#جودت هوشيار#
1- توطئة
تشير الدراسات الحديثة في علم اللغة الى أن اللغة المنطوقة والمسموعة المتداولة في الحياة اليومية لأي مجتمع انساني تختلف الى هذا الحد أو ذاك عن الكتابة باللغة ذاتها , لأن النطق الشفاهي الحي ظاهرة صوتية أما الكتابة فأنها وسيلة تقريبية متفاوتة الد قة للتعبير عن تلك الظاهرة . ولاشك أن لغة التخاطب أقدم من الكتابة فقد استخدم الأنسان اللغة آلاف السنين قبل أن يهتدي إلى أبتكار أول شكل من أشكال الكتابة وهي التعبير عن الكلمات بالصور، ثم بالمقاطع وأخيرا بالحروف الأبجدية وربما كان الدافع الأساسي للتدوين هو التعبير عن الذات والمتطلبات اللاحقة للدين والدولة .
ان لغة التدوين تتبلور نتيجة لتطور المجتمع ، ولقد تعرضت اللغة الكردية الى موجات عاتية من اللغات المجاورة ولكنها استطاعت – برغم ذلك – أن تحافظ على وجودها واستقلاليتها . وتختلف آراء علماء اللغة حول بداية الكتابة باللغة الكردية حيث يعتقد البعض منهم بأن ( الآ فستا ) وهو الكتاب المقدس للديانة الزرد شتية قد دون باللغة الميدية في القرن السادس قبل الميلاد وأن اللغة الكردية قد ا نبثقت عن هذه اللغة الأخيرة . أي أن الكتابة الكردية في أقدم صورها ترجع الى ذلك التأريخ .
لقد حاول العديد من الكتاب الكرد أثبات وجود أبجدية كردية قديمة و منهم المرحوم ( كيو موكرياني ) الذي نشر في اوائل الستينات صورة أبجدية قال عنها أنها الأبجدية الكردية القديمة وأن تأريخها يعود الى سنة( 2800 ق.م) وهذه المحاولات لم تتوقف لحد الآن، فقد نشر الكاتب الكردي المعروف الاستاذ (محمد الملا عبدالكريم) مؤخرا صورة أبجدية قديمة نقلا عن كتاب (( شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام )) لأبن وحشية النبطي الكلداني( 241 ﮪ ) ولقد دون ابن وحشية مقابل كل حرف من حروف هذه الأبجدية ما يقابله من الحروف العربية. ولقد لاحظنا وجود حروف في هذه الأبجدية الكردية المزعومة مثل ( ذ, ض, ط, ظ, ) وهي حروف لأصوات عربية ولاتوجد مثل هذه الأصوات في اللغة الكرديةكما إن الأبجدية الواردة في الكتاب المذكور لم تتضمن عدة أصوات ( حروف ) كردية مثل (ز) , ( ك ) , ( ر ) , ( لَ ) , ( ؤ ) , ( وو ) .
ومهما يكن من أمر فأن الرأي الغالب هو أن بداية الكتابة الكردية تتمثل في نتاجات باباطاهر الهمداني ( 935 – 1010 ) م وتبعه شعراء كرد آخرون في الكتابة بلغتهم القومية لعل ابرزهم علي حريري ، فقي طيران ،ملاي جزيري وصولا الى الشاعر الخالد أحمدي خاني ومن ثم نالي وحاجي قادري كويي حيث تتجلى في قصائدهم أصالة وثراء اللغة الكردية .
ويلاحظ أن الشعراء الكرد كانوا أسبق من غيرهم في التعبير عن خلجات نفوسهم وتطلعات أمتهم باللغة الأم.
إن من يزعم بأن الكتابة الكردية ظهرت متأخرة ربما لايعرف أو بتعبير أدق لا يدرك بأن الكتابة الكردية لم تبدأ من نقطة الصفر، بل بقصائد شعرية رائعة ولغة متطورة ومع ذلك فأن الكتابة الأدبية الكردية أسبق من مثيلاتها في معظم اللغات الهندو – أوروبية وهي المجموعة التي تنتمي اليها اللغة الكردية .
فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن اوائل الآثار الأدبية الروسية قد ظهرت في القرن الثاني عشر وهي مقاطع نثرية بسيطة الشكل والمضمون كتبت باللغة الروسية القديمة التي تحتاج الى ترجمتها الى اللغة الروسية المعاصرة لتكون مفهومة لدى القراء الروس اليوم ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة الى اللغات السلافية الأخرى ومعظم اللغات الأوروبية، في حين أن قصائد بابا طاهر الهمداني مفهومة لدى أي قاريء كردي مثقف بعد مرور حوالي ألف عام على كتابتها .
والحق إن ما تأخر ظهوره هو ما نسميه بالحروف الهجائية أو الأبجدية الكردية وليست الكتابة الكردية ذاتها .
2--تطور الأبجدية الكردية
لقد كانت الكتابة الكردية – منذ أن شرع الشعراء الكرد بالكتابة بلغتهم القومية – و لقرون عديدة بالأبجدية المبنية على الحروف العريبة وبالخط الفارسي ,حيث كتب بهذه الأبجدية معظم التراث الكردي( من شعر ونثر ومؤلفات تأريخية و د ينية و اثنوغرافية ولغوية) منذ بدأ التدوين الكردى والى العشرينات من القرن العشرين وحتى الجريدة الكردية الأولى ( كردستان ) القاهرية كانت تصدر بهذه الأبجدية مع أضافة الحرف ( ظ ) الذى لا يوجد في العربية ولا في الفارسية .
ويعود الفضل في تطوير هذه الأبجدية الى الأدباء والعلماء الكرد وفي مقدمتهم العلامة توفيق وهبي ( 1891 – 1984 ) الذي بذل حهودا مضنية طوال العشرينات من القرن الماضى لتثبيت الأصوات الكردية ووضع إشارات ورموز خاصة للأصوات التي تفتقر اليها الأبجدية العربية ، ومع أن توفيق وهبي لم يتسن له – كما يبدو – استخدام الآلات الخاصة بضبط الأصوات حسب المخارج الصوتية الا أن النتائج التي توصل اليها جاءت متطابقة الى حد كبير مع الأبحاث العلمية اللاحقة لتثبيت وضبط الأصوات كما ان عدد الحروف يكاد يتطابق في الحالتين ، وهذه الأبجدية هي السائدة اليوم في كردستان الجنوبية والشرقية على الرغم من وجود صعوبات املائية عديدة فيها لم تحسم لحد الأن..
أما ذلك الجزء الصغير من الشعب الكردي الذي يعيش على هامش حدود كردستان الشمالية الشرقية منذ أقدم العصور والذي أخذ يتزايد بأضطراد طوال الفرون الثلاثة الأخيرة بسبب الهجرة من أجزاء كردستان الأخرى وبخاصة كردستان تركيا ، فأن النخبة المثقفة ( التى ترعرعت وتطورت فى فى هذا الجزء فى ظل النظام الأشتراكى) حكاية طويلة مع الأبجدية الكردية .
ولا شك ان الأهمية الستراتيجية البالغة لكردستان من الناحيتين العسكرية والسياسية ووقوعها على مقربة من حدود الأمبراطورية الروسية، دفعت النظام القيصري الى الأهتمام بكردستان وشعبها حيث قامت أكاديمية العلوم الروسية ومعهد الاستشراق بدور بارز في هذا المجال. و بمضي الزمن أصبحت المكتبة الروسية زاخرة بالكتب والمخطوطات والدراسات والأبحاث والتقارير حول الشعب الكردي ووطنه واستمر هذا الأهتمام طيلة العهد السوفيتي بين مد وجزر , الى قيام ثورة 14 تموز في العراق عندما شهدت الدراسات الكردية في الاتحاد السوفيتي ( السابق ) انتعاشا كبيرا لم يسبق له مثيل وتشير الأحصائيات الى ان مجموع ( الدراسات الكردية ) – ونعني بالدراسات هنا مجازا , كل ما نشر عن الكرد من مقالات وأبحاث وكتب .. الخ - المنشورة في بلدان العالم المختلفة وبضمنها العراق وايران وسوريا قد بلغ لغاية سنة 1963( وهى سنة صدور البيبلوغرافية الموسعة للدراسات الكردية )( 2690 ) نتاجا بلغ نصيب روسيا القيصرية ومن ثم الأتحاد السوفيتي من هذه الدراسات( 1634 ) نتاجا أي حوالي ثلثي ما كتب حول الكرد في العالم كله(1) . لذا فإن اولى المحاولات لوضع أبجدية خاصة باللغة الكردية تمت في ارمينيا – التي كانت تابعة لروسيا القيصرية وتعيش فيها اكبر مجموعة كردية في ما وراء القفقاس – وبإستخدام الحروف الأرمنية وذلك في منتصف القرن التاسع عشر . ولقد اخفقت هذه الابجدية لأختلاف الاصوات الكردية عن الاصوات الارمنية . حيث ادرك المستشرق الروسي البارز بيوتر ليرخ (والذى يعد احد مؤسسى الكردولوجيا فى روسيا) ذلك (2) فقام بمحاولة لوضع ابجدية لاتينية للغة الكردية ولكن محاولته لم تلق النجاح , ليس لأنه كان أجنبيا يصعب عليه ضبط وتثبيت الاصوات الكردية , بل لأن النظام القيصري لم يكن يبدي أهتماما كبيرا بكرد الداخل, بقدر أهتمامه بكرد الخارج . فقبيل الحرب العالمية الأولى كانت ثمة عدد من المدارس الروسية في المناطق الكردية في أرمينيا ولكن هذه المدارس أغلقت ابوابها خلال سنوات الحرب و ابان ثورة اكتوبر 1917 وسنوات التدخل العسكري الأمبريالى .
وبعد انتهاء التدخل الخارجي والحرب الاهلية قام البلاشقة ابتداء من عام 1920 بإنشاء عدة مدارس كردية كانت لغة التدريس فيها هي اللغة الكردية لأول مرة في التأريخ الكردي الحديث . أما الأبجدية المستخدمة في التدريس فكانت الأبجدية الكردية المبنية على الحروف الارمنية والتي قام بوضعها لغوي أرمني اسمه آكوب غازريان الملقب ب ( لازو ) . كانت هذه المدارس مقتصرة في بداية الامر على المناطق الكردية في ارمينيا , ثم أنشأت مدارس كردية اخرى في كل من جورجيا واذربيجان في السنوات اللاحقة , وأول كتاب لتعليم القراءة والكتابة بهذه الابجدية كان يحمل عنوانا شاعريا هو ( الشمس ) . لم تكن هذه الأبجدية ايضا و كسابقاتها تنسجم مع خصائص ومميزات اللغة الكردية ولا تعبر بشكل صحيح عن الأصوات الكردية وتخلق صعوبات جمة عند استخدامها في التدريس . وحين ضج المعلمون بالشكوى ظهرت في صحيفة (( فجر الشرق )) الصادرة في تفليس عدة مقالات تدعو الى إيجاد أبجدية لاتينية بديلة تتفق مع خصائص اللغة الكردية وتسهل عملية تدريسها) (3).
3- أول أبجدية لاتينية للغة الكردية
بعد ان تخرج عرب شمو بتفوق في معهد الاستشراق في موسكو في العام 1924 وكان بذلك أول كردي سوفيتي يحصل على شهادة عالية، أقترحت عليه ادارة المعهد مواصلة دراسته العليا لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة الكردية , الا انه قرر تأجيل ذلك الى حين لأن شعبه كان بأمس الحاجة اليه .
عاد عرب شمو الى يريفان وسرعان ما أصبح لولب حركة التوعية الثقافية بين الكرد . هذه الحركة التي شملت كافة جوانب الحياة . بيد أنه أهتم في المقام الاول بمكافحة الأمية بين ابناء شعبه وتحرير المراة وقام بجولات ميدانية عديدة الى القرى الكردية لتنظيم حياة الكرد على أسس حديثة معاصرة بعيدا عن الغيبيات , كما بذل جهودا مضنية لجمع وتصنيف وتحقيق ونشر التراث الشعبي الكردي . وبعد فترة قصيرة أصبح مسؤولا عن الشؤون الكردية في اللجنة المركزية للحزب البلشفي الأرمني لذا لم يكن من المستغرب أن تتجه اليه الأنظار لحل مشكلة الأبجدية الكردية خاصة بعد أن أدلى بحديث صحفي عن مشاكل الكرد في جمهوريات ما وراء القفقاس , تطرق فيه الى هذه المشكلة (4) وحدث ما كان متوقعا ،حيث كلفته اللجنة المركزية للحزب بوضع أبجدية لاتينية للغة الكردية ، وبعد جهود دؤوبة ومضنية بذلها عرب شمو في بحث فونتيك اللغة الكردية ووصف وتصنيف وتثبيت الاصوات الكردية حسب المخارج الصوتية ومقارنتها بمثيلاتها في اللغات الايرانية , تمكن من تحديد عدد الحروف الهجائية والاصوات الصحيحة والمعتلة في اللغة الكردية بشكل دقيق ووضع أول أبجدية لاتينية متكاملة للغة الكردية , تعتبر الى يومنا هذا أكثر الابجديات الكردية دقة وافضلها من حيث التعبير عن الاصوات الكردية . ولندع عرب شمو يروي لنا بنفسه حكاية هذه الابجدية(5) : (( في ربيع العام 1925 كنت منهمكا في العمل اليومي المتعدد الجوانب عندما تلقيت طلبا لمقابلة وزير المعارف الارمني , وكان ثوريا بلشفيا قديما أسمه مرافيان . لم تكن لدي فكرة عن سبب المقابلة . ذهبت في الموعد المحدد الى مكتب الوزير وبعد كلمات الترحيب بادرني قائلا :
- أعتقد انك أبرز مثقف كردي في الأتحاد السوفيتي , أي أن لديك اوراقا رابحة .
سكت الوزير برهة قصيرة وارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة وكأنه ينتظر مني جوابا .
قلت :
-- لا افهم القصد من كلامكم يا رفيقى الوزير
- الأمر واضح , انتم الكرد لاتمتلكون لحد الآن ابجدية كردية حقيقية , صحيح إن آكوب غازريان أو كما يسمونه هنا ( لازوا ) قد وضع ابجدية أرمنية للغة الكردية ولكن ثمة شكاوي عديدة من المعلمين بأن هذه الأبجدية تشوه النطق الكردي . لذا أصبحت حجر عثرة أمام تدريس اللغة الكردية وأعتقد إنك قد ذكرت شيئا من هذا القبيل في مناسبة ما .
قلت وكانني أعتذر :
- حصل ذلك فعلا ولكن هل تعتقدون خلاف ذلك ؟ إن في اللغة الكردية اصواتا لا توجد في اللغة الارمنية , كما توجد في الأرمنية اصوات لا توجد في اللغة الروسية .
- من ينكر ذلك ؟ إنني على النقيض مما تتصورا تفق معك تماما . أنت تعلم أن العديد من الأقليات القومية في الأتحاد السوفيتي قد قامت فعلا بوضع أبجديات لاتينية للغاتها لآول مرة وهي تستخدم الآن في التعليم والثقافة وهناك اقليات اخرى في طريقها الى ذلك . أقترح عليك القيام بوضع أبجدية لاتينية للغتك الأم . ويبدو لي ان احدا لايستطيع القيام بهذا العمل سوى كردي مثقف شريطة ان يمتلك الكفاءة والمعرفة اللازمة لمثل هذا العمل العلمي الجاد والمسؤول .
وفكر مرافيان قليلا ثم اردف يقول :
- حتى إننا نحن الأرمن يوجد بيننا من يدعو الى استخدام الحروف اللاتينية ولكنك تعلم أن عمر ابجديتنا ألف وخمسمائة سنة وحالتنا مختلفة بعض الشيء .
- أخشى أن أخذ على عاتقي مثل هذا العمل ولا أدري إن كنت سأوفق في أنجازه على الوجه المطلوب !
- ولم لا تنجح ؟ ستنجح بالتأكيد ..... ألم تتخرج فى معهد لازريف للغات الشرقية ؟
قلت :
- كان ذلك في وقت ما !
- ما الذي تخشاه ؟ عليك الشروع بالعمل , لانني لا أرى شخصا أخر جديرا للقيام بهذا العمل .. أتفهم ؟ لا أحد غيرك !
- ولكنني أعمل في اللجنة المركزية للحزب . فهل يجوز لي قبول هذا التكليف دون موافقتها ؟
- إنني أكلفك بهذا العمل بإسم اللجنة المركزية التي طلبت مني ذلك فكيف تستطيع ان ترفض ؟ والآن استجمع قواك واشرع بالعمل دون خوف لو وجل واذا صادفتك عراقيل تستطيع استشارة كل من البروفسور آجاريان والبروفسور كابانتسيان .
ويواصل عرب شمو استعادة ذكرياته عن هذا الموضوع ويقول :
غادرت مكتب الوزير دون ان أقول نعم أو لا ولكنني مع ذلك شرعت بالعمل التمهيدي , حيث استعرت من المكتبة الألفباء القديمة للغة الفارسية ثم حصلت على الألفباء التركية ولكنني لم استعمله الا نادرا وتسلحت بكتاب الألفباء الكردية بالخط الآرمني الذي الفه ( لازو) وكان كل ذلك من اجل المقارنة فقط , ثم حصلت على نسخة من البحث الذ كتبه يكيزياروف ونشره في العام 1891 في (( نشرة الجمعية الجغرافية الروسية – فرع القفقاس )) وعلى الرغم من الاخطاء التي تشوب البحث , فقد ساعدني في ترتيب وتنظيم المواد الخام لعملي(6) .
ذات مرة – والكلام ما يزال لعرب شمو – وخلال أحد الاجتماعات تصادف وجودي الى جانب مرافيان حيث سألني :
- متى سنحصل على أبجدية كردية أيها الرفيق شمو ؟
- لا أخفي عليكم بان الابجدية ما زالت بعيدة المنال ولكنني مع ذلك قمت بإنتقاء الحروف اللاتينية للأصوات الكردية .
- هذا جوهر الابجدية . دعنا نلتقي لنناقش ما أنجزته لحد الآن .
ويضيف عرب شمو قائلا :
(( بعد هذا اللقاء كنت أتجنب لقاء مرافيا لانني لم اكن واثقا تماما عن مدى نجاحي ولم اتجرأ على عرض نتاجي على مرجع رفيع مثل الوزير الضليع في اللغات ولكني واصلت العمل المضني الدؤوب لإنجاز الأبجدية المطلوبة وخلال بحثي اكتشفت لأول مرة وجود علامات فارقة لظاهرة التذكير والتأنيث في اللغة الكردية . ولم أكن من قبل الاحظها , على الرغم من انني كنت استعملها في حياتي اليومية . إن ظاهرة الجنس لا توجد في اللغة الفارسية ولا في اللغة التركية أو أية لغة شرقية آخرى . بيد أنني تركت البحث في هذه الظاهرة للمستقبل وانجزت بحثا علميا حولها عند تحضيري لرسالة الدكتوراه في اكاديمية العلوم السوفيتية في منتصف الثلاثينات(7) .
وجلست وراء طاولتي لأستخدم ابجديتي اللاتينية على نحو ابداعي حيث كتبت بها اولى رواياتي وهي رواية الراعي الكردي (8) .
ويستطرد عرب شمو فيقول :
ذات يوم وانا جالس في غرفة المكتب بداري في يريفان أراجع للمرة الأخيرة مسودة الألفباء الجديدة . سمعت طرقات على الباب . قلت دون ان ارفع رأسي :
- تفضل ...... أدخل .
فتح الباب ببطء ودخل رجل كهل أشيب الشعر , له حزمة شعر مقصوصة بعناية تحت شفته السفلى عوضا عن اللحية وبعد ان حياني بادرني قائلا :
- اذا لم اكن مخطئا فانت الكردي عرب شمو !
- لقد كنت معلما في البلدة الكردية زور ولابد انك تعلم ان الروس قد انشأوا فيها مدرسة للكورد , كانت لغة التدريس فيها هي الروسية . انا معلم تلك المدرسة ولكن المدرسة اغلقت في العام 1917 وبقيت منذ ذلك الحين دون عمل . أرجو مساعدتي في التعيين كمعلم في احدى المدارس الكردية التي انشئت حديثا . لقد طرق سمعي بانك مسؤول الشؤون الكردية لدى اللجنة المركزية للحزب . اسمي ماركولوف .
كان ماركولوف يتكلم الروسية بطلاقة ودون أية كلفة , بيد أنه كان يمطط الكلمات ويتوقف عند نهاية كل جملة برهة وكأنه يملي على تلاميذه أحد النصوص المدرسية وفي نهاية الحديث وضع على طاولتي عريضة مكتوبة أو بالأحرى منقوشة بخط روسي جميل . قلت لماركولوف .
- ولكن التدريس الآن في المدارس الكردية هي باللغة الكردية .
واردفت باللغة الكردية قائلا ؟
- تؤ كرمانجي زاني ؟
فقال بالروسية بعد برهة صمت :
- أفهم ما تقول وكنت فيما مضى أعرف الكردية ولكنني نسيتها ولو عملت في أحدى المدارس الكردية سوف أتذكر الكردية بسرعة وأتعلمها من جديد .
- ولكن الالفباء المستخدمة في التدريس الآن هي بالحروف الأرمنية فهل تعرف هذه الحروف ؟
- لا أعرف الحروف الأرمنية ولكنني تربوي وسأتعلمها خلال أيام معدودة .
- كلا ايها الرفيق ماركولوف . اذا كنت لا تعرف اللغة الكردية ولا الحروف الأرمنية . فإن ذلك ليس بلأمر الهين .
فكرت قليلا وقلت :
- أسمع يا ماركولوف .... انني اراجع الآن مسودة الابجدية اللاتينية الجديدة للغة الكردية والتي قمت باعدادها ولقد عرضت الابجدية على كبار علماء اللغة هنا في يريفان فنالت استحسانهم . وليس لدي الوقت الكافي لإعادة كتابتها . إن المقدمة والايضاحات والامثلة كلها مكتوبة باللغة الروسية، فهل تستطيع ان تعيد كتابتها بخطك الجميل ؟ وسوف تتقاضى لقاء ذلك جرا مجزيا .
وأخذت اشرح له كل صوت وحرف مع أمثلة توضيحية .
قال ماركولوف :
- ولم لا ! سافعل ذلك بكل سرور .... واذا لم يكن لديك اعتراض سأقوم بتعديل بعض الهفوات الاسلوبية .
- سأكون شاكرا لك، لأنني منهمك في اعمال اخرى ولا وقت لدي لإعادة الكتابة .
بعد شهر واحد جاءني ماركولوف حاملا الابجدية الجديدة المكتوبة بخط رائع . قال ماركولوف .
- لقد كتبت نسختين وبخط افضل من أية كاتبة طابعة وبالمناسبة لا توجد كاتبة طابعة كردية لحد الآن ولكن لا أشك أنها ستظهر حتما في المستقبل(9) .
كان ذلك في يوم ربيعي جميل من العام 1927 حين توجهت لمقابلة الوزير وقدمت له الابجدية اللاتينية الجديدة مع بحث مفصل معزز بالايضاحات والامثلة التطبيقية . شرع الوزير يقرأ بإمعان وتركيز شديدين وكان يسألني بين الحين والحين : لم انتقيت هذا الحرف اللاتيني لصوت كردي معين ؟
قدمت له ايضاحات وافية مع امثلة تطبيقية و بعد ان انهى الوزير القراءة قال:
-- لم يتبق سوى امر واحد هو عرض الابجدية على عالم لغة في اكاديمية العلوم السوفيتية ليبت في صلاحيتها للتطبيق وليتسنى لنا طبع كتاب الألفباء الجديدة والكتب المدرسية الاخرى .
قلت للوزير مرافيان :
- لقد اقترح عليّ علماء اللغة الأرمن ان اعرض الابجدية الجديدة على الاكاديمي يوسف ايكاروفيج اوربيللي (10) .
كنت قد سمعت الكثير عن المستشرق اوربيللي بأنه ابرز كوردولوجي سوفيتي ويقيم في مدينة ليننغراد ولكن كنت مترددا وقلت بيني وبين نفسي : هل سيستقبلني ويسمح وقته لمناقشة موضوع لاشك أنه يستغرق وقتا طويلا. كتب مرافيان رسالة توصية موجهة الى اوربيللي . توجهت الى ليننغراد بالقطار . كنا في بداية فصل الربيع وكان الجو في يريفان دافئا . وصلت ليننغراد في مساء اليوم التالي وذهبت فورا الى حيث يقيم العالم المشهور . وقفت امام باب شقته مترددا وحائرا تسارعت دقات قلبي , وأخيرا استجمعت شجاعتي وضغطت على الجرس . فتح لي الباب رجل مهيب الطلعة , ذو لحية غزيرة وشعر طويل , كان أشبه بالقساوسة المبشرين ولكن مع فارق واحد هو ان لحيته لم تكن ذات لون أشقر بل سوداء تميل الى الرمادي .
قال اوربيللي :
- ما الامر أيها المواطن ؟
انحنيت على حقيبتي واستخرجت رسالة التوصية وقدمتها اليه . وبينما كان الرجل يقرأ الرسالة , أدركت أنه اوربيللي نفسه وأخذت اتفرس في وجهه , قال اوربيللي بالكردية فجأة :
-سه ر سه ره ، سه ر جافا
ثم اضاف باللغة الروسية :
- اهلا وسهلا ..... تفضل بالدخول , ستقيم معي .
قلت معترضا :
- كلا يا يوسف ايكاروفيج ... سأذهب الى الفندق .
- لن اسمح لك بهذا , لقد عشت بين الكرد واكلت الخبز والملح معهم واعرف عاداتهم جيدا . وأضافة الى ذلك فأنا أرمني .
رفعت حقيبتي ولكن اوربيللي , قال بلهجة حاسمة :
- انت ضيفي ولن تذهب الى أي فندق .
لم يكن امامي الا الانصياع لالحاح اوربيلي .
دخلت الى شقة اوربيلي وحين رأى معطفي الخفيف المبلل قال :
- ستصاب بالانفلونزا .... انزع معطفك لنجففه .
وبعد العشاء قال اوربيلي :
- دعني أرى ابتكارك !
كان هذا بداية العمل الحقيقي . فقد أخذ الأكاديمي يسأل عن كل صوت ولم أخترت له هذا الحرف اللاتيني بعينه ؟ ويطلب مني أن أردد بصوت عال كل صوت أو حرف لأكثر من عشرين مرة . وكانت المناقشات تستمر الى ما بعد منتصف الليل . أرهقني الجهد المتواصل وفي قرارة نفسي كان الندم يساورني أحيانا , لأنني أخذت هذه المهمة الشاقة على عاتقي ولكني سرعان ما كنت أطرد هذا الخاطر وبعد عشرة أيام كتب العالم الجليل رأيه في الأبجدية المقترحة وأوصى بتطبيقها في رسالة جوابية موجهة الى وزير المعارف الأرمني مرافيان .
رجعت بالقطار ووصلت يريفان في ساعة متأخرة من الليل ومع إنني كنت مرهقا والوقت ليس مناسبا للزيارة , الا أنني توجهت على الفور الى بيت الوزير الذي لم يفاجأ بزيارتي له في هذا الوقت المتأخر . وبعد أن قرأ رسالة . اوربيللي الجوابية قال :
- الآن يمكن بكل ثقة وأطمئنان المباشرة بتطبيق الابجدية .
والحق ان الابجدية قد بوشر بتطبيقها قبل سفري الى ليننغراد , حيث شرعنا بطبع الكتب المدرسية بالابجدية الجديدة ثم صدر بهذه الابجدية اول جريدة كردية في يريفان واصبحت اول رئيس تحرير لها وهي جريدة ( ريا تازة ) . واصبحت هذه الابجدية هي الأبجدية المقررة رسميا لكرد الاتحاد السوفيتي ( في جمهوريات أرمينيا , جورجيا , أذربيجان , تركمنستان .... الخ ) .
4- الآثار متعددة الجوانب للأبجدية الجديدة وصد ا ها في الخارج
بعد اعتماد الأبجدية الجديدة العام 1927 أصبحت نقطة انطلاق لنهوض ثقافي وعلمي وأجتماعي متعدد الجوانب لكرد ماوراء القفقاس . فقد تم استخدامها في التعليم وتم بفضلها تقليص عدد الأميين ومن ثم القضاء على الأمية بشكل تام خلال السنين اللاحقة . صدرت بهذه الابجدية الصحف الكردية ، وحين تأسس أول معهد لاعداد المعلمين الكرد , أنتمى اليه مئات الشباب الكرد من كافة أنحاء ماوراء القفقاس الذين تلقوا تعليمهم بالابجدية الجديدة . وأصبح عرب شمو أول عميد لهذا المعهد التربوي الهام .
وكتب عرب شمو بهذه الابجدية اولى رواياته وهي رواية ( الراعي الكردي ) الناضجة فكرا وفنا والمترجمة الى العديد من لغات الاتحاد السوفيتي السابق واللغات الاوروبية وهي أول رواية – بالمعنى المعاصر لمفهوم الرواية – في تأريخ الادب الكردي الحديث . وأصبحت هذه الابجدية اللاتينية المتكاملة والتي تتفق تماما مع خصائص النطق الكردي الحي وقواعد اللغة الكردية هي المستخدمة في مجالات العلم والادب والفن والفلسفة وغيرها . ولم يقتصر هذا التأثير على الاتحاد السوفيتي ( حيث ظهرت مقالات عديدة في الصحافة المحلية حولها )(11) , بل أمتد ليشمل كردستان نفسها، فقد رحب الأمير كامران بدرخان بهذه الابجدية وكتب عدة مقالات حولها (12)وبتأثير أبجدية عرب شمو قام كرد سوريا بوضع ابجدية لاتينية للغة الكردية مبنية على الابجدية التركية (13). ومن المعروف إن اللغة التركية تنتمي الى أسرة من اللغات بعيدة كل البعد عن الاسرة الهندو – اوروبية , التي تنتمي اللغة الكردية الى فرعها الأيراني . وفي كردستان العراق, أقترح العلامة توفيق وهبي ابجدية لاتينية أيضا للغة الكردية في أوائل الثلاثينات ولكن لم يجد طريقها للتطبيق العملى الواسع النطاق اما ابجدية عرب شمو فقد رحبت بها الأوساط الأستشراقية في اوروبا وجرى لأول مرة مناقشات جادة حول هذا الموضوع تم خلالها أستعراض وتحليل الأبجديات المستخدمة في الكتابة الكردية وظهرت مقترحات عديدة في هذا الصدد(14) . ويمكن القول عموما أن أبجد ية عرب شمو كانت هي القوة الدافعة لتطوير الأبجدية الكردية في أجزاء كردستان نفسها . ولكن مما يؤسف له إن الظروف لم تكن مواتية في ذلك الحين لأستخدامها لا فى كردستان العراق ولا فى الأجزاء الأخرى من كردستان . ومع ذلك فأن هذا الأنجاز العلمي الهام لكرد روسيا السوفيتية نقطة مضيئة بل صفحة مشرقة في تأريخ الثقافة الكردية , وانجاز علمي هام لكاتب وعالم بارز كرس حياته الابداعية كلها لخدمة شعبه العريق ومأثرة علمية ستذكرها الأجيال اللاحقة بكل فخر واعتزاز .
الهوامش والملاحظات:
1-- ذ. موسيليان (( بيبلوغرافيا الدراسات الكردية )) باللغة الروسية , دار نشر الآداب الشرقية , موسكو , 1963 .
2-- ل. زاكورسكي : (( الأبجديات القفقاسية )) , (( نشرة الجمعية الجغرافية الروسية – فرع القفقاس ، 1887م , المجلد التاسع , الملحق 1 ص1 -32 مقال يستعرض المحاولات الفاشلة لأستخدام الحروف الأرمنية للكتابة الكردية . وكذلك محاولة المستشرق بيوتر ليرخ لأستخدام الحروف اللاتينية لنفس الغرض . ويعتبر ليرخ ( 1828 – 1884 ) ابرز المستشرقين الروس الذين كرسوا الجانب الأكبر من نشاطهم لبحث تأريخ الشعب الكردي ولغته ومن أهم مؤلفاته , (( دراسات حول الأكراد الأيرانيين واسلافهم الكلدانيين الشماليين )) وهو كتاب ضخم صدر في بطرسبورغ بثلاثة أجزاء خلال السنوات ( 1856 – 1858 ) .
3-صحيفة فجر الشرق , تفليس , الاعداد المرقمة ( 540 , 943 , 1037 , 1222 ) الصادرة في ( 2/4/1924 , 5/8/1925 , 25/11/1925 , 9/7/1926 ) على التوالي وهي مقالات تدعو الى أستخدام الحروف اللاتينية والتخلي عن الحروف الأرمنية .
4-- (( العمل الحزبي بين الكرد اليزيديين )) حديث مع عرب شمو – مسؤول الشؤون الكردية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرمني . صحيفة فجر الشرق , العدد (610 ) الصادر في 25/6/1926 ص4 .
5-- عرب شمو (( طريق السعادة )) رواية , دار نشر (( الكاتب السوفيتي )) موسكو 1971 ص 241 – 249 .
6-- س. أ. يكيزياروف – اثنوغرافي ارمني اهتم باللغة الكردية ونقل منها الى الروسية العديد من النصوص الأدبية واضافة الى البحث الذي أشار اليه عرب شمو . أصدر يكيزياروف بالاشتراك مع ل. ب. زاغورسكي معجمين هما : قاموس روسي – كرمانجي )) و (( قاموس كرمانجي – روسي )) وذلك في العام 1891 .
7-- خلال تحضيره لرسالة الدكتوراه , نشر عرب شمو بالاشتراك مع زميليه قناتي كوردوييف وتسوكرمان ثلاثة أبحاث لغوية هي :
أ?- (( حول المضاف و المضاف اليه في اللغة الكردية )) , (( الثورة والكتابة )) 1933 , العدد 1 (16) ص51 - 58 .
ب?- (( حول حروف العلة في اللغة الكردية )) (( الثورة والكتابة )) الجزء الاول , موسكو - ليننغراد , 1933 ص 179 – 180 .
ت?- (( مسألة التأنيث والتذكير في اللغة الكردية )) , (( الثورة والكتابة )) الجزء الاول , موسكو – ليننغراد , 1933 ص 160 – 178 , 4 جداول .
8-- (( الراعي الكردي )) , (( رواية قصيرة )) 1930 ترجمت الى الروسية وصدرت في موسكو في العام 1931 .
9-- حاول ماركولوف اقحام اسمه في هذا العمل العلمي الجليل ونشر عدة مقالات في صحيفة (( فجر الشرق )) حول الابجدية الجديدة ولقد التبس الامر حتى على بعض المستشرقين . والحق ان ثمة وثيقة صادرة من الجهات الرسمية في ارمينيا تقول ان عرب شمو قد كلف بهذه المهمة وانجزها بنجاح خلال عامي 1925 – 1927 . كما ان البرقية التي وجهها اتحاد الكتاب السوفييت الى عرب شمو ( بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاده فى23/1/1977 المنشورة في الجريدة الأدبية الاسبوعية الصادرة في موسكو – لسان حال اتحاد الكتاب السوفييت ) تضمنت اهم انجازات عرب شمو العلمية والأدبية ومن بينها قيامه بإيجاد ابجدية لاتينية للغة الكردية . ( راجع : جريدة اتحاد الكتاب السوفييت (( ليتراتورنيا غازيتا )) العدد / 7 الصادرة في 19/2/1977 , ولقد نشرت الترجمة الكاملة لهذه البرقية الحارة المطولة في مجلة (( شمس كردستان )) الصادرة عن جمعية الثقافة الكردية ضمن مقال رئيسي عن عرب شمو بالمناسبة المذكورة
راجع: جودت هوشيار (( ايها الرائد العظيم سلاما )) (( شمس كردستان )) العدد ( 45 – 46 ) آذار نيسان 1977 ص6 .
10-- يوسف ايكاروفيج اوربيللي ( 1887 – 1961 ) مستشرق ارمني بارز مؤسس الفرع الكردي في معهد الاستشراق في ليننغراد ومدير المعهد المذكور لغاية وفاته .
11-- نشرت صحف يريفان وتفليس مقالات عديدة مرحبة بالأبجدية الجديدة لعل اهمها مقالة الاكاديمي يوسف اوربيللي المنشور في صحيفة (( فجر الشرق )) العدد ( 1444 ) الصادرة في 6/4/1927 وهي – اي المقالة – مكرسة للدعوة الى تطبيق الابجدية اللاتينية وعدم ملائمة الحروف الأرمنية والروسية للكتابة الكردية .
12-- كاميران بدرخان : (( عن الأبجدية الكردية الجديدة )) صحيفة فجر الشرق , العدد (120 ) الصادر في 3/5/1929 . ص2 – كاميران بدرخان : (( مرة اخرى عن الابجدية الكوردية الجديدة)) صحيفة فجر شرق, العدد 182 الصادر فى 11/8/1929 .
13-- جلادت بدرخان ((الالفباء اللاتينية للغة الكوردية)) مجلة هاوار دمشق العدد الصادر فى 15/5/1932 .
14-- ظهرت مقالات فى المجلات العلمية – الاستشراقية فى اوروبا حول الموضوع لعل اهمها ما يلى :
- Edmonds C.J.
Asuggestions for the use of Latin character in Writing of Kurdish 1931 , January , pp. 27 –( Journal of the Royal Asiatic society) 46
- Edmonds c.J.
Some developments in the use of Latin character for the writing of Kurdish – JARS , 1933 , July , pt III , pp 620 – 642 .
- Minorsky V .
Remarks on the romanized Kurdish alphabet – JARS , 1933 July , pt III , pp 643 – 650 .
- Rondot p . L, alphabet Kurde en caracteres latins d, Revue Armenie Sovietique des etudes islamigues )) , 1933 (( ch III pp . 411 – 417 )
- Rondot p. L, adaption des caracteres latines et le . mouvment culturel chez les Kurdes de L, URSS – Re 1, 1935 ch. I pp 87-96 .[1]