عنوان الكتاب: الحركة الكردية في العصر الحديث
اسم الكتاب: جلیلي جلیل، م.س لازاریف، م.ا حسرتیان، شاكرو محویان، اولگا جیغالینا.
اسم المترجم: عبدي حاجي
ترجم من اللغة: الروسیة
هيئة التحرير في أكاديمية العلوم السوفياتية ، معهد الاستشراق، 2012.
الكرد أحد أقدم شعوب الشرقين الأوسط والأدنى، فقد تركوا أثراً ملحوظاً في تاريخ المنطقة، وشاركوا تقريباً في أهم أحداث الماضي. وساهم الكرد الذين لهم ثقافة أصيلة مساهمة كبيرة في التطور الروحي لشعوب تركيا وإيران والبلدان العربية .
واكتسبت القضية الكوردية في وقتنا الحالي أهمية كبيرة، ويتلخص جوهر هذه القضية في التناقض بين المستوى الرفيع لوعي الكرد، الذي يتجلى في نضال بطولي عنيد في سبيل حق تقرير المصير، وبين رفض السلطات الحاكمة في الدول التي تقتسم كوردستان، الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي المشروعة.
وحسب إحصائيات تقديرية، يعيش حالياً حوالي عشرين مليون كوردي في الشرق الأوسط، منهم عشرة ملايين في تركيا، وستة ملايين في إيران، وثلاثة ملايين في العراق، ومليون في سورية ولا تؤثر القضية الكوردية على الوضع السياسي في بلدان الشرقين الأوسط والأدنى فحسب، بل وعلى علاقاتهما الدولية وعلى سياسة الدول الغربية الكبرى في المنطقة، التي تحاول استغلال الحركة الكوردية لأغراضها الاستعمارية، وإعادة توحيد جهود الكرد في نضالهم التحرري العادل. لقد درس تاريخ الشعب الكوردي في العصور القديمة، والقرون الوسطى بصورة ضعيفة جداً، الأمر الذي يؤثر في دراسة تاريخ الكرد في العهود المتعاقبة. وفي الوقت الحالي ينبغي إجراء دراسة علمية جادة لمسائل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في كوردستان، وسمات تطورها المشتركة والمميزة. جرت دراسة تاريخ الكرد في العصر الحديث والمعاصر بصورة أفضل، حيث صدرت بحوث علمية كثيرة في الاتحاد السوفياتي وخارجه عن تاريخ الكرد في العصر الحديث والراهن. بيد أن قسماً كبيراً من الدراسات التي صدرت خارج الاتحاد السوفياتي لم تكن تتصف بنظرة أحادية الجانب في تفسير قضايا تاريخ الشعب الكوردي، وغياب التحليل العلمي الحقيقي للتحولات الاجتماعية والسياسية والعرقية في كوردستان وحسب، بل بنزعة معينة، وبالتشويه الفظ للحقائق والحوادث التاريخية، الأمر الذي ينبع من جوهر سياسة دول المنطقة الرسمية، والنافية الأصالة الكرد القومية، ولضرورة الاعتراف بحقوقهم القومية. ولا يستجيب عدد من البحوث العلمية الصادرة في أوروبا الغربية، التي درست مسائل التاريخ الحديث، والمعاصر بوجه خاص، المتطلبات العلم التاريخي الحديث، كما تدافع عن مواقف الدول الغربية الاستعمارية في الشرقين الأوسط والأدنی، التي جلبت - كما هو معروف - مصائب وويلات غير قليلة للشعب الكوردي.
وعلى هذا النحو ثمة ثغرات وفراغات كثيرة في دراسة تاريخ الشعب الكوردي الحديث والراهن ، لابد من ملئها. ولهذا كان إعداد بحث علمي متكامل و شامل عن تاريخ الشعب الكوردي الحديث والمعاصر مسألة ذات أهمية خاصة .
لقد كان هذا البحث العلمي عن الحركة الكوردية في العصر الحديث والراهن، ثمرة جهود المستشرقين السوفيات في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفياتية، ومعهد الأستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأرمنية السوفياتية.
وما لاشك فيه أن هذا البحث يتسم بأهمية علمية وسياسية، وليس صدفة أن تتم دراسة علمية كهذه، وللمرة الأولى، على أيدي المستشرقين السوفيات المختصين بشؤون الكرد. وتعمل حالياً عدة مراكز علمية في الاتحاد السوفياتي، التي تهتم بشؤون الكرد وتبحث القضايا الملحة في تاريخ الشعب الكوردي وأدبه ولغته أثنوغرافيته. ولقد ساهم المستشرقون السوفيات، مساهمة كبيرة في دراسة مسائل تاريخ الكرد ، ولم تكن هذه الدراسة العلمية ممكنة لولا عملهم المضني في دراسة قضايا التاريخ دراسة علمية ولم يضع مؤلفي هذا الكتاب نصب أعينهم مهمة القيام بدراسة شاملة للعملية التاريخية كلها في المرحلة المدروسة، فهذا ما لا يسمح به حجم البحث العلمي ولا مستوى دراسة عدد من المسائل التي تحتاج إلى بحث لاحق.
لقد ركز مؤلف هذا الكتاب جهودهم على إيضاح جانب واحد فقط من هذه العملية، لكنه يُعدّ، بحق، أهم جانب وأكثرها تحديداً. ويتعين على هذا البحث العلمي تبيان لوحة عامة للحركات الكوردية التي تشمل أحياناً السكان الكرد في ولاية سيواس، وأرضروم، روان، وبدليس وغيرها. وهو يستهدف إلقاء الضوء على عملية ارتقاء نضال الكرد في سبيل الحرية والديموقراطية، وقيام النضال التحرري القومي وتكوين ايديولوجيته، واتجاهه السياسي، ونشاط المنظمات والأحزاب السياسية، وتغيير ميزان القوى الاجتماعية والطبقية في المجتمع الكوردي، وانعكاسه على النضال في سبيل الحقوق القومية والديموقراطية ويساعد هذا البحث العلمي على تكوين تصور عن نضال الشعب الكوردي العنيد، والذي لا هوادة فيه، ضد الغزو الأجنبي، في سبيل الحرية والاستقلال. ويدرك مؤلفي هذا الكتاب أن جميع مسائل نضال الكرد التحرري لم تلق انعكاسات متساوية في هذا البحث، إلا أنهم يأملون في سد هذا الفراغ الحاصل في علم التاريخ السوفياتي عن الكرد، ويكون أساساً لبحث القضايا الرئيسية الأخرى لتاريخ الكرد. لقد شارك في كتابة هذا البحث العلمي المشترك (الحركة الكوردية في العصر الحديث والراهن) كل من : م . أ . حسرتيان (كتب الأبواب عن كورد تركيا من الفصل الرابع وحتى نهاية الفصل الثامن)، وجليلي جليل (كتب الفصل الأول) ، و أولغا جيغالينا (كتبت الأبواب عن كورد إيران من الفصل الرابع حتى نهاية الفصل الثامن)
و م . س . لازاريف (كتب الفصلين الثاني والثالث)، وكتب شاكرو محويان (الأبواب عن كورد العراق من الفصل الرابع وحتى نهاية الفصل الثامن). [1]