استجابت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بسرعة مع تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا من خلال حزمة من الإجراءات التي اتخذتها في المنطقة إلى جانب المساعدات التي أعدت لإرسالها إلى مناطق حكومة دمشق والمناطق التي تحتلها تركيا.
ضرب زلزال بقوة 7.7 فجر يوم الإثنين 6 شباط/ فبراير الجاري، باكور (شمال كردستان) وشمال ووسط سوريا، كما طال مناطق شمال وشرق لبنان، وعمت ارتداداته منطقة شرق المتوسط، وعموم مناطق شمال وشرق سوريا؛ أدى لوقوع دمار كبير ووقوع الآلاف من الضحايا.
ووفق آخر حصيلة لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن الضحايا والمصابين ضمن مناطقها، فقد وصل عدد الضحايا إلى 6 أشخاص، جميعهم من حيّي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، فيما وصل عدد المصابين ل 57 شخصاً.
ونقلاً عن الأطباء في مشافي الشعب ضمن مقاطعة كوباني، ومدينة منبج، ومقاطعة الشهباء، وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، فإن حالة جميع المصابين مستقرة، وغالبيتهم تم تخريجهم من المشافي بعد تقديم العلاج اللازم، فيما لا يزال عدد منهم يتلقى العلاج وهم بصحة جيدة.
وتحركت مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وعملت على الفور عبر تفعيل خلية الأزمة في عموم مناطقها مع وقوع الزلزال؛ لإحصاء الأضرار البشرية والمادية، وبدأت بداية، بتقديم العون للمتضررين، وانتشال الجثث، والمصابين والعالقين تحت الأنقاض، وتقديم الرعاية الصحية، بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر الكردي، ونقاطها الطبية، كما وأعلنت قسد استعداد فرقها للتدخل وإنقاذ العالقين.
ونشرت غرفة عمليات الهلال الأحمر الكردي، أرقام الخطوط الساخنة على موقعها الرسمي، لاستقبال البلاغات في حال وقوع أي طارئ؛ جراء الزلزال الذي تأثرت به شمال وشرق سوريا ومناطق أخرى عديدة في سوريا، وخصصت الغرفة الأرقام التالية كخطوط ساخنة 0932125933، 0949356870، 0935288541، ورقم للواتس أب 0968770447.
واتخذت الإدارة الذاتية في المرحلة الثانية، إجراءات احترازية لمواجهة ما بعد وقوع الزلزال، فعطلت الدوام الرسمي في مؤسساتها الإدارية والمدارس والجامعات، عدا التي تتطلب آلية عملها الاستمرار، عبر نصب الخيم وتحضير الصالات كمراكز لجوء في عموم مدنها ونواحيها؛ للمتضررين، وليلجأ إليها الأهالي في حال شهدت المنطقة موجات ارتداد زلزالية جديدة أو وقع أي زلزال، ولا سيما في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية ومقاطعة الشهباء.
ونصب حتى الآن ما يقارب 74 خيمة، وقد يزداد العدد جراء استمرار نصب الخيم، وكذلك تجهيز العشرات من الملاعب، والصالات الرياضية الآمنة كمراكز إيواء، ووزعت الخيم على الشكل التالي 8 خيم في الشيخ مقصود، 2 في مقاطعة الشهباء لجانب من يتم إسكانهم في المخيم، 13 خيمة في مقاطعة كوباني، 13 في مدينة الرقة وريفها، 5 خيم في مدينة الطبقة وريفها، 10 في مقاطعة الحسكة، 18خيمة في مقاطعة قامشلو و5 في منبج.
وزودت الإدارة الذاتية تلك الخيم، بالمساعدات الإغاثية من طعام وشراب، وبطانيات وإسفنجات، و سيارات إسعاف وطواقم طبية مخصصة من قبل الهلال الأحمر الكردي؛ لتقديم الرعاية الصحية.
ونظراً لأن حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، الأكثر تضرراً ضمن مناطق الإدارة الذاتية، سخرت الإدارة جميع إمكاناتها لمساعدة تلك المناطق والمتضررين فيها، فأرسلت على الفور ما يستلزم من مواد إغاثية وغيرها وأدوية، ومحروقات، إلا أنها لم تصل بعد؛ جراء الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق.
ونظراً لما تعانيه مناطق مقاطعة الشهباء، وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية من حصار، تستمر في فرضه حكومة دمشق يصعب وصول المساعدات إلى المناطق المستهدفة، باستثناء وصول شاحنة واحدة مقدمة من الهلال الأحمر الكردي محملة بأغطية إلى حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، يجري نصبها في الساحات؛ لإيواء الأهالي.
واستقبل مجلس مقاطعة الشهباء أكثر من 1200 أسرة من مهجري عفرين القاطنين في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، ممن توجهوا صوب الشهباء، يتم إسكانهم في قرى ومخيمات مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا، علماً أن عدد الأسر قابل للارتفاع.
وتمكنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبر مؤسساتها في مدينة الرقة ومنبج والطبقة، من إعادة المئات من الطلاب وأهالي المنطقة ممن كانوا في حلب، عبر تسيرها حافلات النقل صوب مدينة حلب، بعد أن تكفلت بجميع مصاريف النقل.
ولا تزال بلديات الشعب في كوباني، منبج، مقاطعة الشهباء، وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية، تكثف من إجراءاتها في هدم أجزاء من المنازل المتضررة والمتصدعة؛ جراء الزلزال المتوقع انهيارها، وإزالة الأنقاض، تحسباً لانهيار المنازل والأبنية من وقوع أضرار بشرية، إلى جانب تكثيف آلية عملها في تقديم الخدمات، وفحص الأبنية بناء على طلب المواطنين.
في سياق متصل، سعت الإدارة الذاتية لإرسال المساعدات إلى مناطق سيطرة حكومة دمشق والمناطق الخاضعة للاحتلال التركي إلا أن الطرفين منعا وصول تلك المساعدات حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
واستقبلت الإدارة الذاتية جثامين 31 شخصاً من مواطني شمال وشرق سوريا، كانوا يعملون في تركيا، ممن فقدوا حياتهم جراء الزلزال، بعد دخول الجثامين للمنطقة عبر معبر عون الدادات بين مدينتي منبج وجرابلس، وسلمتهم لذويهم في كلا من كوباني، الرقة، وصرين.
ووفق للمراسلين، جميع الجثث التي وصلت للمنطقة دفنت من قبل ذويهم في مقابر مسقط رأسهم.
وأطلقت الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة، اليوم، حملة تحت شعار معاً لأجل الإنسانية، لتقديم المساعدات لضحايا الزلزال في شمال وشرق سوريا وسوريا وباكور كردستان.[1]