#فيصل يوسف#
رد على مقالة الأستاذ فيصل جلول المنشور في جريدة النهار في صفحة قضايا النهاربتاريخ9-10-2005بعنوان الفيدرالية أم شركة تاريخية مع العرب؟
لو كنت جلال طالباني أو مسعود البار زاني
لو كنت مثقفاً عربياً
لو كنت مثقفاً عربياً- بدلا ً عن الأستاذ فيصل جلول -لتأملت ملياً في مصير الشعب الكردي في العراق، ولقلت في نفسي: حقا ً، ليس أروع من خيار الفيدرالية، كمخرج حقيقي للعراق من ربقة أنظمة القمع والاستبداد ،ولأسهمت في مناقشة توظيف هذا الخيار ، من أجل تعزيز خيار الشراكة التاريخية مع العرب ،وفق منهج ديمقراطي وحضاري بدلاً من حشر الكرد بين خيارين لا ثالث لهما، هما إمّا الفيدرالية، أو فكّ الشراكة التاريخية ،وكأنّ الفيدرالية التي أقرها الشعب الكردي كشكل للشراكة مع الإخوة العرب في العراق ،يجب أن يحددها له غيره ،ودون أن يكون له فيه أي رأي، وبالتالي ،إنه لو أراد ذلك ، فماله إلا إن يكون في موقع العداء مع العرب جميعاً، متجاهلاً دور الكرد في التاريخ الإسلامي والعربي ،وإنّه لابد من ترميم جسور التآخي والعمل سوية من أجل المستقبل، والوقوف معاً في مواجهة الأخطار المحدقة، بدلاً من تلك الأسئلة المستفزة التي طرحها الأستاذ جلول، للأسف...! ؟
يجدر- بداية -أن أؤكد بأن ماسماها السيد حلول بالخزعبلات حول الفيدرالية، هي ليست إلا حقائق أثبتتها تجارب الشعوب في العالم المتحضر شرقا وغربا، وما هو مجسد في العراق ليس إلا الدلالات الساطعة على صحة تلك التجارب، وليس كما يتخيله السيد جلول، فالفيدرالية ستعزز وحدة العراق،و ستتيح مستقبلا ديموقراطيا للعراق ،وتوزيعاً أفضل للثروة والتنمية، والفيدرالية ستنقذ الأكراد من مخاطر على غرار كارثةحلبجة، ومن استبداد طغاة من طراز صدام حسين،والفيدرالية طريق علماني ،وواقعي، وناجع، للنهضة العراقية... الخ.
كل هذه الوقائع تفترض أن العراقيين، والعرب ليسوا سذجاً يمكن استهبالهم بسهولة، وبالتالي حشو رؤوسهم بأدلة باطلة، ملفقة ، كما يريدها الأستاذ جلول، مستخفاً بهم ، بل إن جلهم يمتلكون ثقافة راقية ،من أجل تجاوز مآسي قرن كامل من الصراع الدموي، غير المسوغ فيما بينهم و الأنظمة المستبدة ،وما جرّ تلك الأنظمة شعوبها إلى الاقتتال الداخلي والخارجي إلا بعض من أساليب إدارتها للأزمات المستفحلة، ومن هنا فالفيدرالية هي مشروع لتجاوز الحرب الأهلية ،والتي طالما افتعلها الحكام في مواجهة الشعب العراقي العظيم، وجند لها الكثير من أبواق الدعاية والإعلام لشرعنتها، تحت مسميات وشعارات قوموية ودينية ،وجعلها وسيلة لاستدامة تسلطهم ونهبهم للشعب العراقي، متخذين من مسألة الديمقراطية، وحقوق الإنسان وحقوق الشعب الكردي في الحكم الذاتي ،والفيدرالية ضمن العراق، بعبعاً وهميا ً، و ذريعة لأبواقه ممن يدعون أن الحرب الأهلية قادمة ،لامناص منها ،وهم بذلك ساهموا في جرّ العراق، والمنطقة ،إلى أتون حروب وويلات ،بات كل مطلع أينما كان في العالم يشفق على أبناء المنطقة والعراق ،رحمة وأسفاً على مآسيه ،التي هي من نتاج ثقافة الأنظمة المستبدة ،وكتبتهم....
لا أعلم، لماذا هذا الجزم من قبل الكاتب بأن الحرب الأهلية قادمة بعد زوال الاحتلال الأمريكي، ترى : هل يريدها كاتبنا – مستديمة على طريقته - وهل يملك من المعطيات المادية إثباتا لفرضيته المشؤومة وعلى حساب أرواح الأبرياء ، فهو يقول: إن لم تندلع اليوم الحرب على نطاق واسع مع حماية الاحتلال الأمير كي للمناطق الكردية، فهي مندلعة حتما بعد خروج المحتل، وكأنه يرغب في ذلك تجاوباً مع خياله ليس إلا ،فالوقائع تقول بأن الدولة العراقية باتت تضع أقدامها علىسكة المستقبل ،بعقد اجتماعي يشترك فيه كل أبنائه، وسينهي هذا العقد عصور الإذلال والاستبداد، واستباحة ارض العراق للغرباء ،عندما سمح صدام حسين بذلك للأتراك والإيرانين ،وغيرهم ، وهي ستقطع الطريق على سوء التوزيع العادل للثروة، وستسمح بتنمية جديرة بهذا الاسم، وبنهضة عراقية ملموسة على الطريقة الألمانية، أو السويسرية ،أو الإيطالية، أو غيرها، وستوفر مستقبلاً ديموقراطيا، لكل فئات الشعب العراقي، بمن فيهم الأكراد، وليس العكس، وان كل ذلك أصبح حقائق، وتم توافق أكثرية العراقيين على ذلك ،وإنهم متيقنون بأن السبيل الأسلم لخروج القوات الأجنبية من العراق هو وحدتهم في مواجهة الأعمال الإرهابية، واستكمال بناء دستورهم والذي نتمنّى إنجازه بأقرب فرصة ممكنة ،ليبرز العراق الجديد نموذجا للعيش المشترك بين مختلف أطيافه، وأبنائه، وفق الأسس الديمقراطية والحضارية، ويستعيد عظمته التاريخية التي دنسها الظلم والطغيان سيدا مسيدا، و بعبارة أخرى، إن مستقبل العراق رهن بنجاح مقاومته لثقافة الديكتاتورية، وكافة الأعمال الإرهابية، ومرتكزاتها المادية، والعمل بثقافة احترام حقوق المواطن والمواطنة قبل كل شيء، وهم بذلك سيحددون صيغة النظام المقبل ،و دستوره ،وهؤلاء لن يترددوا في جعل الفيدرالية الكردية وكافة القيم الديمقراطية بديلاً عن العهود المريرة ...
يبقى القول: إن الفيدرالية أثر من آثار الاحتلال، يتوجب أن تزول -حسب الأستاذ جلول- بحاجة لرعاية أمريكية، هو قول خاطىء، لأنّ الفيدرالية تعزّز الوحدة الوطنية، وتقي من التدخلات الخارجية، لانتفاء الحاجة إليها في ظلّ تمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية، واحترامه من قبل باقي فئات الشعب العراقي، كما لم يسبق لأبناء الشعب الكردي أن استقدم جهة أجنبية للوطن العراقي، مثلما فعله صدام برعونته، وحماقاته الرعناء...
والصحيح، إن الفيدرالية لكي تبقى، فهي تحتاج إلى حماية من الأيدي الخارجية العابثة بأمن المواطن العراقي، من عرب وكرد، بل وكافة مكونات الشعب العراقي، وجلهم- أي الأيدي العاب.....ثة من براثن وأيتام النظام السابق، ومن لفّ لفهم ممن تضررت مصالحهم المادية والمعنوية ،وهذا ما يوجب على المجتمع الدولي إجراءات لحماية العراقيين ،حتى تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية، ويندحر البؤس والشقاء، من أرض العراق ممثلا بالقوى الظلامية وأيتام صدام...
إنه لأمر متعذر بعد هزيمة الظلاميين في بلاد الرافدين، أن يتناحر بعض العراقيين بعد تحرير بلادهم من ربقة الاستبداد والطغيان والويلات ،لا بل إن كل فئاتهم السياسية الوطنية يبنون –الآن- نظاماً يجد فيه كل مواطن عراقي مكانته، بكل كرامة وشرف ،عبر الانتخابات، والاستفتاءات، التي جرت وتجري وسن الدستور العصري، لأن تجارب الشعوب والبلدان أثبتت بان خيار الديمقراطية ودولة الحق والقانون، هي السبيل الوحيد لتطور الأوطان والشعوب، وليس نموذج النظام السابق بإرهابه ودمويته الذي عانى منه العراقيون ،وشعوب المنطقة والعاالم أجمع،والذي يروج له بعضهم بيافطات مموّهة ، وبالتالي يمكن للعراقيين -ودون استثناء -أن يساهموا مساهمة فعالة في انبثاق نظام جديد ،عادل، بالنسبة إليهم- أيا ًكان- مادام ارتضاه العراقيون لأنفسهم،وفي هذه الحالة تسقط المخاطر عن الجميع، وليس عن الأكراد وحدهم.
ومع إسقاط كل الحجج التي يتبناها دعاة الشمولية والقوموية والظلامية، تصبح الفيدرالية الشكل الأنسب لتعايش العراقيين ،وبالتالي وسيلة لوحدة العراق الذي مزقها الفكر الشمولي والديكتاتورية ورمزها الفاشي صدام حسين، وأداة مثلى للعراقيين العرب، وغيرهم ،من أجل بعث الحيوية والدفء للعلاقة التاريخية المميزة مع العراقيين الأكراد وكل أبناء الشعب الكردي في المنطقة. بكلام آخر ستصبح صيغة الفيدرالية عامل أمان وتوحد للعراق والعراقيين، ونموذجاً لمرحلة تحميهم من المآسي التي أصابتهم جميعاً، وتعيد إليهم عزتهم ،وكرامتهم، التي افتقدوها في ظل النظام السابق، وتسقط دواعي وجود قوات أجنبية على ارض العراق.
لم يجلب القائدان الكرديان:البار زاني والطالباني قوات الاحتلال، بل النظام السابق، ولم يسبق لهما أن استقوا بالأجنبي، لكن نظرتهما الواقعية ،وحرصهما على مصالح شعبهم العراقي بعربه وكرده، وكافة أقلياته القومية والدينية، تقتضي منهم العمل -منذ الآن- من أجل عراق ينعم بالسيادة والاستقلال ،عصيّ على تدخل الغرباء في شؤونه الداخلية، بعد رحيل القوات الأجنبية، وهم يدافعون- الآن- عن حقوق العراقيين الشرفاء، سواسية، ودون انحياز لهذا، أوذاك ، مبتغاهم الحكم العادل، دون أي مقابل سوى تمتعهم بحقوقهم الطبيعية التي تقرها لهم القوانين الإلهية والدينية ،مثلهم مثل أشقائهم العرب، وغيرهم من شعوب العالم ،إلا إذا كانوا لا يستحقونها من وجهة نظر السيد حلول ، وأمثاله، وهم لن يتخلوا عن الفيدرالية، لأنها خيار الشعب الكردي في العراق، وليس قراريهما، أو أنها مرتبطة بالتواجد الأجنبي ، ومرشحة للزوال مع زواله.....
من هذا الباب، إن العودة إلى الخيار السليم، أي: خيار الشراكة التاريخية مع الكرد، توجب على المثقفين العرب مزيداً من النصح للعرب والأكراد بخصوص الحكمة والحنكة في ترؤس السيد جلال الطالباني لجمهورية العراق، لأنه أعاد إليها وحدتها المفقودة، سابقاً ، وأعاد للتاريخ ألقه بين العرب والكرد، ليكون أيوبياً جديداً حرياً بهم دعمه، من أجل إنجاز مهامه التاريخية، كي يعيد التوازن والوحدة إلى العراق، على أرضية بناء أفضل العلاقات مع محيط العراق، والعالم أجمع، ولا أظن أن ممارساته تدل على غير ذلك، كما توجب عليهم تقديم اعتذار في دمشق، أمام ضريح صلاح الدين الأيوبي، صفحاً لما جناه بعض الطغاة من العرب، بحق أحفاده المخلصين للعرب والإسلام ،وتنكّر أغلب العرب لمعاناتهم في الدول الأخرى، فهذا الاعتذار جدير بطي صفحة الإهانة التي لحقت بالشراكة الاندماجية العربية الكردية الناجحة عموما على مرّ التاريخ..!
إن الكرد الذين قدموا صلاح الدين قائداً ومحرراً للعرب ،في مرحلة زمنية اقتضى ذلك النبل ونكران الذات، وقدموا الغالي والرخيص في سبيل ذلك، وارتضوا أن تكون الدولة الأيوبية معلما من معالم الثقافة الإسلامية ،ولم ينظروا إلى ذلك نظرة عرقية، بل بمنتهى القبول والرضى، ووشائج الإخوة، وارتضوا شراكة كاملة مع العرب، بلا تمييز،لا تسعدهم رؤية عربي ينكر عليهم حقهم في استلام القيادة في بلد يحق- لهم فيه ذلك- كما يحق للعرب، وكل العراقيين، إن كانت المواطنة هي المعيار والميزان، وإن ربط التنكر لرئاسة الكردي للعراق بذريعة وجودالقوات الأجنبية هناك، لا يصلح ولا يرمم ولا يمتن جدار التآخي العربي الكردي، ولا يبتغي سوى الجحود لحقوق الكرد، وعدم أحقيتهم بذلك سيرا على منهج الثقافة الإقصائية والشوفينية العربية، والتي لا تسعدها سماع مسعود البار زاني يقول ولو (معتدّا) بأن الأكراد ليسوا جزءا من الأمة العربية، أوليس من حقه قول الحقيقة ؟ ،والطبيعة الإلهية للبشر بأن الأكراد أمة متميزة عن غيرها من الأمم ، وان الآية الكريمة تقول بان جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم أم ماذا تريد أن يقول في حق أمته -يا سيد حلول- هل الأكراد غير نفسهم ....؟؟؟!!! وهل القول بأن الأكراد مثلهم مثل الإخوة العرب يعني الحطّ من قيمتهم(أي العرب) وإذلالهم بقولك وكأنّ الأمة العربية أمة تافهة، لا يتشرف كردي بالشراكة معها فيقيناً إنّك تعلم يا سيد جلول بمدى صدقية القائد الكردي مسعود البار زاني في بناء أعمق، وأمتن ،أي :شراكة كردية مع العرب، وانه من اجل ذلك صافح- مكرها ً - اليد الملوثة بدماء مئات الآلاف من أهله وأبناء شعبه، واقصد به صدام حسين، لكن هيهات، فقد كان مزيد من سفك الدم الكردي على يده، وأيادي أعوانه المجرمين، وتناسي هذه الجرائم من قبل المثقفين العرب ، حسنا عبر البارزاني عن حقيقة أمته، وان كان ما يستدعي الاستزادة ،فعليه بذل الكثير لإقناع من لم يقتنع بعد، بأن الأكراد قومية متميزة، يحقّ لها ذلك مثلما يحق لغيرها ، وان العرب هم أكثر شعوب الأرض ممن يتوجب عليهم تقديم الدعم والمؤازرة لهم ، كي يتمتعوا بحقوقهم المشروعة عربونا ووفاء للتاريخ المشترك بينهما، ولما قدمه ويقدمه أبناء الشعب الكردي لمصلحة العرب وقضاياهم ، ولم يسجل التاريخ للكرد خيانة، و لو عبر موقف بسيط جدا، بحق العرب، بل إن ما فعله صدام حسين وأعوانه من جرائم عظام بحقهم جرائم كبرى لا تغتفر.
أجل، لم يكتب السيدان الطالباني والبارزاني نظرية نهاية التاريخ وليسا من طبقاها، وساهما في تنفيذها، بل كانا ضحايا مرحلة ما قبل النظرية ، فقد كانا دوما مناضلين حقيقيين، وما زالا كذلك ، للدفاع عن حقيقة
وعدالة وشرعية قضيتهما، لكنهما جوبها بالقوة، والعنف الشوفيني ، وتشويه التاريخ، ودون أن يكتب السيد جلول وغيره ما يشير بوجوب الإنصاف وحكم العدالة لا شقائهم الكرد ، وبالتالي فإنهم ينتهزون الوضع الحالي في العراق، للبحث عن كل شيء، بغية تحميل الكرد ما ليس لهم فيه ذنب ، لكن غيظهم ينسيهم بأن للكرد حقوقاً تاريخية طالبوا بها قبل نهاية التاريخ المزعوم ،وإن عدم حصولهم عليها ،ونضالهم لانتزاعها، سيستمر إلى أن يتم تأمينها، وإن الأخوة العرب، يعلمون بأنها ليست على حسابهم، ولاشك بأن الأكراد يميزون بين مصالحهم ومصالح القوات الأجنبية في العراق، والتي ستنسحب إن عاجلا أم آجلا.
لماذا كل هذا التشكك بالديمقراطية إن شملت العالم بقولك بأنها ستلغي تواريخ الشعوب و أدوارها و تحول دون نهضتها، فعلى العكس من ذلك، ستجعل منهم مناضلين أشداء لإزالة أية عقبة في طريق تطورها، ومن قال بأن التاريخ ينتهي مع الهزائم، فمن الأخيرة تستمد الشعوب العبر، لكن ألا تعتقد بأن الشعب العراقي، كان مهزوما ومحتلا من قبل نظامه المستبد، وهاهو اليوم يستعيد دوره من جديد ، حقا إنه كذلك، إلا لمن يرى في صدام حسين رمزاً للأمة العربية؟؟!!
أليس من الحكمة قراءة موضوعية للمشهد العراقي الحالي، وما آلت إليه الأوضاع بدلاً من كيل التهم لأشرف معارضة في منطقة الشرق الأوسط، وليس بخاف على أحد معاناتها على يد جلاوزة النظام السابق، وهي تحاول الآن إعادة الأمن والاستقرار لربوع العراق، وهي لن ترحم حتما من ساهم في إيذائه ،وتعامل مع النظام السابق لأغراض وغايات عديدة، وجميعها غير شريفة ...!
لو كنت من عداد المثقفين العرب لرفضت التعريب المقيت الذي طبق في مناطق الأكراد، ولكنت من أشد المدافعين عن حقوق الشعب الكردي وخياره الفيدرالي ، ولطهرت نفسي من إثم العنصرية المقيتة، و لاعتذرت للأكراد عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم في حلبجة، وغيرها،من المناطق الكردية من قبل بعض العرب، ولما أنكرت على الأكراد حقهم في تقرير المصير
لم يتمسك الأكراد -وحدهم -بوجود القوات الأجنبية ،بل شعب العراق بكامله – ممثلاً - بفئاته السياسية الأساسية، وحكومته المنتخبة لمساعدتهم، في إعادة مؤسسات الدولة العراقية، واستتباب الأمن والاستقرار فيها، وباتت الاستعانة تقليداً دولياً وفي أكثر من منطقة في العالم، لكن السيادة والاستقلال هما المبتغى، وانهما سيتحققان عبر بناء العراق الدولة الديمقراطية الاتحادية الفيدرالية
آن الأوان، للبحث في أفضل الصيغ ،كي نشترك معاً- نحن شعوب المنطقة -في بناء مستقبلها ،وبناء غد أفضل بعيدا عن الأيديولوجيات التي عفى عليها الزمن، فالعبرة في رفاه المواطن وسعادته ومنه تبنى الأوطان القوية والمنيعة عن التداخلات والعيش فيها بكرامة.[1]