– الرقص كإرث تاريخي وأداء طقسي –
وليد حاج عبدالقادر / دبي
قد يبدو العنوان أعلاه فيه بعض من الغرابة ، وعليه فإنّ محور الموضوع سيتركّز على ثلاثية الرقص والإرث التاريخي ومن ثم الأداء الطقسي، في حين أنّ الهدف الرئيس هو أبعاد التأثير والمؤثر بين المجتمعات البشرية وتقاطعاتها كقاعدة – أساس مهّدت لتأسيس ثقافة إنسانية ، وإن أعطت لكلّ منها وألبستها خصوصياتها، وسأضيف نقطة عامة هنا ، وللحق فإنّ فكرة السرد هذا كله استولده تواتر غزير لأفكار ومعلومات في خاصية كتابة مقالٍ تاريخي لهذه الزاوية من جريدة يكيتي ، وأعني بها جدلية العلاقة العرقية من جهة والتجاور كما التشارك في قضايا معرفية وتشابك لغوي بين مثلث الحثيين و الميتان وكاردونياش وأزلية الصراع على سوريا الداخلية حتى شواطئ المتوسط والفراعنة من جهة ثانية، والذي بدا لي وبمنتهى الشفافية كحقلٍ معرفي بكر يستثمر بغفلةٍ عن أصحابها والمستثمر يسعى بكلّ جهده لتطويبها كخاصية.
رغم أنّ التاريخ يؤكّد على أنّ نمط ذلك الصراع الثلاثي والذي مرّ بمراحل ما لبثت أن أوجدت طرقاً لحلول وكانت واحدة من أهم نتائجها هو أول معاهدة سلام دوّنت بين الدولة الفرعونية بقيادة الفرعون رمسيس الثاني سنة ( 1274 ق . م ) وخصمهم التقليدي الحثيون بقيادة الملك مواتللي ، وما رافق و تلى ذلك من جهة ثانية العلاقة بين الميتانيين والفراعنة ومن ثم الكاشيين والفراعنة وكلٌّ كان بطريقته ، وفي عودةٍ إلى ذات الجدلية التي أوجدت – فرضت ذاتها وكمدخل رئيس على هذا الاستعراض في البحث عن الرقص وأبعاده التاريخية ومن ثم دخوله كبند أساس في المحفل الثقافي الشعبي ! أما آلية الزجّ الذي وإن كنت قد فكرت بها مرارا ولسنين طويلة فهو ذلك الرابط الحركي لرقصة ( سي كاڤ كي ) الكُردية ، أو ما كنا نسمّيه ونحن أطفال ب – رقسا رهوان – ورقصة الحصان الصعيدية والمبارزة بالعصي ، ومن جديدٍ ماهية علاقة كلّ هذا بالفراعنة وملوك كاردونياش وميتان من جهة ثانية .. وهنا – أرى – وكبداية ضرورة عرض تعريف تاريخي مكثّف للرقص.
وبالتالي تجذيرها كواحدة من أهم أنماط الوعي المجرد نطقاً والمشبعة بحركات إيمائية صريحة ، وحسب غالبية الباحثين والمهتمّين بتوثيق تأريخ أول ظهور وممارسة لها ، حيث يقرّ الغالبية بصعوبة ذلك كونه – الرقص – لم يترك محسوسات مادية مثل الأدوات الحجرية وأدوات الصيد ورسوم الكهوف وغيرها ، والتي قد تسهّل إمكانيات التعرف عليها بوضوح ، ولهذا نرى مدى الصعوبة في ايجاد سبل تحديدٍ دقيق للزمن الذي دخل فيه الرقص جزءاً من الثقافة البشرية ، وإن تمّ الإقرار بأنها رافقت في مراحل تبلورها لمتابعاتٍ بشرية مهمة في ممارسة الرقص ، كما وعوامل ظهورها وتصقلها .. والتي تراوحت وتداخلت فيها دوافع ومسبّبات عديدة حيث ( كان الرقص جزءاً مهماً في الطقوس والاحتفالات والترفيه ، وذلك لمراحل سبقت حتى إلى ما قبل ولادة الحضارات البشرية الأولى … ) . حسب ما وثقه علم الآثار منذ حوالي 10000عام ق . م ( لوحات ملاجئ بيمبتكا الصخرية في الهند ، ولوحات القبور المصرية التي تصوّر شخصيات راقصة منذ 3300 ق.م ) . وقد عدّت الرقصات في الفترات المبكرة للاحتفال بالمهرجانات والمناسبات المهمة أو الموسمية مثل حصاد المحاصيل أو الولادات وحفلات الزفاف ، وعثر على مؤشرات لها في جميع أنحاء العالم . ومع تصقلها كممارسة عبر التاريخ صنّفت الرقصات ضمن عناوين عريضة أهمها : ( رقصات الاحتفالات والطقوس .. رقصات طقوس الشفاء . الرقص التعبيري والتي تعدّ كواحدة من أهم الاستخدامات المنظّمة والأولية للرقص في العرض ورواية الأساطير . وأحياناً استخدم أيضاً للتعبير عن مشاعر الشخص للجنس الآخر ( الحب ) وذلك قبل ظهور الكتابة ، وليصنّفها الفيلسوف اليوناني أرسطو مع الشعر ، وقال إنّ بعض الراقصين ، مع إيقاعٍ مطبق على الإيماءات يمكنهم التعبير عن الأخلاق والعواطف والأفعال .. ) . ( ويكيبيديا )
وباختصار : فقد عدّ الرقص من أقدم اللغات التعبيرية عبر لغة الجسد التي مارسها الإنسان للإفصاح عن مشاعره من حب وفرح وحزن وألم ، رغم تطور أدوات التعبير المختلفة من نطق وكتابة وغناء ، إلا أنّ الرقص ظلّ وبالترافق مع الموسيقى ، اللغة الفنية الأكثر تجسيداً للشعوب يختزن فيه الموروث الشعبي وكفنٍّ أزلي ، ولهذا فقد وجد صعوبة في الفصل بين .. ثلاثية التعبير الجمالي لدى الإنسان مثل : الموسيقى والغناء والرقص لارتباطها العضوي بينيا . وقد ساهم في تصقيل وتداخل الإيقاع ، و .. امتزج عند الإنسان مع كثيرٍ من الإيقاعات والأصوات المعبّرة الطبيعية ، مثل صوت الريح وغناء الطيور وحفيف أوراق الأشجار وخرير المياه ووقع قطرات المطر . ومن الطبيعي أن يشاكل الإنسان بعض الإيقاعات الحركية في الطبيعة .
الأمر الذي أوجد مجالاً حركياً للتعبير الجمالي عن مشاعره . وهكذا وجد علم الجمال الحركي .. وتوازى مع علم الجمال الصوتي . والرقص التعبيري الذي ظهر نحو الألف الثامن ق . م في منطقه شرق المتوسط ، كانت له وظيفة التواصل مع المعبودات حيث ارتبط بالقداسة . ، واستعمل الإنسان القديم لغة الجسد في توليد معانٍ روحية عالية ، وتمّ ضبط حركة الجسد من مصاحبة الإيقاعات الموسيقية بالأدوات البدائية ، أو بتصفيق الكفين وتصويت الفم .
وتؤكّد المصادر والرسومات القديمة على أنّ الرقص كان ضرباً من ضروب العبادة أي أنه ديني المنشأ ، وعدّت رقصاً مقدساً . كما الرقصة الشرقية الإغرائية التي تعتمد على هزّ الأرداف والتي تنحدر عن رقصة الخصب المقدسة .
ومن أنواع الرقص أيضاً الرقص الجنائزي الجماعي بأنواعه الثلاثة: الطقسي وهو جزء من الطقوس الجنائزية ، والمأتمي المعبّر بحركاته عن الحزن ، والدنيوي ويمارس للترفيه عن روح الميت. – بتصرف من المعرفة – وتلاحظ ظاهرة الأداء الجنائزي عند الكُرد وأغنية راكن بينن بوكي المترافقة مع مسير شبه جنائزي عند الكوجر ..
وفي تلخيصٍ لتاريخ الرقص وبتقاطعاتها الشمولية وبشعبوية بشرياً ، فلا غروَ أن يستحوذ الرقص الكُردي على تركيزنا الاساسي ، وكفضاء عام فإنّ مجموعها تغلب عليها الرقصات اليدوية التقليدية الكُردية ، وفي حلقاتٍ دائرية ، وقد تمّ توثيق المئات من الرقصات الكُردية المفهرسة في جميع أجزاء كُردستان و(. أن كل منطقة وحتى قرية لها رقصاتها المميزة ، ولكلّ رقصة اختلافات وأسماء إقليمية . وغالبا ما يكون للرقص الكُردي زي متقن ، وفريدة من نوعها لكلّ قبيلة كُردية . وقد تختلف حتى داخل القبيلة ، حيث يتمّ صنع الملابس من قبل كلّ راقص معين ، وهناك أنواع للرقص الكُردي :
1- رقصات كورمانجي : يكون الجسد منتصباً والراقصون يمسكون ببعضهم البعض بإحكام ، وغالباً ما يتمّ استخدام ما يسمّى “قبضة اليد الكُردية” يتمّ تثبيت اليدين بشكلٍ مستقيم على الجانبين ، مع تشابك أصابع راقصين متجاورين ، المعروف أيضاً باسم عقد الخنصر ، وهو مألوف للعديد من الراقصين الشعبيين من الرقصات الشعبية الأرمنية ، وهذه الحركات حادة وحيوية ومثيرة للإعجاب .
2- رقصات سوراني : وتتميز بخطوات أبسط ، لكن الأكتاف ترتفع وتنخفض باستمرار ، ويتأرجح الجسم بأسلوب مائل ومنحني ومرن يضفي على الرقصات .. ومن السمات المميزة لجميع الرقصات الشعبية الكُردية، والتي تميّزها بشكل حاد عن ثقافات الشرق الأوسط الأخرى ، عدم وجود فصل حسب الجنس : يرقص الرجال والنساء معاً على نفس الخط .
3- رقصات هالبارك : هالبارك هي رقصة مستديرة قديمة حيث يمسك الناس بأيديهم ويحرّكون أقدامهم وأكتافهم بإيقاعات منسجمة . وفي هذه الرقصة، يأخذ الراقصون خطوتين إلى الوراء ثم يأخذون أربع خطوات للأمام ، بينما يتحرّكون في دائرة ، وينقلون رسالة مفادها أنه إذا هاجمهم العدو ودفعهم إلى الوراء ، فسوف يقاومون ولن يتزحزحوا حتى لبوصة واحدة ، وهناك رقصات مهنية – حرفية ومناسباتية – موسمية ، وقد اعتاد الكُرد منذ أقدم العصور على أداء الرقص احتفالاً بالانتصارات والمناسبات الإجتماعية .. و .. الرقص الكُردي شائع في المناطق التي يسكنها الكُرد في إيران ، ولا سيما في محافظات إيلام وكُردستان وكرمانشاه …
والآن ؟ ووبعد هذا العرض وباختزال وفي عودة إلى جذر الموضوع وجدلية العلاقة بين الفراعنة وثلاثية كاردونياش وميتان والحثيين رأينا كيف خرج الحثيون من الصراع ندياً بمعاهدة السلام مع الفراعنة ، بينما بقي التلاطف الودي بين ملوك ميتان وعاصمتهم واشو كاني والفراعنة ، وقد عزّزتها زيجات لفراعنة عديدين من أميرات ميتانيات و ثمّة معلومات بأنّ أمّ الملك آمُونْحُوتَب الثالث كانت ميتّانية ، وتزوّج هو نفسه بأكثر من واحدة من أميرات ميتّاني ، وحضرت إحداهن ، وهي چيلو- خِيپا ( گِلو خِيپا ) ، ومعها جَهاز ضخم قيّم و (317) وصيفة ، وتزوّجت معظم الوصيفات من كبار المسؤولين المصريين . وإنّ آمُونْحُوتَب الثالث زوّج ابنه ووليّ عهده آمُونْحُوتَب الرابع ( أخناتون ) من الأميرة الميتّانية تادو خِيپا التي اشتهرت في مصر بلقب ( نَفَرْتِيتي ) ، ويعني بالمصرية ( الجميلة وصلت ) ، وهي ابنة الملك الميتّاني شُوتَّارْنا.
وثمّة اختلاف بين المؤرّخين في تحديد أسماء الفراعنة والأميرات الميتّانيات اللواتي تزوّجوهن ، ولعلّ ذلك يرجع إلى تشابه أسماء الأميرات الميتّانيات ، وإلى أن بعض الفراعنة كانوا يتزوّجون زوجات آبائهم ، بحسب التقاليد الفرعونية . وبالمقارنة بين تواريخ حكم الفراعنة وملوك ميتّاني نرجّح أنّ التصاهر كان كما يلي :
– زواج آمُونْحُوتَب الثاني من ابنة ساوْشاتّار ( أخت أَرْتاتاما الأوّل وعمّة تُوشْراتّا ) ، واسمها غير معروف .
– زواج تُحوتْموس الرابع من ابنة أَرْتاتاما الأوّل تسمّى (جيلو / گِلو خِيپا ، وهي أخت تُوشْراتّا .
– زواج آمُونْحُوتَب الثالث من تَتُو خِيپا ( تادو خِيپا ) ، ولعلها ابنة تُوشْراتّا .
– زواج آمُونْحُوتَب الرابع ( أَخْناتون ) من ( تادو خِيپا / نفرتيتي ) ابنة شُوتَّارْنا .
ولم نجد في المصادر معلومات وافية بشأن معظم الأميرات الميتّانيات ، وثمّة أخبار قليلة بشأن الأميرة الميتّانية تادو خِيپا التي عُرفت في مصر بالملكة ( نَفَرْتيتي ) ، وعموماً يبدو أن مكانة الأميرات الميتّانيات الفاتنات كانت مرموقة عند فراعنة مصر ، والدليل على ذلك أن الفرعون تُحوتْموس الرابع جعل زوجته الميتّانية من زوجاته الرئيسيات في قصره، في حين كان أسلافه يعتبرون زوجاتهم الآسيويات زوجات ثانويات .
وكان تأثير الملكة الفاتنة نفرتيتي في زوجها أخناتون شديداً ، وكانت قد أنجبت منه سبع بنات ، ولم تنجب وليّاً للعهد ، ومع ذلك لم يتزوّج أخناتون امرأة أخرى ، مع أن القانون كان يجيز له ذلك ، وآثر أن يظل وفيّاً لنفرتيتي ، وقد منحها ألقاباً عديدة منها لقب ( سيّدة الأرَضين ) أيْ العالَم ، وإن حبّه لزوجته وبناته جعله يخرج على القواعد الرسمية في البلاط الملكي المصري ، يقول وِل ديورانت:
“ولقد وصلتْ إلينا تحفةٌ صغيرة من عهده تُظهره يحتضن الملكة ؛ كما أجاز لمصوّريه أن يرسموه في عربة يسير بها في الشوارع يلهو ويطرب مع زوجته وبناته ، وكانت الملكة تجلس إلى جانبه في الاحتفالات وتمسك بيده، وكانت بناته يلعبن إلى جانب عرشه . وكان يصف زوجته بأنها : ( سيّدة سعادته ) ويقول ( إن المَلِك يبتهج قلبه حين يسمع صوتها ) ، وكان في قَسَمه يُقْسِم بهذه الصيغة : ( بقدر ما تُسْعِد قلبي الملكةُ وأطفالها )”( نقلا من مقال للصديق د . احمد خليل وكذلك رد تاريخي لي في المعتقل سنة 1994 على مشروع نظري قدمته مجموعة ناصرية تنفي أي حضور كُردي فيما نسميه بكُردستان في سوريا والعراق ) .
كلّ هذا في الجانب الميتاني وقد قابلها في الجانب الكاشي – كاردو – علاقات ودية ومصاهرات عديدة مرفقة بهدايا كثيرة متبادلة ، وللحق فقد كان النسيان قد غلف كثير من التشابكات الودية بين الطرفين ، إلا أن اكتشاف مخزون وثائق تل العمارنة ضاهت مخزون وثائق ماري ، هذا الكنز الذي حوى آلاف من مراسلات الفراعنة مع ملوك الممالك المحيطة ، ومن جملتها الرسائل المتبادلة بين ملوك كاردو والفراعنة ، وبعضها تذكر عن عدة اميرات كاشية دخلن البلاط الفرعوني ، ورافقها ايضا تزوج ملوك كاردو لفتيات من أسر مصرية مرموقة ، لا من نسل الفراعنة كون زواجهن من غير الفراعنة كانت محرمة دينياً.
وهنا لابدّ من التوكيد على حيوي وثقته مراسلات تل العمارنة أيضاً ، فقد عرفت مملكة كاردو كواحدة من أشهر وأمهر الشعوب في تربية الخيول وترويضها وكذلك صناعة بعض من أنواع عربات النقل، وعرف عن الفراعنة شغفهم الشديد بأحصنة كاردو، وكانت أزواج منها هي دائماً ضمن العطايا والهدايا المرسلة إلى الفراعنة وبرفقة مدربين مهرة من بلاط ملوك كاردو، وأمر آخر يرتبط بالتفاعل ومن أعلى مركز لاميرات كاردو ومثلها ميتان من جهة، وسبقها أيضاً – حول الجدل الذي لايزال مستمراً بين المختصين في التاريخ المصري عن الهكسوس وأصولهم والذي يرى كثير من المختصين في التاريخ الفرعوني بأنهم من أصول كاشية لابل يعدّون من أصولهم الرئيسة.
وهنا وباختزال، وعلى الرغم من أنّ غالبية المعلومات أعلاه هي بحكم الموثقة علماً وتأريخاً ، إلا أن الغاية هي ليست للتطويب العرقي بقدر ماهو تصويب معرفي، وكردٍّ تأريخي على جذور كثير من فرعونات مصر ومن أهمهن – نفرتيتي – التي شهدت في السنوات الأخيرة حملة كبيرة تنفي هويتها وجذورها الأصلية وتوعزها مرة كإبنة لكاهن او قائد عسكري كبير في جيش الفرعون، ورغم أن جميعهم يتفق بأنها – نفرتيتي – قادت حملة إصلاحات دينية وغيّرت مفاهيم كثيرة وخاضت صراعاً كبيراً مع كهنة معابد مصر، وباختصار فقد قادت انقلاباً دينياً وبشكلٍ جذري وتقاطعت طروحاتها مع كثير من معتقدات ميتان ، لابل فقد أسّست لمفهوم التوحيد ، ولعلّ بعضنا سيستكثر عليها تلك القدرة، أو قد يتصوّر بأنها لربما قامت بكلّ تلك التحولات بمفردها، وذلك في تناس حقيقي بأنّ الموكب الذي رافقها ضمت حوالي 400 من فتيات ميتان وعند وصولهن الى مصر، تزوجن من الدائرة المحيطة بالفرعون ورجالاته المخلصين، هذا الأمر مهّد الطريق لنفرتيتي وسهّل لها سبل المتغيرات التي تبنّاها اخناتون ، وذات الأمر أودى بها إلى مصيرها المأساوي بعد موت اخناتون ..
وختام القول وفي العودة إلى عنوان هذا النص كسريالية للتلاقح الثقافي الإنساني وفي التركيز على لوحات الرقص الصعيدية – رقصة الحصان – وتتالي الحركات والأداء ، وبمقارنتها مع رقصة – سي گاڤ كي – الكُردية ونمط تحكم الصعيدي بخطوات حصانه رقصا كانسجام مع الموسيقى هرولة ، وما يؤدّيه راقصو الكُرد في حلقات الرقص إيماءً في خطوات احترافية وكصولات لفرسان يمتطون جياد رهوان أصيلة ! .. وسأختزل هنا وكختام بأنّ الثقافة البشرية هي نتاج معرفي لكلّ المجتمعات وقد تلاقحت وامتزجت وبعضها في كثير من الحالات استطاعت الإرتكاز على جذورها والبناء عليها ، ولم يخلُ الأمر أيضاً من متغيرات جذرية استهدفت بناءً معرفياً – دينياً ونفوياً للقديم
..
– ملاحظة هامة : هذا العرض اعتمدت فيها على نصوص عديدة تمّت الإشارة إليها في متن الموضوع .[1]