#احمد الحمد المندلاوي#
مقدمة
قبل الخوض في سرد الموضوع لابد وأن نشير الى أنَّ الكورد الفيليين في عراقنا الحبيب لهم مزايا قلّ ما تجدها في الإثنيات الأخرى في المنطقة وغيرها،وذلك لثلاثة أمور تتسم بها هذه الشريحة دون غيرها،وهي:
1- الكورد الفيليون ،من التسمية يظهر جلّياً،بأنَّهم من القومية الكوردية بلا أدنى شك في ذلك، فما للأكراد لهم أيضاً من التراث الحضاري والانساني، وما الى ذلك من التبعات التاريخية و الثقافية،إذن فهم حسب الانتماء القومي أكراد .
2- الكورد الفيليون، أغلبيتهم (98./.) مسلمون،وهناك الكاكائية (1)،،وقلة قليلة من اليهود (2)،هذا من ناحية الديانة ،ومذهبياً هم من الطائفة الشيعية (الأثنى عشرية) ،بينما بقية الكورد من الطائفة السّنّية (غالبيتهم من الشافعية)،إذن فهم مسلمون شيعة،و لهم باع مشهود في حبهم للطائفة ،وترسيخ أركانها في البلاد.
3- الكورد الفيليون، تقع مناطق سكناهم في وسط العراق وجنوبه ،أي أنَّهم حلقة وصل بين شمال الوطن وجنوبه ،وأمسى بذلك جسر المودة و المحبة بين طرفي البلاد في تواجدهم .
والنتيجة الحاصلة من الأمور الثلاثة في كيان المواطن الكوردي الفيلي ،هي:
- الكوردي الفيلي قومياً جزء من الكورد عموماً و يشاركهم في الحس القومي.
- الكوردي الفيلي عقائدياً جزء من المسلمين عموماً، ويشاركهم في الحس الإسلامي.
- الكوردي الفيلي مذهبياً جزء من المسلمين الشيعة، ويشاركهم في الحس المذهبي.
من هنا يلتقي الكوردي الفيلي مع الكورد قومياً،و يلتقي مع العرب المسلمين السنة وغير العرب دينياً(عقيدة)، و يلتقي مع العرب المسلمين الشيعة و غير العرب مذهبياً ،فمن هنا يلتقي مع الجميع في معاملاته التجارية و غير التجارية ،و ترفع الحواجز و الستائر بينهم و بين من يعايشونهم ،ويساكنونهم ،وهذه ميزة فريدة لهذه الشريحة المظلومة،بل ترسخت في أعماقهم ،و سرت في دمائهم،و أمست جزءاً مهماً من التكوين الثقافي لهم عبر حياتهم الاجتماعية ،و السياسية ،و هناك عشرات المئات من الأمثلة الواقعية ،والحقائق المبينة على الساحة المدنية و الشعبية،من حالات الزواج و الانخراط في الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية ،والاعمال التجارية،و تسري هذه الحالات بلا أي أدنى تحفظ، رغم الجور و الاضطهاد المبرمج لهم من قبل الانظمة على مسار الزمن، فمنذ تشكيل الدولة العراقية(1923م)،بل كانت ردود الفعل لتلك الانتهاكات الفظيعة ،والمخالفة الجهورية لمبادئ للاعلان العالمي لحقوق الانسان بالنسبة للشريحة ايجابية أكثر من ذي قبل ،و تمثّلت في موردين رئيسين ،و هما:
ألف – المطالبة بحقوقهم المشروعة وفق الشريعة الاسلامية ،والقوانين الدولية،و بعيداً عن ممارسات العنف،والردّ بالمثل.
باء – تكوين أنفسهم (مادياً و معنوياً) في بلاد المهجر ومدّ يد العون لكل عراقي مغترب يعاني من جور النظام البائد وانتهاكاته الفظيعة لحقوق الانسان.
من هنا أمسى الكورد الفيليون جسر المودة بين جميع أطياف المواطنين في فسيفساء عراقنا الحبيب .
من هنا يأتي بحثنا المتواضع الموسوم ب ( الكورد الفيليون في العراق ،تاريخ في ذاكرة الشجن)،في أربعة مباحث مختصرة،وعلى الوجه الآتي:
1- تعريف موجز للكورد الفيليين
2- قضية الكورد الفيليين في التاريخ السياسي المعاصر
3- الكورد الفيليون والدولة العراقية..
4- الكورد الفيليون،وحلُّ الأزمات
المبحث الأول
تعريف موجز للكورد الفيليين
الكورد الفيليون أو الأكراد الفيلية (بفتح الفاء وتسكين الياء)،ترمز إلى شريحة من اللور التي تنسب إلى القومية الكوردية التي تقطن المناطق الحدودية من العراق وإيران أبتداءً من مناطق جلولاء و خانقين و مندلي في محافظ ديالى شمالاً، إلى منطقة علي الغربي جنوباً مروراً بمناطق بدرة و جصّان و زرباطية و الكوت و النعمانية و العزيزية وتقع أغلب هذا المناطق في محافظة واسط العراقية إضافة إلى بعض قرى محافظة ميسان،والكثير منهم (الكورد الفيليون)يسكنون في بغداد العاصمة منذ أمد بعيد،و اُطلق عليهم الكورد الفيليون،و لو إنَّ لهذا الاصطلاح آراء عديدة بين الرفض و التأييد،كما إنَّ هناك تفاسير كثيرة له ، وكأنَّما أصبح من نظريات (الأمر الواقع)لإستخدامه الشائع في الهيئات الدولية،ومادام هذا الاصطلاح يجمع الكورد الفيليين لايجادحلّاً لمعاناتهم المزمنة ..فدعه عنواناً لجمعهم ،الى تستقر آراء الباحثين و المتخصصين على اصطلاح أدقّ و أشمل،و هذا الطرح هو بحث شائك يحتاج الى دراسة مستفيضة. (3)
والكورد الفيليون معظمهم يدينون بديانة الأسلام،وهم من المسلمين الشيعة وعلى المذهب الجعفري الأثنى العشري،ولهجتهم الكوردية تختلف عن مثيلاتها في كردستان العراق وإيران بعض الشيء حيث تسمى اللهجة الكرمانجية الجنوبية ( المعروفة في تقسيم اللهجات الكوردية باللهجة اللوريّة). (4)
سكن الكورد الفيلييون في عاصمة العراق بغداد، وكان العديد منهم يزاول النشاط التجاري فيها وقد تم أبعاد الكثير منهم قسراً من العراق أبان حكم الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر في 1970م وأبان حكم الدكتاتور صدام حسين في نيسان/1980 بحجة التبعية من أصول إيرانية.
وكان يبلغ تعداد الكورد الفيليين عام 1947م حسب أرقام واردة من وزارة الشؤون الاجتماعية ب 30 ألف نسمة، وبذلك يشكلون 0.6% من سكان العراق آنذاك حيث كان يسكن منهم حوالي 14 الف نسمة في المدن في حين يسكن 16 الف نسمة آخرين في الريف. (5)
أما أشهر عشائرهم في العراق،منهم :كلهور،قره لوس،لور، أركوازي،باولي،سويره ميري،خزل،هواسي،لك،شوهان،زركوش،قيتويل،ملكشاهي،كورده لي،علي شيروان،كلاواي،هيني مني،ماليمان، و غيرهم(6).
و برز منهم في العراق شخصيات عديدة بل نجوم في شتى مرافق الحياة ،و خدموا الوطن بكل جدية واخلاص و تفانٍ ،و قوبلوا بذلك الاضطهاد الذي لا نظير له في العالم ..
الفصل الثاني
قضية الكورد الفيليين في التاريخ السياسي المعاصر
في هذا الفصل نذكر بعضاً من الحقائق الواردة في التاريخ السياسي المعاصر للدولة العراقية بخصوص قضية الكورد الفيليين،والتي تعتبر من القضايا المعقدة التي شهدها التاريخ السياسي الحديث لمنطقة الدول المطلة على الخليج، وخصوصاً بعد انهيار الأمبراطورية العثمانية، لما لهذه المنطقة عموماً من اهمية ستراتيجية بسبب موقعها المهم الذي تحتله ضمن الرقعة الجغرافية لمنطقة الصراع العالمي من أجل الذهب الاسود وقد أدى ذلك بصورة حتمية لظهور هذه القضية ضمن القضايا البالغة الاهمية بل وأعقدها والتي يصعب ايجاد حلول دائمية لها وبسبب كون مطلق الحلول سواء المتبعة منها أم المطروحة، كانت جميعها تهدف الى تحقيق أكبر المصالح على حساب هوية شعب بالتغاضي عن حقوقه مما أدى الى فشل كل المحاولات والتي تسمى بوجهة نظر القيادات السياسية حلولاً لاغلاق ملف هذه القضية حيث كانت تطفو على السطح دوماً وخصوصا مع التطورات التي يشهدها الملف الكوردي بصورة عامة والتغيرات في علاقات العراق وايران البلدين المتجاورين.
اما اسباب تعقد هذه القضية فلها جذورها التأريخية بدءاً بالخلافات التي كانت تعصف بين الحين والآخر بالعلاقات بين الدولتين الجارتين العثمانية والايرانية، وبين الدولة العراقية والايرانية فيما بعد اذ بقيت هذه الخلافات تعكر صفو العلاقات بين الدولتين على مدى اكثر من أربعة قرون ونصف.
وتعود أسباب الخلافات أصلاً الى التنازع المستمر بين البلدين على سيادة الاراضي المحاذية لمنطقة التخصر الحدودي بين العراق ايران (7)، وخلال فترات مختلفة حاولت الدولتان انهاء ذلك الصراع عبر اتفاقيات صلح ومعاهدات وبرتوكولات عديدة عقدت بينهما لهذا الغرض الا ان هذه الاتفاقيات مافتئت ان تنهار بسبب الانتهاكات والاعتداءات التي تظهر بين فترة وأخرى والتي كانت تشتعل بين الطرفين في تلك المناطق لكونها نقاط التماس الحيوية بين الدولتين لا سيما في مناطق مندلي و بدرة و خانقين .
اما الاتفاقيات المعقودة بين الدولتين العثمانية والايرانية بلغت ثماني اتفاقية ،بدأت باتفاقية قسطنطينة في عام 1555م،وانتهت باتفاقية اسطنبول 1931م، والتي عرفت ببروتوكول الاستانة ومما يلاحظ في تلك الاتفاقيات انَّ بنودها كانت تتغير تبعاً لتغيير الظروف السياسية حينها، والتي تفرض نفسها في حسم الصراع بصورة (مؤقتة) بين الدولتين اللتين لم تكونا على وفاق تبعا لطبيعة المصالح والامتيازات التي يسعى لتحقيقها الطرفان بشتى السبل والوسائل المتاحة والتي دعت في كثير من الاوقات الى استخدام القوة وفرض السيادة بما ينتج عنه الموقف بينهما فكانت كل اتفاقية تحمل بين طياتها اوراق المنتصر حيث في كل اتفاق جديد كان يعقد بين الدولتين لم يكن يتعد عن تغيير السيادة للمناطق التي تم تقسيمها اصلاً في اتفاقيات سابقة ودون مراعاة لما لهذا التقسيم من آثار سلبية على سكان تلك المناطق، حيث من الطبيعي ان نجد مثلا جزءا من افراد عشيرة معينة يوجدون في مناطق تعود تبعيتها حسب الاتفاقيات المعقودة الى ايران والجزء الآخر من العشيرة نفسها يقطنون في مناطق تعود بتبعيتها الى الدولة العثمانية أو الى العراق فيها بعد مما سبب هذا التقسيم حدوث الكثير من المشاكل الاجتماعية لدى أبناء العشائر القاطنة في تلك المناطق موضع النزاع أضف الى ذلك تأثيرات نفسية ومشاكل قانونية تخص حقوق الملكية والتبعية والجنسية وغيرها كما حدث في العراق مطلع السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، الأهم من ذلك كله ما لهذه الاتفاقيات من دور واضح في الاعتداء على حقوق المواطنة لسكان تلك المناطق مما يعد خرقاً للأعراف والاتفاقيات الدولية وبتعبير أدق ان تلك الاتفاقيات والبروتوكولات لم تأخذ بنظر الاعتبار الجوانب والاعتبارات الانسانية ،لا سيما مجالات حقوق الانسان التي يجب مراعاتها فيما يخص سكان المناطق (الفيلية) محور الصراع. (8)
الفصل الثالث
الكورد الفيليون والدولة العراقية
في هذا الفصل نذكر بعضاً من التداعيات السياسية التي حصلت بعد الحرب العالمية الأولى و انعكاساتها على شريحة الكورد الفيليين،فبعد انهيار الدولية العثمانية اثر هزيمتها في الحرب العالمية الاولى وسيطرة دول الحلفاء على معظم المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ الدولة العثمانية، حيث استطاع الانكليز الاستيلاء على الكثير من المناطق في العراق بدءاً من شط العرب الذي كان بداية لتلك الحملة، والتي بدأت في تشرين الثاني 1914م ،مستمرة بها حتى تم اعلان الهدنة في 28 -04- 1918م، ومن ثم توقيع اتفاقية سيفر بين تركيا (9) و بين الحلفاء من جهة أخرى في 10-08- 1920م، حيث أصبح العراق تحت السيطرة البريطانية بموجب الانتداب الذي خول بريطانيا تشكيل حكومة عراقية وانتخاب ملك للعراق حسب استفتاء تجريه لهذا الغرض ،ومما يذكر بهذا الشأن ان والي (بشتيكوه) غلام رضا خان، وهو والي مستقل من أمراء لورستان كان من ضمن المرشحين لتولي عرش العراق، حيث كان من مصلحة الانكليز تأمين علاقاتها في مناطق لورستان الفيلية، والحفاظ على علاقات طيبة مع الوالي(10).
ورغم التطورات التي شهدتها المنطقة بعد الحرب العالمية الاولى الا ان الخلاف بين الدولتين الايرانية والعراقية (الحديثة آنذاك) مافتىء ان يظهر على المسرح السياسي حيث لم يكن قد حسم بعد وبلغت هذه الخلافات اشدها عام 1932م حيث كان التوتر بين البلدين قد بلغ منحى كبيراً بسبب التجاوزات والاعتداءات المستمرة على القرى والمخافر الحدودية واتجه الخلاف الى اتخاذ مسار جديد بعد ان تقدمت الحكومة العراقية بالعديد من المذكرات الى الخارجية الايرانية والتي لم تسفر عن شيء ليعرض العراق المشكلة على عصبة الامم في 25-10-1934 بين فيها قلقه من تصرفات الحكومة الايرانية المخلة بالاتفاقيات المعقودة بين البلدين، ففي عام 1934 قدم نوري السعيد وزير الخارجية العراقي آنذاك مذكرتين الى عصبة الامم احتوتا على حقائق تأريخية استند اليها السعيد في معرض بيان عائدية المناطق المتنازع عليها واستند ايضا الى الاتفاقيات التي اصبحت ملزمة للبلدين قبل الحرب العالمية الاولى بما في ذلك بروتوكول تعيين الحدود الموقع عليه في استانبول في 04-11- 1913ورغم هذه المذكرة المقدمة من الجانب العراقي الا ان مجلس عصبة الامم كان قد سحب موضوع الخلاف من جدول اعماله بعد ان تعهد وزير الخارجية الايراني بتقديم مقترحات في هذا الموضوع ترضي الحكومة العراقية كما أوصى مجلس العصبة بحل الخلاف عن طريق التفاوض المباشر بين العراقي وايران.
وتجددت المفاوضات بين البلدين بدءاً من عام 1935 وانتهت بعقد معاهدة بينهما في 04 -07-1937 التي اعطى فيها العراق بعض التنازلات لايران في شط العرب مقابل الاحتفاظ ببعض المناطق المتنازع عليها تحت سيادة العراق.
وربما لم يكن الامر مصادفة حين صدر قانون الجنسية العراقية في العام نفسه أي عام 1937 حيث كان الكثير من العوائل الكوردية الفيلية مازالت تحتفظ بجنسيتها الايرانية فكما ذكرنا سابقاً كانت مناطقهم معرضة على الدوام للتنقل بين سيادة الدولتين الايرانية والعراقية اثر كل اتفاقية او معاهدة وبقيت هذه العوائل محتفظة بجنسيتها الايرانية لضمان عدم شمول ابنائها بقانون الخدمة العسكرية الاجبارية (11)..
ومن مقارنة للاحداث بين صدور قانون الجنسية العراقية رقم (42) لسنة 1924 (12)..، وصدور القانون الجديد للجنسية عام 1937 نجد ان الاسباب التي صدر من اجلها القانون عام 1924 كانت لغرض سحب الجنسية عن الكثير من الأرمن والآثوريين غير المرغوب بوجودهم آنذاك، ليتضح لنا ابعاد واهداف قانون الجنسية العراقية الذي صدر عام 1937 بعد ان وقع برتوكولا مع ايران حول تقسيم الحدود فيتضح لنا المشروع الذي يهدف الى تصفية الوجود الكوردي (الفيلي) من مناطق التخصر الحدودية بين العراق وايران فهي خطة مدروسة ولكن لربما لم تكن بالشكل الذي تم تنفيذه منها مطلع السبعينيات والثمانينيات، فقد كان قانون الجنسية العراقية منذ بداية صدوره يعتمد على التبعية العثمانية كأساس لحقوق المواطنة في الوطن العراقي الحديث وقسمت الجنسية العراقية المواطن العراقي الى فئات ودرجات خلافاً لما هو متعارف عليه في معظم دول العالم معتمدين بذلك على التعدد القومي والطائفي في العراق وتمرير المخططات الرامية لمواجهة الاكثرية بالاقلية الحاكمة حيث يمكن تجريد اية طائفة من جنسيتها اذا ما واجه منها أي تهديد معين، وعلى ضوء ذلك تم استبعاد الكثير من ابناء الشعب العراقي عموماً باسقاط جنسيتهم ومن بينهم الكورد الفيليون.
المبحث الرابع
الكورد الفيليون و حلُّ الأزمات
كان للكورد الفيليين دور مهم كما ذكرنا مقدمة البحث ، ويتجلّى هذا الدور في بناء تاريخ العراق و حضارته الأصيلة ،وتركوا طابعاً متميزاً في مسيرة هذا التاريخ العظيم ، ولهم دور مهم ومتميز في حل كثير من المشكلات والأزمات ، فمثلاً في سنة 1996 عندما حدثت أزمة في كردستان العراق بين الأخوة الكورد فكان للفيليين دورٌ مهم في حل الأزمة لأنهم كانوا ضمن الوسطاء الموثوق بهم من جميع الأطراف ، وبالأمس القريب كان لهم الدور الايجابي في اخماد الفتنة الطائفية التي كادت تعصف بالبلاد وتحرق الأخضر واليابس لعلاقة الفيليين الطيبة مع جميع المذاهب الإسلامية ، وكذلك اليوم لهم الدور المهم في حلحلة أزمة كركوك لعلاقتهم التاريخية الجيدة مع جميع مكونات اهل كركوك فالكورد الفيليون لهم الدور الريادي في نشر التعايش السلمي في وسط المجتمع العراقي وأسباب ذلك كثيرة منها(13):
1- لتواجد الفيليين في اكثر مناطق العراق وتعايشهم السلمي مع المجتمع وبالتالي اصبحت لديهم علاقات تاريخية وتجارية ومصاهرة وغيرها مع العرب ( بكافة مذاهبهم الاسلامية ) ومع التركمان ومع اخوانهم الآخرين مع الاكراد وهذا واضح جداً في مدينة مندلي و خانقين و كركوك وبغداد وغيرها،حتى أمسى البيت الكوردي الفيلي رمزاً للتآخي والوئام،و بالمناسبة أعرف أحد البيوت الفيلية يضم الكوردي الشيعي و الكوردي السني،والعربي الشيعي و العربي السني،و التركماني الشيعي والتركماني السني،فأمسى هذا البيت بيتاً عراقياً بمعنى الكلمة.
2- ولأن التركيب النفسي للكورد الفيليين هو واضح ويتميزون بالطيبة،والتسامح حتى أصبحوا معروفين عند العراقيين بالمثل الشعبي (جماعة القلب الطيب ) ،لا يحملون حقداً علة أحد،حتى الذي أساء اليهم..
3- ولدورهم البارز في احتضان العراقيين في المهجر وبدون تمييز طائفي أو قومي ولأنهم ظُلموا قبل غيرهم في الجريمة المعروفة (بالتسفيرات) ،مما أدى الى تواجدهم في المهجر بأعداد كبيرة ،فتقاسموا بقية العراقيين في مسكنهم ومشربهم وملبسهم ...
4- ولحب الكورد الفيليين لوطنهم وشعبهم تراهم يحرصون دائما ان يعيش العراق في أمان وسلام ،وكرامة ،وبالتالي يبذلون الغالي والنفيس في سبيل تقدم، ورفعة العراق .
و هناك شواهد كثيرة في هذا المضمار. ولكنهم عوقبوا على هذه السجايا الحميدة بأعمال عنيفة يدنى لها جبين البشر،بل أصابتهم مظالم بلا حدود، أنظر الوثائق الصادرة من النظام البائد بخصوص مظلومية الكورد الفيليين (14)،وبعد التحرير كوفؤا بالأقوال الجميلة وبانتظار التطبيق وليس ذلك ببعيد إن شاء الله على أيدي المخلصين العاملين على الساحة العراقية.
المبحث الخامس
مناطق تواجد الكورد الفيليين في العراق
الكورد الفيليون متواجدون في شتى أنحاء البلاد و لعدة أسباب ،و منهم من يتواجدون خارج البلاد ، و قسم منهم استلموا مناصب عليا في تلك البلدان ،أو عملوا في التجارة،هنا نذكر محل تواجدهم بشكل أولي:
1- بغداد/ مدينة الثورة- 10000 عشرة آلاف
2- بغداد/ حي الكفاح- 100000 مائة ألف
3- بغداد/ حي جميلة- 120000 مائة و عشرون ألف
4- بغداد/ العطيفية- 50000 عشرة ألف
5- بغداد/ الحرية- 20000 عشرون ألف
6- بغداد/ حي المنصور- 15000 خمسة عشر ألف
7- بغداد/ اليرموك- 8000 ثمانية آلاف
8- بغداد/ البياع- 15000 خمسة عشر ألف
9- بغداد/ حي الدوريين- 2000 ألفان
10- بغداد/ الزعفرانية- 25000 خمس وعشرون ألف
11- بغداد/ ديالى جسر ديالى- 25000 خمس وعشرون ألف
12- بغداد/ الحسينية - 50000 خمسون ألف
13- بغداد/ حي الشعب- 15000 خمسة عشر ألف
14- بغداد/ حي الربيع- 10000 عشرة آلاف
15- بغداد/ راغبة خاتو ن -20000 عشرون ألف
16- بغداد/ الكرادة - 50000 خمسون ألف
17- بغداد/ بغداد الجديدة- 15000 خمسة عشر ألف
18- بغداد/ المشتل- 15000 خمسة عشر ألف
19- بغداد/ البلديات- 25000 خمس وعشرون ألف
20- بغداد/ حي العمالي- 3000 ثلاثة آلاف
21- بغداد/ حي الحبيبية- 10000 عشرة آلاف
22- بغداد/ الكاظمية - 3000 ثلاثة آلاف
23- بغداد/ شارع فلسطين- 100000 مائة ألف
24- بغداد/ حي العقاري - 50000 خمسون ألف
25- محافظة ديالى - الاجمالي- 100000 مائة ألف
26- محافظة واسط - الاجمالي- 500000 خمسمائة ألف
27- مدينة السماوة - 150 عائلة
28- مدينة الناصرية - 100 عائلة
29- مدينة البصرة - 2500 عائلة
30- مدينة العمارة - 2500 عائلة
31- و منهم في أقليم كوردستان : دهوك،أربيل ،السليمانية وكركوك.و عدة دول في أوربا و كذلك في أمريكا.
الهوامش
1- الكاكائية:طائفة دينية لهم معتقدات خاصة بهم، أهمها الإيمان بإلوهية الامام علي (ع)، ولهم كتاب خاص بذلك المعتقد يُسمى(سرانجام) مكتوب باللغة الكوردية القديمة ويعني (البداية،أوالمقدمة) ،يسكنون في مناطق مندلي،دوشيخ،وخانقين،وكفري ومناطق أخرى في كوردستان،و يسمى كبيرهم (باوه)،و يُسمون في بعض المناطق ب (علي لاهية، أو صارلية ) .
2- كان لليهود تواجد في خانقين و مندلي (من توابع محافظة ديالى).
3- أما من الجانب الإيراني فتتوزع مناطق الكورد الفيلية والذين يسمون اللُر في منطقة لورستان التي تشمل محافظات كرمانشاه و أيلام وخوزستان ومدنها من الشمال إلى الجنوب هي خسروي و قصر شيرين و كرمانشاه و أسلام أباد غرب و سربل ذهاب و إيلام و بدرة الإيرانية و مهران و انديمشك التي تحاذي الجنوب العراقي في محافظة ميسان. ويسمی موطن الاكراد الفيلية باسم ( لورستان) او لرستان، و إنهم يتكلمون بلهجتهم الخاصة،ويقال لها فی العراق الفيلية وفي إيران اللورية .
4- اللغة واللهجات الكوردية (دراسة جغرافية) - الدكتور فؤاد حمه خورشيد
5- أكراد فيلية – الموسوعة الحرة – انترنت
6- الأيام العصيبة:شهادات حيّة لعوائل وأفراد و أحزاب / الاستاذ عبد الأمير ملكي
7- منطقة التخصر الحدودي بين العراق ايران / البروفيسور د.خليل اسماعيل محمد.
8- صحيفة التآخي،العدد: 5488 في 05-01-2009/ الكورد الفيليون في العراق / حقائق من التاريخ السياسي المعاصر للدولة العراقية/جليل ابراهيم المندلاوي
9- تركيا التي تأسست على أنقاض الدولة العثمانية.
10- اللور(الكورد) الفيليون في الماضي والحاضر/تأليف عبد الجليل فيلي
11- صحيفة التآخي، العدد: 5488 في 05-01-2009 / الكورد الفيليون في العراق:حقائق من التاريخ السياسي المعاصر للدولة العراقية/جليل ابراهيم المندلاوي .
12- ملاحظات حول الملف الفيلي / الباحث رياض جاسم الفيلي
13- صحيفة صوت الفيلي ،العدد: 4 في17-11-2008 المهندس حسن محمد مجيد البدراوي
14- الملاحق:3،2،1 ،وثائق صادرة من النظام البائد بخصوص مظلومية الكورد الفيليين.
المصادر
1- أكراد فيلية /الموسوعة الحرة
2- الأيام العصيبة:شهادات حيّةلعوائل وأفراد و أحزاب /الاستاذ عبد الأمير ملكي
3- دراسة عن تاريخ و نشأة الشعب الكورديو تكويناته العشائرية في الوقت الحاضر/ الدكتور عدنان محمد قاسم
4- صحيفة التآخي، العدد: 5488 في05-01-2009
5- صحيفة صوت الفيلي ،العدد: 4 في 17-11-2009
6- عشائر العراق الكوردية/ المحامي عباس العزاوي
7- عشائر و بيوتات مندلي/ الدكتور عدنان محمد قاسم
8- اللغة واللهجات الكوردية (دراسة جغرافية)/الدكتور فؤاد حمه خورشيد
9- اللور(الكورد) الفيليون في الماضي والحاضر/تأليف عبد الجليل فيلي
10- ملاحظات حول الملف الفيلي / الباحث رياض جاسم الفيلي
11- منطقة التخصر الحدودي بين العراق ايران /البروفيسور د.خليل اسماعيل محمد
12- المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق– في المهجر -1989-2003م.
13- لقاءات و مشاهدات شخصية مع الأهالي.[1]