#ميرآل بروردا# شاعر وصحفي معارض للنظام الاسدي ينحدر من أسرة كوردية عريقة سخرت نفسها لخدمة القضية الكوردية وأورثت ابنها هذا الحمل الثقيل الذي أثقل كاهله كونه وجد نفسه في مواجهة أعظم الدكتاتوريات في الشرق الأوسط ألا وهو نظام الاسد الذي كان يتنكر لقضيته التي دأب على العمل لأجلها
لم يثنيه الطلق الناري الذي أصاب قدمه في انتفاضة آذار عام 2004 عن مواصلة الدرب في المطالبة بحقوق شعبه وبإحقاق قضيته فانتهى به الأمر سجينا عام 2011 ثم لاجئا الآن في إحدى المخيمات التركية
يحزنني أن ألتقيك في مثل هذه الظروف ويسعدني قبولك لإجراء هذا الحوار رغم ما تعانيه
*) بداية أتمنى أن نعلم منك هل وجودك بين صفوف المتظاهرين هو الذي جعلك هدفا للحكومة السورية أم مقالاتك ضد النظام ؟
اللقاء بكم والتحدث عن همنا الكردي والسوري هو جل ما يعزي ألمنا في هذه الظروف المريعة التي نعيشها في سورية والتي عايشناها على مدى عقود من التنكيل والاضطهاد بكل أشكاله على يد هذه الطغمة الاستبدادية الحاكمة قسرا وغصبا لوطن جميل كسورية ولشعب كالشعب الكردي التواق للحرية على وجه الخصوص .الكتابة في نظري شكل من أشكال التظاهر السلمي المدني والشكلان بالنسبة للنظام الأسدي البعثي جريمة كبرى لأن التعبير عن الرأي بكل الأشكال مرفوضة من نظام لايرضى مجرد التفكير بهذا المنطق
وأنا قمت بالأمرين معا لذا كان التكالب علي مضاعفا من هذا النظام .
*) أنا معك إن كل ما ذكرته من نشاظ مرفوض لدى النظام لكن لماذا ميرآل تحديدا أعتقل من بين كثيرين يقومون بهذه النشاطات في مناطقنا الكوردية ؟
نظام الأسد يرى الخطر على مصالحه من كل من يتوق لحريته ولا يرضى بالعبودية وبشكل خاص الكتاب منهم هذا من جهة ومن جهة أخرى النظام البعثي الأسدي يحارب الذين يناضلون على الخطين القومي الكردي والوطني السوري لأنني كنت من دعاة تغيير النظام السوري ومعارض له في تزامن تام مع الخط النضالي لتحقيق العدالة لقضية الشعب الكوردي في سوريا
*) إلى أي حد يتوقف حقوق الكورد في غرب كوردستان بحسب وجهة نظرك ؟
أنا أرى إن قضيتنا هي قضية أرض وشعب ويجب أن نملك حرية الاختيار في الشكل الذي نراه مناسبا لمستقبلنا
*) ألا ترى معي إن وجهة نظرك هذه تتناقض مع ما ذكرته في بداية حديثك عندما قلت بأن سورية هو الوطن الجميل للكورد مع إنه لا يربطهم بسوريا سوى إتفاقية سايكس بيكو التي قسمت كوردستان ؟
من الصعب إزالة اتفاقية دولية كسايكس بيكو بين ليلة وضحاها فقد مضى عليها وقت طويل وتغيرت الكثير من المعطيات بسبب سياسات التعريب التي اتبعت على مدى عقود لذاعلينا أن نؤمن بتجارب دول العالم ونقيمها ونعمل على اسقاطها على واقعنا فدول متقدمة كامريكا وسويسرا وألمانيا تعتمد في إدارة بلدانها الى الاتحاد الفدرالي ونحن نرى أن نستفيد من هذه الحالة المتزنة لحل النزاعات والتصادمات القومية التي فرضها نظام الحزب الواحد والشخص الواحد والوجه الواحد ولربما هذه الخطوة تكون حلا لتعقيدات الشرق الأوسط الأثينية والقومية والطائفية وهو لاينفي مطلقا حلم الاتحاد الفدرالي الكوردستاني مابين قوسين كوردستان الكبرى مستقبلا
*)سأعود بذاكرتك قليلا إلى الوراء هل يمكنك أن تتحدث قليلا عن معاناتك في سجون النظام ؟
المعاناة لم تبدأ من داخل الزنزانة بل بدأت عندما انهال العشرات من عناصر الأمن السياسي علي بالهراوات والصواعق الكهربائية في الشارع وأقدمو على احتجازي في الصندوق الخلفي لسيارتهم وثم نقلوني على الفور إلى مقرهم بقيت بعدها معزولا عن العالم كله لمدة ستة وعشرين يوما لم يتم فيها التحقيق معي .فقط وجبات تعذيب صباحية ومسائية كانت تصل أحيانا لساعات لا أرى شيئا سوى صوت الجلاد وضرب الهراوة وأكثر طرقهم بشاعة كانت ما يسمونه ( الفروجة) طبعا كل هذه الطرق من التعذيب كانو يقدمون عليها بعد ان يُعرونا تماما من ملابسنا ففي عقوبة الفروجة وضعو القيود في يدي بعد أن نزعو عني الملابس وقامو بربطهما بشكل متصالب إلى قدمي ومرروا قضيب حديد تحت الابطين ورفعوني فوق للتعليق لا أعرف ماذا كان المسند لكنني كنت معلقا كما لو أنهم يستعدون لشوائي وبدأوا بضربي بشكل وحشي وهي أبشع الطرق التي مررت بها علاوة عن الإهانات والشتم والذل
قلت إنك بقيت ستة وعشرين يوما في السجن دون تحقيق أو محاكمة هل تم بعدها محاكمتك ؟
نعم بدأ التحقيق بعد ستة وعشرين يوما واستمر لاسبوع تقريبا بعدها تم احتجازي بضعة أيام لصالح القضاء وأخلي سبيلي لتدهور وضعي الصحي وخرجت من السجن بانتظار ما سيقرره القاضي لاحقاً بحقي
هل تم الافراج عنك قبل أن يقرر القاضي ذلك أرجو ان توضح كيف تم الإفراج عنك ؟
تم الافراج بكفالة مالية ويبدو أن النظام كان يخشى الضغط الاعلامي المتزايد خاصة أن رفاق الحراك هددوا باعتصام مفتوح أمام القصر العدلي في الحسكة والخشية كانت أيضاً من عضويتي في منظمة العفو الدولية كعضو دولي
*) كيف تمكنت من الوصول للأراضي التركية ؟
بعد المداهمة الأخيرة لبيتي حيث كنت قد غيرت عنوان سكني للمرة الثالثة خلال شهرين رأيت أنه لم يعد بالإمكان البقاء في سوريا خاصة كوني كنت قد أجريت عملية توسيع شرايين مؤخرا لهذا كان إعتقالي مجددا يشكل خطرا كبيرا على حياتي لهذا قررت اللجوء إلى هنا واستطعت بلوغ الاراضي التركية ليلا حيث طلبت من حرس الحدود التركي اللجوء وتم نقلي إلى أحد المخيمات في تركيا .
*) هل يمكنك أن تحدثنا عن أوضاع اللاجئين الكورد هنا ؟
الأوضاع في المخيم جيدة لأشخاص تركوا ديارهم نتيجة اقتحام الجيش النظامي السوري لبلداتهم لكنه سيء جدا بالنسبة للناشطين السياسيين خاصة الأكراد منهم إذ نلاقي معاملة تفتقر لكل معايير الاحترام والتقدير والحكومة التركية تعتبر السياسيين الأكراد مهما كان موقعهم المعارض للنظام الأسدي خطرا على تركيا نظرا لوجود القضية القومية الكردية في تركيا وهي قضية لازالت تتنكر لها ,لهذا سياسة التهميش والحيطة هي المتبعة بحقنا هنا فعلى سبيل المثال طلبت منهم الإذن عدة مرات لإجراء هذا الحوار لكنهم رفضوا لذا خرجت خلسة لإجراء هذا الحوار معك .
*) بالنسبة لوضعك الصحي هل تلقى الرعاية الصحية المطلوبة هنا ؟
كان من المفروض أن اتابع طبيبا مختصا بعد عملية القلب التي أجريتها لكن الملاحقة الأمنية حالت دون ذلك ومنذ أن أتيت إلى هنا كلاجئ طلبت من الطاقم الطبي الاطلاع على وضعي الصحي لكن لم أتلقى أي اهتمام كون الكادر المخصص للشؤون الصحية عبارة عن بعض من الممرضين والأطباء الذين لازالوا تحت التدريب والغير مؤهلين لحالات صحية دقيقة كحالتي التي تحتاج لطبيب متخصص في القلب ولدى طلبي بمراجعة طبيب مختص لم ألقى الموافقة بحجة عدم توافر طبيب لهذا الاختصاص
*) بين المجلس الوطني الكوردي والتنسيقيات الشبابية الكوردية أين يجد ميرآل نفسه ؟
كنت من أوائل من دعى إلى مؤتمر كوردي جامع للكورد كافة حزبيا وشبابيا وثقافيا وقد أصبحت هذه الفكرة واقعا مع وجود نواقص وترهلات سياسية وتنظيمة بفعل القواقع الحزبية التي ساهمت في بنائه لهذا أجد مكاني في التنسيقيات الشبابية لأنني كنت في مقدمة الحراك الشبابي في مدينة الحسكة وكان هذا سببا رئيسيا لإعتقالي كما ذكرت سابقا .
*) ألم يكن من الأفضل أن تكون جزء من هذا الكيان الكوردي الموحد الذي ناديت به وتعمل معهم على إزالة هذه النواقص ؟
طبعا كان يجب بطبيعة الحال أن أجد نفسي هناك لطالما أنا من ناديت لتشكيل هكذا كيان ومن غير المعقول أن أمتنع بملئ إرادتي عن فكر تحقق وأصبح واقعا وكنت أنادي به لكني أجد مكاني الطبيعي في تلك الرحلة الدائمة بين الورقة وقلمي وهنا أدعم بشكل أفضل هذا الشعب بعيدا عن مكتسبات مادية أو إدارية
*) بالنسبة للمجلس الوطني السوري كيف تقرأ عضوية بعض الشخصيات الكوردية فيها رغم تنكرها للقضية الكوردية ؟
المشكلة في المجلس الوطني السوري إنه ولد من رحم معاناة الحاجة السورية لهيئة تمثيلية للثورة ولم يكن في الأذهان إلا تجربة المجلس الوطني الليبي وأتى هذا التطبيق سريعا ودون مشاركة باقي أطياف المعارضة أما بالنسبة للقضية الكوردية فباعتقادي المجلس لم يتنكر لها في برامجه وما كان يتم التصريح به بين الفينة والأخرى كان من بعض الأشخاص الذين تدفعهم أجندات خاصة لكن كلنا شهد على ما جرى في تونس من اعتراف واضح بوجود الشعب الكوردي في سورية وضرورة الإعتراف به دستوريا أما بللنسبة للأعضاء الكورد فهذا شأنهم الخاص حسبما يرونه من منظورهم وكيفية التعامل مع هذا الوضع مهمتهم في إحقاق الحق
*) هناك وجهة نظر في الشارع الكوردي تقول بأن المجلس الوطني يستخدم الأعضاء الكورد لإجهاض القضية الكوردية ألا تتفق معهم في هذا ؟
عذرا هل يمكن أن توضحي سؤالك
*) أقصد هم متخوفون من سعي المجلس الوطني إلى صناعة عصمت إينونو كوردي في سوريا هل تتفق مع وجهة النظر تلك ؟
إن كان الشعب الكوردي محصورا ببضعة أشخاص هنا وهناك في مجلس هنا ومجلس هناك فهو لا يستحق ما يطالب به وليبقى بلا مصير.. المفاهيم والاعتبارات الماضية تغييرت وأعتقد إن الشعب الكوردي وصل بوعيه لمرحلة يستطيع أن يميز بين من تصنعه عذابات الدفاع عن القضية ومن يصنعه أعداء قضيتهم العادلة .
سلافا بركات
عضوة المكتب الاعلامي للوبي الكوردي في الاتحاد الاوربي.[1]