#جودت هوشيار#
مقدمة :
حين تولى الامير محمد بااشا المعروف ب( مير كور ) الحكم عن والده في إمارة سوران في عام 1813 (1) لم تكن هذه الأمارة تختلف كثيرا عن الامارات الكوردية الاخرى القائمة في كوردستان حينذاك . لامن حيث اسلوب الحكم والادارة . ولا من حيث أنماط العلاقات الاقتصادية – الاجتماعية السائدة فيها . بيد أن الامور اخذت تتغير بسرعة عاصفة بعد مجيء هذه الامير الطموح الى السلطة . وبدأ عهد جديد في تاريخ امارة سوران (2) تميز باجراء اصلاحات واسعة وتنظيم شؤون الأمارة في كافة المجالات وتعزيز مكانة الامارة وتوسيع حدودها لتشمل المنطقة الواقعة بين الزابين بأسرها . واستطاع الامير محمد تحقيق ما عجز عنه الامراء الآخرون وهو توحيد كلمة الكورد في قسم كبير من كوردستان الكبرى وحشد وتوجيه طاقات الامة وموارد البلاد نحو البناء والاعمار وتحديث المجتمع الكوردستاني من جهة وترسيخ الاستقلال الفعلي للامارة الناهضة من جهة أخرى , والحق ان الأمير السوراني حمل مشروعا كبيرا للنهوض القومي هو الاول من نوعه في تاريخ الكورد . ومضى في تحقيق هذا المشروع بحزم وكفاءة وثبات حتى باتت رواندوز في عهده مركا سياسيا وأداريا مهما والقلب النابض للحركة التحررية الكوردية . ولا نريد ان نكرر هنا ما ذكره المؤرخون الكورد والأجانب عن الاحداث الجسام التي وقعت في فترة حكم الامير محمد ثاشا . ولكننا نود الاشارة الى ان هذه الفترة هي بلا شك أبهى وأزهى وأهم الفترات في تاريخ هذه الامارة ( التي تأسست في اوائل القرن الخامس عشر وظلت قائمة حتى منتصف القرن التاسع عشر ) وفي تأريخ الكورد عموما .
كان الامير محمد رجلا مثقفا يعيش قضايا عصره وهموم عصره ومساهما فعالا في الاحداث السياسية في المنطقة وقائداعسكريا ورجلا اصلاحيا من طراز فريد , إن مايهمنا في هذا المقال هو القاء الضوء على بعض جوانب هذه الشخصية الفذة , ومكانة اهل العلوم والمعرفة واصحاب الكفاءات والخبرات الفنية في امارة سوران والأنجاز التكنولوجي الهام الذي حققه الاسطه رجب والمتمثل في صنع مدافع من عيارات مختلفة ونوعيات متقدمة ,وهو انجاز هام ليس بمعايير ذلك العصر – اي قبل حوالي قرنين من الزمان – بل بمقاييس عصرنا الراهن بالنسبة الى دول المنطقة , مما يؤكد المستوى الرفيع الذي وصلت اليه صناعة التعدين وصناعة السلاح في إمارة سوران في تلك الحقبة من الزمن .
بعض جوانب شخصية الامير محمد ثاشا
لغرض الوقوف على العوامل التي اسهمت في تكوين شخصية الامير محمد والبيئة التي تربى وعاش فيها والمنابع الأولى لثقافته, لابد من الحديث عن نشأة الأمير ولو بأيجاز شديد , كان الأمير مصطفى حاكم أمارة سوران ( والد الأمير محمد ) هو اول من لاحظ امارات النبوغ والذكاء على ابنه والمواهب الفطرية التي يتمتع بها منذ ان كان صبيا يافعا , فاحاطه برعاية خاصة وعهد بتربيته وتعليمه الى اساتذة خصوصيين من خبرة علماء كوردستان وفي مقدمتهم العالم المشهور الملا احمد الملا آدم الديليذةيي الذي استقدمه مصطفى بط من منطقة بالةكان واسكنه في رواندوز وبنى له مدرسة ومسجدا كانت آثارهما باقية الى عهد قريب , وقد وقد اعتنى هذا العالم الجليل بتعليم الامير محمد العلوم الاسلامية واللغات الكوردية والفارسية والعربية , وبعد ان انهى الامير الشاب تحصيله العلمي بتفوق نصبه ابوه حاكما على قرى ( دولي طةوران , جولة ميرط , دولي هةروتيان , سةرضيا ) فكان يقضي ايامه في تلك القرى مهتما بشؤون رعاياه .(3)
وقد عرف الامير محمد منذ شبابه برجاحة العقل وحسن التدبير والحزم وقوة الارادة .
كان لمصطفى بط خمسة أخوة هم : تمرخان الذي كان يدير ( هاوديان ) ويحيى بط الذي كان يتولى الحكم في ( سيدةكان ) وبايز بط الذي كان يدير شؤون ( باثشتيان ) وحسن بط واحمد بط اللذان كانا مرافقين لاخيهما الاكبر مصطفى بط , وكان هؤلاء الخمسة يثيرون مشاكل وازمات لا نهاية لها بتمرداتهم ودسائسهم حتى ضاق صدر الامير مصطفى بط بهم وبتصرفاتهم الرعناء , خاصة بعد ان وهنت قواه وادركه التعب والارهاق ونال منه المرض وضعف بصره حتى اوشك على العمي , وحين اراد الامير مصطفى بط التخلي عن الحكم والاعتزال بنفسه لم يجد احدا جديرا باستلام السلطة من بعده سوى ابنها الاكبر محمد , وكان من السهل على الامير الشاب استلام السلطة بشكل تقليدي كما جرت العادة , ولكنه لم يكن اميراعاديا من الذين يتوارثون الحكم ابا عن جد , بل كان اميرا متميزا ولديه اهداف كبيرة وواضحة وطموحات جريئة بعيدة المدى يريد تحقيقها , هي اهداف وطموحات الشعب الكوردي في الحرية و العدالة والمساواة والتقدم , لم يكن يريد السلطة لنفسه , بل لأنشاء امارة كبيرة قوية ومزدهرة , لذا فقد حدد عدة شروط لاستلام الحكم , وبعد اخذ ورد بينه وبين والده مصطفى بط دام اكثر من عام , قبل الاخير بشروط إبنه وتنازل عن الحكم وسكن بعيدا عن رواندوز وتعهد بعدم التدخل في شؤون الحكم .
وثمة واقعة جديرة بالتأمل والدراسة تكشف عن جانب آخر من جوانب شخصية الامير وانفتاحه على العالم الخارجي واهتمامه الجاد بتطوير التربية والتعليم في الامارة , فقد كتب الدكتور روس – طبيب القنصلية الانجليزية في بغداد – في مذكراته بعض انطباعاته عن الامير محمد ومشاهداته في امارة سوران , ومما جاء في هذه المذكرات , ان الامير محمد استدعى الدكتور روس لمعالجة والده المريض مصطفى بط , وبعد ان ادى الطبيب مهمته , جلس مع مضيفه في المساء يتحدثان عن امور شتى , وكم كانت دهشة الطبيب الانجليزي كبيرة عندما ساله الامير محمد عن حالة التربية والتعليم في انجلترا (4) , ومبعث هذه الدهشة ان معظم الامراء الآخرين الذين قابلهم روس من قبل كانوا يجهلون القراءة والكتابة ولايهتمون كثيرا بما يجري في الغرب , وها هو امير كوردي مثقف يسأله عن حالة التربية والتعليم في انجلترا !
وثمة وقائع مهمة في مذكرات الدكتور روس والرحالة الانجليزي فريزر عن الاحوال العامة في إمارة سوران في ظل حكم الامير محمد وكلها شواهد على ماكانت تتمتع به هذه الامارة من أمن واستقرار وإزدهار في تلك الفترة حيث قطع الامير محمد دابر السراق وقطاع الطرق واختفوا عن الانظار , وكانت إمارة سوران الناهضة يضرب بها المثل في سيادة القانون والعدل , على خلاف المناطق الاخرى المجاورة للامارة , وعلى الرغم من ان الامير كان يحكم الامارة بحزم شديد الا انه لم يكن مستبدا برأيه , فقد شكل مجلسا استشاريا يعاونه في ادارة دفة الحكم ويتم فيه التداول في جميع القضايا الخطيرة التي كانت تهم الامارة و اذا نظرنا الى قائمة اعضاء المجلس – كما جاء في كتاب ( مليخا ) وهو كتاب باللغة الفارسية يضم وقائع حكمه , قام بتدوينه رئيس الكتاب ومدون الوائع ميرزا محمد بطلب من الامير نفسه وهذا الكتاب يعد مصرا رئيسيا لدراسة تاريخ امارة سوران – نقول اذا نظرنا الى تشكيلة هذا المجلس , نجد ان معظم اعضائه كانوا من أرباب الحرف والصنائع , مما يدل على مدى إعتماد الامير على أهل الخبرة والاختصاص في ادارة شؤون الامارة .
مدافع الأسطه رجب
كان الهم الاول للامير محمد هو بناء جيش قوي وحديث قادر على التصدي للهجمات الخارجية ومواجهة التحديات التي كانت مفروضة عليه , فقد كان محاطا بالاعداء من كل جانب , تركيا في الشمال وايران من الشرق وامارة بابان في الجنوب , إضافة الى أعمامه الذين انهكوا إمارة سوران بتمرداتهم وانضمامهم للاعداء في بعض الاحيان , ولقد ادراك الامير محمد بنظرته الثاقبة وعمق ثقافته وانفتاحه على العالم الخارجي , ان الجيش الحديث لايمكن تأسيسه دون صناعة حديثة , وقد تطلب اعداد الجيش اقامة العديد من مصانع الاسلحة والذخيرة , بالاعتماد على اصحاب الخبرة والاختصاص من ذوي الكفاءات العالية , دون اي عون خارجي ماديا كان ام بشريا , وقد نجحت سياسة التصنيع التي اعتمدها الامير محمد , وكانت امارة سوران هي الامارة الكوردية الوحيدة التي تمتلك مصانع وورش مختلفة لانتاج الاسلحة ووسائل حملها ونقلها , ويعود الفضل في ذلك الى التلاحم الرائع بين حكمة الامير و عبقرية الصناع والمبدعين وفي مقدمتهم الاسطه رجب والى التخطيط العقلاني وحسن الادارة ودقة التنفيذ , ومن المؤسف حقا اننا لانملك المعلومات الوافية عن سيرة الاسطه رجب الذي يعد من امهر الصناع والمبدعين في اوائل القرن التاسع عشر , ليس في كوردستان فحسب بل في منطقة الشرق الاوسط , بيد ان الامير الحكيم ترك لنا الكتاب المنوه عنه فيما تقدم وهو كتاب ( مليخا ) وسنحاول استخلاص المعاني العظيمة التي تنطوي عليها تجربة التصنيع في إمارة سوران .
واول ما يلفت النظر في ثنايا هذا الكتاب هو العقل الستراتيجي والتفكير المنطقي للامير محمد, ربما يتبادر الى ذهن بعض القراء إننا نبالغ في تعظيم شخصية الامير محمد ومواهبه السياسية والعسكرية والادارية وفي اطلاق الصفات عليه جزافا , ولكن الحقيقة هي ان القلم يعجز عن ايفاء هذا الرجل العظيم حقه , وهاكم الدليل :
حين عاد الامير محمد من منطقة برادوست مظفرا بعد انتصاره في واحدة من اشرس المعارك التي خاضها في حياته , لم يجلب معه الاموال والمجوهرات او الأسرى والسبايا كما كان يفعل الاباطرة والسلاطين والأمراء في زمانه , بل جلب معه شيئا لا يخطر على البال ولكنه أثمن وأهم من الاموال والمجوهرات – بالنسبة لأمارة تريد تعزيز قدراتها الحربية – لقد جلب الامير معه كميات كبيرة من خامات المعادن – التي عثر عليها في منطقة برادوست – الى رواندوز من اجل تصنيع المدافع وطلقاتها وكلف الاسطه رجب بأنشاء معمل سباكة في رواندوز لهذا الغرض , وقد نجح الاسطه رجب في تحقيق رغبة الامير وانشاء معمل لانتاج المدافع هو الاول من نوعه ليس في تاريخ الصناعة الكوردستانية , بل في تاريخ النشاط التعديني وصهر وصب المعادن في منطقة الشرق الاوسط .
وقد ذكر المؤرخ حسين حزبي الموكرياني في كتابه القيم (( موجز تاريخ امراء سوران )) إن المدافع التي صنعها الاسطه رجب والتي بلغ عددها حوالي ( 200 ) مدفع من عيارات مختلفة , كانت من سبيكة الحديد والرصاص (5) , ولكننا نعتقد – وهي حقيقة تؤكدها مشاهدة المدافع المتبقية لحد الان – ان تلك المدافع صنعت من سباكة النحاس وليس الحديد , ذلك لان ثلاثة فلزات فقط وهي الذهب والفضة والنحاس تصادف في الطبيعة بحالة فطرية – اي على شكل قطع من الفلز الصافي – واغلب الظن إن مدافع الاسطة رجب كانت من البرونز اي سبيكة النحاس والقصدير والتي كانت تصنع منها المدافع في اوروبا في ذلك الحين , ويمكننا ان نتصور الصعوبات والمشاكل الفنية المعقدة التي واجهها الاسطه رجب واستطاع التغلب عليها خلال كافة مراحل تنفيذ هذا المشروع الريادي , من اين حصل الاسطه رجب على الطابوق الناري اللازم لبناء الفرن ؟ وما هو نوع الوقود الذي استعمله ؟ هل كان الفحم العادي ام الفحم الحجري , او اي وقود اخر ؟ لا احد يستطيع لن يجزم بشيء , ثم ان صب المعدن – بعد استبعاد الخبث منه – يجب ان يتم عندما تبلغ درجة حرارة المعدن المصهور درجة حرارة معينة لا اكثر ولا اقل , ذلك لان صب المعدن المصهور في درجة حرارة غير مضبوطة تختلف عن الدرجة المطلوبة يؤدي الى ظهور عيوب في المصبوبة او المسبوكة , وبالطبع لم يكن عند الاسطه رجب اي جهاز لقياس درجة الحرارة من احد الانواع التي تستعمل في زماننا لهذا الغرض ( بتنشومتر مربوط بثرموكبل يغمس نهايته في المعدن المصهورا أو بايرومتر اشعاعي وانواع اخرى ) .
ومن الواضع ان الأسطه رجب – شأنه في ذلك شأن خبراء السباكة الاوروبيين الذين عملوا في مجال صهر وصب المعادن سنوات طويلة – كان يعتمد على تجربته الشخصية وعينه المجردة في تخمين درجة حرارة المعدن المصهور او بعبارة اخرى ملاحظة التدرج اللوني للمعدن المصهور الذي يتغير لونه قليلا بتغير درجة الحرارة ولا يمكن لأحد ان يلاحظ هذا التغير البسيط الا من يمتاز بدقة الملاحظة الشديدة من بين خبراء التعدين وفي مجال الصهر والصب تحديدا .
ثم ان صنع انابيب المدافع او اية مسبوكة اخرى يحتاج الى نماذج خشبية او من مواد اخرى ملائمة لاعداد قوالب الصب , وبعد صب المسبوكة ينبغي بعد فترة اخراجها من قوالبها بكل عناية وقطع الزوائد واجراء عملية تنظيف لها , كل هذه المراحل تحتاج الى خبرات فنية ومهارات عملية , ومن المؤكد ان الأسطه رجب قد تغلب على هذه المشاكل ونجح في صنع مدافع جيدة بأيدي الصناع الكورد الماهرين , كما نجح في صنع طلقات المدافع وعربات حملها ونقلها , واصبحت لأمارة سوران قوة مدفعية لها شكيمتها في منطقة الشرق الاوسط .
مكانة اهل المعرفة والخبرة في إمارة سوران
كيف تلقى الامير المنصور محمد باشا نجاح صنع اول مدفع في معمل رواندوز ؟ جاء في كتاب ( مليخا ) :
(( في عام 1233ﮪ حين تم صب اول مدفع في معمل رواندوز بنجاح واصبح جاهزا للاستخدام بشر الاسطه رجب الامير بانجاز المهمة فارسل اليه الامير فورا ، الف ريال ذهبي ، كما ارسل لكل واحد من صناعه مائة ريال ، كذالك انعم على الاسطه رجب بعمامة من نسيج الترمة و فروة من جلد السمور و جواد جيد ودعاه الي الحضور ، ولم يتريث حتى يصل فسار ماشيا لاستقباله و مشى امام فرسه حتى أوصله الى سراي الحكومة و ابدى له شكره و امتنانه و قدره احسن تقدير ( 6 )
تأملوا هذا المشهد الرائع : الأمير المنصور محمد ثاشا الرواندوزي بكل قدره و جلاله و جبروته والذي أدخل الرعب في قلوب حكام الاميراطوريتين العثمانية و الفارسية و آثار مخاوف انجلترا و روسيا ناهيك عن الأمراء المحليين ، هذا الأمير لايستطيع ان يتريث و لايطيق صبرا من شدة تلهفه للقاء الصانع العبقري الأسطه رجب ، و سعادته الغامرة بهذا الانجاز الصناعي الهام ، فيغادر مقره و يسرع لأستقباله و عندما يلتقيان يرحب الامير بمقدم الأسطه رجب و يسير أمام فرسه حتى يوصله الى سراي الحكومه و يعبر له عن بالغ شكره و جميل امتنانه على ما بذله من جهد خلاق و عمل دؤوب في سبيل نجاح المشروع . ان هذا الأستقبال الحار ، ان دل على شىء .. انما يدل على مدى ادراك الامير محمد لدور الصناعة الستراتيجية في تعزيز القدرات العسكرية و النفوذ السياسى للامارة الناهضة ، كما يثبت ان التخطيط العقلاني و حسن استثمار المواد المادية و الطاقات البشرية يحققان المعجزات اذا توفرت الارادة الصادقة و الأدارة الكفؤة التي تقوم على العمل المنظم و الدؤوب لأهل المعرفة و الخبرة . و بفضل الأستيعاب العميق و الادراك الصحيح لحقائق الحياة و أسس التقدم و التطور من قبل الامير محمد ، اصبحت رواندوز مصدر اشعاع حضاري في تلك الفترة المظلمة من تاريخ الشرق الاوسط كما اصبحت انجازات امارة سوران في شتى ميادين البناء و التشييد و الاعمار والصناعة مبعث فخر و اعتزاز لدى الكورد و صفحة مشرقة من تاريخهم الحضاري ، واذا كانت الظروف الاقليمية والدولية و تظافر عوامل عديدة اخري – لسنا الان بصددها – قد أسهمت في اجهاض هذا المشروع النهضوي الذي حمل الامير محمد ثاشا لوائه فان التجربة الرائدة التي خاضتها إمارة سوران بقيادته الواعية و الشجاعة ، تجربة بالغة الاهمية و لم تفقد قيمتها المعنوية و العملية و اهميتها الحضارية بالنسبة الى شعبنا الكوردي حتى يومنا هذا لان هذه التجربة زاخرة بالدروس و العبر ، لعل في مقدمتها ، ان قضية التقدم و تحديث المجتمع الكوردستاني ، سوف تظل قضية الكورد الرئيسية ، ولاشك في ان هذه القضية لاتنفصل عن قضية التحرر بل هي متداخلة معها ، ولقد ادرك الامير محمد ثاشا بفطرته و تجربته و ذكائه هذه الحقيقة في وقت مبكر ، فما أحرانا اليوم ان ندركها نحن الذين نعيش في عصر انعتاق الشعوب و تحررها و عصر العلم و التكنولوجيا .
المصادر و الهوامش : -
1- زبير بلال اسماعيل ، إِمارة سوران و ثائق جديدة في نهوضها و سقوطها – مجلة زاغروس ، العدد -
( 15 ) ، شباط 1998 ، ص 20 .
2 - زبير بلال اسماعيل ، تاريخ اربيل ، مطبعة الثقافة اربيل 1998 ، ص178 .-
3 - حسين حزني المكرياني ، موجز تأريخ امراء سوران نقله الى العربية محمد الملاعبداكريم ، مطبعة سلمان الاعظمي ، بغداد ، بلا تاريخ ص 26 .-
4 - جليلى جليل – اكراد الامثراطوية العثمانية في النصف الاول من القرن التاسع عشر ( باللغة الروسية ) ، دار العلم – موسكو ، 1973 ، ص 114 .-
5 - حسين حزني المكريانى ، مرجع سابق ، ص37 -
6- نفس المصدر السابق ص 44.-[1]