سيوان خليل
كوردستان وبِناء المستقبل
من خلال التمعن واستقلالية البحث عن تاريخ كوردستان تتضح معالم الإيمان بالله وعظمتهِ، فربما تكون الروح هي الفكر أي: العقل:، وربما يكون الفكر هي الروح، فكلاهما يحلقان دون قيود وأحدهم يَحمل الاخر بجناحيه، فأن لم يكن صاحب الفكرِ قادراً جسديا على تحويل افكاره لأفعال، فبالتأكيد هناك اجساد اخرى تستطيع القيام بهِ، أي بمعنى لكل انسان دوره في الحياة، وما اجمل ان يكون ذاك الدور لبناء كردستان.
مع مرور الزمن تم تحريك اقلام بداخلها اسلحة فتاكة رَسمت خرائط تقسيمية لشعوب الشرق الاوسط من قِبل القوى العظمى حسب مصالِحها، كانت كردستان في اولوية التقسيمات التي استهدفتها تلك القوى، وأجبرت الكثيرين ان يكون قلمه بالجانب السلبي وسلاحا لا يقل ضراوة عن سلاح الحروب ان لم يكن اكثر ضرراً، تسخير اقلامهم لأنظمة حكم ديكتاتورية تقتل شعوبها ولتبرير قتلهم ووضعها في سياسة تلك الانظمة، واصطناع افكار خيالية تأتي لخدمة تجار الحروب، لعِبَ المال السياسي دوره في ساحات النزاع، واجبر شريحة واسعة من الطبقة المثقفة بملء عقول الكثيرين من الشعوب بأفكار تهدم بنية مجتمعاتهم، باتوا يفتقدون للعلم والمعرفة في كتاباتهم وتحليلاتهم، في سبيل ارضاء الجهة الداعمة لهم، ودون ان يشعروا بأنهم اصبحوا كالدمى المتحركة، وبدأت كتاباتهم تأخذ اتجاه منحرف بعيد كل البعد عن الثقافة او النقد البناء، لدرجة جعلت المتابع في متاهات الواقع المؤلم، ولا يستطيع ان يفرق بين الحقيقة والخيال وفقدانه للثقة، وتلك بحد ذاتها احدى اهم ادوات أعداء كردستان التي شوهت تاريخ الكورد بمطرقتها وكانت في اغلب الاوقات تلك المطرقة بيد بعض الكرد انفسهم، حيث انه يدفع المتابع الى الهاوية ومستنقعات الحروب، ليكون قاتلا او مقتولا ويَزيدَ من حبرهِ لرسم خرائط اكثر.
تشويه تاريخ كوردستان ما زال مستمراً، ولا يملك الكرد سوى الاحرف لتثبيت حقوقهم والمناداة بها ومع ذلك اعدائهم يحاولون بكل السبل كسر تلك الاحرف وبعثرتها بمطرقتهم، وهو ما يتوجب علينا ان نعود الى الضمير الحي بعيداً عن الاجندات الحزبية والشخصية والنظر للمستقبل والعمل لبناء أسس متينة تكون داعمة لإعلان دولة الكورد في يوماً من الأيام، فالتاريخ لا يرحم ولا سيما ان السلاح له مدى محدود، لكن القلم صداه لا حدود له لأنه صوت الشعوب والحقيقة.[1]