا أحمد الجزيري.
رسا لة في (القضية الكردية ) للدكتور:بليج شركوه.
خلاصة تاريخ الكرد والكردستان للعلامة: محمد أمين زكى بك.وقد طبع هذا الديوان في برلين سنة(1904م-1322ﮪ) وهناك نسخة منه في مكتبة الأب انسطاسي في بغداد .
منتديات الموصل منتديات أهل الموصل والعراق ومنتدى أفروز(اليوم )، بتصرف كبير وإضافات في لغتها أما المشاركة الأصلية فكتبت بواسطة دلشاد موقع تيريز ، الأدب الكردي وبعض ابرز شخصياته .روني عباس.[1]