#سلمان بارودو#
لا يخفى على أحد الملحمة البطولية التي سطرها شعبنا الكردي بصدور عارية إثر أحداث #القامشلي# في 12 آذار 2004 الذي ارتكب النظام البعثي وعبر اجهزته الأمنية أكبر مجزرة بحق شعبنا التواق إلى الحرية والمساواة، وذلك وفق خطة مدروسة ومفتعلة من قبل النظام أثناء المباراة الودية بين فريق نادي الفتوة القادم من دير الزور وفريق نادي الجهاد في القامشلي، وتم إطلاق الشتائم والسباب والنعوت بحق الكرد ورموزهم من قبل جمهور نادي الفتوة في ملعب القامشلي، الأمر الذي أدى إلى انحياز الأجهزة الأمنية في قامشلي إلى جانب جمهور نادي الفتوة برعاية وإشراف مباشرين من قبل محافظ الحسكة سليم كبول السيء الصيت، الذي أوعز بدوره الأمر إلى الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحي على جمهور نادي الجهاد، والتي راح ضحيتها الكثير من الشهداء بالإضافة إلى مئات الجرحى وآلاف المعتقلين، وانتفض الشعب الكردي في جميع مناطق تواجده في وجه النظام الشوفيني، وبذلك حطم جدار الخوف الذي سعى النظام زرعه بين أبناء شعبنا الكردي على أكثر من أربعة عقود، حاول النظام بكل السبل والوسائل أن يخضع كافة مناطق التواجد الكردي تحت سيطرته، حتى منعت وسائل الإعلام بالتوجه إلى تلك المناطق الكردية المنتفضة لكي لا تنكشف حقيقة ما يجري من قتل واعتقالات وانتهاكات، سوى التلفزيون السوري الرسمي الذي صور هذا الحدث وفق ديباجته القديمة الجديدة المعتادة: إنها مؤامرة خارجية، يريدون اقتطاع جزء من أراضي سوريا وإلحاقها بدولة أجنبية و...، حتى الصور التي كانت تبث من قناة تلفزيوني العربية والجزيرة وقتئذ، كانت مصورة من مدينة نصيبين المحاذية لمدينة القامشلي شمالاً، وكانت تلقف من إعلام النظام، كل ذلك من أجل تشويه صورة الحدث والتعتيم عليه، بهدف اصطفاف الجميع إلى جانب السلطة، وشاهدنا جميعاً كيف كان النظام ينتقم من الشعب الكردي عبر توجيهاته الأمنية وإصدار مراسيمه للحد من أي تطور في مناطقهم، وما الحصار الذي فرض عليهم اقتصادياً ومنعهم من أية مشاريع تنموية أو حتى خدمية، معتمداً في ذلك سياسة الإهمال والتشويه، كل ذلك بهدف تفريغ المناطق الكردية من سكانها وتغيير ديموغرافيتها، وتمرير المزيد من السياسات والمشاريع الشوفينية بحق شعبنا الكردي وحركته الوطنية.
وهنا لا بد من التذكير بأن الحركة الكردية بمجموع أحزابها عملت على تهدئة الأوضاع ووقف القمع الذي كان يتعرض له أبناء شعبنا الكردي رغم الاستفزازات التي قامت بها ميليشيا حزب البعث وأجهزته الأمنية، وناشدت جميع القوى الوطنية والديموقراطية في البلاد برفع صوت الاحتجاج والاستنكار والقيام بواجبها تجاه ما يتعرض له شعبنا الكردي، وإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية هذه الأحداث، وحل القضية الكردية وكافة القضايا عن طريق الحوار والتفاهم المشترك.
ننحني اجلالاً واكباراً لأرواح ودماء شهداء شعبنا الكردي.
الخزي والعار للأيادي الآثمة التي تلطخت بدماء شهداء شعبنا.
المجد والخلود لشهداء آذار.[1]