مازالت قرية مظلومة تذرف دموع الألم!
ادريس شنكالي*
قرية مظلومة من قرى محافظة #الحسكة#، تقع جنوبي بلدة تربه سبي ب/20/ كم تقريباً، وتعود ملكيتها إلى آل الخزنوي، ووضعية أرض الفلاحين هي وضع اليد.
بنيت القرية بداية أربعينيات القرن العشرين من قبل فلاحين كُرد قَدِمُوا إليها من مناطق متفرقة بالجزيرة السوريّة، وتآلف سكّان هذه القرية الناشئة مع بعضهم البعض، وكذلك اتّسمت علاقاتهم مع المكونات الأخُرى في القرى المجاورة بالودِّ والاحترام وحسن الجوار.
اهتم أهل القرية إلى جانب اهتمامهم بالحالة المعيشية المعتمدة على الزراعة وتربية الماشية والتجارة… بالعلم والرياضة والثقافة، كما تميّزواَ بحسهم الوطني والقومي، فكان لهم تأثير واضح ضمن جغرافيتهم.
قرية مظلومة كانت مركزاً يرتاده أهالي القرى المجاورة لتأمين حاجاتهم من ملبس ومأكل ومستلزمات يومية، حيث كان فيها محلات للبقالة.
استمرت الحياة في قرية مظلومة حتى بداية الشهر الثامن من العام 2013م، عندما دخلت الجماعات الإرهابية «جبهة النصر، داعش» إليها رغم المقاومة الشرسة التي أبدتها وحدات حماية الشعب والمرأة YPG-YPJ وسطّرت أروع الملاحم البطولية وقدّمت تضحيات وشهداء، في مقدمتهم الشهيدة وارشين.
مكثت تلك الجماعات الإرهابية في القرية قرابة الشهرين، إلى أن انسحبت بتاريخ 19-9-2013م، تاركةً ورائها قريةً معدومة الحياة، نتيجة سلب ونهب ممتلكات الأهالي، وحرق وتفجير منازلهم.
زالَ الإرهاب ولكن أطلال قرية مظلومة لا زالت تذرف دموع الألم، لتكون شاهدةً على مأساة ومعاناة أهلها، ومتأملةً بعودتهم وإعادة الحياة إليها من جديد.
كل شيء في القرية تغيّر، حيث تشرّد أهلها وهاجروا، حتى التواصل بين سكّانها أصبح افتراضياً، يستذكرون حياتهم السابقة بألم وحسرة على أمل أن يأتي يومٌ تبادر فيه الجهات المسؤولة في الوسط الكردي والوطني السوري للوقوف بجدية على مأساتهم، وذلك بتوفير المقوّمات المادية والمعنوية لعودةٍ آمنة وكريمة.
وإنّ كارثة قرية مظلومة ما هي إلّا نموذجاً لباقي المناطق الكردية والسورية، إذ دفعت فاتورة العنف والعنف المضاد، وغياب الحلّ السياسي لأزمة بلدنا سوريا، الذي من المحال إعادته كما كان قبل عام 2011م.
[1]