التراث والموقف منه
وليد حاج عبدالقادر – دبي
لن أدخل في جدلٍ قاموسي حول معنى التراث بقدر ما سأتناولها كإطارٍ معرفي محوط لها إن كتأريخ وتتالي الأحقاب بتراكماتها أو فولكلور بمفاصلها الأساس ، ومن ثم اللوحات التي تراكمت وترسّخت في ذهنية الشعوب لتتوارثها جيلا عن جيل وتضفي عليها مما أضفته من – حداثوياتها – المرحلية ، وهنا – أقرّ – بأنّ هناك اسئلة عديدة تشكّلت عندي منذ ما بدأت أركّز في هذا المجال وتعددت كما وتراكمت وبعضها جاوبتها ظروفها ، وأكثرها ظلّت مثل مبتدأها لازالت تبحث عن جوابها الشافي – لتقنعني كشخصٍ أولاً – فمثلاً : ظاهرة الموائمة بين اليومي والمعتقدي الطقسي بفضائه الفولكلوري على سبيل المثال ، ومن ثم نمط الوعي الذي تشكّل ولازال يتشكّل فينا على قاعدة الكتلة الصلدة للفولكلور فكنا ولايزال كثيرون منا يرون في – خجي وسيامند – مثلاً – بطلين سقطا ضحية السعي للنيل من وعلٍ لا أكثر ! مسقطين تماماً عن الحدث المحكي ظاهرة الصراع البيئي والبيني بين أنماط الحياة وخاصةً ( كوڤي ) الشرس / البري وغير المروّض و ( كدي ) المدجن والمؤهل .. هذا الأمر الذي تكرّر في أبعاد أخرى خاصةً في قصص الأطفال وترسّخها وبذهولٍ في ذهنية المتلقّي وتصبح أحداثها حقائق راسخة مثل قصة الأطفال – غزالوك دلالوك – التي رافقت الناس وحتى هم في كبرهم ظلّوا يحلمون بأنّ الأمّ بالفعل قد اطاحت بالذئب وأخرجت فراخها من بطنه وكحدثٍ سريالي متكرّر ، هذا الأمر الذي سيدفعنا إلى التمييز في جانبٍ آخر : بين الاستماع إلى الفولكلور بمفرداته للاستمتاع واندماج اللحظة الشخصية كما أفلام السينما أو الكتب أم أنّ الغاية هي فقط للارتكاز عليها في نقد ظاهرة ما ؟ وبالتالي اعتبار سرياليات الأحداث مقدّسة وعليه لايجوز بالمطلق أن تؤوّل حتى لا تودّي إلى الكفر – على سبيل المثال – .
إنّ الغاية المعرفية في البحث والتقصّي الفولكلوري ، اذا كان الهدف منه بالفعل بحثي ، حينها يستوجب على الباحث أن يضع مفرداته بموادها على طاولة التقصّي والمقارنة من جهة والسعي بكلّ جهده في أن يتخلّص من مشاعره كرهاً أو حباً ومن ثم البدء بفكفكة الأبعاد التي سيتناولها في مسألة الاستقصاء دون الإرتهان – من جديد – إلى التفسيرات الشكلانية بعيداً عن العمق الفولكلوري كما ظاهرة سيامند وخجي ، أي كمحاولة القوة وسعيها في ترويض البيئات والأنماط ( kedî .. Kûvî ) من جهة وإشكاليات الوقوع في افخاخ الترجمات الحرفية بحرمان التأويل بالترافق مع حالات الخلط والتداخل في سبيل المقارنات وتقاطعات كما تداخلات الحروف كما في مقدمة أغنية – lawkê metînî – ) herê yadê erê mi go ti bi xwekî bi xwidê kî ) كلمتين تربط الحدث والغناء الى مراحل جد عميقة في الذهنية الكُردية ..
… يتبع
.[1]