محمد ابراهيم محمد
بعد تتويج الملك فيصل الثاني ملكا للعراق واعتلائه عرشه في عام 1953 قام بزيارات شخصية أولا إلى جنوب العراق وبعدها قام بالتوجه إلى الوية شمالي العراق وزار لواء السليمانية بتاريخ (15-11-1955) من القرن العشرين الماضي،
وعند وصول موكب الملك فيصل الثاني إلى مدينة السليمانية حيث استقبل استقبالا قل نظيره فقد نحرت الذبائح كلما اتجه الموكب الملكي الى داخل المدينة، وكانت حركة الموكب تنقل الى السليمانية من محطة لاسلكي أقيم في جمجمال ومراكز أخرى على طول الطريق ثم تذاع عن قدوم الملك فيصل على الجماهير المحتشدة في شوارع المدينة.
في منطقة (دربند بازيان) كانت في استقبال الموكب الملكي جماعة كثيرة من فوارس عشيرة الهماوند المشهورين بشجاعة رجالها وكان كل فارس يقف مترجلا الى جانب جواده يتقدمهم رئيسهم الشيخ محمود فهمي الهماوندي وكان وقوفهم الى جانب قوس النصر الذي أقاموه باسمهم وعندما مر الملك فيصل الثاني من تحت القوس نحروا ثورين كبيرين على جانبي القوس.
كان من أجمل مناظر الاستقبال في مدينة السليمانية منظر الألوف من طلاب المدارس في ملابسهم الرياضية والكشفية وطالبات المدارس اللواتي حملت كل واحدة منهن باقة من الزهور لنثرها على سيارة الملك فيصل الثاني وكانت أقواس النصر في المدينة تمثل صنوفا من الآهلين فهناك أقواس للخياطين والتجار والقصابين وأصحاب المقاهي وسواقي السيارات وأصحاب الكراجات ومزارعي التبغ وأهالي السليمانية والكسبة إضافة إلى قوس لأسرة التعليم وقوس البلدية وقوس الشرطة المحلية وقوس العلماء وقوس الأوقاف، وعندما كان الملك فيصل الثاني يمر بواحد من أقواس النصر هذه كانت الذبائح تنحر أمامه.
كانت المدرسة النموذجية الابتدائية هي مدرسة مختلطة للبنين والبنات حيث تقدمت اصغر تلميذة إلى الملك فيصل الثاني بباقة من الزهور فلاطفها الملك وسألها عن اسمها ودروسها فأجابت بما يدل على ذكاء ونباهة واسم الفتاة(دل ارام عزيز محمود وهبي) وهي كريمة مدير معارف لواء السليمانية.
في الحفلة التي أقيمت في دار الضيافة في مدينة السليمانية ألقى الملك فيصل الثاني كلمة أمام الميكرفون أعرب فيها عن تأثره وشكره العميق لما لمسه من محبة الشعب وولائه وأبدى عظيم امتنانه لمظاهر التقدم والازدهار في مدينة السليمانية ثم نهض وزير الداخلية سعيد قزاز فألقى كلمة الملك فيصل الثاني على الحاضرين مترجمة إلى اللغة الكردية وبعده ألقى السيد فائق هوشيار رئيس البلدية كلمة بليغة باللغة العربية عرض فيها ما تعانيه مدينة السليمانية من مشاكل وأهمها توفير مجالات العمل الدائم لأبنائها عن طريق تأسيس المعامل والمصانع وأزمة دور السكن والمشاريع العمرانية والصحية وكذلك أسهم خطباء الجوامع في الترحيب بالملك فيصل الثاني ففي السليمانية القى خطيب وامام الجامع الكبير قصيدة عامرة قيمة في قرية (كوزه ره ق) ثم ألقى أمام وخطيب القرية كلمة ترحيبية وقد بلغ عدد الذبائح التي نحرت في هذه القرية إحدى وعشرين ذبيحة.من الجدير بالذكر ان الملك فيصل الثاني افتتح مدرسة الصناعة الجديدة بمفتاح ذهبي صيغ خصيصا لهذه المدرسة وقد أثنى جميع أهالي السليمانية على همة متصرف السليمانية الزعيم الركن عمر علي لما يبذله من الحفاظ على الأمن والنظام في هذه المدينة.[1]