رداً على اللبواني: سوريا المستقبل دولة لا مركزية
#مصطفى عبدو#
لم أدع (متعة مشاهدة) فيديو انتشر ل«المعارض» السوري كمال اللبواني أن تفوتني والذي تحدث فيه عن اللامركزية في سوريا وعن محاولات الكرد من تقسيم سوريا.
بعد حديث «اللبواني» لم يعد الأمر بحاجة إلى تأكيد أن أي قول أو فعل مُبادِر من جانب الكرد لن ينجح في الحصول على أي تغيير في موقف المعارضة السورية ولا موقف من يدّعون بمثقفي المعارضة، فهؤلاء يتصرفون على أساس أنهم الطرف المحق ولن تنتهي الأزمة السورية إلا بهم، فهم وحدهم يحق لهم فرض مسار أي تفاوض وإيجاد الحلول، بمعنى آخر يطالبون الشعوب والمكونات السورية أن تنفض يديها من أي حوار أو أية محاولة لإيجاد حل .
أصوات أمثال اللبواني أصوات اعتادت على توقع الفشل لكل مسار جديد حتى قبل أن يبدأ، وبالطبع، هذا هو ديدن اللبواني وكل من لف لفّه داخل ما تسمى ب«المعارضة السورية» حيث تحكمهم أجندات يجمعهم فيها مبدأ «الاتفاق على الاختلاف» .
لا يتقبل عقولهم أي مشروع يضمن مصالح مجمل السوريين وبحسب هؤلاء لا تكفي السنوات التي مضت على الأزمة السورية، كي يستنبط الشعوب والمكونات السورية مشاريع عقلانية تحقق نتائج إيجابية للشعوب المتعايشة،فكل علاجاتهم هي العلاج ب«الكي».
يدّعي اللبواني بأن اللامركزية هي نوع من التقسيم وأن الكرد الذين ألغت وجودهم اتفاقية سيايكس بيكو يريدون اليوم تقسيم سوريا،
وأنه ثمة «تآمرا» من قبل الكرد، لمصلحة العدو في الدعوة إلى اللامركزية .
أتجاوز حديث اللبواني هذا كي أسأل:
هل قدمتم أنتم أي مشروع لإنهاء الأزمة السورية ؟
وجوابي أيضا: كلا، لم تقدموا أي مشروع، بل استقويتم بالأعداء وعرقلتم كل الحلول.
وأسأل أيضاً: ماذا ستخسر المكونات السورية بإصرارها على الحوار السلمي لنيل حقوقهم المشروعة عبر اللامركزية؟
بصرف النظر عما يجري الآن من لقاءات بين المكونات السورية والذي تمثلها«مسد» وبين الحكومة السورية وما ستؤول إليه هذه اللقاءات فأن هذه الاجتماعات هي بمثابة اختبار حقيقي للطرفين إزاء محاولات البعض تعطيلها أو نسفها تماما، ويمكن بسهولة ملاحظة ذلك من خلال ما يلاحقها من تعليقات استفزازية من أمثال«اللبواني» وغيره الذين لا يترددون في التشكيك بوطنية الكرد لمجرد إقدامهم على طرح مشروع تتطلبه مصلحة الشعوب السورية ومكوناتها،ومن المؤكد أن نجاح هذه اللقاءات ستكون بمثابة ضربة قاصمة لظهر هؤلاء.
سواء نصح «اللبواني» ومن حوله أو لم ينصحوا،بأن سوريا تتوجّه نحو التقسيم بخيار اللامركزية، فأن الوقائع تؤكد إنه ما لم يسارع السوريون أنفسهم إلى التخلص من نهج المركزية، فأن سوريا ستتوجه نحو الهاوية .
في النهاية،ما تحدث به «اللبواني» وكل من يسير على نهجه لا يقدم ولا يؤخر ولن يوصل أي سوري اختار الصواب إلى اليأس بل أن أحاديث هؤلاء ستكون حافزاً لتدفع السوريين إلى الاستمرار في بناء غد أفضل.
أيها المعارض:
إذا كان لا هم لك سوى التشكيك ، فما الذي يميزك عن الآخرين؟!.. ولماذا تطلق على نفسك صفة «المعارض» وإذا كنت لا تعرف فعلاً مزايا اللامركزية التي تلجأ إليها أغلب الدول المتحضرة ذات المكونات المتعددة (لإنهاء المشاكل بينها) فتلك مصيبة حقاً،أما إذا كنت معارضاً لتسير بعكس التيار مهما كان فهذا شأنك يا معارض.
بالمحصلة، مهما كانت حجم العراقيل التي توضع لمنع المشاريع الديمقراطية من الإشراق في سوريا، فأنها لن تكون قادرة على وقفها.
وسيظل حقدهم لأنه المبرر الوحيد لبقائهم، واستمرارهم في التنفس![1]