#سرور ميرزا#
العراق بلد متعدد القوميات والأديان والطوائف والمذاهب والعشائر وسائر البنى التقليدية والأهلية، بعضها أصيل تعود إلى ما عاشته حضارة وادي الرافدين منذ نشوء حضارات وأمم على أرضها، بما يقارب السبعة الاف عام، وأخرى مستوطنة، وفدت من مناطق مختلفة مجاورة وبعيدة، وخلال حقب زمنية طويلة، وفي العراق فيه التنوع الديني والمذهبي والعرقي كأحد أبرز المظاهر التي يتصف بها مجتمعه، فمعظم المكونات الحضارية للعصور القديمة والوسطى تجد لها مرتسمات واقعية وما زالت حية على الأرض وفي حياة العراقيين، فيه المسيحية مثلما هي فيه الإسلام، والأحياء اليهودية ما زالت بمسمياتها في المدن الكبرى، والكنائس المسيحية على تنوعها موجودة على الأرض العراقية، تماما مثلما هو الإسلام على تعدد طوائفه ومذاهبه، والمكونات الإثنية عديدة أيضاً: العرب والكرد والتركمان والسريان والآشوريين والأرمن والصابئة والايزيديين . . .، وتنوع الأفكار والاتجاهات السياسية المعاصرة أكثر من أن تحصى، الكيان العراقي بقي يمثل مجتمعا عريقا، وانه مجتمع يعتبر واحدا من المجتمعات التعددية، فقد تميز بالتعدد القومي والتنوع المذهبي والديني، ولعل ماضفى الى هذا التعدد وذلك النوع والمزيد من التمايز هو توزيع الجماعات القومية والدينية والمذهبية الرئيسية توزيعا جغرافيا على اساس كثافة وجودها في المنطقة، وهو توزيع انتجته ظروف تأريخية في اوقات مختلفة.
هناك الكثير من الأبداعات التي امتلكها العراق في مراحل الاسلام بما فيها المرحلة الاموية والعباسية، لم يبدعوا فقط في صنع المذاهب، بل ابدعو في صناعة الجزء الاكبر من الحضارة العربية الاسلامية الذين منحو اللغة العربية خطها وتنقيطها وحركاتها ونحوها، من خلال مدرستي الكوفة والبصرة، وأول من يحدثنا من القدماء محمد بن سلام الجمحي ( 139-231ﮪ) الذي قال : وكان لأهل البصرة في العربية قدامة وبالنحو ولغات العرب والغريب عناية ، البصرة كانت منذ البداية مقراً لسكن بعض الصحابة، ومنهم: أنس بن مالك، المتوفى سنة 93ﮪ ، وجمع من علماء التابعين، منهم: جامع المعلومات المختلفة: الحسن البصري، المتوفى سنة 110ﮪ ، وتلميذه واصل بن عطاء، المتوفى سنة 131ﮪ، مؤسس فرقة المعتزلة ورئيسها، وبدأت البحوث الكلامية والعقلية والعقائدية في الإسلام من البصرة، ثم وجدت طريقها إلى نقاط أخرى، مضافاً إلى ذلك فإن البصرة تعد أول مركز للغة العربية وآدابها بعد الإسلام، وكان فيها مكان يدعىالمربد، وهو ملتقى الشعراء والخطباء مثله في ذلك في الإسلام مثل سوق عكاظ في العصر الجاهلي
وظهر علم النحو في البصرة والكوفة على يد أبي الأسود الدؤلي مؤسس علم العربية، المتوفى سنة 69ﮪ ، فكانت المنافسة قائمة بين البصرة والكوفة في المسائل النحوية والصرفية، إذ كان لكل مدرسته الخاصة به.
المذهب الفقهي اصطلاح ظهر خلال القرن الرابع الهجري، بعد تميز المذاهب الفقهية الإسلامية، وهو عند الفقهاء الاتجاه الفقهي في فهم أحكام الشريعة والطريقة التي ينهجها المجتهد أو عدد من المجتهدين في الاستنباط، وكيفية الاستدلال، والفروع التي تضاف في ضوء أصول المذهب.
لا يمكن التطرق عن المذاهب من دون معرفة فصول التاريخ المذهبي المتجذر في العراق، يأتي تقديم المذهب الشيعي على المذاهب الاسلمية من الناحية الزمنية سوى انه المذهب السياسي والاجتماعي والفقهي الذي ولد سياسيا اثناء الخلافة الاسلامية حول الامامة، يصعب معرفة مؤسس لهذا المذهب على وجه التحديد، لأنه بدأ حركة ظهرت بوادرها بين المسلمين اثناء الخلافة الاسلامية، ثم تبلورت أكثر عند الالتفاف حول الإمام علي ابن ابي طالب، والحسين بن علي عليهما السلام وبعد مقتله، ولعب الإمام جعفر الصادق عليه السلام دوراً كبيراً في بلورتها كمذهب فكري وفقهي، أنقسمت الشيعة في تاريخها إلى عشرات الفرق، ظهر منها الإسماعليون، والعلويون النصيريون والإمامية، وهو المذهب الشيعي الرئيسي.
ظهرت المذاهب الفقهية الكبرى في عصر الدولة العباسية.
الكوفة: وهي ذات التاريخ العريق، قامت في منطقة تتلاقى فيها الحضارات والثقافات المتعددة، اضطلعت منذ تمصيرها سنة سبع عشرة للهجرة بدور خطير في صياغة أحداث التاريخ الإسلامي، حيث كانت في أغلب الأحيان مركز تلك الأحداث، كما ساهمت في إنتاج وبلورة المذاهب الفكرية والعلمية للمسلمين وعلى أصعدة مختلفة، وقد سمّي الدور الأول بالدور السياسي، فيما سمّي الدور الثاني بالدور الفكري، فالعقلية الكوفية عقلية متحضرة، فهي اذن مزرعة خصبة للرأي، ظهرت المذاهب الفقهية الكبرى في عصر الدولة العباسية، ففيها ولدت ونشأت المذاهب الفقهية، والتيارات العقائدية، والاتجاهات التفسيرية، وعلوم القرآن.
هذه المذاهب التي تبيّن كيف تبادل المؤسّسون للمذاهب الاعتقاديّة والفقهيّة، خبراتهم طوال الوقت، وكيف أنهم قد تتلمذوا على يد بعضهم البعض:
المذهب الحنفي، نسبة إلى الإمام أبي حنيفة النعمان ( 80 – 150 هجرية )، نشأ المذهب الحنفي في الكوفة ونما في بغداد، واتسع بمؤازرة الدولة العباسية له، المذهب المالكي نسبة الى الإمام مالك ( 93 – 179 هجرية )، انتشر المذهب المالكي أكثر ما انتشر في شمال إفريقية ومصر والأندلس، وقام علماء كثيرون بنشره في العراق وبلاد خراسان.
المذهب الشافعي نسبة إلى الإمام محمد بن إدريس المطلبي الشافعي، (150 – 204 هجرية)، تعلم في بغداد فقه “أبي حنيفة” قبل رحيله واستقراره قي مصر، جاء مذهبه وسطاً بين مذهب ” أبي حنيفة” المتوسع في الرأي، ومذهب “مالك بن أنس ” المعتمد على الحديث، المذهب الحنبلي نسبة الى الإمام أحمد بن حنبل ( 164 – 241 هجرية )، انتشر في عدد كبير من البلاد من أهمها بلاد الشام، ونجد في الجزيرة العربية.
اذا فالعراق يعتبر واحة للأديان والمذاهب ومنشأ للعديد منها لا علاقة لها بالتمييز بين الاديان، أبرز الأديان والمذاهب الحية في العراق، وهي: المسلمون (شيعة وسنة)، والصوفية وأهل التكايا والزوايا، الصابئة، اليهود، المسيحيون، الايزيدين، وبقايا من الزرادشتية والديانة الشمسية، لو تأملنا كتب التأريخ لنجد تجليات رقي المجتمع العراقي، اعراق وقوميات وتنوع ثقافي، فبغداد كانت ملتقى الحضارات، بغداد قطعة من الروح والفداء والبهاء، بهاء التاريخ كل شيء يوحي بان تاريخ مشرق ترك بصمته في هذا المكان ، وقدم اليها من فجاج الارض واتخذوا بغداد مقاما لهم، وان العراقيين، هم الذين جعلوا من عاصمة بلادهم بغداد عاصمة للحضارة العربية الاسلامية في جميع مجالات المعرفة والثقافة، واتسم بأن ابنائه عاشوا في الفة ووئام ومظاهر التعصب الديني غير موجودة فيه وهناك تسامح في معاملة اليهود والمسيحيين والذين كانوا يتمتعون بحصانة متكاملة، التي تعايش أصحابها ومؤسّسوها مع بعضهم البعض في أجواءٍ وديّة وتسامحيّة إلى أبعد حد، هناك الكثير من النماذج التي تبيّن كيف تبادل المؤسّسون للمذاهب الاعتقاديّة والفقهيّة، خبراتهم طوال الوقت، وكيف أنهم قد تتلمذوا على يد بعضهم البعض، بعد ان كتبنا عن الصابئة المندائيين والمسيحيين والايزيدية في مقالات سابقة، ومع تنوع الافكار وغنى الثقافات والاراء، فقد برزت فرق عديدة منشأها الاسلام اثناء الفترة العباسية والعثمانية استوردت او انشات في العراق، اقترح بعض الاصدقاء ان الامر يستدعي ان نكتب عن الكاكائية والشيك والبهائية.
الكاكائية: هي بالأصل فرقة، انتشرت شمال العراق، بشكل عام في سهل نينوى، أي المنطقة الممتدة بين شمال العراق ومركز محافظة نينوى (الموصل)، يقول الكاكائيون إن ديانتهم ظهرت قبل أكثر من 5000 عام، وبحسب المصادر التاريخية، فإنّ جذور هذه الديانة تمتد إلى الديانة اليزدانية أو المثرائية، التي ظهرت بين الشعوب الهندو-أوروبية، وعن طريقهم انتشرت في غرب آسيا ومنها إلى شمال العراق،
ويفسر الأب الكرملي (ت 1948م) الكاكائية، كمصطلح وكيان، لفظة كاكائي ليست أسم قبيلة، أو أمّة، أو قوم، أو بلد، إنما هي لفظة كردية الأصل، معناها الأخ، فقالوا في واحدها العائد إلى هذه الجمعية السرية: (كاكا) على الطريقة الآرامية العراقية، ومنهم من يلفظها (كاكائي)، مفرداً وجمعاً.
فانظر كيف جمعوا في لفظة واحدة الكردية والآرامية، وهم يريدون بذلك الأخ في المذهب، وتذكر بعض المصادر التاريخية العراقية أن أصل الشبك يعود إلى قبيلة الشبك الكردية، بدأت تنظيما اجتماعيا عفويا قائما على الشباب والفروسية، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع المتطرف الى حد العلي الالاهية والمسيحية والفارسية، وهى ليست دينا أو مذهبا خاصا، ولكنها خليط من الأديان والمذاهب، وفي رأي آخر، ورد في تقرير الاستخبارات البريطانية ، أن الكاكائية بالأصل طريقة صوفية، (دروشة)، سواء من ناحية التنظيم أو المنشأ التاريخي، أسّسها فخر العاشقين سلطان إسحاق البرزنجي، المولود عام 671 للهجرة،
وينقل عباس العزاوي، عن كاكائيين شفاهة، أنهم عدّوا إسحاق أول ظهور بعد علي بن أبي طالب، بمعنى أنه المؤسس للكاكائية ومرقد إسحاق لازال مزاراً كاكائياً في جبل هاورامان، ويصف مينورسكي مكان قمم وصخور وعرة، وتعتبر هذه البقعة من الأماكن الرائعة الجميلة، وقيل ان أحد رؤساء الكاكائية المؤسسين كان من السادة البرزنجية في أنحاء السليمانية، فبنى تكية في قرية برزنجة، وضعت لسقفها العمد، ولكنها قصرت عن جدار البناء، فقال لأخيه: مدها أيها الأخ، كاكا، ومن ثم مدّها فطال الخشب كرامةً، وصاروا يدعون بالكاكائية لهذه الحادثة.
وقال الكرملي، مستنتجاً من شهادة كاكائي صبأ عن ملته، تعرف عليه في العام 1896م ببغداد، يدعى بسعو بن جمو، أن الكاكائية: طائفة خفية المعتقد والمذهب، مبثوثة في كركوك وأنحائها، ولهذا لم يذكر وجودهم أحد من الكتبة والمؤرخين، لأنهم يخفون رأيهم الديني على كل إنسان، وخلاف ما ذكر الكرملي من أن الكاكائيين اختاروا النصرانية على كل دين سواه أكد عباس العزاوي، أثناء تجواله بالمنطقة، إسلامية عقائد الكاكائية، مع وجود الغلو فيها، على حد زعمه، المتصل بالحسين بن منصور الحلاج (ت 309ﮪ)،
وأنهم يحرمون الخمر، ويحترمون يومي الاثنين والجمعة، ويقرؤون الأدعية الخاصة فيهما، ويقرون الطلاق، ولكن برضا الرجل والمرأة، فهو عندهم كعقد الزواج، لا يجوز إلاّ برضاء الاثنين، لكنهم لا يبيحون تعدد الزوجات، وأن لا يتزوج الشيخ ابنة مريده، ولا يتزوج المريد ابنة شيخه المزار، أثناء رحلته العام 1914م، بقوله: استطعت أن أزور قبلة مقدسة للعلي إلهيين، قرية بيرديور في هاورامان.
للمرأة مكانة متميزة في الديانة الكاكائية، وتتمتع بحقوق كبيرة قياسا للمجتمعات المحيطة، والتي هي ريفية محافظة بطبيعتها،
اما مزاراتهم التي اشترك فيها أغلب العلي إلهيين بما فيهم (أهل الحق) فهي: (مزار سلطان إسحاق) في جبل هاورامان، (ومزار سيد إبراهيم) بين مقبرة الشيخ عمر والباب الأوسط ببغداد، و(دكان داوود) وصاحب المزار المذكور خليفة السلطان إسحاق يقع بين سربيل وباي طاق، في كهف جبل. و(مزار زين عابدين) في داقوق، و(مزار أحمد) بكركوك، بمحلة المصلّى، و(مزار عمر مندان) بكفري، وهو غير عمر مندان الواقع في طريق كركوك – أربيل،
يؤدي الكاكائية عبادتهم بلغتهم الأم وفي أماكن العبادة التي يسمونها سيمهان، باستخدام الآلات الموسيقية ويؤدون عبادتهم معاً من دون تمييز بين النساء والرجال،
وإحدى السمات الخارجية الأكثر وضوحاً هي الشوارب الكثة التي يتركها الرجال، حيث يطلقون شواربهم، ويحرمون حلاقتها أو تشذيبها، إذ يعتقد البعض منهم أنهم يتوارثونها من الإمام علي نفسه.
الشبك: اختلف الباحثون والكتاب في أصل الشبك المجموعة العرقية التي تقطن في القرى المتناثرة في سهل نينوى، شرق مدينة الموصل بالعراق، اختلفت وجهات النظر بين من يعتبرهم من الكرد، وبين من يعتبرهم تركمانا، وبين من اعتبرهم خليطاً متشابكاً، وبين من عدهم عرباً، وبين من اعتبرهم عشيرة واحدة، تسكن بيوت مرصوفة من الحجر المبني بالطين غير منتظمة، قوم إمتهنوا الزراعة والرعي وتربية الحيوانات لأسباب عديدة، منها أنهم كانوا لايستطيعون مواصلة التعليم لبعد المدارس عن قرآهم ولإفتقارهم لمدارس في هذه القرى التي يقيمون فيها، ولم يتح للعديد منهم إكمال ومواصلة التعليم العالي إلا في الفترة الأخيرة، قرى بدائية تتوزع بيوتها بشكل غير منتظم ، يسكنها أناس يطلق عليهم اسم الشبك، تدل بيوتهم وقرآهم على امتهانﮪم الزراعة ورعي الحيوانات وتربيتها.
والكلمة لاتعني الحط من قيمتهم ولا الإشارة بقصد الإساءة لهم، بقدر ماتعني واقع اجتماعي ومذهبي وعشائري نجد من الضروري الإشارة إليه بشكل واضح ومفتوح، لاستعراض أصل الكلمة وحقيقة هذا المجتمع، ومناقشة التقولات التي كتبت عنهم وحقيقة ارتباطهم بالطرق الصوفية وانتسابهم القومي، واعتقادهم الديني والمذهبي،
تعني كلمة الشبك: ان شبك الشيء يشبكه شبكاً أي خلطه وأنشب بعضه في بعض ، وشبكت الأمور أختلطت وتداخلت وألتبست ، وشبك الشيء بمعنى شبكه.
ذكر المؤرخ العراقي عباس العزاوي في الجزء الثالث من تاريخ العراق بين احتلالين أن الترك وجدوا في العراق قبل أمد طويل من المغول،
ودامت علاقاتهم خلال القرون، لكنهم كانوا قلة حتى في أيام تسلطهم . وتكاثر عددهم شيئاً ما في عهد المغول. ومال إلي العراق أقوام وقبائل عديدة، لكنهم ذابوا في المدن على مر الزمن أو سكنوا قرى خاصة بهم أو مختلطة معغيرهم، وذكر العزاوي عن القبائل التركمانية فقال إن من لأقدمها البيات، وهم يقطنون لواء كركوك ووجدوا في أنحاء واسط ثم مال قسم كبير منهم إلي المدن واختلطت بهم عشائر عربية.
فيما يؤكد الكاتب كامل مصطفى الشيبي أن الشبك يتكونون من العشائرالتركمانية وأنهم قد ينحدرون من البكتاشية، الذين أصبحوا من أتباع الطريقة الصفوية تحت قيادة حيدر ابن جنيد. عند بداية ظهور المذهب الصفوي، حيث أمر مؤسس المذهب حيدرابن جنيد (من تركمان اذربيجان) أتباعه بان يلبسوا عمامة مخروطية ملفوفة بقماش أحمرذو 12 طبقة على عدد الأئمة الاثنى عشر، مما أدى إلي تسميتهم بالمصطلح التركي (قزلباش).
ويقول الباحث الدكتور رشيد الخيون في كتابه ( الأديان والمذاهب بالعراق)عن الشبك:
تمتاز المنطقة الممتدة حول الموصل وكركوك بتنوع عرقي ومذهبي، ففيها العرب والأكراد والكلدانيون والآشوريون والسريان واليزيديون واليهود والمذاهب الإسلامية والصوفية وأهل التكايا والزوايا وبقايا من الزرادشتية والديانة الشمسية، وقد أدى هذا التجاور والاختلاط إلي نشوء فرق ومذاهب تمتزج فيها كل المؤثرات الدينية والعرقية، وينسب الشبكيون إلي قبيلة الشبك الكردية، وقد كانت الدولة تعتبرهم من اليزيديين والصحيح أنهم ليسوا كذلك، وينسبون إلي القزلباش والتركمان والمرجح أنهم من الأكراد لغة ونسبا، وبعضهم سنة شافعيون، وبعضهم شيعة اثنا عشريون، وربما كان سلوكهم السري في وسط سني هو مدعاة للظن بأنهم من غلاة الشيعة الباطنيين، وقد تأثرت الكتابات حولهم في ذلك بمراجع ثلاث تسرعت في وصفهم بالباطنية وعدتهم من الأديان والمذاهب غير الإسلامية، وقد بلغ عددهم عام 1977 حوالي 80 ألف نسمة، واعتبروا في الإحصاء الرسمي لذلك العام من العرب.
يقول احمد شوكت في كتابه الشبك الكورد المنسيون:
الشبك هم بناة الموصل القدماء، وربما كانوا اول من بنى هذه المدينة الكوردية وسموها قديما قلعة ” نوادشيرون نسبة الى القائد الذي بناه مضيفا ان الشبك جيل من الناس، كوردي العنصر، مبثوثون في قرى ولاية الموصل، وهم بقايا الماديين الذين استولوا على الامبراطورية الاشورية
اما الدكتور ميشيل ليزيرك الأستاذ المتمرس في قسم الفلسفة بجامعة أمستردام بهولندا فقد قدم بحثاً في الدراسات السكانية تناول فيه هذه المجموعة العرقية وترجمه مشكوراًالدكتور إسماعيل سلطان وقد ورد فيه أن الشبك ظاهرة سكانية متميزة في شمال العراق ظهرت بوضوح في القرن السادس عشرالميلادي على خلفية التنافس العثماني الصفوي في المنطقة، وأن الابﮪام والغموض يطغي على أصل هذه المجموعة، ويعزو سبب الغموض نشوئهم خارج المراكز الرئيسية للعالم الأسلامي.
اما القاضي زهير كاظم عبود فيقول:
جاءت التسمية بالشبك من شبك الشيء يشبكه شبكا اي خلطه وانشب بعضه في بعض وذلك لان الشبك خليط من القوميات ولكنهم يشكلون الشبك ويضيف :يحاول البعض ان ينسب تسميتهم على الارجح الى كلمة شبانكاره حيث تحولت بمرور الزمن الى الشبك، فضلا عن وجودهم قبل العهد الصفوي ويستند الى بحث الدكتور ميشيل ليزيك الاستاذ المتمرس في قسم الفلسفة بجامعة امستردام في هولندا والمترجم من قبل الدكتور اسماعيل سلطان، فيصف الشبك ب اهل قيم وكرم ونخوة وشهامة وعزة نفس وقد تحملوا الصعاب دون شكوى الا لله، وهم قوم صادقين في معاملاتهم وعلاقاتهم الانسانية ويضيف: وقد تجولت في قراهم فلم المس سوى الطيب والبساطة حتى في طبيعة حياتهم التي يعيشونها.
من خلال الاراء العديدة التي تكلم عنها الباحثون نستنتج ان أن الشبك، في الوقت الحالي، هم ليسوا جميعا من عرق واحد بل هم نتاج تفاعل مجموعات بشرية متكونة من عدة أعراق تحت تأثير العديد من المعطيات والعوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية وعبر فترات زمنية طويلة وموغلة في القدم، أوجدت مجموعة بشرية جديدة وجعلتها تتميز عن المجموعات البشرية الأخرى والأعراق المكونة لها، سواء التي كانت متواجدة أو وجدت بعد ذلك، في منطقة سهل نينوى.
https://www.youtube.com/watch?app=desktop&v=JLvEbepuNY8
ان لغة الشبك هي لهجة ماجو، وهي لهجة من اللهجات، التي تنتمي الى مجموعة اللغات الهندو- اوربية وتتضمن لهجة ماجو كل من اللرية الاصلية، البختيارية، المامسانية، الكوهلكورية اللكلية، الكلهرية، الكورانية الاصلية، الهورامانية، الشبكية والباجلانية، مع بعض الاستثناءات بسبب الاحتكاك باللهجات الاخرى او الاحتكاك بالعرب والتركمان وغيرهم.
النسبة إلى عقيدة الشبك الدينية، فإنها لم تسلم، بدورها، من التشويه والتشكيك والطعن حتى في انتماءهم الى الفرق الاسلامية، ذهب البعض الى اعتبارهم من فرق الغلاة والخارجين عن الاسلام بل عدهم البعض من اتباع ديانة خاصة ولهم كتابهم المقدس وممارساتهم وطقوسهم الخاصة بهم، لأغراض طائفية وتفرقة عنصرية إرضاءَ لأهداف سياسية أو مآرب شخصية، لكن الرأي الراجح والحقيقة إن جميع الشبك هم مسلمون، وهم يتوزعون بين المذهب السني الشافعي والمذهب الجعفري الاثنى عشري، يقول رشيد الخيون يهتم الشيعة بمناسبة عاشوراء ويلبسون السواد، ويزرون العتبات المقدسة بالنجف وكربلاء والكاظمية وسامراء.
ان العادات والتقاليد، في منطقة سهل نينوى متشابه ومتداخل الى حد كبير، ولعل هذا هو السبب الذي دفع بعض الكتاب الى الاعتقاد بان الشبك هم حلقة الوصل بين الأتراك والعرب او بين الايزيدية والإسلام، أو بين المسيحية والاسلام، فعلى سبيل المثال هناك شبه كبير في مراسيم الزواج لدى الشبك بمراسيم الزواج التركي من تهيئة دار الزوجية واقامة الوليمة والاعداد للزفاف وموكب العرس، ، فالموسيقى الشبكية المحببة هي الطبل والزورنا خاصة في مناسبات الافراح، والزي النسائي الشبكي يشبه الزي الفلكلوري المسيحي المزركش الطويل، كما ان مجالس الشبك تشبه، نوعا ما مجالس العرب، في تقديم القهوة العربية ومنبرا للاحاديث الدينية والادبية وسرد الحكايات القصص، والتعليم وتحفيظ القران كان من مهمة الملالي كما في سائر المنطقة وغالبية الكتب المتداولة كانت باللغة التركية نظرا لطغيان الثقافة التركية في المنطقة ابان الحكم العثماني ولم تكن هناك مدارس في قرى الشبك الا في منتصف القرن الماضي، اما بالنسبة للمرأة الشبكية فقد اخذت دورها في الحياة الاجتماعية بشكل ملفت للنظر، مقارنة بالاقوام الاخرى من حيث مشاركتها للرجل في الحياة الاقتصادية والدينية الى جانب الرجل نظرا لتاثر المجتمع الشبكي بالفكر الصوفي البكتاشي.
البهائية: عقيدة انبثقت كفرع من الشيخية او الكشفية المنشطرة عن الشيعة الامامية، على يد مؤسسها ميرزا حسين علي النوري حسين علي الفارسي المازندراني، هي ديانة حديثة نسبيًا مقارنة بباقي الديانات، ديانة ظهرت في إيران عام 1844، عنما أعلن تاجر شاب اسمه سيد علي بن محمد رضا الشيرازي، من مدينة شيراز، بأنه صاحب رسالة إلهية مقدَّر لها أن تحوِل الحياة الروحية للجنس البشري، وتحييها من جديد، فاتَّخذ لنفسه لقب «الباب»، لأن مجيئه بحسب رأيه ليس إلا مدخلا تعبره الإنسانيّة نحو ذلك الظهور الإلهي أي ظهور «صاحب الزمان»، وأن ظهوره الوشيك، يكون أعظم شأنًا من حضرة «الباب» نفسه. من هنا فإن طريق هذه الديانة الجديدة، التي خرجت من رحم الإسلام الشيعي في فارس، واشتهرت بالتسمية «البهائية»، نسبة إلى هذا «الرسول الموْحى إليه» ويدعى «بهاء الله»، قد افترقت عن الإسلام الذي يؤمن بما نصَّ عليه القرآن الكريم: أن الرسول محمد هو خاتَم الأنبياء والمرسلين لذا، اعتبرت فرقة خارجة على الإسلام، وعليه، تعرض «الباب» وأتباعه إلى الاضطهاد والملاحقة، وفي التاسع من تموز 1850، أُعدِم رميًا بالرصاص في مدينة تبريز، وفي فترة يسيرة أُعدم الكثيرين من أتباعه.
كان «الباب» قد أطلق دعوة الإصلاح الخُلقي والروحاني في المجتمع الفارسي، ورفع المستوى الاجتماعي للمرأة وتحسين أوضاع الفقراء والمعوزين، فكثر أتباعه، ولما قُتل الشيرازي زعم تلميذه حسين علي الميرزا بزرك والملقب بالبهاء بأنه خليفة الباب، سنة 1848، لقب «البهاء» وأصبح يُعرف ب«بهاء الله». وفي عام 1863، أعلن عن نفسه بأنه الرسول الثاني الذي أشار إليه «الباب»، وكان من بين ثمانية عشر تابعًا آمنوا بدعوة «الباب»، لذا، عرفوا بحروف حي.
استمرت حكومة الأسرة القاجارية في فارس في ملاحقة أتباع «الباب» واضطهادهم، فسجنت بهاء الله الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للديانة البهائية، ثم نفته وعائلته إلى بغداد، وبغداد تعد إحدى المنطلقات الرئيسية لها، ففيها قضى مؤسسها بهاء الله 10 سنوات، وأسماها «مدينة الله»، وتعرف بهذا الاسم لدى البهائيبن حتى اليوم، ومنها أعلن دعوته عام 1863م أثناء بداية الصيف في حديقة الرضوان على ضفاف نهر دجلة في جانب الرصافة «مستشفى مدينة الطب حاليا»، وقتها نصب حضرة بهاء الله خيمته هناك لمدة 12 يوم، وحضرت بقوة في احداث تلك الفترة وصار لها اتباع .
نقلته السلطات العثمانية إلى استانبول، ثم أدرنة، ثم انتهى به المطاف عام 1868، بعد ست سنوات من التنقل في المنفى، إلى عكا لتصبح منفاه الأخير، سجن بهاء الله في قلعة عكا، وبعد أن أطلق سراحه عام 1877، أقام في «المزرعة»، شمال شرق عكا، وبعد أن أمضى سنتين في المزرعة انتقل ليستقر في قصر يدعى «البهجة» استأجره من صاحبه عودة خمّار، شمال عكا، حيث مكث فيه حتى وفاته عام 1892. فتولى ابنه عباس أفندي الملقب ب«عبد البهاء»، ليخلفه في زعامة البهائيين حسب وصية والده. وقد عيّنه، في الوقت نفسه، المفسر الوحيد لتعاليمه، عمل عبد البهاء منذ وفاة والده على نشر التعاليم البهائية في أنحاء العالم، تجول عباس افندي ، الذى تولى أمر البهائية عام 1892م فى أوروبا وأمريكا، واستضافته الكنيسة الإنجيلية والمحافل الماسونية والبيع اليهودية، وشكل محافل بهائية فى جميع أنحاء أوروبا بمساعدة اليهود والمستعمرين، وبنى علاقات مع جمعية (تركيا الفتاة)، التى تدعو إلى القومية الطورانية، وعزلت فيما بعد السلطان عبد الحميد، وتوفي عام 1921.
عباس افندي استقبل بنفسه الجنرال اللنبى بعد سقوط فلسطين بحفاوة بالغة وحصل منه على وسام فارس الإمبراطورية البريطانية، كما حضر عباس معظم المؤتمرات اليهودية، كما أعلن فى أكثر من محفل تأييده لحق اليهود التاريخى والدينى المزعوم فى فلسطين، وعندما مات شيع جنازته الحاكم الإنجليزى لمدينة القدس، وتولى أمر البهائية من بعده ابن بنته شوقى أفندى ولقبه ولى الله، ونشطت حركته بعد قيام دولة إسرائيل، كما أنشأ بمساعدة الكيان اليهودى أهم مركز دينى بهائى فى العالم، وفى سنة 1968م عقد البهائيون مؤتمرهم فى فلسطين المحتلة
يعتبر البهائيون مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية مراكز روحية للبهائية التي يعتنقها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس، والأعراق، والثّقافات، والطّبقات، والخلفيّات الدّينيّة، تجعل منهم العقيدة البهائية جامعة عالميّة موحّدة.
بعد الاحتلال البريطاني للعراق كان اول اعتراف رسمي بالبهائية والطوائف غير المسلمة في العراق في بيان المحاكم رقم 6 الصادر في 28 / 12/ 1917، ومنذ ذلك التاريخ 1917 بدأت المحاكم المدنية (المواد الشخصية) بتصديق عقود الزواج للبهائيين التي يعقدها محفلهم الروحاني بموجب احكام الشريعة البهائية وتحتفظ المحاكم بنسخة من عقد الزواج الصادر من المحفل الروحاني للبهائيين في سجلاتها وذلك اسوة بالطوائف غير المسلمة الاخرى الموجودة في العراق، ثم جاء الدستور العراقي في سنة 1925، ليعزز هذا الاتجاه حيث اعترف صراحة بحرية الاديان والعقائد الدينية، فتأسّست الجامعة البهائيّة العراقيّة في العام 1931، كما تأسّس أوّل محفل مركزي لهم في عام 1936 في محلة السعدون مجالسهم الروحانية واتخذوا لهم مقرا رسميا وعلنياً في بغداد محلة الحيدر خانة يقيمون فيها شعائرهم الدينية وفعالياتهم الاجتماعية وكذلك يديرون فيه شؤؤونهم الادارية. ويسمى هذا المركز عند البهائيون ب حضيرة القدس، وفي سنة 1931، وبعد صدور قانون الجمعيات والنقابات قدم المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في العراق الى وزارة الداخلية وثيقة اسماها دستور الجامعة البهائية في القطر العراقي، وفي سنة 1952 تبرع احد البهائيين بقطعة ارض في بغداد الجديدة لتكون مقبرة للبهائيين في بغداد، واستحصل المحفل الروحاني الموافقات الاصولية من وزارة الصحة وامانة بغداد لانشاء المقبرة وعرفت بالروضة الابدية، ومنذ ذلك الحين يقوم البهائيون بدفن موتاهم بموجب الشريعة البهائية وبصورة رسمية وعلنية، وقد قامت الحكومة العراقيّة بتسجيل ديانتهم البهائيّة في التعداد السكاني لسنة 1957،لا توجد إحصائيات رسميّة لعددالبهائيّين في العراق.
ان اغلب الكتب الدينية البهائية كانت تستورد وبصورة رسمية من مصر ولبنان والهند ومن امريكا واوربا بالنسبة للغات الاجنبية، وكانت المجلات والدوريات البهائية الصادرة خارج العراق تصل بشكل منتظم بالبريد المسجل بالمحفل الروحاني المركزي للبهائيين في العراق.
وفي منتصف الستينات أصبحت الديانة البهائيّة محظورة رسمياً ومنع تسجيل انتمائهم البهائي في حقل الديانة في سجلات الأحوال المدنيّة مما دفعهم الى مغادرة العراق والانغلاق والتكتم على معتقدهم.
لقد جرّمت الدولة العراقية نشاطهم وحظرته بحسب القرار رقم (105) لسنة 1970، فضلاً عن القرار المرقم 358 في 24/7/1975 القاضي بتجميد نشاطهم وتجميد سجلات قيودهم، ما ترتبت بسببه آثار مادية كبيرة اضرت بهم، كما صدر القانون رقم 105 لسنة 1975 ليقرر ان البهائية لا تمثل دين او معتقد وليحرم بموجبه النشاط البهائي وتحل مؤسستهم وتصادر كتبهم والأموال والممتلكات
عام 1979 صدر قانون آخر عام 1979 عرف بقانون النشاط البهائي، حيث رفع هذا القانون العقوبة عن البهائيين من المؤبد الى الاعدام، ما دفع الكثير الى التواري عن الانظار، وانتقال قسم كبير منهم الى الإسلام، ولكن صبغة بهائي استمرت تلاحقهم.
https://www.youtube.com/watch?v=LzFHwsC1xJ0&t=4s
صنف الكثير من الكتاب بأن البهائية ديانة فتية، ديانة موحدة، كاليهودية، والمسيحية والإسلام، وتستند إلى الإيمان بثلاثة أنواع من الوحدة: وحدة الخالق، وحدة الديانات في أصلها ومنبعها وأهدافها؛ ووحدة الجنس البشري، وتفرض تعاليم البهائية الإيمان بوحدة الأديان، وبأنّ الأنبياء والمرسلين على مرّ العصور، مظاهر متتابعة لرسالة ربانية واحدة وانعكاس لخطّة يتابع الله كشفها وفقًا للغة ومفاهيم وحاجة كل عصر. لهذا يؤمن البهائيون بكلّ الأنبياء والمرسلين السابقين لبهاء الله، ويعتقدون أنّ مؤسس ديانتهم هو صاحب الرسالة الإلهية والمربي الروحي الخاص بأهل هذا الزمان.
إن مفهوم البعث عند البهائيين يختلف عن مفهومه لدى الديانات السماوية الثلاث، فالبعث عند البهائيين هو بعث روحي وليس ماديا.
يؤول البهائيون يوم القيامة بأنه ظهور البهاء، كما ينكرون الجنة والنار، كما يعتقدون أن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط، كما أنكروا حقيقة الملائكة والجن.
يعترفون بأن القرآن منزل من عند الله ثم يحاولون تأويل آية ختم النبوة بمحمد حتى يتسنى لهم الاعتراف بنبوة البهاء.
الكتاب الأقدس كتابهم المقدس الذين ادعوا أنه منزل على البهاء من عند الله، أكد كل علماء اللغة ركاكته وضعفه.
للبهائيين ثلاثة أنواع من الصلاة، هي الصلاة الكبرى وفيها ركوع وسجود وتلاوة آيات، وتقام مرة واحدة في اليوم، وفي الوقت الذي يناسب الشخص، والصلاة المتوسطة وهي أقصر من الكبرى وتقام ثلاث مرات في الصباح والظهر والليل، والثالثة هي الصلاة الصغرى وتقرأ فيها آية واحدة وهي للشخص المنشغل، والوضوء بماء الورد، وإن لم يجد، فالبسملة: بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات، وقبلتهم وحجهم نحو قبر البهاء إلى البهجة بعكا في جبل الكرمل بفلسطين، حيث مدفن البهاء هناك، ويبطلون الحج للكعبة، كما أنهم لا يجيزون الصلاة جماعة إلا فى صلاة الجنازة، وذلك بالرغم من أنهم يؤكدون حقيقة شرعة الإسلام.
حاول البهائيون أول الأمر أن يظهروا كفرقة إسلامية، ولكن بعد موقف الأزهر الشهير، الذى فند فيه زيف هذه الدعوة وببطلانها، وأصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فتوى فى شهر ديسمبر من عام 2003م، ووصفت الفتوى المذهب البهائى بأنه وأمثاله من نوعيات الأوبئة الفكرية الفتاكة التى يجب أن تجند الدولة كل إمكاناتها لمكافحته والقضاء عليه، ووصفت الفتوى الجديدة البهائية بأنها مذهب هدام.
الرقم 19 اهمية عند البهائيين، فالتقويم البهائي هو 19 شهرا في السنة، وعدد أيام الشهر 19 يوما، ليكون إجمالي أيام السنة هو 361 يوما، وهناك 4 أيام يحتفل بها البهائيون تكريماً واستعدادا لشهر الصوم عندهم، الذي يبدأ في يوم 2 مارس من كل عام لمدة 19 يوماً.
أن العلاقة بين أتباع الأديان والمذاهب والعقائد في العراق اتسمت بحالة من التسامح لفترات طويلة، بسبب التعددية الدينية والتداخل المهني والاجتماعي، وهو متعدد الآراء والاتجاهات السياسية والفكرية والثقافية المعاصرة وسائر بنى المجتمع المدني الحديث، الا انه كتب على العراق ومنذ اللحضة التي وطئت اقدام المحتل وتغلغل الايرانيين ارضه ان يعيش تنازعات مذهبية وطائفية وعرقية وحتى دينية، وشعب تشضى بالفوضى والقتل والتشريد، يصعب ايجاد الحلول لها بغياب الارادة الوطنية والعلمانية، ومن الله التوفيق.
العراق بلد متعدد القوميات والأديان والطوائف والمذاهب والعشائر وسائر البنى التقليدية والأهلية، بعضها أصيل تعود إلى ما عاشته حضارة وادي الرافدين منذ نشوء حضارات وأمم على أرضها، بما يقارب السبعة الاف عام، وأخرى مستوطنة، وفدت من مناطق مختلفة مجاورة وبعيدة، وخلال حقب زمنية طويلة، وفي العراق فيه التنوع الديني والمذهبي والعرقي كأحد أبرز المظاهر التي يتصف بها مجتمعه، فمعظم المكونات الحضارية للعصور القديمة والوسطى تجد لها مرتسمات واقعية وما زالت حية على الأرض وفي حياة العراقيين، فيه المسيحية مثلما هي فيه الإسلام، والأحياء اليهودية ما زالت بمسمياتها في المدن الكبرى، والكنائس المسيحية على تنوعها موجودة على الأرض العراقية، تماما مثلما هو الإسلام على تعدد طوائفه ومذاهبه، والمكونات الإثنية عديدة أيضاً: العرب والكرد والتركمان والسريان والآشوريين والأرمن والصابئة والايزيديين . . .، وتنوع الأفكار والاتجاهات السياسية المعاصرة أكثر من أن تحصى، الكيان العراقي بقي يمثل مجتمعا عريقا، وانه مجتمع يعتبر واحدا من المجتمعات التعددية، فقد تميز بالتعدد القومي والتنوع المذهبي والديني، ولعل ماضفى الى هذا التعدد وذلك النوع والمزيد من التمايز هو توزيع الجماعات القومية والدينية والمذهبية الرئيسية توزيعا جغرافيا على اساس كثافة وجودها في المنطقة، وهو توزيع انتجته ظروف تأريخية في اوقات مختلفة.
هناك الكثير من الأبداعات التي امتلكها العراق في مراحل الاسلام بما فيها المرحلة الاموية والعباسية، لم يبدعوا فقط في صنع المذاهب، بل ابدعو في صناعة الجزء الاكبر من الحضارة العربية الاسلامية الذين منحو اللغة العربية خطها وتنقيطها وحركاتها ونحوها، من خلال مدرستي الكوفة والبصرة، وأول من يحدثنا من القدماء محمد بن سلام الجمحي ( 139-231ﮪ) الذي قال : وكان لأهل البصرة في العربية قدامة وبالنحو ولغات العرب والغريب عناية ، البصرة كانت منذ البداية مقراً لسكن بعض الصحابة، ومنهم: أنس بن مالك، المتوفى سنة 93ﮪ ، وجمع من علماء التابعين، منهم: جامع المعلومات المختلفة: الحسن البصري، المتوفى سنة 110ﮪ ، وتلميذه واصل بن عطاء، المتوفى سنة 131ﮪ، مؤسس فرقة المعتزلة ورئيسها، وبدأت البحوث الكلامية والعقلية والعقائدية في الإسلام من البصرة، ثم وجدت طريقها إلى نقاط أخرى، مضافاً إلى ذلك فإن البصرة تعد أول مركز للغة العربية وآدابها بعد الإسلام، وكان فيها مكان يدعىالمربد، وهو ملتقى الشعراء والخطباء مثله في ذلك في الإسلام مثل سوق عكاظ في العصر الجاهلي
وظهر علم النحو في البصرة والكوفة على يد أبي الأسود الدؤلي مؤسس علم العربية، المتوفى سنة 69ﮪ ، فكانت المنافسة قائمة بين البصرة والكوفة في المسائل النحوية والصرفية، إذ كان لكل مدرسته الخاصة به.
المذهب الفقهي اصطلاح ظهر خلال القرن الرابع الهجري، بعد تميز المذاهب الفقهية الإسلامية، وهو عند الفقهاء الاتجاه الفقهي في فهم أحكام الشريعة والطريقة التي ينهجها المجتهد أو عدد من المجتهدين في الاستنباط، وكيفية الاستدلال، والفروع التي تضاف في ضوء أصول المذهب.
لا يمكن التطرق عن المذاهب من دون معرفة فصول التاريخ المذهبي المتجذر في العراق، يأتي تقديم المذهب الشيعي على المذاهب الاسلمية من الناحية الزمنية سوى انه المذهب السياسي والاجتماعي والفقهي الذي ولد سياسيا اثناء الخلافة الاسلامية حول الامامة، يصعب معرفة مؤسس لهذا المذهب على وجه التحديد، لأنه بدأ حركة ظهرت بوادرها بين المسلمين اثناء الخلافة الاسلامية، ثم تبلورت أكثر عند الالتفاف حول الإمام علي ابن ابي طالب، والحسين بن علي عليهما السلام وبعد مقتله، ولعب الإمام جعفر الصادق عليه السلام دوراً كبيراً في بلورتها كمذهب فكري وفقهي، أنقسمت الشيعة في تاريخها إلى عشرات الفرق، ظهر منها الإسماعليون، والعلويون النصيريون والإمامية، وهو المذهب الشيعي الرئيسي.
ظهرت المذاهب الفقهية الكبرى في عصر الدولة العباسية.
الكوفة: وهي ذات التاريخ العريق، قامت في منطقة تتلاقى فيها الحضارات والثقافات المتعددة، اضطلعت منذ تمصيرها سنة سبع عشرة للهجرة بدور خطير في صياغة أحداث التاريخ الإسلامي، حيث كانت في أغلب الأحيان مركز تلك الأحداث، كما ساهمت في إنتاج وبلورة المذاهب الفكرية والعلمية للمسلمين وعلى أصعدة مختلفة، وقد سمّي الدور الأول بالدور السياسي، فيما سمّي الدور الثاني بالدور الفكري، فالعقلية الكوفية عقلية متحضرة، فهي اذن مزرعة خصبة للرأي، ظهرت المذاهب الفقهية الكبرى في عصر الدولة العباسية، ففيها ولدت ونشأت المذاهب الفقهية، والتيارات العقائدية، والاتجاهات التفسيرية، وعلوم القرآن.
هذه المذاهب التي تبيّن كيف تبادل المؤسّسون للمذاهب الاعتقاديّة والفقهيّة، خبراتهم طوال الوقت، وكيف أنهم قد تتلمذوا على يد بعضهم البعض:
المذهب الحنفي، نسبة إلى الإمام أبي حنيفة النعمان ( 80 – 150 هجرية )، نشأ المذهب الحنفي في الكوفة ونما في بغداد، واتسع بمؤازرة الدولة العباسية له، المذهب المالكي نسبة الى الإمام مالك ( 93 – 179 هجرية )، انتشر المذهب المالكي أكثر ما انتشر في شمال إفريقية ومصر والأندلس، وقام علماء كثيرون بنشره في العراق وبلاد خراسان.
المذهب الشافعي نسبة إلى الإمام محمد بن إدريس المطلبي الشافعي، (150 – 204 هجرية)، تعلم في بغداد فقه “أبي حنيفة” قبل رحيله واستقراره قي مصر، جاء مذهبه وسطاً بين مذهب ” أبي حنيفة” المتوسع في الرأي، ومذهب “مالك بن أنس ” المعتمد على الحديث، المذهب الحنبلي نسبة الى الإمام أحمد بن حنبل ( 164 – 241 هجرية )، انتشر في عدد كبير من البلاد من أهمها بلاد الشام، ونجد في الجزيرة العربية.
اذا فالعراق يعتبر واحة للأديان والمذاهب ومنشأ للعديد منها لا علاقة لها بالتمييز بين الاديان، أبرز الأديان والمذاهب الحية في العراق، وهي: المسلمون (شيعة وسنة)، والصوفية وأهل التكايا والزوايا، الصابئة، اليهود، المسيحيون، الايزيدين، وبقايا من الزرادشتية والديانة الشمسية، لو تأملنا كتب التأريخ لنجد تجليات رقي المجتمع العراقي، اعراق وقوميات وتنوع ثقافي، فبغداد كانت ملتقى الحضارات، بغداد قطعة من الروح والفداء والبهاء، بهاء التاريخ كل شيء يوحي بان تاريخ مشرق ترك بصمته في هذا المكان ، وقدم اليها من فجاج الارض واتخذوا بغداد مقاما لهم، وان العراقيين، هم الذين جعلوا من عاصمة بلادهم بغداد عاصمة للحضارة العربية الاسلامية في جميع مجالات المعرفة والثقافة، واتسم بأن ابنائه عاشوا في الفة ووئام ومظاهر التعصب الديني غير موجودة فيه وهناك تسامح في معاملة اليهود والمسيحيين والذين كانوا يتمتعون بحصانة متكاملة، التي تعايش أصحابها ومؤسّسوها مع بعضهم البعض في أجواءٍ وديّة وتسامحيّة إلى أبعد حد، هناك الكثير من النماذج التي تبيّن كيف تبادل المؤسّسون للمذاهب الاعتقاديّة والفقهيّة، خبراتهم طوال الوقت، وكيف أنهم قد تتلمذوا على يد بعضهم البعض، بعد ان كتبنا عن الصابئة المندائيين والمسيحيين والايزيدية في مقالات سابقة، ومع تنوع الافكار وغنى الثقافات والاراء، فقد برزت فرق عديدة منشأها الاسلام اثناء الفترة العباسية والعثمانية استوردت او انشات في العراق، اقترح بعض الاصدقاء ان الامر يستدعي ان نكتب عن الكاكائية والشيك والبهائية.
الكاكائية: هي بالأصل فرقة، انتشرت شمال العراق، بشكل عام في سهل نينوى، أي المنطقة الممتدة بين شمال العراق ومركز محافظة نينوى (الموصل)، يقول الكاكائيون إن ديانتهم ظهرت قبل أكثر من 5000 عام، وبحسب المصادر التاريخية، فإنّ جذور هذه الديانة تمتد إلى الديانة اليزدانية أو المثرائية، التي ظهرت بين الشعوب الهندو-أوروبية، وعن طريقهم انتشرت في غرب آسيا ومنها إلى شمال العراق،
ويفسر الأب الكرملي (ت 1948م) الكاكائية، كمصطلح وكيان، لفظة كاكائي ليست أسم قبيلة، أو أمّة، أو قوم، أو بلد، إنما هي لفظة كردية الأصل، معناها الأخ، فقالوا في واحدها العائد إلى هذه الجمعية السرية: (كاكا) على الطريقة الآرامية العراقية، ومنهم من يلفظها (كاكائي)، مفرداً وجمعاً.
فانظر كيف جمعوا في لفظة واحدة الكردية والآرامية، وهم يريدون بذلك الأخ في المذهب، وتذكر بعض المصادر التاريخية العراقية أن أصل الشبك يعود إلى قبيلة الشبك الكردية، بدأت تنظيما اجتماعيا عفويا قائما على الشباب والفروسية، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع المتطرف الى حد العلي الالاهية والمسيحية والفارسية، وهى ليست دينا أو مذهبا خاصا، ولكنها خليط من الأديان والمذاهب، وفي رأي آخر، ورد في تقرير الاستخبارات البريطانية ، أن الكاكائية بالأصل طريقة صوفية، (دروشة)، سواء من ناحية التنظيم أو المنشأ التاريخي، أسّسها فخر العاشقين سلطان إسحاق البرزنجي، المولود عام 671 للهجرة،
وينقل عباس العزاوي، عن كاكائيين شفاهة، أنهم عدّوا إسحاق أول ظهور بعد علي بن أبي طالب، بمعنى أنه المؤسس للكاكائية ومرقد إسحاق لازال مزاراً كاكائياً في جبل هاورامان، ويصف مينورسكي مكان قمم وصخور وعرة، وتعتبر هذه البقعة من الأماكن الرائعة الجميلة، وقيل ان أحد رؤساء الكاكائية المؤسسين كان من السادة البرزنجية في أنحاء السليمانية، فبنى تكية في قرية برزنجة، وضعت لسقفها العمد، ولكنها قصرت عن جدار البناء، فقال لأخيه: مدها أيها الأخ، كاكا، ومن ثم مدّها فطال الخشب كرامةً، وصاروا يدعون بالكاكائية لهذه الحادثة.
وقال الكرملي، مستنتجاً من شهادة كاكائي صبأ عن ملته، تعرف عليه في العام 1896م ببغداد، يدعى بسعو بن جمو، أن الكاكائية: طائفة خفية المعتقد والمذهب، مبثوثة في كركوك وأنحائها، ولهذا لم يذكر وجودهم أحد من الكتبة والمؤرخين، لأنهم يخفون رأيهم الديني على كل إنسان، وخلاف ما ذكر الكرملي من أن الكاكائيين اختاروا النصرانية على كل دين سواه أكد عباس العزاوي، أثناء تجواله بالمنطقة، إسلامية عقائد الكاكائية، مع وجود الغلو فيها، على حد زعمه، المتصل بالحسين بن منصور الحلاج (ت 309ﮪ)،
وأنهم يحرمون الخمر، ويحترمون يومي الاثنين والجمعة، ويقرؤون الأدعية الخاصة فيهما، ويقرون الطلاق، ولكن برضا الرجل والمرأة، فهو عندهم كعقد الزواج، لا يجوز إلاّ برضاء الاثنين، لكنهم لا يبيحون تعدد الزوجات، وأن لا يتزوج الشيخ ابنة مريده، ولا يتزوج المريد ابنة شيخه المزار، أثناء رحلته العام 1914م، بقوله: استطعت أن أزور قبلة مقدسة للعلي إلهيين، قرية بيرديور في هاورامان.
للمرأة مكانة متميزة في الديانة الكاكائية، وتتمتع بحقوق كبيرة قياسا للمجتمعات المحيطة، والتي هي ريفية محافظة بطبيعتها،
اما مزاراتهم التي اشترك فيها أغلب العلي إلهيين بما فيهم (أهل الحق) فهي: (مزار سلطان إسحاق) في جبل هاورامان، (ومزار سيد إبراهيم) بين مقبرة الشيخ عمر والباب الأوسط ببغداد، و(دكان داوود) وصاحب المزار المذكور خليفة السلطان إسحاق يقع بين سربيل وباي طاق، في كهف جبل. و(مزار زين عابدين) في داقوق، و(مزار أحمد) بكركوك، بمحلة المصلّى، و(مزار عمر مندان) بكفري، وهو غير عمر مندان الواقع في طريق كركوك – أربيل،
يؤدي الكاكائية عبادتهم بلغتهم الأم وفي أماكن العبادة التي يسمونها سيمهان، باستخدام الآلات الموسيقية ويؤدون عبادتهم معاً من دون تمييز بين النساء والرجال،
وإحدى السمات الخارجية الأكثر وضوحاً هي الشوارب الكثة التي يتركها الرجال، حيث يطلقون شواربهم، ويحرمون حلاقتها أو تشذيبها، إذ يعتقد البعض منهم أنهم يتوارثونها من الإمام علي نفسه.
الشبك: اختلف الباحثون والكتاب في أصل الشبك المجموعة العرقية التي تقطن في القرى المتناثرة في سهل نينوى، شرق مدينة الموصل بالعراق، اختلفت وجهات النظر بين من يعتبرهم من الكرد، وبين من يعتبرهم تركمانا، وبين من اعتبرهم خليطاً متشابكاً، وبين من عدهم عرباً، وبين من اعتبرهم عشيرة واحدة، تسكن بيوت مرصوفة من الحجر المبني بالطين غير منتظمة، قوم إمتهنوا الزراعة والرعي وتربية الحيوانات لأسباب عديدة، منها أنهم كانوا لايستطيعون مواصلة التعليم لبعد المدارس عن قرآهم ولإفتقارهم لمدارس في هذه القرى التي يقيمون فيها، ولم يتح للعديد منهم إكمال ومواصلة التعليم العالي إلا في الفترة الأخيرة، قرى بدائية تتوزع بيوتها بشكل غير منتظم ، يسكنها أناس يطلق عليهم اسم الشبك، تدل بيوتهم وقرآهم على امتهانﮪم الزراعة ورعي الحيوانات وتربيتها.
والكلمة لاتعني الحط من قيمتهم ولا الإشارة بقصد الإساءة لهم، بقدر ماتعني واقع اجتماعي ومذهبي وعشائري نجد من الضروري الإشارة إليه بشكل واضح ومفتوح، لاستعراض أصل الكلمة وحقيقة هذا المجتمع، ومناقشة التقولات التي كتبت عنهم وحقيقة ارتباطهم بالطرق الصوفية وانتسابهم القومي، واعتقادهم الديني والمذهبي،
تعني كلمة الشبك: ان شبك الشيء يشبكه شبكاً أي خلطه وأنشب بعضه في بعض ، وشبكت الأمور أختلطت وتداخلت وألتبست ، وشبك الشيء بمعنى شبكه.
ذكر المؤرخ العراقي عباس العزاوي في الجزء الثالث من تاريخ العراق بين احتلالين أن الترك وجدوا في العراق قبل أمد طويل من المغول،
ودامت علاقاتهم خلال القرون، لكنهم كانوا قلة حتى في أيام تسلطهم . وتكاثر عددهم شيئاً ما في عهد المغول. ومال إلي العراق أقوام وقبائل عديدة، لكنهم ذابوا في المدن على مر الزمن أو سكنوا قرى خاصة بهم أو مختلطة معغيرهم، وذكر العزاوي عن القبائل التركمانية فقال إن من لأقدمها البيات، وهم يقطنون لواء كركوك ووجدوا في أنحاء واسط ثم مال قسم كبير منهم إلي المدن واختلطت بهم عشائر عربية.
فيما يؤكد الكاتب كامل مصطفى الشيبي أن الشبك يتكونون من العشائرالتركمانية وأنهم قد ينحدرون من البكتاشية، الذين أصبحوا من أتباع الطريقة الصفوية تحت قيادة حيدر ابن جنيد. عند بداية ظهور المذهب الصفوي، حيث أمر مؤسس المذهب حيدرابن جنيد (من تركمان اذربيجان) أتباعه بان يلبسوا عمامة مخروطية ملفوفة بقماش أحمرذو 12 طبقة على عدد الأئمة الاثنى عشر، مما أدى إلي تسميتهم بالمصطلح التركي (قزلباش).
ويقول الباحث الدكتور رشيد الخيون في كتابه ( الأديان والمذاهب بالعراق)عن الشبك:
تمتاز المنطقة الممتدة حول الموصل وكركوك بتنوع عرقي ومذهبي، ففيها العرب والأكراد والكلدانيون والآشوريون والسريان واليزيديون واليهود والمذاهب الإسلامية والصوفية وأهل التكايا والزوايا وبقايا من الزرادشتية والديانة الشمسية، وقد أدى هذا التجاور والاختلاط إلي نشوء فرق ومذاهب تمتزج فيها كل المؤثرات الدينية والعرقية، وينسب الشبكيون إلي قبيلة الشبك الكردية، وقد كانت الدولة تعتبرهم من اليزيديين والصحيح أنهم ليسوا كذلك، وينسبون إلي القزلباش والتركمان والمرجح أنهم من الأكراد لغة ونسبا، وبعضهم سنة شافعيون، وبعضهم شيعة اثنا عشريون، وربما كان سلوكهم السري في وسط سني هو مدعاة للظن بأنهم من غلاة الشيعة الباطنيين، وقد تأثرت الكتابات حولهم في ذلك بمراجع ثلاث تسرعت في وصفهم بالباطنية وعدتهم من الأديان والمذاهب غير الإسلامية، وقد بلغ عددهم عام 1977 حوالي 80 ألف نسمة، واعتبروا في الإحصاء الرسمي لذلك العام من العرب.
يقول احمد شوكت في كتابه الشبك الكورد المنسيون:
الشبك هم بناة الموصل القدماء، وربما كانوا اول من بنى هذه المدينة الكوردية وسموها قديما قلعة ” نوادشيرون نسبة الى القائد الذي بناه مضيفا ان الشبك جيل من الناس، كوردي العنصر، مبثوثون في قرى ولاية الموصل، وهم بقايا الماديين الذين استولوا على الامبراطورية الاشورية
اما الدكتور ميشيل ليزيرك الأستاذ المتمرس في قسم الفلسفة بجامعة أمستردام بهولندا فقد قدم بحثاً في الدراسات السكانية تناول فيه هذه المجموعة العرقية وترجمه مشكوراًالدكتور إسماعيل سلطان وقد ورد فيه أن الشبك ظاهرة سكانية متميزة في شمال العراق ظهرت بوضوح في القرن السادس عشرالميلادي على خلفية التنافس العثماني الصفوي في المنطقة، وأن الابﮪام والغموض يطغي على أصل هذه المجموعة، ويعزو سبب الغموض نشوئهم خارج المراكز الرئيسية للعالم الأسلامي.
اما القاضي زهير كاظم عبود فيقول:
جاءت التسمية بالشبك من شبك الشيء يشبكه شبكا اي خلطه وانشب بعضه في بعض وذلك لان الشبك خليط من القوميات ولكنهم يشكلون الشبك ويضيف :يحاول البعض ان ينسب تسميتهم على الارجح الى كلمة شبانكاره حيث تحولت بمرور الزمن الى الشبك، فضلا عن وجودهم قبل العهد الصفوي ويستند الى بحث الدكتور ميشيل ليزيك الاستاذ المتمرس في قسم الفلسفة بجامعة امستردام في هولندا والمترجم من قبل الدكتور اسماعيل سلطان، فيصف الشبك ب اهل قيم وكرم ونخوة وشهامة وعزة نفس وقد تحملوا الصعاب دون شكوى الا لله، وهم قوم صادقين في معاملاتهم وعلاقاتهم الانسانية ويضيف: وقد تجولت في قراهم فلم المس سوى الطيب والبساطة حتى في طبيعة حياتهم التي يعيشونها.
من خلال الاراء العديدة التي تكلم عنها الباحثون نستنتج ان أن الشبك، في الوقت الحالي، هم ليسوا جميعا من عرق واحد بل هم نتاج تفاعل مجموعات بشرية متكونة من عدة أعراق تحت تأثير العديد من المعطيات والعوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية وعبر فترات زمنية طويلة وموغلة في القدم، أوجدت مجموعة بشرية جديدة وجعلتها تتميز عن المجموعات البشرية الأخرى والأعراق المكونة لها، سواء التي كانت متواجدة أو وجدت بعد ذلك، في منطقة سهل نينوى.
https://www.youtube.com/watch?app=desktop&v=JLvEbepuNY8
ان لغة الشبك هي لهجة ماجو، وهي لهجة من اللهجات، التي تنتمي الى مجموعة اللغات الهندو- اوربية وتتضمن لهجة ماجو كل من اللرية الاصلية، البختيارية، المامسانية، الكوهلكورية اللكلية، الكلهرية، الكورانية الاصلية، الهورامانية، الشبكية والباجلانية، مع بعض الاستثناءات بسبب الاحتكاك باللهجات الاخرى او الاحتكاك بالعرب والتركمان وغيرهم.
النسبة إلى عقيدة الشبك الدينية، فإنها لم تسلم، بدورها، من التشويه والتشكيك والطعن حتى في انتماءهم الى الفرق الاسلامية، ذهب البعض الى اعتبارهم من فرق الغلاة والخارجين عن الاسلام بل عدهم البعض من اتباع ديانة خاصة ولهم كتابهم المقدس وممارساتهم وطقوسهم الخاصة بهم، لأغراض طائفية وتفرقة عنصرية إرضاءَ لأهداف سياسية أو مآرب شخصية، لكن الرأي الراجح والحقيقة إن جميع الشبك هم مسلمون، وهم يتوزعون بين المذهب السني الشافعي والمذهب الجعفري الاثنى عشري، يقول رشيد الخيون يهتم الشيعة بمناسبة عاشوراء ويلبسون السواد، ويزرون العتبات المقدسة بالنجف وكربلاء والكاظمية وسامراء.
ان العادات والتقاليد، في منطقة سهل نينوى متشابه ومتداخل الى حد كبير، ولعل هذا هو السبب الذي دفع بعض الكتاب الى الاعتقاد بان الشبك هم حلقة الوصل بين الأتراك والعرب او بين الايزيدية والإسلام، أو بين المسيحية والاسلام، فعلى سبيل المثال هناك شبه كبير في مراسيم الزواج لدى الشبك بمراسيم الزواج التركي من تهيئة دار الزوجية واقامة الوليمة والاعداد للزفاف وموكب العرس، ، فالموسيقى الشبكية المحببة هي الطبل والزورنا خاصة في مناسبات الافراح، والزي النسائي الشبكي يشبه الزي الفلكلوري المسيحي المزركش الطويل، كما ان مجالس الشبك تشبه، نوعا ما مجالس العرب، في تقديم القهوة العربية ومنبرا للاحاديث الدينية والادبية وسرد الحكايات القصص، والتعليم وتحفيظ القران كان من مهمة الملالي كما في سائر المنطقة وغالبية الكتب المتداولة كانت باللغة التركية نظرا لطغيان الثقافة التركية في المنطقة ابان الحكم العثماني ولم تكن هناك مدارس في قرى الشبك الا في منتصف القرن الماضي، اما بالنسبة للمرأة الشبكية فقد اخذت دورها في الحياة الاجتماعية بشكل ملفت للنظر، مقارنة بالاقوام الاخرى من حيث مشاركتها للرجل في الحياة الاقتصادية والدينية الى جانب الرجل نظرا لتاثر المجتمع الشبكي بالفكر الصوفي البكتاشي.
البهائية: عقيدة انبثقت كفرع من الشيخية او الكشفية المنشطرة عن الشيعة الامامية، على يد مؤسسها ميرزا حسين علي النوري حسين علي الفارسي المازندراني، هي ديانة حديثة نسبيًا مقارنة بباقي الديانات، ديانة ظهرت في إيران عام 1844، عنما أعلن تاجر شاب اسمه سيد علي بن محمد رضا الشيرازي، من مدينة شيراز، بأنه صاحب رسالة إلهية مقدَّر لها أن تحوِل الحياة الروحية للجنس البشري، وتحييها من جديد، فاتَّخذ لنفسه لقب «الباب»، لأن مجيئه بحسب رأيه ليس إلا مدخلا تعبره الإنسانيّة نحو ذلك الظهور الإلهي أي ظهور «صاحب الزمان»، وأن ظهوره الوشيك، يكون أعظم شأنًا من حضرة «الباب» نفسه. من هنا فإن طريق هذه الديانة الجديدة، التي خرجت من رحم الإسلام الشيعي في فارس، واشتهرت بالتسمية «البهائية»، نسبة إلى هذا «الرسول الموْحى إليه» ويدعى «بهاء الله»، قد افترقت عن الإسلام الذي يؤمن بما نصَّ عليه القرآن الكريم: أن الرسول محمد هو خاتَم الأنبياء والمرسلين لذا، اعتبرت فرقة خارجة على الإسلام، وعليه، تعرض «الباب» وأتباعه إلى الاضطهاد والملاحقة، وفي التاسع من تموز 1850، أُعدِم رميًا بالرصاص في مدينة تبريز، وفي فترة يسيرة أُعدم الكثيرين من أتباعه.
كان «الباب» قد أطلق دعوة الإصلاح الخُلقي والروحاني في المجتمع الفارسي، ورفع المستوى الاجتماعي للمرأة وتحسين أوضاع الفقراء والمعوزين، فكثر أتباعه، ولما قُتل الشيرازي زعم تلميذه حسين علي الميرزا بزرك والملقب بالبهاء بأنه خليفة الباب، سنة 1848، لقب «البهاء» وأصبح يُعرف ب«بهاء الله». وفي عام 1863، أعلن عن نفسه بأنه الرسول الثاني الذي أشار إليه «الباب»، وكان من بين ثمانية عشر تابعًا آمنوا بدعوة «الباب»، لذا، عرفوا بحروف حي.
استمرت حكومة الأسرة القاجارية في فارس في ملاحقة أتباع «الباب» واضطهادهم، فسجنت بهاء الله الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للديانة البهائية، ثم نفته وعائلته إلى بغداد، وبغداد تعد إحدى المنطلقات الرئيسية لها، ففيها قضى مؤسسها بهاء الله 10 سنوات، وأسماها «مدينة الله»، وتعرف بهذا الاسم لدى البهائيبن حتى اليوم، ومنها أعلن دعوته عام 1863م أثناء بداية الصيف في حديقة الرضوان على ضفاف نهر دجلة في جانب الرصافة «مستشفى مدينة الطب حاليا»، وقتها نصب حضرة بهاء الله خيمته هناك لمدة 12 يوم، وحضرت بقوة في احداث تلك الفترة وصار لها اتباع .
نقلته السلطات العثمانية إلى استانبول، ثم أدرنة، ثم انتهى به المطاف عام 1868، بعد ست سنوات من التنقل في المنفى، إلى عكا لتصبح منفاه الأخير، سجن بهاء الله في قلعة عكا، وبعد أن أطلق سراحه عام 1877، أقام في «المزرعة»، شمال شرق عكا، وبعد أن أمضى سنتين في المزرعة انتقل ليستقر في قصر يدعى «البهجة» استأجره من صاحبه عودة خمّار، شمال عكا، حيث مكث فيه حتى وفاته عام 1892. فتولى ابنه عباس أفندي الملقب ب«عبد البهاء»، ليخلفه في زعامة البهائيين حسب وصية والده. وقد عيّنه، في الوقت نفسه، المفسر الوحيد لتعاليمه، عمل عبد البهاء منذ وفاة والده على نشر التعاليم البهائية في أنحاء العالم، تجول عباس افندي ، الذى تولى أمر البهائية عام 1892م فى أوروبا وأمريكا، واستضافته الكنيسة الإنجيلية والمحافل الماسونية والبيع اليهودية، وشكل محافل بهائية فى جميع أنحاء أوروبا بمساعدة اليهود والمستعمرين، وبنى علاقات مع جمعية (تركيا الفتاة)، التى تدعو إلى القومية الطورانية، وعزلت فيما بعد السلطان عبد الحميد، وتوفي عام 1921.
عباس افندي استقبل بنفسه الجنرال اللنبى بعد سقوط فلسطين بحفاوة بالغة وحصل منه على وسام فارس الإمبراطورية البريطانية، كما حضر عباس معظم المؤتمرات اليهودية، كما أعلن فى أكثر من محفل تأييده لحق اليهود التاريخى والدينى المزعوم فى فلسطين، وعندما مات شيع جنازته الحاكم الإنجليزى لمدينة القدس، وتولى أمر البهائية من بعده ابن بنته شوقى أفندى ولقبه ولى الله، ونشطت حركته بعد قيام دولة إسرائيل، كما أنشأ بمساعدة الكيان اليهودى أهم مركز دينى بهائى فى العالم، وفى سنة 1968م عقد البهائيون مؤتمرهم فى فلسطين المحتلة
يعتبر البهائيون مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية مراكز روحية للبهائية التي يعتنقها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس، والأعراق، والثّقافات، والطّبقات، والخلفيّات الدّينيّة، تجعل منهم العقيدة البهائية جامعة عالميّة موحّدة.
بعد الاحتلال البريطاني للعراق كان اول اعتراف رسمي بالبهائية والطوائف غير المسلمة في العراق في بيان المحاكم رقم 6 الصادر في 28 / 12/ 1917، ومنذ ذلك التاريخ 1917 بدأت المحاكم المدنية (المواد الشخصية) بتصديق عقود الزواج للبهائيين التي يعقدها محفلهم الروحاني بموجب احكام الشريعة البهائية وتحتفظ المحاكم بنسخة من عقد الزواج الصادر من المحفل الروحاني للبهائيين في سجلاتها وذلك اسوة بالطوائف غير المسلمة الاخرى الموجودة في العراق، ثم جاء الدستور العراقي في سنة 1925، ليعزز هذا الاتجاه حيث اعترف صراحة بحرية الاديان والعقائد الدينية، فتأسّست الجامعة البهائيّة العراقيّة في العام 1931، كما تأسّس أوّل محفل مركزي لهم في عام 1936 في محلة السعدون مجالسهم الروحانية واتخذوا لهم مقرا رسميا وعلنياً في بغداد محلة الحيدر خانة يقيمون فيها شعائرهم الدينية وفعالياتهم الاجتماعية وكذلك يديرون فيه شؤؤونهم الادارية. ويسمى هذا المركز عند البهائيون ب حضيرة القدس، وفي سنة 1931، وبعد صدور قانون الجمعيات والنقابات قدم المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في العراق الى وزارة الداخلية وثيقة اسماها دستور الجامعة البهائية في القطر العراقي، وفي سنة 1952 تبرع احد البهائيين بقطعة ارض في بغداد الجديدة لتكون مقبرة للبهائيين في بغداد، واستحصل المحفل الروحاني الموافقات الاصولية من وزارة الصحة وامانة بغداد لانشاء المقبرة وعرفت بالروضة الابدية، ومنذ ذلك الحين يقوم البهائيون بدفن موتاهم بموجب الشريعة البهائية وبصورة رسمية وعلنية، وقد قامت الحكومة العراقيّة بتسجيل ديانتهم البهائيّة في التعداد السكاني لسنة 1957،لا توجد إحصائيات رسميّة لعددالبهائيّين في العراق.
ان اغلب الكتب الدينية البهائية كانت تستورد وبصورة رسمية من مصر ولبنان والهند ومن امريكا واوربا بالنسبة للغات الاجنبية، وكانت المجلات والدوريات البهائية الصادرة خارج العراق تصل بشكل منتظم بالبريد المسجل بالمحفل الروحاني المركزي للبهائيين في العراق.
وفي منتصف الستينات أصبحت الديانة البهائيّة محظورة رسمياً ومنع تسجيل انتمائهم البهائي في حقل الديانة في سجلات الأحوال المدنيّة مما دفعهم الى مغادرة العراق والانغلاق والتكتم على معتقدهم.
لقد جرّمت الدولة العراقية نشاطهم وحظرته بحسب القرار رقم (105) لسنة 1970، فضلاً عن القرار المرقم 358 في 24/7/1975 القاضي بتجميد نشاطهم وتجميد سجلات قيودهم، ما ترتبت بسببه آثار مادية كبيرة اضرت بهم، كما صدر القانون رقم 105 لسنة 1975 ليقرر ان البهائية لا تمثل دين او معتقد وليحرم بموجبه النشاط البهائي وتحل مؤسستهم وتصادر كتبهم والأموال والممتلكات
عام 1979 صدر قانون آخر عام 1979 عرف بقانون النشاط البهائي، حيث رفع هذا القانون العقوبة عن البهائيين من المؤبد الى الاعدام، ما دفع الكثير الى التواري عن الانظار، وانتقال قسم كبير منهم الى الإسلام، ولكن صبغة بهائي استمرت تلاحقهم.
https://www.youtube.com/watch?v=LzFHwsC1xJ0&t=4s
صنف الكثير من الكتاب بأن البهائية ديانة فتية، ديانة موحدة، كاليهودية، والمسيحية والإسلام، وتستند إلى الإيمان بثلاثة أنواع من الوحدة: وحدة الخالق، وحدة الديانات في أصلها ومنبعها وأهدافها؛ ووحدة الجنس البشري، وتفرض تعاليم البهائية الإيمان بوحدة الأديان، وبأنّ الأنبياء والمرسلين على مرّ العصور، مظاهر متتابعة لرسالة ربانية واحدة وانعكاس لخطّة يتابع الله كشفها وفقًا للغة ومفاهيم وحاجة كل عصر. لهذا يؤمن البهائيون بكلّ الأنبياء والمرسلين السابقين لبهاء الله، ويعتقدون أنّ مؤسس ديانتهم هو صاحب الرسالة الإلهية والمربي الروحي الخاص بأهل هذا الزمان.
إن مفهوم البعث عند البهائيين يختلف عن مفهومه لدى الديانات السماوية الثلاث، فالبعث عند البهائيين هو بعث روحي وليس ماديا.
يؤول البهائيون يوم القيامة بأنه ظهور البهاء، كما ينكرون الجنة والنار، كما يعتقدون أن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط، كما أنكروا حقيقة الملائكة والجن.
يعترفون بأن القرآن منزل من عند الله ثم يحاولون تأويل آية ختم النبوة بمحمد حتى يتسنى لهم الاعتراف بنبوة البهاء.
الكتاب الأقدس كتابهم المقدس الذين ادعوا أنه منزل على البهاء من عند الله، أكد كل علماء اللغة ركاكته وضعفه.
للبهائيين ثلاثة أنواع من الصلاة، هي الصلاة الكبرى وفيها ركوع وسجود وتلاوة آيات، وتقام مرة واحدة في اليوم، وفي الوقت الذي يناسب الشخص، والصلاة المتوسطة وهي أقصر من الكبرى وتقام ثلاث مرات في الصباح والظهر والليل، والثالثة هي الصلاة الصغرى وتقرأ فيها آية واحدة وهي للشخص المنشغل، والوضوء بماء الورد، وإن لم يجد، فالبسملة: بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات، وقبلتهم وحجهم نحو قبر البهاء إلى البهجة بعكا في جبل الكرمل بفلسطين، حيث مدفن البهاء هناك، ويبطلون الحج للكعبة، كما أنهم لا يجيزون الصلاة جماعة إلا فى صلاة الجنازة، وذلك بالرغم من أنهم يؤكدون حقيقة شرعة الإسلام.
حاول البهائيون أول الأمر أن يظهروا كفرقة إسلامية، ولكن بعد موقف الأزهر الشهير، الذى فند فيه زيف هذه الدعوة وببطلانها، وأصدرت لجنة الفتوى بالأزهر فتوى فى شهر ديسمبر من عام 2003م، ووصفت الفتوى المذهب البهائى بأنه وأمثاله من نوعيات الأوبئة الفكرية الفتاكة التى يجب أن تجند الدولة كل إمكاناتها لمكافحته والقضاء عليه، ووصفت الفتوى الجديدة البهائية بأنها مذهب هدام.
الرقم 19 اهمية عند البهائيين، فالتقويم البهائي هو 19 شهرا في السنة، وعدد أيام الشهر 19 يوما، ليكون إجمالي أيام السنة هو 361 يوما، وهناك 4 أيام يحتفل بها البهائيون تكريماً واستعدادا لشهر الصوم عندهم، الذي يبدأ في يوم 2 مارس من كل عام لمدة 19 يوماً.
أن العلاقة بين أتباع الأديان والمذاهب والعقائد في العراق اتسمت بحالة من التسامح لفترات طويلة، بسبب التعددية الدينية والتداخل المهني والاجتماعي، وهو متعدد الآراء والاتجاهات السياسية والفكرية والثقافية المعاصرة وسائر بنى المجتمع المدني الحديث، الا انه كتب على العراق ومنذ اللحضة التي وطئت اقدام المحتل وتغلغل الايرانيين ارضه ان يعيش تنازعات مذهبية وطائفية وعرقية وحتى دينية، وشعب تشضى بالفوضى والقتل والتشريد، يصعب ايجاد الحلول لها بغياب الارادة الوطنية والعلمانية، ومن الله التوفيق.[1]