صحيفة جيان(الحياة) تحاور #حليم يوسف# – كردستان، السليمانية
تم نشر الحوار باللغة الكردية – السورانية في آذار 2020
أجرى الحوار رنجدر جبار
س1/ الكتابة عمل شخصي جدا عند الإنسان، كل كاتب له مبررات وأسباب لكتابته. هل یمكن أن نعلم ماذا تعني لك الكتابة و لماذا تكتب؟
الكتابة بالنسبة لي كانت كالقدر. بدأت بالكتابة باكرا، لجأت اليها دون أن أعي الأسباب التي دفعتني الى ذلك. في صغري كنت، كطفل كردي، محاصرا بأسئلة شديدة الصعوبة وأكبر من عمري بكثير. البحث عن اجابات مقنعة لها قادني الى ظل الكتابة. لا أدري كيف اكتشفت بأن الكتابة عن النيران التي كانت تأكل داخلي تخفف عني الحزن الذي كان يلف حياتنا اليومية. وتحولت الكتابة بالنسبة لي فيما بعد الى شيء أشبه ما يكون بالأوكسجين، لا أستطيع الاستمرار في الحياة دونها. ولا أعتقد أن هناك قوة على الأرض ستحول بيني وبين الكتابة سوى الموت. الكتابة هي أوكسجين حياتي، وأنا أكتب لأستمر في الحياة.
س2/ هل علی الكاتب أن یكتب لنفسه لا لقرائه؟ وهل علی القارئ أو المتلقي أن یرتقي إلی مستوی كتابة الكاتب؟ وإلی أي حد تفكر أنت بقرائك؟ وهل تكتب لنفسك أم لهم؟
لا يوجد تعارض بين الجانبين، فأنا أكتب لقرائي بالطبع وفي نفس الوقت أكتب لنفسي أيضا. هناك تماه كبير بيني وبين قرائي، وقد وجد هذا التماهي طريقه الى هذه العلاقة دون أن يتم التخطيط لذلك. واذا كنت أكتب لنفسي فقط، فانني لما نشرت كتاباتي على شكل كتب. ولا أنكر بأن حضور القارىء يقل أثناء لحظات الكتابة، حيث أترك المجال لتدفق أحاسيسي ومشاعري استجابة لصوتي الداخلي الذي أطلق له العنان الى أقصى حد. تلعب منطقة اللاوعي المظلمة دورا كبيرا في نسج تفاصيل النص الأدبي، حيث تستيقظ جثث الذاكرة وتقفز الى منطقة الوعي المنيرة لتسرد ما هو مكمل وحيوي وضروري لاستكمال النسيج الفني للنص. من هنا يتراجع حضور القارىء ودوره في مثل هذه المواقف، ليحضر فيما بعد بقوة بعد انجاز النص. وهنا أستطيع القول بأن التفكير في القارىء ودرء الالتباس الذي قد يحصل في أماكن كثيرة من النص يزداد لدي لدى المراجعة الأولى للنص، حيث أتقمص دور القارىء لنصي الأدبي وأحاول قدر الامكان تعديل الأمور التي قد تحول دون فهم المراد أو تخلق التباسا لدى القراء. وحول سؤالك فيما على القارىء أن يرتقي الى مستوى كتابة الكاتب، فانني سأتحدث هنا عن مستويين في كتابتي. الأول هو المستوى اللغوي حيث أنني أكتب بلغة سهلة، سلسة ويفهمها الجميع. والمستوى الآخر هو المستوى الدلالي المتعلق بمضمون النص، وهنا أراهن على ذكاء القارىء وتميزه ومدى قدرته على استيعاب دلالات النص وفق مفهومه الخاص. لذلك فانني أكتب لقراء من مختلف المستويات. ومن الطبيعي أن يكون النص الأدبي متعدد الدلالات، لذلك لا يضيرني أن أسمع أو أقرأ تفاسير أو شروحات مختلفة من القراء لنفس النص الأدبي. هذا منبع قوة للنص وليس منبع ضعف أو “عدم ارتقاء” للمتلقي. أنا أحترم المتلقي وأتفهم استنتاجاته وطريقة قراءته للنص الأدبي الذي أنتجه حتى وان تعارضت مع تصوراتي.
س3/ كثیرا ما یقال قراء الروایات اكثر من قراء القصص. ما مدی صحة هذا الرأي؟ إن كان صحیحا ما هو سبب ذلك؟ هل السبب متعلق بالمواضیع و المحتویات لكل منهما أم متعلق بالتكنیك و طریقة السرد؟
أعتقد أن صدور الرواية الى الواجهة في السنوات الأخيرة يعود الى الوضع السائد في أسواق الكتاب الغربية- الأوربية، حيث أن أغلب دور النشر الأوربية لا تطبع غير الروايات. في حين ينعدم الاقبال على الشعر تقريبا، كما أن القصة القصيرة كجنس أدبي لا يلقى رواجا كبيرا كما هو الحال لدى الرواية. وفي مجتمعاتنا الاستهلاكية تضيق دائرة قراء كل الأجناس الأدبية الى درجة مرعبة، لذلك فان التي تتحكم بتحديد هذه المسألة هي “المركزية الأوربية” التي لا تحتكم بدورها الى معايير أدبية أو فنية بقدر ما تحتكم الى حيثيات التسويق ومتطلبات البيع والشراء وجني المزيد من الأرباح. ففي أوربا لا يستغرب أحدنا عندما تتبنى كبريات دور النشر الأدبية أعمال روائية هابطة الى أبعد حد وفق المقاييس الأدبية، لكنها تحقق مبيعات هائلة في سوق الكتاب. في حين قد يستنكف أحد الناشرين عن الاستمرار في طباعة وتوزيع روايات أحد الروائيين الجيدين لنفس السبب، أي فيما اذا فشل في عملية التسويق.
س4/ عبر تأریخ الكتابة وبمختلف مراحلها كان لفن الروایة والقصة وظائف أخری غیر السرد المحض، وسٶالي هو: ما هي الوظیفة الرئیسیة للروایة بعد سرد الأحداث؟ وإلی أي مدی یستطیع الكاتب أن ینقل الجوانب الخفیة للواقع عن طریق شخصیاته؟
هناك وظائف عدة تؤديها الرواية تتوزع بين ودوه مختلفة، احداها الوظيفة الجمالية التي تخلق المتعة لدى المتلقي والمتجسدة قبل كل شيء في التقنيات المعتمدة والتي تعتمد على ارث كبير من التطورات التكنيكية التي شهدها الفن الروائي عبر التاريخ. والوظيفة الأخرى تمتلك بعدا تنويريا يتجسد في المعاني والمضامين التي تحملها الرواية كفضاء واسع ورحب لاحتواء كم هائل من المشاعر البشرية والأفكار والشخصيات والمواضيع التي تتوزع على مساحات واسعة من التاريخ. أما عن حيثيات نقل وتغطية الجوانب الخفية للواقع فان العمل الدؤوب على الشخصيات والابحار الفلسفي والمعرفي في عوالمها يقودك الى اضاءة المناطق المعتمة والخفية من الذاكرة أو كشف المستور في وعي الشخصيات من خلال التعرف الآني على أعماق تلك الشخصيات والغوص فيما يسمى بمنطقة اللاشعور لبناء عمل أدبي يعتمد في خطوطه العامة على التعدد في الدلالة وفي الايحاء.
س5/ الناقد الالماني (مارسیل رایخ راسنكي) یقول: “علی الروایة أن تمتعنا متعة القراءة و تمضیة الوقت”. برأیكم هل الأدب وخصوصا الروایات والقصص تقتصر وظیفتهما علی المتعة وتمضية الوقت؟
يجب التفريق بين مصطلحي المتعة وتمضية الوقت. ان ربط الأمر ببعضهما يخلق التباسا يوحي الى أن الأمرين قريبان من بعضهما الى حد التطابق. في حين أنني ألا أتصور أن أحدا ما يقرأ رواية دون أن تكون تلك الرواية ممتعة ومفيدة بنفس الوقت. يتوجب علينا عدم اهمال البعد التنويري، المعرفي الذي تحمله الرواية، حيث أن كل رواية جادة تحمل تجربة حياتية زاخرة لشخوصها. بالاضافة الى التفاصيل المتعلقة بالأمكنة وبالأحداث التاريخية الكبيرة والصغيرة وحيثياتها، كل ذلك يساهم في تعميق معرفة القارىء بأمور قد لا تتاح له معرفتها خارج اطار الفن الروائي. وأنا كقارىء نهم للرواية فقد تعرفت بدوري على نماذج بشرية وعلى شعوب وأقوام وأمكنة كثيرة ومن مختلف أصقاع العالم، ما كنت أتمكن من التعرف عليها في حياتي لولا قراءة الروايات. كما ترى فان الوظائف التي تؤديها الرواية كثيرة ومتشعبة ولا يمكن حصرها في اطار واحد.
س6/ فی مقال للكاتب (شیرزاد حسن) یقول: “من غیر الممكن للإنسان بعد قراءة كتاب ما ألا یتغیر جزء من وجهات نظره”. ارید أن أسألكم: لماذا الكتاب مهم لحیاة الإنسان؟ ما هو سحر الكتاب للإنسان حیث یغیره الی شخص آخر؟
ان الكتب التي تغير الانسان من الداخل ليست كثيرة، الا أنه لا يمكنني حصرها أيضا في قائمة قصيرة أو طويلة. اذ أن الأمر يتعلق بالذائقة الشخصية لكل انسان وبمستوى استيعابه لما يتضمنه الكتاب المعني. ان نسيج العلاقة القائمة بين الثلاثي “الكاتب – النص الابداعي – القارىء” نسيج بالغ التعقيد، حيث يمكن للقارىء السطحي، على سبيل المثال، أن يختزل نصا ابداعيا متخما بالدلالات الى نص هش يقتصر على بعض المشاهد الجنسية. في حين يمكن لقارىء آخر أن يرفع من القيمة الفنية والابداعية للنص نفسه الى درجة العثور على دلالات خفية واضافية يكشف عن ما لم يكن يخطر على بال كاتب النص، فيزيد النص بقراءته تألقا. وفي رأيي أن اقتناء الكتب ضرورة حيوية لكل شخص سوي، طبيعي، من ناحية أن الطبيعة البشرية تقتضي ذلك. اذ أن الانسان بطبيعته تواق للمعرفة ولفهم نفسه وما يدور حوله، والكتاب هو الوسيلة لتحقيق هذا الأمر. وبالنسبة لي لا يمكن أن أتصور نفسي قادرا على الاستمرار في العيش دون كتب. الكتاب توأم الحياة.
س7/ الی أي مدی النص الأدبي دون النقد و الدراسة یكون حيا و مٶثرا؟ ما هي أهمیة النقد للنص الأدبي؟
للنقد دور هام في تسليط الضوء على العمل الأدبي وفي اضاءته من الداخل. وهو بذلك يساهم في فتح الأبواب أمام الدخول في فضاءالنص الدلالي وتشريحه وتحليله وبالتالي فهمه. وهذا يخلق الدافع أمام القراء لاقتناء الكتاب والاطلاع على النص المنقود. وتاريخ الأدب يغص بأمثلة كثيرة تشير الى كشف الأسماء الأدبية الهامة من قبل النقاد، وانتشار أعمالها الأدبية بعد هذا الكشف وتحولت هذه الأسماء فيما بعد الى أسماء مكرسة في تاريخ الأدب. في الساحة الأدبية الكردية نفتقد الى هذه الظاهرة ولا توجد حركة نقدية ناشطة تكشف وتنتقد وتسلط الضوء على الأعمال الأدبية الصادرة. ولا يتجاوز الأمر مقال هنا وآخر هناك، وغالبا ما تكون مقالات تعريفية بهذه الأعمال الأدبية وليست نقدا لها.
س8/ كما یقال الكتابة لها علاقة بماضي الكاتب. الكاتب من خلالها یحاول أن یكتب ماضیه، خصوصا اخفاقاته. كیف كانت بدایات الكتابة عندكم؟ لماذا اردت الكتابة؟ ما علاقة الكتابة بماضیك انت؟ تحدیدا عن ماذا تبحث من خلال الكتابة؟
بدأت الكتابة وأنا صغير. حدث ذلك بشكل عفوي ودون تخطيط. ولدت في بلدة عاموده الحدودية. قدم أبي شابا من فوق الخط(سه رخه ت)-تركيا وتزوج مع أمي من (بن خه ت) – سوريا، وبذلك انقسمت عائلتي الى قسمين يفصل بينهما خط حدودي مزروع بالألغام وبعساكر غامضين يتربصون بنا طوال الوقت على الطرف التركي. أضف الى ذلك أن اللغة الوحيدة التي كان يتحدث بها أبي وأمي الى الممات هي الكردية، في حين أصبت بالصدمة في المدرسة جراء تعلم لغة الشرطة والمعلمين فقط، في حين كنا نتعرض للعقوبة فيما اذا تحدثنا في المدرسة بلغة الأهل. كل ذلك خلق لدي المزيد من الأسئلة الغامضة التي حاصرت طفولتي. مضافا اليها الأسئلة الوجودية الصعبة المتعلقة بمعنى العالم والانسان والموت وما الى ذلك من أسئلة فلسفية تحولت في أعماقي الى نيران لا تهدأ. ابتدأت بالقراءة مبكرا بحثا عن أجوبة مقنعة لكل تلك الأسئلة ولم أفلح. لا أدري كيف اهتديت الى الكتابة يوما وكتبت مشاعري الملتهبة على الورق على شكل كلمات فأحسست براحة لا مثيل لها، وانزاحت عن قلبي هموم كادت تخنقني. جربت ذلك دون أن أعلم أن ما أكتب ينتمي الى الأدب أو غيره. وفيما بعد وجدت نفسي منحازا بالمطلق الى النثر، فبدأت بكتابة القصص القصيرة وانتقلت مع مرور الزمن الى كتابة الرواية دون التخلي النهائي عن القصة القصيرة.
س9/ یقال ما لا یستطیع المٶرخون قوله و تدوینه، الروائیون یقولونه و یسجلونه عن طریق النصوص الأدبیة. برأیكم هل تستطیع الروایة أن تقوم بعمل مهم في حیاة الإنسان؟ خصوصا فی حیاتنا الحالية؟ ما هي الرسالة التي ترید إیصالها؟
تحتل الرواية المكانة الأولى على صعيد الأجناس الأدبية في العالم، كما أن الفسحة المتاحة للقول واسعة جدا، لذلك فان الروائي يستطيع أن يدون أكثر اللحظات أهمية في حياة الشعوب، أن يؤرخها و يلعب دورا توثيقيا للأحداث التي يعايشها، بالاضافة الى دوره الأساسي في بناء نص روائي متفرد يحمل بصماته الخاصة. واذا تطرقنا الى الخصوصية الكردية المتجسدة في الغبن اللاحق بالقضية القومية الكردية كأكثر القضايا تراجيدية عبر التاريخ وفي العالم، وما تحمله هذه القضية من مخزون روحي وانساني ووجداني وحسي، فاننا نكون أمام مهمة ترتقي الى مستوى الواجب بالنسبة لكل روائي كردي وهي تجسيد هذه المأساة الانسانية العصية على الحل ونقل الجوانب المخفية منها الى متن النصوص الروائية، لكي يتعرف العالم على خفايا هذه القضية سواء من خلال اعادة انتاج المعاش روائيا. وعلى الصعيد الشخصي السعي الى التأثير في قضايا الشأن العام وفي التغلغل الى نفوس القراء للمساهمة في تغييرهم من الداخل للوصول الى عالم أفضل. رسالتي هي معرفية، تنويرية تنتصر للحق والخير والجمال
س10/ عند قراءة روایاتكم هناك عودة ملحوظة الی صفحات التأریخ، ماذا تریدون أن تقولوا عن طریق السرد او عن طریق التأریخ؟ هل لدیكم أسألة حول التأریخ ام لدیكم شك؟
لا ألجأ الى التاريخ الا للتأكيد على تداخله التام مع الحاضر واعتبار الحاضر امتدادا لما مضى. ولدى الكرد نجد أن التاريخ شبيه بحلقة دائرية، دموية، مفرغة ما ان تمر سنة أو اثنتين حتى يعيد التاريخ نفسه. زأحد أهم الأسباب التي تدفعني الى تناول التاريخ في رواياتي هو أن كل ما يعانيه شخوصي في معاناتهم المزمنة مع المحيط هو نتاج لوضع تاريخي شديد الصعوبة وجد الكردي نفسه فيه دون أن يكون له يد في ذلك. قسمت أراضي بلاده بين حدود دول وممالك متناحرة على كل شيء ومتفقة على اسكات الكرد وحرمانهم من حقوقهم المشروعة. ان الآثار التي يخلفها تقسيم وطن الكرد بين أربع دول تأكل بعضها وافتقاده الى هيكل دولة تسبب القسم الأعظم من الكوارث الشخصية والاحباطات التي تواجه الكردي سواء لدى بقائه في البيت أو لدى التنقل بين حدود الدول ، من هنا يأتي اهتمامي بمسألة التاريخ وتناول بعض موضوعاته التي تفيد السياق الروائي حسب المقتضيات الفنية.
س11/ یقال دائما “الترجمة عبارة عن إعادة كتابة نص جدید من قبل المترجم”. انت من الكتاب الذین ترجمت كثیر من روایاتك الی اللغة الكوردیة، برأیك الی أي مدی استطاع (المترجمون) أن ینقلوا جوهر نصوصكم. ما دور الترجمة حول نقل الأدبیات بین اللغات؟
يمكنني التحدث عن الترجمة على مستويين، أولهما أنني أكتب بالكردية، لغتي الأم، والى جانب الكردية أكتب بالعربية. وقد نقلت بعض أعمالي من الكردية الى العربية وبالعكس وفي كل الأحوال ولأنني صاحب النص في اللغتين فانني أنجز الترجمة وفق فسحة واسعة من الحرية، حيث أنني أتصرف بالنص المترجم وفق مقتضيات اللغة التي أترجم اليها دون تردد. المستوى الثاني هو ترجمة بعض كتبي الى اللغات الأخرى كالانكليزية والألمانية والتركية والفارسية وهي في غالبها تتم بمبادرة من مترجمين يحبون ما أكتب ويبادرون الى ترجمتها وفق اعتبارات تتعلق بأداء خدمة للأدب الكردي بتعريف قراء تلك اللغات به وأغلبهم لا يتلقون حتى حقوق الترجمة أو أي مقابل مادي، رغم ذلك يبذلون كل ما بوسعهم لانجاز الترجمة على أكمل وجه. وهؤلاء المترجمين على قلتهم يستحقون الكثير من التقدير والاحترام لقاء عملهم المبهر هذا. وفي هذا السياق ما أسعدني حقا هو قيام دار أنديشه وبالتعاون مع مترجمين كرد رائعين الى نقل أعمالي الأدبية من الكردية – الكرمانجية الى الكردية – السورانية مما فتح الباب أمام تحقيق حلمي القديم بأن يتجاوز صوتي حدود اللهجات وكذلك حدود الدول التي تفصل بين الكرد وأن تصبح كتبي في متناول كل الكرد في كل مكان. أنا ممتن لكل من ساهم في تحويل هذا الحلم الى حقيقة، شكرا لهم. بقي أن أقول أن أمام الكتاب الكرد طريق طويلة وشاقة لكي تتم ترجمة أعمالهم الى اللغات العالمية، حيث أن عدم وجود دولة كردية وانعدام المؤسسات الداعمة لحركة الترجمة وافتقاد الكتاب الكردي لأي طرف أو جهة تمول الترجمة من والى اللغات الأخرى، كل ذلك يعيق الأدب الكردي من أن يتم التعريف به وأن يحتل مكانة تليق به الى جانب آداب اللغات الأخرى في العالم.[1]