#بدري نوئيل يوسف#
في التراث الشعبي الكردي من كل عام يحتفل الشعب الكردي ب (شه وى يه لدا) أو ليلة يلدا هي ليلة 21 على22 /12 و تحتفل بعض الدول الشرقية أيضاً بهذه الليلة وتعتبر هذه الليلة هي أطول ليلة من ليالي الخريف وتسمى هذه الليلة في ايران والدول المجاورة والتي لها ثقافات مشتركة معها بليلة «بدء الشتاء» أو «يلدا» أو «ليلة المربعانية». يذكر أن هذه الليلة تصادف ليلة الانقلاب الشتوي، حيث تكون الشمس عمودية تماما على مدار الجدي الذي يقع جنوب خط الاستواء خلال العام، وبذلك يكون طول الليل 13 ساعة و57 دقيقة وهو أطول ليل خلال السنة، بينما يكون طول النهار 10 ساعات و3 دقائق وهو اقصر نهار خلال العام، والانقلاب الشتوي حدث فلكي يحدث عندما تكون الشمس في السماء عند أكبر مسافة زاوية على طرف مستوي خط الاستواء.
الاحتفال بليلة يلدا، يعتبر تراثاً كورديا قديما وغالباً ما يحتفل به الكورد في إيران وبحسب الخبراء فإن ليلة يلدا (شه و يه لدا) بالكوردية، من التقاليد القديمة المتوارثة وخاصة من الشعوب الايرانية منذ آلاف السنين.
يحتفل بأطول ليالي السنة في كوردستان يوم 21 على 22 /12 من كل عام هو اول يوم من ايام الشتاء في كوردستان حيث الجو القارس شديد البرودة وتتساقط الثلوج على الجبال ، هذه الليلة لها طقوسها الخاصة لدى الكورد إذ تتجمع مجموعات من العوائل في بيت كبير العائلة او العشيرة أو المنطقة ،وكان الناس في الماضي يقيمون طقوساً وتقاليد فيما يخص هذه الليلة، ومن إحدى هذه الطقوس والعادات، اقامة الاحتفالية ليلاً والسهر حتى الفجر، حتى شروق شمس وسط مظاهر الفرح والاستبشار والتفاؤل بدنو أوقات أسعد ، وتقام الافراح باعتبارها ليلة للفرح والسرور وتحقيق النذور ، ومن الضروريات التي تصحب هذا التجمّع الاسري هي مشاركة الأقارب وخاصة كبار السن، ويرمز الى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف، فضلاً عن توفير أطعمة وفواكه عدة لقضاء هذه الليلة الطويلة، منها البطيخ الأحمر الذي يعتبر سيد المائدة ثم الرمان والعنب والفاكهة الطازجة والمكسرات، وكل ما يميل لونه الى الأحمر لون الشمس، لذا كانوا يعدون الموائد الكبيرة وكانوا يقدمون فيها نوعاً من النذور يسمى (ميزد) وهو نوع من النذور او الولائم التي تحتوي على اللحوم والخبز والحلوى.
ويعتقد البعض بأن يلدا هو اسم آشوري أو كلدوسرياني ، كما ان للبشر اسماء فلليالي والأيام لها اسماؤها كذلك، لكن اطلاق هذه الاسماء ليست عشوائية انما مرتبطة بأحداث ومناسبات معينة .
الطقوس التي تقام في هذه الليلة ، هي طقوس قديمة كان يحييها الايرانيون قبل ظهور (زرادشت)، و اسم (يلدا) يعني عندهم الخالق أما بعد ظهور (زرادشت) فتحول المعنى الى (خالق النور) ، وكلمة (يلدا) عند السريان فيما يروي بعض المؤرخين على انه تعني الميلاد ، والمقصود بها هنا (ميلاد الشمس) (مهر) أو (ميترا) .
(يلدا) ليلة قديمة ارتبطت مؤخراً جداً بليلة ميلاد السيد المسيح وهي أسبق من الميلاد المجيد بأربعة ايام كما ذكر العالم والمؤرخ البيروني في كتابه الآثار.
ومن العادات في كل أرجاء ايران، لا نرى عائلة إلا وهي تشترى البطيخ الأحمر وتتناوله، فذلك جزء مهم من العادات والتقاليد الخاصة بليلة (يلدا) لأن عدداً كبيراً من الناس يعتقدون بأن تناول البطيخ ولو بكميات قليلة في هذه الليلة يحميهم من الاصابة بالزكام والنزلات الصدرية طيلة فصل الشتاء.[1]