مستقبل الأكراد في ظل صعود تنظيم الدولة الإسلامية
$ملخص$
مثَّل صعود تنظيم الدولة الإسلامية تهديدا للأكراد جعلهم يتحدون لمواجهته، فهم بالنهاية يتبنون الفكر القومي العلماني ويرفضون الإسلام السياسي، ومنحهم فرصة أن يكونوا شركاء للأمريكيين في مواجهة الجماعات الجهادية.
ربما يعمل الأميركيون مع حلفائهم الإقليميين على خلق بيئة في الدول التي يقطنها الأكراد حتى يتمكن الأكراد أنفسهم من التمتع بحقوقهم القومية والديمقراطية، بشرط ألا يؤثر ذلك على التوازن الإقليمي الحسّاس، لكن الانقسامات السياسية الكردية ستستمر في التأثير على وحدة الموقف الكردي من المجريات التي تحدث في المنطقة، وربما يكون ذلك عائقًا أمام حصول الأكراد على حقوقهم الكاملة في أوطانهم.
$مقدمة$
منذ أوائل يونيو/حزيران 2014 بدأ العديد من الديناميكيات بالتغيّر على الساحة السياسية الكردية في الشرق الأوسط. سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على العديد من المدن والبلدات في غرب وشمال العراق وكذلك محاولته التقدم نحو أربيل، عاصمة إقليم كردستان (1) في نفس الوقت، أدت إلى نشوء حالة من التضامن القومي الكردي الذي لم يكن متوفرًا بهذا الزخم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. هذا التغيّر لم يعد محصورًا بالمستوى الشعبي في الدول التي يقطنها الأكراد (سوريا، تركيا، العراق، إيران)، بل تجاوز إلى التيارات السياسية الكردية المختلفة التي طالما ظلت في صراعات (دموية في بعض الأحيان) من أجل كسب ود القاعدة الشعبية في هذه البلدان (2).
في أغسطس/آب 2014 قامت عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية بدحر القوات الكردية العراقية (البشمركة) من منطقة سنجار التي تقطنها الأقلية الإيزيدية، لكن سرعان ما تدخل مقاتلون منتمون لوحدات الحماية الشعبية (ي ب ك) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وأنقذت الآلاف من المدنيين الإيزيديين الذين ظلوا عالقين في جبل سنجار لعدة أيام بدون ماء أو طعام .(3) كانت تلك الحادثة مثالاً جديدًا لتعاظم الرابطة القومية بين أكراد الدول المختلفة.
لكن هذه الحالة الإيجابية بالنسبة للعديد من الأكراد لن تقف هنا ولن تحظى بنهاية سعيدة بتلك السهولة كما يتصورها العديد من القوميين الأكراد؛ ذلك لأن التشعبات الجيوسياسية في هذه المنطقة تعقِّد من طموح الأكراد للوصول إلى شواطئ الحرية التي ناضلوا من أجلها على مرّ العقود (4).
$التغيير القادم$
يدرك الأكراد جيدًا أن هناك تغييرًا حاصلاً في الخريطة الجيوسياسية لمنطقة تواجدهم. التغيير ربما بدأ فعليًا مع اندلاع ثورات الربيع العربي؛ حيث إن مناطق هذه الثورات تعتبر امتدادًا طبيعيًا للأكراد لعدة عوامل ثقافية وسياسية وبالتحديد في سوريا والعراق. وبالفعل أبدى الكرد استعدادهم لتبني المفهوم “الثوري” الجديد في المنطقة العربية؛ فانخرطوا في الثورة السورية بعد أحداث درعا في مارس/آذار 2011 مطالبين بإسقاط النظام وإقامة فيدرالية بسوريا القادمة، لكن الحماس الكردي وثوريته تم تجميدهما بعد عام حين سلَّم النظام المنطقة الكردية لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي فرض سلطته وقبضته على مفاصل المجتمع الكردي (5). إن التغييرات التي حدثت لاحقًا أدت إلى تشتت الاهتمام السوري العام بالقضية المركزية وهي إسقاط الأسد. وبفعل عدة عوامل، خارجية منها وداخلية، أصبحت أولويات المجموعات السورية المختلفة متضاربة. أحد تلك العوامل كان ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي استهدف الأكراد ودخل في معارك ضارية معهم منذ بداية نشوئه، قبل أن ينتبه المجتمع الدولي لخطورة التنظيم على أمن المنطقة.
أكراد الدول الأخرى تعاطفوا مع إخوتهم في سوريا، سواء ضد الأسد أو لاحقًا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. من إيران حتى تركيا، بدأت التنظيمات السياسية الكردية بتعبئة جماهيرها لدعم الأكراد السوريين، لأنهم كانوا على دراية تامة بأن التغير الحاصل في سوريا سيكون له عواقب إيجابية على دفع الملف الكردي في الدول المجاورة إلى الأمام. أحزاب عديدة، خصوصًا تلك التي لديها ارتباطات بحزب العمال الكردستاني، قامت -ولا تزال- بحشد الدعم المادي، والمعنوي، والبشري لأكراد سوريا (6).
$صراعات حزبية وتجاذبات إقليمية$
لعل ما يبرز بشكل واضح على الساحة السياسية الكردية هو الانقسام الحاد بين بعض الأحزاب الأكثر جماهيرية، تلك الأحزاب التي لطالما كانت أوراق ضغط بيد الحكومات المجاورة. هذه الظاهرة كانت وما زالت جزءًا من الواقع السياسي بالنسبة للأكراد. على سبيل المثال، ظل حزب العمال الكردستاني حليفًا مقربًا من النظام السوري لدرجة أن زعيم الحزب الكردي التركي، عبد الله أوجلان، استقر في سوريا لسنوات عديدة خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي إلى أن اضطر الأسد الأب إلى إجباره على ترك الأراضي السورية بعد ضغوط وصلت لدرجة تهديد الحكومة التركية بشن حرب على سوريا (7). تلك العلاقة الوثيقة بين العمال الكردستاني والنظام السوري كانت على حساب أكراد سوريا ووجودهم القومي في البلاد؛ حيث إن الأسد استعان بالحزب الكردي التركي لكبح جماح الكرد السوريين والسيطرة على تطلعاتهم القومية في سوريا. وبالتالي، أدت هذه السياسة إلى نشوب صراع سياسي بين العمال الكردستاني والأحزاب الكردية السورية. ينطبق نفس الشيء على الأحزاب الكردية العراقية التي استعانت بتركيا وإيران وسوريا، وحتى النظام العراقي نفسه، لأجل الاستقواء على بعضها البعض. وما كانت الحرب الأهلية في كردستان العراق، التي استمرت من 1994 حتى 1997 وأودت بحياة الآلاف، سوى إحدى عواقب تلك السياسات التي اتبعتها الأحزاب الكردية في العراق والدول المجاورة؛ حيث إن الأطراف المتصارعة في تلك الحرب استعانت بطهران وأنقرة ودمشق لإضعاف بعضها البعض.
الحرب الأميركية على العراق أسست لحقبة جديدة من علاقات الأكراد مع دول الجوار. تدريجيًا، رأى الإقليم الكردي الناشئ نفسه متجهًا نحو الجار الشمالي، تركيا. وكلما اتسع الشرخ بينه وبين وبغداد، اقترب أكثر من أنقرة. بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على الحرب، باتت تركيا الحليف الأساسي للإقليم الكردي في العراق من الجانبين الاقتصادي والسياسي. كل هذا جاء على حساب أكراد تركيا وعلاقتهم مع أكراد العراق؛ مما أدى إلى اتساع رقعة الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله أوجلان المعتقل في جزيرة إيمرالي التركية منذ 1999. إلا أن التقارب بين البرزاني وتركيا لم يكن سلبيًا بالضرورة من كافة الجوانب على أكراد تركيا؛ حيث إن أنقرة أقرّت بالوزن الكردي في تركيا وفتحت المجال أمام الأحزاب الكردية الموالية للعمال الكردستاني لتدخل العراك السياسي عبر البرلمان التركي. واستعان الرئيس التركي (رئيس الوزراء حينها) رجب طيب أردوغان بحزب السلام والديمقراطية (BDP) المقرب من الأكراد لإجراء تعديلات على الدستور التركي؛ حيث إن حزب أردوغان: العدالة والتنمية لم يملك المقاعد الكافية التي تخوله تعديل الدستور.
لعل إحدى نتائج الخلافات الموجودة بين هذين الحزبين الكرديين الرئيسين هي تأجيل المؤتمر القومي الكردي الذي كان من المزمع إقامته في سبتمبر/أيلول 2013 في أربيل (8). وهذا إن دل على شيء فهو يدلّ على عدم وجود خطاب سياسي موحد يجمع أكراد المنطقة ويبلور مطالبهم القومية في إطار واقعي متقارب. في ظل غياب مثل هذا الخطاب، أدت حالة الوصاية السياسية الموجودة بين الأحزاب الكردية إلى نشوء حالة عدم ثقة بين أكراد المنطقة. فأكراد العراق وتركيا، تقليديًا، ظلوا يمارسون هذه الوصاية على أكراد إيران وسوريا، مهيمنين على قرارهم السياسي ومصيرهم الديمقراطي في هاتين الدولتين (9).
قد يكون الأكراد متحدين في موقفهم من تنظيم الدولة الإسلامية، فهم بالنهاية يتبنون الفكر القومي العلماني ويرفضون الإسلام السياسي، إلا أن هذا العامل المشترك لا يستطيع بمفرده أن يجمع الشتات السياسي الكردي الحاصل نتيجة الإرهاصات الاقليمية؛ فأكراد المنطقة لديهم برامج سياسية مختلفة وتطلعات متباينة على صعيد تحصيل حقوقهم القومية في دولهم (10). أكراد العراق مكتفون بحكمهم الذاتي كما يبدو، رغم استخدامهم ورقة الانفصال بين الحين والآخر، وأكراد تركيا يريدون المزيد من الصلاحيات على صعيد الإدارة المحلية التي باتت أقصى مطالبهم في السنوات الأخيرة، وأكراد سوريا يحاولون إنشاء كيان سياسي شبيه بذلك الموجود في العراق، لكن تطلعهم هذا مرهون بالوضع السوري العام وما ستؤول إليه الأوضاع في حال سقوط النظام في دمشق. أما بالنسبة لأكراد إيران، فوضعهم يُعتبر الأسوأ مقارنة مع أكراد الدول الأخرى؛ ذلك أن نظام الملالي في طهران غير مستعد للتعاطي مع مشكلته الكردية في الوقت الحالي.
$ماذا ينتظر الكرد؟$
ما زال الكثير من الأكراد يعتقد أن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية يصبّ في مصلحتهم القومية ويسرّع من خطاهم نحو إقامة دولة كردية مستقلة في المنطقة. لكن المعطيات تشير إلى أن الكرد ما زالوا مشتتين وبعيدين جدًا عن ذلك التصور.
بالنسبة لكردستان العراق وحديثها الدائم عن مسألة الاستقلال، فإن الوضع معقد جدًا أكثر مما يبدو؛ فعندما قرر برلمان الإقليم إجراء استفتاء للانفصال عن العراق في الصيف الماضي (11)، اعتقد الكثير أن مسألة إنشاء دولة كردية كانت مسألة وقت ليس إلا. لكن القيادة الكردية العراقية ارتأت أن استئناف المفاوضات مع بغداد كان أكثر أهمية من المضي قدمًا والتهديد بورقة الاستقلال (12). وقد تكون مشاركة القوات العراقية قوات البشمركة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية إحدى الإشارات المهمة التي أقنعت الأكراد العراقيين بأن البقاء ضمن عراق موحد، في الوقت الراهن، سيساعدهم على الوقوف في وجه التنظيم الإسلامي. إزالة الخلافات العالقة بين أربيل وبغداد، بوساطة أميركية، سيُمكّن الكرد من تحسين وضعهم الاقتصادي دون الارتهان لتركيا في مشاريعهم المستقبلية بما فيها مشروع الاستقلال في حال عدم التجانس الوطني مع بغداد. إلى جانب ذلك، فإن القيادة الكردية ليست موحدة في خطابها مع بغداد أو مع دول الجوار؛ فالحزبان الرئيسيان في الإقليم: الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مختلفان تمامًا على شكل العلاقة مع الحكومة المركزية. بالإضافة إلى ذلك، الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، عارض بشدة فكرة إنشاء دولة كردية في الوضع الراهن (13). مبررًا ذلك بأن الظروف الإقليمية لا تسمح بقيام كيان كردي مستقل. إلا أن المعطيات تشير إلى أن حزب جلال طالباني كان تحت ضغوط هائلة من قِبل النظام الإيراني من أجل رفض فكرة الاستقلال. فمن المعروف أن الاتحاد الوطني يُعتبر حليفًا مقربًا من طهران.
مصير أكراد سوريا يرتبط بالأحداث الجارية حاليًا في البلاد؛ فوجود نظام الأسد في دمشق وتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق نفوذ الأكراد، يجعل من الصعب التكهن بمستقل كرد سوريا، إلا أنه من المؤكد أن الأكراد هناك يملكون فرصة غير مسبوقة لفرض الحكم الذاتي السياسي. بدون أدنى شك فإن وضع أكراد سوريا لا يقتصر على بعدهم المحلي؛ فالقوى الكردية الإقليمية تسعى بشكل دائم إلى ترسيخ قواعد نفوذها المحلية بين أكراد سوريا ذوي الحجم السكاني الصغير مقارنة بأعداد الأكراد في تركيا والعراق وإيران. تاريخيًا، اعتمد الأكراد السوريون على التجارب الكردية في الدول الأخرى ليستلهموا منها حراكهم السياسي القومي. فعلى سبيل المثال، كان للثورة الكردية في العراق التي قادها مصطفى البرزاني، مؤسّس الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، تأثير بالغ الأهمية على نشوء الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا في العام 1957، والذي يُعد أول حزب سياسي كردي في سوريا. إلى جانب الدعم الأيديولوجي، تعتمد الأحزاب الكردية في سوريا على المموّلين الإقليميين، خصوصًا من تركيا والعراق، من أجل بقائها على المدى الطويل. قد يكون خطر تنظيم الدولة الإسلامية عامل توحيد وتناغم بين أكراد سوريا، لكن الخلافات الأيديولوجية والولاءات الإقليمية تحول دون تقاربهم؛ فحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي يعتبر الآن أكثر الأحزاب الكردية قوّةً في سوريا، يؤمن بمبادئ زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) وقائده عبدالله أوجلان والتي تتناقض تمامًا مع مبادئ معظم الأحزاب الكردية السورية الأخرى التي تميل إلى أيديولوجية الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق. تبقى وحدها الأحزاب الكردية المستقلة في سوريا ذات موقف سياسي مستقل عن أكراد الدول الأخرى، إلا أن هذه الأحزاب غالبًا ما تكون عُرضة للاستهداف من قبل الأطراف الأكثر تأثيرًا.
أما أكراد تركيا، وبعد صراع دموي دام لأكثر من ثلاثة عقود مع الحكومات التركية المتعاقبة، فإنهم بدأوا تدريجيًا بالتنازل عن المطالبة بالاستقلال عن تركيا، فكانت الخطوة الأولى وقف القتال والدخول في مفاوضات سلام مع الحكومة. مطالبهم القومية الآن تتمحور حول الحصول على أكبر قدر ممكن من صلاحيات إدارية على الصعيد المحلي، بالإضافة إلى الاعتراف الرسمي من قبل الحكومة التركية باللغة الكردية وفتح مدارس عامة لتدريسها. ومن داخل قبة البرلمان التركي، يلعب حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) الموالي للأكراد كوسيط بين العمال الكردستاني والحكومة التركية، خصوصًا فيما يتعلق بمفاوضات السلام مع عبد الله أوجلان والمضي قدمًا في مسألة إنهاء النزاع المسلح بشكل كليّ بين الأكراد والحكومة التركية (14). لكن وبسبب التغيرات في سوريا والموقف الضبابي للحكومة التركية من تنظيم الدولة الإسلامية، يهدد أكراد تركيا بنسف العملية السلمية ما لم تحسم أنقرة موقفها السلبي، حسبهم، تجاه أكراد سوريا الذي يجابهون تنظيم الدولة (15).
يبقى أكراد إيران وحدهم تحت رحمة أي تغيير يطرأ على النظام الإيراني بالرغم من وجود حراك مدني وسياسي قوي بينهم، إلا أن الانقسام الحزبي الحاصل -كحال أكراد سوريا- نتيجة سياسات أكراد تركيا والعراق تجاههم، يقلّل من فرص حصول الأكراد الإيرانيين على قرار سياسي مستقل بهم. لكن من خلال علاقاتهم الوثيقة مع المعارضة الإيرانية والأقليات الأخرى، يبقى أكراد إيران الأكثر تنظيمًا على المستوى الوطني مقارنة مع أكراد الدول الأخرى. وبالرغم من الضغوطات المحلية من قبل الحكومة الإيرانية بحقهم، يشارك المئات من الأكراد الإيرانيين في القتال إلى جانب إخوتهم في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية (16).
$قسمات الغد$
لقد بات من المؤكد أن الكرد، في سوريا والعراق على الأقل، سيلعبون دورًا مركزيًا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. لقد أثبت المقاتلون الأكراد أنهم يستطيعون الوقوف في وجه تنظيم “الدولة” والحد من توسعه الجغرافي. وبما أن الإدارة الأميركية أبدت رفضها إرسال قوات برية إلى المنطقة لمحاربة الجماعات الجهادية، فإن الأكراد قد يكونون حليفًا استراتيجيًا لواشنطن في مشروعها طويل الأمد ضد الحركات الجهادية في الشرق الأوسط. في غضون ذلك، ربما يعمل الأميركيون مع حلفائهم الإقليميين على خلق بيئة في الدول التي يقطنها الأكراد حتى يتمكن الأكراد أنفسهم من التمتع بحقوقهم القومية والديمقراطية، بشرط ألا يؤثر ذلك على التوازن الإقليمي الحسّاس، لكن الانقسامات السياسية الكردية ستستمر في التأثير على وحدة الموقف الكردي من المجريات التي تحدث في المنطقة، وربما يكون ذلك عائقًا أمام حصول الأكراد على حقوقهم الكاملة في أوطانهم.
$مركز الجزيرة للدراسات$
سيروان قجو، باحث متخصص في الشؤون الكردية، مقيم في واشنطن، لديه العديد من الدراسات والمقالات البحثية باللغات الإنجليزية والعربية والكردية.[1]