تل كوجر – تل كوجك (اليعربية) أو: كري كوجرا Koçera Girê كما يسمى ب «كري علي قاسما أيضاً» Girê Elî Qasima
لوند محمد
مجلة الحوار– العدد 73 – السنة 26- 2019م
لمحة عن تاريخ المنطقة:
كانت منطقة كري علي قاسما أو كري كوجرا (تل كوجر – اليعربية) منذ 300 سنة وما قبل تابعة ومالكة للكرد الإيزيديين، الذين كان مركز تواجدهم منطقة شنكال (Şingal). ومن المؤكد أنه حوالي عام 1900م كانت منطقة كري كوجرا (تل كوجر) أراضي شاغرة, وغير مسكونة, ولم يكن يتواجد سكان وبناء فيها، فقط في فصل الشتاء كانت عشائر الكوجر (هم عشائر كردية رحل يسكنونها في الشتاء عند النزول من جبال هركول Herekol والزوزان Zozan (المصايف), حيث المراعي الجبلية الغنية والمياه الوفيرة والهواء النقي.
من المعروف تاريخياً بأن عشائر الكوجر منذ مئات السنين كانوا يسكنون برية شنكال وحوالي الموصل كمرعى واسع لمواشيهم, وكانت تل كوجر كبلدة وكامل المنطقة وقتها خالية من القرى إلا من عشائر الكوجر, وبعد العشرينات من القرن العشرون تم بناء البلدة وسكنها العرب والكرد.
تاريخياً حصل خلاف بين إبراهيم باشا الملي زعيم عشائر الملية الكردية وبين السلطان العثماني عبد الحميد على مناطق النفوذ، وكان للطرفين حلفاء من العشائر الكردية والعربية, حيث كانت المنطقة كلها تابعة للإمبراطورية العثمانية, لم يكن يوجد حدود بين سوريا والعراق وتركيا الحالية, ولم يرضخ إبراهيم باشا الملي للسلطان العثماني, وعلى الأرجح كان نفوذ إمارة إبراهيم باشا الملي يمتد إلى منطقة كري كوجرا (تل كوجر- اليعربية)، حيث حاول العثمانيين مرتين أن يجبروا ويرضخوا إبراهيم باشا الملي لنفوذهم, لكنهم لم ينجحوا, فقاموا بتحريض العشائر التي كانت تربطها بعلاقات معها وبحلفها مثل عشيرة شمر العربيةşemer وهي عشيرة عربية وفدت الى المنطقة من نجد بالسعودية, بعد سيطرة آل سعود عليها وسكن قسم منهم جنوب منطقة شنكال, ففي سنوات الجفاف كانوا يتوافدون إلى مناطق الكرد بحثاً عن المرعى لمواشيهم, وهم الآن يسكنون وينتشرون حول منطقة تل كوجر وجنوب وادي الرد وخاصة منطقة تل علو. وأيضاً عشيرة الميران Mîran الكردية التي كان زعيمها إبراهيم آغا ابن مصطفى باشا الميري, وغيرهم كانت تسرح بأغنامها في هذه المنطقة.
بحسب روايات بعض السكان الأصليين من كبار السن: أن إبراهيم باشا الملي الكردي حاول أن يقنع إبراهيم آغا الميري أن ينضم إلى صفوف حلفه ويترك حليفه عشيرة الشمر ويبتعد عن العثمانيين، وأن يقطع علاقته بالشمر وبالعثمانيين، ويقال أنه وعد إبراهيم باشا الملي بذلك، ولكنه ذهب إلى الشمر وأخبرهم بأن إبراهيم باشا الملي سوف يَغير عليهم، ووقتها كانت عشائر الشمر جنوب منطقة جبل شنكال, وحصلت عدة معارك بينهم، كانت الأولى عام 1904م ووقتها قام إبراهيم باشا الملي بطرد عشيرة الشمر من تلك المنطقة أي جنوب شنكال, فتجمعوا حول منطقة كري كوجرا (تل كوجر)، حيث تم استقبالهم واحتضانهم من قبل عشيرة الميران، العشيرتان (الشمر والميران) كانا متحالفين, وجزء من هذه الحوادث مذكورة من قبل الشاعر والسياسي جكر خوين في سيرة حياته Jînenî gerîya min في الصفحة (35) المعركة الثانية.
فإمارة إبراهيم باشا الملي كان مركزها ويران شهر Wêranşeher الواقعة في كردستان تركيا إلى الشمال من مدينة سري كانييهSerêkaniyê (رأس العين) في كردستان سوريا, وكانت تمتد إلى الجنوب من رأس العين لمسافة تزيد عن /50/ كم داخل سورية الحالية أيضاً, وقد ثارت هذه الإمارة بعد أن تم اتحاد بين الأكراد والقبائل العربية التي كانت تستقر في هذه المنطقة منذ أيام العباسيين. إلا أن العثمانيين ضيقوا الخناق على إبراهيم باشا الملي في جبل عبد العزيز وقبضت عليه وأعدمته عام 1908م، ودفن في قرية صفيا الحالية شمال مدينة الحسكة.[1]
الموقع والحدود والجغرافيا الطبيعية لتل كوجر
كري كوجرا (تل كوجر) هي بلدة تقع في غرب كردستانRojavayê Kurdistan (كردستان سوريا), تقع في أقصى الشمال الشرقي من سوريا, تتبع إدارياً لمحافظة الحسكة Hisiça, تقع في منطقة منخفضة نسبيا”
«خارطة رقم (1) موقع منطقة تل كوجر على خارطة محافظة الحسكة»
وتتمتع البلدة بموقع استراتيجي هام, حيث تعتبر تل كوجر المعبر الحدودي الثاني بين سوريا والعراق, يحدها من الجانب الآخر من العراق مدينة الربيعة؛ حيث تقع شرق خط العرض 40-42, وشمال خط الطول 48-36 وإلى الجنوب الشرقي من مدينة ديرك Dêrik (المالكية) بخط مستقيم بنحو 42 كم، وإلى الجنوب الشرقي من بلدة جل آغا Çil axa (الجوادية) بخط مستقيم على نحو 30 كم, وإلى الجنوب الشرقي من مدينة قامشلو Qamişlo التي يربطهما قطار الشرق السريع الذي يصل بين العراق من جهة وبين سوريا وتركيا وصولاً إلى القارة الأوروبية من جهة أخرى على بعد نحو 85 كم، وتبعد 123 كم عن مدينة الحسكة، ونحو 650 كم عن دمشق Şam.
من الناحية الطبيعية يحدها من الشمال الحدود التركية، ومن الجنوب الحدود العراقية, ومن الشرق نهر دجلة ومن الغرب منطقة شنكال.
– مناخ تل كوجر حار صيفاً /45/ْ إلى /48/ْ كباقي أرجاء الجزيرة، بارد شتاءً، لقربها من الجبال المكسوة بالثلوج، درجات الحرارة قد تصل إلى دون الصفر.
– نسبة هطول الأمطار قليلة، معدل الهطول (250) مم في السنة.
تشكل المنطقة سهلاً منبسطاً وأقرب سلسلة جبلية لها هي جبل شنكال – سنجار على بعد /50/ كم جنوباً وجبل (قره جوخ Qereçox- كراتشوك) 26 كم شمالاً، ترتفع 420م عن سطح البحر.
التقسيم الإداري
– البلد: سوريا، المحافظة: الحسكة، المنطقة : ديرك-المالكية.
– الناحية: اليعربية /كري كوجرا- تل كوجر/.
– تبلغ مساحة تل كوجر العمرانية (المخطط التنظيمي ) = 2.3 كم2 – /203 /هكتار.
– تبلغ المساحة الإجمالية للناحية (ريف تل كوجر) نحو (400) كم2.
– ويبلغ عدد سكان البلدة حوالي (12000) ألف نسمة.
– يبلغ عدد سكانها كناحية حوالي (70000) ألف نسمة.
قصة وتاريخ بناء المحطة وبلدة تل كوجر
أنجزت ألمانياElmaniya عام 1912م بالتعاون مع السلطة العثمانية خط قطار الشرق السريع، لربط استانبول مع بغداد، وبالتالي أوروبا مع الهند. وذلك كترجمة سياسية لتحالف الدولتين، وتعبيراً عن طموحات ألمانيا للتواجد في الشرق الأدنى, هذا وقد شكلت الرغبة البريطانية – الفرنسية لاحقاً للمشاركة في الاستثمار والتحكم بهذا الخط أحد أسباب قيام الحرب العالمية الأولى. هذا الخط القائم مازال يربط نظرياً حلب مع الموصل فبغداد، عبر محطة تل كوجر، لكن حركة القطارات عليه كانت تتوقف أو تزداد حسب الأوضاع السياسية والأمنية وسوية العلاقات بين الدول الثلاث: تركيا، سوريا، العراق. احتفظ خط قطار الشرق السريع بخلفيته السياسية،. فقد أغلق الخط مع بوابة “تل كوجر” تماما” لمدة تقارب العشرين سنة، إبان حكم البعث في كل من سوريا والعراق، حتى كادت البلدة أن تندثر[2], حيث بُنيت هذه الناحية قبل أكثر من 80 عاماً، حوالي العام 1935م على أرض بور غير مأهولة, فكانت منطقة مراعي وتجوال للكثير من العشائر الكردية والعربية المتنقلة مثلاً الكوجر وشمر وطي وعنزة وغيرهم, وبعيد الانتهاء من بناء الخط الحديدي, تم بناء محطة للقطارات في البلدة، كانت من المحطات الرئيسية في سورية، حيث كانت تضم مستودعات ومخازن وهنكارات للقطارات، انضم على أثرها الكثير من العمال والموظفين وسائقي القطارات، وبنوا لأنفسهم بيوتا فيها.
تسمية البلدة
كري علي قاسما – كري كوجرا – كر كمبر– المحطة – تل كوجر – تل كوشك و تل كوجك – اليعربية، كلها تسميات لنفس البلدة، وهناك عدة وجهات نظر لتسمية اسم هذه المدينة وهي:
1- سميت ب كري على قاسما Girê Elî Qasima
منذ القديم سميت بكري علي قاسما، وعلي قاسما هو من أحد أفراد عشائر كوجر الميران من فخذ كوتوليا kotoliya على الأغلب، هذا ما يؤكده أكثر الآراء، وهذه التسمية معروفة بين المعمرين وبين سكان المنطقة, وأغلب السكان يرجحون بأن هذا الاسم هو أقدم تسمية لمنطقة تل كوجر، وأغلبهم يؤكد بأنه كان زعيماً أو أحد الوجهاء في عشائر الكوجر في تلك الحقبة الزمنية، أي قبل أن تبنى البلدة الحالية ويسكنها أحد، فكانت تسمى بكري علي قاسما أي تل علي قاسم، كونه توفي هناك ودفن في التلة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
2- سميت بكري كوجرا Girê Koçera
سميت بهذا الاسم نسبة إلى العشائر الكردية الكوجر, كونهم كانوا يسكنون حول التلال المنتشرة في منطقة تل كوجر الأكثر دفئاً في فصل الشتاء عند نزولهم من منطقة الجبال والمصايف من هركول Herekol وباقي الجبال في زوزان. كون المنطقة كانت مراعي في الشتاء, فينزلون من منطقة الجبال إلى منطقة كري كوجرا- الحالية لأنها أدفأ.
وبحسب أحد المعمرين في ديرك: “أنا أتذكر أن ديرك كانت أربع بيوت, حوالي العام 1920م قتلوا راعي من أحد عشائر الكوجر اسمه محمد عمر من عائلة .Bêdir وهو من عشيرة الميران, بسبب دخول ماشيته إلى زراعتهم, لكن الميرانيين أغاروا عليهم عدة مرات وهجروا سكان ديرك وخربوا وهدموا منازلهم…» هذا يدل على أن كوجر الميران كانوا يسكنون منطقة تل كوجر منذ أكثر من /100/ مائة عام.
3- سميت بالمحطة Mehete
بعد الانتهاء من بناء الخط الحديدي, تم بناء محطة للقطارات في البلدة كانت من المحطات الرئيسية في سورية، حيث كانت تضم مستودعات ومخازن وهنكارات للقطارات. وبعدها تم بناء البلدة، وسكنها العرب والكرد وحتى العام 1980م، كانت تسمى تل كوجر بالمحطة وحتى الآن، المعمرين من سكان المنطقة يسمونها بالمحطة, نسبة إلى محطة القطار التي بنيت في تلك البلدة.
4- سميت بتل كوجرTil koçr
تل هو تعريب للكلمة الكردية كر (Gir يعني تل) أي تلة الكوجر – تل كوجر، فالتسمية الأصلية هي (كري كوجرا), وهذه التسمية أطلقها السكان عليها، بسبب تل قريب من البلدة كان يجتمع بالقرب منه الكرد الكوجر، وخاصة في فصل الربيع لرعي مواشيهم وبيع منتجاتهم الزراعية من الحليب والجبن والكعوب ولحوم الحيوانات إلى العمال والتجار والمزارعين، سواء للسكان القريبين من التل أو المارين عبر طريق عام الموصل – نصيبين.
5- سميت باليعربية
قامت الحكومة السورية بتعريب أسماء القرى والمدن الكردية في مشروعها الشوفيني والعنصري بالمرسوم رقم /346/ بتاريخ 24 آذار 1957 من أجل تغيير ديموغرافية وخصوصية المناطق الكردية، كما تم نقل المركز الإداري للناحية من بلدة (ديرون آغا Dêrûna axê، التي سميت دير غصن حالياً) الحدودية إليها، أواسط القرن العشرين، بهدف السيطرة على الريف الكردي الشمالي وربطه مع هذه البلدة، المتشكلة حول المحطة.
6- تسمى أيضاً ب تل كوشك أو تل كوجك
وهي نفس تسمية تل كوجر، ولكن بلهجة بعض سكان المنطقة العرب واللكنة الخاصة بهم, كون كلمة كوجر هي كردية وليست عربية، فلا يستطيع الكثيرون أن ينطقوها صحيحة، فيلفظون كلمة كوجر بكوشك أو كوجك, والكلمتين تعني كوجر, ولكن الشوفينيين والعنصريين من بعض السكان ومن بعض الموظفين الرسميين في حكومة البعث في سوريا الحاقدة على الشعب الكردي يكتبون ويلفظونها قصداً ب كوشك أو كوجك كنوع من التعريب والتصغير والتحقير، وحتى الكثير من الخرائط السورية التي تدرس في المناهج المدرسية أو الخرائط العامة, كانت تحتوي على هذه التسمية الخاطئة وحتى أطلس سوريا يستخدم نفس الاسم المحروف.
7– وهناك رواية أخرى تقول إنها تسمى كر كمبر أي تلة الزنار
تروي الرواية أنه كانت القوات الكردية قديماً وأثناء حروبهم مع الشمر أو مع غيرهم، كانوا يرابطون على تلة كوجر ويتم تجهيز قواتهم ومنها كانوا ينطلقون باتجاه شنكال وغيرها من جبهات القتال، وسميت بتلة الكمبر أي تلة الزنار (أي تلة الحزام).
الأسماء الكردية الأصيلة والتاريخية لقرى منطقة كري كوجرا – تل كوجر قبل التعريب
الشعب الكردي عاش وما زال يعيش على أرضه التاريخية, تؤكد ذلك الكثير من اللقى الأثرية والمسميات الطبيعية (تلال –أنهار- جبال – هضاب – أودية – أسماء قرى)، فحتى الآن أسماؤهم باللغة الكردية الأصيلة, وبقيت هذه الأسماء موجودة, والتاريخ لا يمكن أن يغيره أو يستبدله بمراسيم وقرارات عنصرية وشوفينية, وفيما يلي بعض الأسماء الكردية الأصلية والتاريخية لقرى منطقة كري كوجرا – تل كوجر قبل التعريب:
م Navên Gundên Dora girê koçera Yên resen الأسماء المستعربة للقرى الكردية التابعة لمنطقة كري كوجرا تل كوجر بعد التعريب
1 Herwenda جنيدية
2 Gikê mara صفا
3 Gir hok تل عرب
4 Bihorê guhît طاش
5 Warê meter دردارا
6 Newala Ereba موالح
7 Ware zêv صبيحية
8 Girê tolik خراب جير
9 Warê Hesenê Meheme بوثة
10 Girkê şabî خويتلة
11 Mişêrfe سند
12 Kerpîc صديدية
13 Gir kember جحيشية
14 Qepo ضفران خدعان
15 Girkê noh ابو حجر
16 Gir tîjik تل صرا
17 Heft behran ( Beran) شحفانية
18 Gir hok فزع (كرهوك)
19 Girê fate (rojava) السوادي غربي
20 Girê fate (rojhilat î) السوادي شرقي
21 Girê Elî Qasima اليعربية
22 Kanî kilê صهريج غربي /طرابلة /
23 Bîra Birahîm axa صهريج شرقي
24 Bîra rûvî صهريج وسط
25 Bîra sêvo خدعان كبير
26 Girê temtûl عليانية
27 Girê firîz ام حبال
28 Warê reşika تل غزال
29 Girê stêrkê حميد مجول
30 Gir feyde تل مشحم
31 Şityan يوسفية
32 Gir gozel ناعور
33 Til elo تل علو
34 Totirne حجي إبراهيم
35 Gir holik دويم
36 Xabûrê kiçik مسعود الرفيع
37 Xabûrê mezin مسعود الكبير
38 Girkê xeco سويد
39 Hamo ker الحرية
40 Kirho الحسناء
(هذه الأسماء من بحث للباحث الكردي محمد رشيد)
بلدات وقرى تابعة إدارياً لناحية كري كوجرا – اليعربية
هوزان, الحريشية, ثقيف، قريش, زاربة وخراب حسن، قحطان، البطحة, عدنان, الجحيشية, خودلشة، الهويره، الثامرية، الركابية, خربة البستاني, تل أبو مناصب وتوابعها, تل السحم, الفرحانية, حرمك, أم كرين, الفدغمية، الدردارة، الهرمة، اللهيبية, النعيمية, الخزنة والخميسية, المشحنيه, بئر المالح, طوبرش, الحسانية, المالحة, الكريات, تل حسن, أم خشوف, المرة, السيحة (الضيف), بئر الحلو, تل ناعور, الشوفه, الطاش غربي، كوز شرقي، الكوز الغربي, الكوز الشمالي الصغير, غزيك, تل حداد، جدعاوي، أم العظام، تل فخار, المسعودية، البوثة (بردان)، طاش شرقي, مرزوقة, أم كهيف تحتاني, خربة البير تحتاني, فطومة, مسعدة, تل الصداة، الحرية، أبو صالح, الشعفانية، سليمان ساري، قلعة الهادي, تل علو تحتاني, العنزي, خربة البير فوقاني، خربة البير تحتاني, محمودية, مسعود صغير, مسعود كبير, مستريحة، دويم، الرمضانية, علكانة, تل مشحن، علي آغا، كريفاتي, أم كهيف فوقاني, البيلونة، الحسناء، الصفاء, تل عرب، اليوسفية, أبو حجر, البوثه, جنيدية, سيحه, الصديدية, الجحيشية -الوردية, مسعود رفيع, أم حبال, صيدا, خراب الجير، العثمانية, خراب البير, المشيرفه, تل غزال, صهريج وسطاني, صهريج غربي, عليانية, حميد مجول, خويتلة, حجي إبراهيم, خدعان, صبيحية, عرجه, الكريات, ديرقسوة.
سكان منطقة تل كوجر
كانت منطقة ديرك الحالية ومن ضمنها كري كوجرا ومنذ القرون الوسطى تابعة لإمارة (بوتان – Botan)، حكام مدينة جزيرة (Botan)، وكان آخرها إمارة البدرخانيين التي حكمت من القرن الثالث عشر وحتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تعود العشائر الأصلية في هذه المنطقة إلى تلك الحقبة وما سبقها، فهم من عشائر بوتان.
إن منطقة تل كوجر هي منطقة برية تقع جنوب منطقة )دشتا هسنا) موطن عشيرة (هسنا Hesina) الكردية, تمتد هذه المنطقة بدأً من جنوب نهر السفان Sefan شمالاً وحتى جبل شنكال Şingal (سنجار) جنوباً، وهي منطقة أقل خصوبة من الدشت وأقل مطراً، لكنها كانت منطقة مراعي غنية ومهمة للعشائر التي اعتمدت على تربية الماشية، وقد تقاسمت هذه المنطقة مجموعتان، الأولى هي عشيرة (آباسان) التي كانت ولا زالت تقطن القرى المطلة والمحيطة بجبل (كندك– Gundik) وهي عشيرة زراعية، وعشائر الكوجر التي كانت في منطقة كري كوجرا – تل كوجر وحتى نهر جل آغا، وذلك منذ أكثر من 300 سنة، وربما قبل ذلك. كما يتواجد في المنطقة المحيطة بجبل (قره جوخ – كراتشوك) الكوجر والفلاحين، إلا أن الكوجر ما زالوا يشغلون تلك المنطقة.
وفدت إلى المنطقة في بدايات القرن العشرين عشيرة شمر وهي قبيلة عربية، وفدوا من نجد بعد سيطرة آل سعود عليها، وكانوا سابقاً في القرن التاسع عشر يتوافدون إلى هذه المنطقة بحثاً عن المرعى في سنوات الجفاف، وهم ينتشرون حول منطقة تل كوجر وجنوبي وادي الرد، وفي منطقة تل علو.
الدوائر الخدمية الرسمية والخاصة في تل كوجر
توجد في بلدة تل كوجر دائرة مصالح زراعية وعدد من الوحدات الإرشادية وهي موزعة على قرى المنطقة. كما يوجد فيها مصرف زراعي، والصوامع لتخزين الحبوب الواقعة في كل من بلدة تل كوجر (معدنية) وتل علو (بيتونية) وبطاقة تخزينية قدرها /120000 / مائة وعشرون ألف طن من الحبوب، وفيها وحدة غربلة لإكثار البذار.
في تل كوجر عدد من الجمعيات في مجال عمل الرابطة الفلاحية، كما يوجد فيها مركز بلدية، مديرية ناحية، محكمة، وحدة مياه، مركز كهرباء، دائرة أعلاف، مركز ثقافي، محطات محروقات، عيادات أطباء، صيدليات، مخابر طبية ودور أشعة للتصوير، فرن آلي وعدد من الأفران الخاصة الصغيرة. ويعد مشروع السوق الحرة في المعبر الحدودي مع العراق أهم مشروع في ناحية تل كوجر.
معالم منطقة تل كوجر
تل حموكر Girê Hemo ker ويسمى أيضاً (حمو كار)
هو من أهم معالم منطقة كري كوجرا الأثرية، إذ يعتبر أحد أقدم المستوطنات البشرية في التاريخ, عمرها حوالي سبعة آلاف سنة. لقد اكتشفت في مباني حمو كر القديمة أول نظام للتكييف الهوائي في التاريخ. يقع التل على الحدود الفاصلة بين سورية والعراق، بالقرب من جبل شنكال (سنجار)، اكتشفت البعثة السورية- الأميركية المشتركة للتنقيب عن الآثار فيها مدينة أثرية مهمة، يعود تاريخها إلى الألف الخامس قبل الميلاد[3]. جرى هذا الاكتشاف المهم في موقع تل حموكر الأثري على مساحة مائتي هكتار من الأرض، على شكل مربع وسط السهول المحصورة بين جبل شنكال Şingal في الجنوب وسلسلتي جبال طوروسToros وزاغروس Zagros في الشمال والشمال الشرقي، ويبعد الموقع عن نهر دجلة باتجاه الجنوب الغربي مسافة خمسين كيلو متراً، بينما يبعد عن نهر جقجق (الذي يخترق مدينة قامشلو Qamişlo) بحوالي خمس وستين كيلو متراً.
وبحسب محمد مكطش أمين متحف الرقة، بشمال شرقي سورية الذي قال: إن أراضي تل حموكر من أخصب الأراضي الزراعية، وكانت تروى من عدة أنهار تأتي من الشمال إلى الجنوب، وأخرى من جبل شنكال باتجاه الشمال، وتلتقي جميعها لتشكل بحيرة كانت تخضع مياهها لعملية تنظيم معينة لري السهول الزراعية الواسعة والخصبة، وفسر مكطش معنى كلمة «حموكار» فقال إن اسم «كار» يعني الصفة والعمل وفي اللغة السومرية القديمة وكذلك اللغة الكردية، يعني مكان العمل الذي ينظم شؤون العاملين. ويعتقد أنها كانت موطناً لحوالي خمسة وعشرين ألف نسمة، وقد عثر فيها على لقى أثرية مهمة، مما يعطيها ميزة في تطور الفن التشكيلي والنحت والزخرفة، كما يقول مدير متحف الرقة ورئيس الجانب السوري في بعثة التنقيب السورية – الأميركية، أن ما عثر فيها من لقى أثرية تعطيها الأولوية بالنسبة إلى المدن الأخرى التي تعود إلى تلك الفترة. فقد اكتشف فيها أقدم نظام للتكييف الهوائي في التاريخ، ويتمثل في وجود ممرات في جدران ثنائية متوازية تفصل بينهما مسافة من الفراغ لا تتجاوز خمسة عشر سنتيمترا تسمح بتدفق الهواء المكيف النقي لمقاومة حرّ الصيف. وأكد مكطش أن السكن استمر في هذه المدينة الأثرية منذ الألف الخامس قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي المبكر، أدركت البعثة أهمية هذا الموقع من خلال المسح الطوبوغرافي واللقى السطحية التي أمكن العثور عليها. من ناحية ثانية يرى الباحث الأثري السوري الدكتور عمر العظم مدير المعمل الفني في مديرية الآثار والمتاحف في سورية (وهو خبير حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن في الأثنوغرافيا، والمسؤول عن الجانب السوري في بعثة حموكر) أنه قد هاجرت في منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد تقريباً مجموعات بشرية من جنوب بلاد الرافدين إلى سورية وأسسوا فيها مستعمرات سكنية، وأدى هذا الاحتكاك بسكان المنطقة الأصليين إلى تطور في نظام العمران، وتطور في مبدأ حكم الملكية ونظام الدولة.
المكتشفات الأثرية في حموكر
كشف في موقع تل حموكر عن أبنية من اللبن مليئة بالفخار والرماد تعود إلى منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد، أي العصر الحجري – النحاسي ووجدت أيضاً أربعة أو خمسة أفران كانت مقببة، يبلغ قطر بعضها مترين تقريباً، كانت تستخدم للطهو والخبز وطبخ اللحوم، وذلك لوجود كمية كبيرة من العظام الحيوانية، بالإضافة إلى المواد النباتية المفحمة كالحبوب وغيرها. ويتولى الدكتور العظم دراسة هذه العينات وتحليلها في مخابر المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية. كذلك اكتشفت كسر فخارية يستنتج أن معظمها يعود إلى آوان كبيرة الحجم كانت تستخدم في الطهو وتحضير الطعام، ويدل حجم هذه الأواني على أنها كانت تستعمل لتحضير طعام جماعي أو لخدمة تتجاوز أفراد الأسرة، وهذا يدل على وجود إدارة حكومية بشكل ما. كذلك اكتشف وجود امتداد للبناء خارج السور، وهذا يثبت أن التطور العمراني انطلق من هذه المنطقة ولم يأت إليها من الخارج.
حجم الموقع والفترات التي مر فيها: أيضاً ثبت من خلال المسح السطحي أن مساحة موقع حموكر كانت تبلغ ثلاثة عشر هكتاراً تقريباً، لكن في حدود الألف الثالث، امتدت حتى بلغت (102) هكتار ومن نوعية الفخار الذي اكتشف في الموقع تبين أنه يعود إلى فترة اوروك فهو يشبه أواني وأشكالاً معروفة في جنوب العراق، وهذا يؤكد وجود علاقات مع جنوب بلاد الرافدين. وبعد هذه الفترة هُجر الموقع، واستخدم على شكل قرى صغيرة حتى الفترة الآشورية الجديدة، ثم الفترة السلوقية (200) قبل الميلاد، لكن آخر فترة سكن فيها موقع حموكر كان حوالي (700) بعد الميلاد أي في المرحلة الإسلامية – الأموية.
ومن معالم تل كوجر المعروفة “فندق أم إسماعيل”
بني الفندق في ستينات القرن الماضي والذي عرف آنذاك ب «فندق أم إسماعيل»، نسبةً إلى امرأة حلبية كانت تمتلكه، وكان دكتاتور العراق صدام حسين من أشهر نزلائه، حين فرّ من العراق عقب محاولته اغتيال الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم، كما جاء في أحد اللقاءات معه.
«صور من البلدة والمنطقة الحرة»
أهم الشخصيات في منطقة كري كوجرا – تل كوجر
– نايف مصطفى باشا
يعتبر الشيخ نايف باشا رئيس عشيرة الكوجر الميران واحد من أبرز الشخصيات في تاريخ منطقة ديريك و جبل قره جوخ وكذلك قرى الكوجر. كان له الدور الأبرز في تعزيز العلاقات الأخوية ما بين الطوائف والعشائر المختلفة، كما يعتبر من الشخصيات الوطنية البارزة في النضال ضد الاستعمار الفرنسي, ولد الشيخ نايف مصطفى باشا عام 1890، وتوفي في العام 1966 ودفن في أعلى قمة في جبل قره جوخ, ولقد لعب الشيخ نايف باشا دوراً كبيراً في حلّ المشاكل الكثيرة التي كانت تحصل بين العشائر، حيث كان له كلمة مسموعة، وكان يؤخذ بمشورته، للحكمة البالغة التي كان يتمتع بها، إضافةً لشجاعته البالغة. وكان من الأشياء التي يشتهر بها كرمه البالغ ومساعدته للفقراء والمحتاجين. توفي الشيخ نايف باشا وترك وراءه عدداً من الأبناء بلغ عددهم خمسة عشر ابنا، هم: عبدالعزيز – نواف – دهام – مصطفى – عبد الكريم – محمد – عفدي – فايق (توفي وهو طفل ) – إبراهيم – شلاش – عكيد – علي – سمكو – حسو.
«نايف مصطفى باشا»
تل كوجر نحو الحرية
بلغ عدد منازل مدينة تل كوجر (1600) منزل في الآونة الأخيرة, نتيجة للهجرات الطبيعية من الريف إلى المدينة، حيث لم كانت المدينة في الخمسينات من القرن الماضي مجرد قرية، لم يكن يتجاوز عدد سكانها المئات من كرد وعرب إضافةً إلى المسيحيين من أرمن وسريان. بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها سورية, نالت مدينة تل كوجر حصتها من الخراب والدمار وبالتحديد بعد دخول الجماعات التكفيرية إليها المتمثلة بجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وكتائب مسلحة تحت مسميات إسلامية, حيث أصبح الأمن والاستقرار شيئان نادران لهذه المدينة إن لم نقل معدومتان, فطبقوا بحق شعبها حكماً عادت بنا في الذاكرة إلى عصور ما قبل الإسلام, بممارسات وعقوبات تبتعد عن الإنسانية والأخلاق من جلد وسلخ ونحر وقطع للرؤوس, في ساحات ميدانية تسمى بأسماء تبعث الخوف في القلوب, وبتعبير آخر أصبحت مدينة للأشباح ومرتعاً للكلاب والقطط .
استمر هذا الوضع لمدة زادت عن سنة كاملة, كانت نتيجتها هجر ثلاثة أرباع سكانها وقتل الكثير من أبنائها مع ممارسات النهب والسرقة التي طالت الممتلكات الخاصة والعامة من آبار النفط وصوامع الحبوب ومراكز حكومية ومدنية، لتنقل بشاحنات خاصة إلى دول متعاملة معهم كالدولة التركية من خلال معابر تسيطر عليها هذه الجماعات كمعبر تل أبيض الحدودي.
ولجشع وبطش هذه الجماعات التي لم تروى, سعت جاهدة مد نفوذها والسيطرة على قرى ومدن قريبة منها, فحاولت مراراً وتكراراً مهاجمة مناطق أخرى من حولها والتي كانت بحماية وحدات حماية الشعب (YPG), ونتيجة للهجمات الكثيرة التي قامت بها, ولجوء الكثير من وجهاء القبائل العربية إلى قيادات (YPG) لتخليصهم منهم, قامت وحدات حماية الشعب بمساعدة أبناء المنطقة بطرد تلك الجماعات بعد تكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح, ومن ثم قامت بتسليم المدينة إلى أبنائها اللذين من طرفهم أسسوا مراكز أمنية لتنظيم البلدة وإعادة المياه إلى مجاريها.
فقد تم بتاريخ 23-9-2013م الإعلان عن تأسيس مركز قوات الأمن (الأسايش) في المدينة, ولمدة ما يقارب (45) يوماً لم يدخل المدينة أي شخص باستثناء قوات الأمن (الأسايش) والقوات العسكرية (YPG) وذلك لوجود كميات هائلة من المواد المتفجرة والألغام المبعثرة على الطرقات, ولتأمين البنية التحتية للمدينة.
– تمتاز بلدة تل كوجر بالتعايش السلمي المشترك بين جميع مكونات المنطقة من كرد وعرب على خلاف التعايش الطبقي الذي كانت تعيشه.
تم لاحقا تم إنشاء مركز ومستوصف خاص بأطباء بلا حدود. كما تم افتتاح المعبر الحدودي يومياً من الساعة 8 صباحاً ولغاية الساعة 7مساءً. إلى أن توقف مرة أخرى. هذا وما زالت محطة القطار الموجودة في المدينة مغلقة وعاطلة عن العمل.
أهمية تل كوجر ومحطتها وتداعيات الثورة السورية عليها
هذا وقد كتب الدكتور آزاد علي عن هذه المرحلة: “ما هو مثير للانتباه أن هذه البلدة الصغيرة التي تأسست حول محطة على خط قطار الشرق السريع، تتصف بحساسية سياسية عالية، وتعاود لتحتل واجهة الأحداث الأمنية والعسكرية في منعطفات حادة من تاريخ المنطقة السياسي، منذ الحرب العالمية الثانية. كانت سهولها الخصبة أصلاً مراعي لماشية القبائل الكردية الرحل (كوجر) طوال قرون عديدة، حتى استقرت فيها بطون من قبيلة شمر البدوية العربية، إبان الحرب العالمية الثانية، واستقرت في المنطقة بتشجيع من السلطتين البريطانية والفرنسية، لتحقيق توازنات ديموغرافية وتثبيت الحدود السورية – العراقية، وتأمينها. لذلك تم أولاً إزاحة سكانها الكوجر نحو عشرة كيلومترات شمالاً. ثم اعتمدت المحطة معلماً حدودياً يفصل كل من سوريا والعراق. انتعشت المحطة – البوابة اقتصادياً، وارتقت إدارياً، لتلعب دوراً سياسياً وقبلياً أكبر من حجمها العمراني الجديد. تحقق ذلك أيضاً بدعم من سلطات دمشق التي ترجمت دعمها وتوجهها السياسي بتعريب اسم المحطة إلى (اليعربية) هذه البلدة الحدودية الهامشية، كانت وما زالت تتسم بسمات جيوسياسية رمزية، منذ تأسيسها مطلع القرن الماضي وحتى الانتفاضة السورية الراهنة. ففي أواسط عام 2012 وبعد انسحاب قوات النظام من المناطق الكردية، سيطرت مجموعات إسلامية مسلحة على هذه البلدة، فأغلق النظام إحدى عينيه على وجودها حتى أواخر تشرين الأول 2013. وبهذا تكون قد سيطرت “كتائب من المعارضة السورية المسلحة” عليها لمدة تقارب السنة، من دون أن تبذل قوات النظام المتواجدة في مدينتي القامشلي والحسكة، أي حركة جدية لإخراجها. فقد كان وجودها إشكالياً في الأساس، ويثير أكثر من تساؤل، لأنه من الصعب استقرار قوات المعارضة فيها، أيا كانت قدراتها، لمدة طويلة من دون حماية جوية. عملياً، تبقى تل كوجر ثاني أهم معبر حدودي رسمي بين سوريا والعراق، وتتصف البلدة بقيمة استراتيجية مضافة تزداد اليوم بالتوازي مع ارتسام مسار التسوية السياسية المرتقبة للمسألة السورية.
لذلك لم يكن مستغرباً أن المعارك التي دارت فيها أواخر شهر تشرين الأول 2013 قد نالت اهتماماً غير مسبوق من جهات استراتيجية وإعلامية. ففي الوقت الذي أكدت فيه قوات حماية الشعب الكردية سيطرتها على المعبر والمنطقة الحرّة ومعظم أطراف البلدة، لم تتمكن قوات المعارضة السورية المسلحة الاحتفاظ بمواقعها، وبالتالي ضمت إدارة هذه البلدة إلى المناطق الكردية المجاورة. إن محطة تل كوجر تبدو اليوم على الرغم من صغرها، أحد أهم المحطات السياسية وأخطرها في مسار التسوية السورية .”[4]
كما وردت في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتوسيع دعمها العسكري للكرد, حيث سلطت الصحيفة الضوء على تصاعد أعمدة الدخان الأسود في أفق مدينة تل كوجر الحدودية الواقعة في شمال شرقي سوريا على الحدود التركية العراقية، بسبب معركة قوية على الموارد بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والمقاتلين الكرد. وأوردت الصحيفة في سياق تقرير على موقعها الإلكتروني أن الرجال والنساء والأطفال يعملون على آلاف الأفران المعدنية البدائية لتكرير النفط الخام الذي يوزعه الأطراف المتحاربة لشراء ولائهم، ويبيع السكان الوقود الذي يعدونه إلى تجار السوق السوداء. وأضافت الصحيفة أنه باعتبار النفط الآن هو الدخل الثابت الوحيد في هذه المجتمعات الريفية الفقيرة، يقدم كل جانب خيارين، إما محاربتنا والموت أو الانضمام إلينا وكسب رزقه. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتوسيع نطاق دعمها للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم داعش للسيطرة على المدن والقرى الواقعة على نهري دجلة والفرات، ووصفت وول ستريت جورنال هذا الصراع الدائر بأنه موحل مثل الرواسب الناتجة عن الأفران البدائية الصنع على الأرض. وأوضحت الصحيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يسيطر على معظم الجزء الجنوبي من محافظة الحسكة ومحافظة دير الزور المجاورة بأكملها تقريبا، الغنية بالنفط والغاز، بالإضافة إلى معظم محافظة الرقة المجاورة.
المصادر :
– جريدة الشرق الأوسط الدولية
– كتيب الأستاذ عبد الحميد درويش – لمحة تاريخية عن أكراد الجزيرة.
– د. آزاد أحمد علي. مصير مناطق غربي كوردستان بعد محطة تل كوجر
– الحوار المتمدن، العد (4279)، تاريخ 18/11/2013، على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=387482
– ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
– محمد رشيد. مخطوطة عن تل كوجر.
– مركز الإعلام لقوات الأسايش.
– بعض سكان وأهالي تل كوجر.
– مواقع النت: شبكة ولاتي. شبكة (بوير) . أخبار كردية
الهوامش:
(1) وبحسب مصادر أخرى أنه توفي في قرية صفيا منتظراً وصول الدعم إليه من جبل سنجار – الحوار.
(2) د. آزاد أحمد علي
(3) في الواقع ثمة العديد من المواقع الأخرى أقدم من حموكار، وخاصة ما اكتشف في كول تبه بغرب أورفا في السنوات العشر الأخيرة.- الحوار
(4) د. آزاد احمد علي. مصدر سابق.[1]