#احمد الحمد المندلاوي#
من مواضيع الأديب المرحوم حيدر الحيدر:
* الكورد الفيلييين ... من اوائل ضحايا النظام السابق ...
سُلبت حقوقهم ومورست ضدهم أبشع العمليات الوحشية التي لم يشهد لها
لها التاريخ المعاصر .
لنسلط الضوء على قضية هذه الشريحة العريقة من الشعب العراقي .
*موطن الكورد الفيليون ودورهم في التاريخ القديم :
الكورد الفيليون هم سكان شرقي نهر دجلة منذ أقدم العصور ..
بدليل ان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عندما التقى بوفد من الكورد الفيليين
أوائل ثورة 14 تموز ، أكد في كلمة القاها فيهم بمبنى وزارة الفاع : ان الكورد الفيليون هم سكان شرقي دجلة الأصليون ...
فشرقي دجلة هو موطنهم الأصلي قبل الفتح الاسلامي للعراق.. وقد شيدوا أقدم الحضارات في التاريخ ..منها الدولة الميدية والدولة الإيلامية وغيرها من الدول .
وقد دخل الكورد الفيليون الدين الاسلامي منذ أيام الفتح الاسلامي وساهموا بشكل فعّال في إسناد الدولة الإسلامية .. واختلطوا بالوافدين الى العراق وتجانسوا معهم .
فها هو ميثم التمار أحد أصحاب الإمام علي كان واحداً منهم .. وذلك أبو مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية كان من الكورد الفيليين ،
(رغم ان لقبه الخراساني الا انه لم يكن خراسانياً لكنه جيَّشَ الجيوش من هناك فسمي بالخراساني )
*المناطق التي ينتشر فيها الكورد الفيليون في الوقت الحاضر :
ينتشر الكورد الفيليون في مناطق عدة من العراق منها : خانقين وما حولها ،
ومندلي وبدره وزرباطيه وورمزيار وجلولاء والسعدية وشهربان ومناطق من الحي والصويرة والنعمانية والعماره وعلي الغربي والبصرة والحلة والديوانية
اضافة لإنتشارهم الواسع في بغداد .
* المحلات التي يسكنها الفيليون في بغداد :
يسكن الكورد الفيليون بشكل مكثف في بغداد في المحلات التالية :
باب الشيخ وعگد الاكراد محلة الصدرية وسراج الدين محلة الهيتاويين
محلة القشل محلات : الدهانة والشورجة وسوق الغزل وصبابيغ اللآل .
كذلك : العوينه والتسابيل وگهوة شكر وفضوة عرب ومناطق من الكاظمية ومدينة الحرية والعطيفية وحي الاكراد في مدينة الصدر .
* دورهم في الانتفاضات والحركات السياسية العراقية :
كان للكورد الفيليين دور بارز ومشهود في جميع الانتفاضات التي حدثت في العهد الملكي ، جنباً الى جنب مع اخوانهم العراقيين .. فخرجوا ضد معاهدة 1930 وضد معاهدة بورت سموث . وانتفاضة كانون .ووثبة الجسر. كذلك تأييداً لمصر في العدوان الثلاثي .ومساندة ثورة 14 تموز 1958 ...
كما كان لهم دورهم المشهود في مقاومة ردة شباط .. فتصدوا لتلك الردة الشباطية السوداء وقدموا التضحيات الجسام , اذكر على سبيل المثال الشهيد لطيف الحاج
ورفاق له في الاحزاب الوطنية . أن مقاومة عگد الاكراد لا يمكن ان تزول من الأذهان يسجلها لهم التاريخ بكل عزٍّ ...
وكان لهم دورهم الكبير في الاحزاب والحركات السياسية الوطنية .. في الحزب الشيوعي كان عزيز الحاج سكرتيراً للقيادة المركزية ( الكفاح المسلح ) وفي الحزب الديمقراطي الكوردستاني . كان الدكتور جعفر محمد كريم من المؤسسين مع الملا مصطفى البارزاني وكان حبيب محمد كريم سكرتيراً للحزب الديمقراطي الكوردستاني . كذلك يد الله كريم وياسين محمد كريم وزكيه اسماعيل حقي كان لهم دورهم المعروف .. اما في الإتحاد الوطني الكوردستاني فكان من المؤسسين مع مام جلال ، الاستاذ عادل مراد وعبد الرزاق الفيلي وممن أدوا نشاطاً ثوريأ في الاتحاد الشهيد سلمان داوود والشهيد جوامير والشهيد جبار فرمان والقائمة تطول اما في الحزب الديمقراطي الكوردستاني فالشهيدة ليلى قاسم ورفاقها
الذين أعدموا معها رموز شامخة يفتخر بهم الكورد في كل زمان ومكان .
* شخصيات أدبية وفنية وثقافية من الفيليين:
لو أردنا ان نتعرف على هذه الشخصيات لا نقف عند حد ولا نعلم بمن نبدأ
فمن الأدباء الكاتب الروائي الكبير غائب طعمة فرمان صاحب رواية المخاض وخمسة اصوات والنخلة والجيران . كان فرمان يسكن المربعة ويقوم بالتدرس في اعدادية الفيلية ببغداد .. كذلك الأديب الكبير كامل البصير والأديب ماجد الحيدر والشاعر عبد العزيز الحيدر.. ومن الفنانين الفنان الكبير سلمان شكر الذي كان علما من أعلام الموسيقى في العالم وتلميذه الفنان الكبير نصير شمه ومن الفنانين سليم البصري ( حجي راضي ) وزميله الفنان حسين علي حسين والفنانة الراحلة زينب ( فخرية عبد الكريم ) والفنان رضا علي ومطربة المقامات فريده والشاعر والإذاعي المعروف ( زاهد محمد ) صاحب مسلسل غيده وحمد والشاعر الغنائي ابراهيم احمد والمسرحي الراحل سالم شفيق وهنك عدد كبير من الفنانين مثل المطرب الكردي فرهاد حسن والفنان التشكيلي حسين مايخان والفنان المسرحي جبار نزاري والمخرج المسرحي حسين الحيدري والفنان طه درويش وآخرون .
* دورهم المميز في السوق البغدادي:
فيما مضى كان معظم تجار سوق الشورجه والاسواق البغدادية من الكورد الفيليين ،وكان بيدهم عصب الاقتصاد تقريباً يعملون بإخلاص وصدق في التعامل خدمةً لأبناء وطنهم العزيز .. ومن هنا جاء حقد وكراهية الرجل المريض صدام عليهم .
فقد قام بعملية خبيثة وجبانة حين دعا التجار الى اجتماع في غرفة تجارة بغداد
وعند حضورهم أمر بالقاء القبض على الكرد الفيليين منهم وقام على الفور
بتسفيرهم خارج العراق بتهمة التبعية الايرانية . وكانت تلك بداية لعملية تهجير كبرى ضد الكورد الفيليين . فنهب أموالهم واستولى على بيوتهم وممتلكاتهم ومحالهم التجارية .... اما عن سبب حقد صدام الدفين عليهم لأنهم كانوا في طليعة الممولين لحركات الشعب الكردي التحررية .. كما ان صداماً اراد أن يُشبع غريزته الشوفينيه. ويمهد لحربه على ايران ... لذلك عمد الى تسليم مفاتيح التجارة لأقربائه وأعوانه وما قيام أخيه وجلاوزته باعدام التجار في بغداد الا مكملاً لجريمته النكراء في اضطهاد الأبرياء .
* عملية التهجير الكبرى :
بدأت عمليات التهجير في أوائل نيسان من عام 1980
وكانت البداية بالتجار الفيليين كما ذكرنا .. ثم شملت الحملة جميع الكورد الفيليين
في مناطق العراق كافة وبأمر مباشر من الطاغية صدام ...
كان الناس نيامأ او كانوا على موائد الطعام في بيوتهم او كانوا في اعمالهم ووظائفهم .. حين هاجمتهم اجهزة النظام واقتادتهم الى خارج الحدود .. تاركين اموالهم وبيوتهم .. شملت هذه الجريمة اكثر من مليون كردي عراقي اصبحوا في العراء او في المخيمات الحدودية في ايران .. وكان الاعلام العربي والعالمي نائماً
عن هذه الجريمة الشنعاء .
اذكر مشهدا من هذه العملية : كنت واقفاً قرب احد مراكزالشرطة .. حين احضروا سيارة لوري لرمي احدى العوائل على الحدود حيث توفي رجل كبير من العائلة في
المركز نتيجة للصدمة . فما كان من ازلام النظام الا ورموا الجثة في السيارة باستهزاء وخبث وقالوا لهم اخذوا وياكم ادفنوا هناك وره الحدود .. وما كان نصيب الشباب من الكورد الفيليين لأبشع بكثير .
* مصير الشباب من الكورد الفيليين :
..........................................
عندما تم تهجير العوائل كان لهم أبناء يخدمون في الجيش العراقي ..
فتم حجزهم في وحداتهم ومن ثم زجهم في سجن نقرة السلمان ..
بعد ذلك تم تصفيتهم جسدياً عن طريق إجراء تجارب في السلاح الكيمياوي
عليهم او أعدموا ودفنوا في مقابر جماعية قرب صحراء السلمان ولم ينج منهم
الا شخصين او ثلاثة اشخاص وكان عددهم يفوق 900 انسان برئ .
هذه الجريمة الوحشية لم يرتكب مثلها في التاريخ أعتى الطغاة .
[1]