التغيير الديموغرافي في #عفرين# المحتلة بين مطرقة الزلزال وسندان الاحتلال التركي
منبج/ آزاد كردي
يستغل الاحتلال التركي الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا في السادس من شهر شباط الجاري، لإجراء عمليات التغيير الديموغرافي على السكان الأصليين في المناطق المنكوبة، وبالأخص مناطق عفرين المحتلة، إضافة إلى عمليات السلب والنهب شبه اليومية.
يقوم الاحتلال التركي باستغلال أي فرصة لممارسة التغيير الديمغرافي، خاصة في المناطق التي يتواجد بها الكرد، وهذه المرة من بوابة كارثة الزلزال، من أجل كسب الدول الداعمة، وتنفيذ مخططاته لتقديم الدعم له في بناء المستوطنات للقضاء على وجود السكان الأصليين في المنطقة.
تغيير ديموغرافي وتهجير قسري
شكل حدوث الزلزال المدمر في سوريا، ولا سيما المناطق المنكوبة في مدينة عفرين المحتلة فرصة مواتية لتنفيذ مخططات الاحتلال التركي، من أجل القضاء على حقوق الشعب الكردي، في العيش على أرضه دون أن يترك له خياراً سوى تهجيرهم، خاصة فيمن تبقى من سكان تلك المناطق، لكن هذه المرة بذريعة استغلال حادثة الزلزال المدمر، ببساطة، تتخذ تركيا سياسة عدوانية منظمة منذ اللحظة التي سيطر فيها الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة الموالية له على مدينة عفرين المحتلة، ومع وقوع الزلزال تفاقمت الأوضاع بشكل أكبر وبخاصة في جندريسه.
وحسب شهود عيان من داخل جندريسه في مدينة عفرين المحتلة، فإن دولة الاحتلال التركي، تنشئ المخيمات على أطراف الناحية، وفي مركز مدينة عفرين؛ بهدف إفراغ الناحية من السكان الأصليين، وتوطين المستوطنين عوضاً عنهم، وتتعرض بعض الأسر الكردية، التي رفضت ترك منازلها، للتهديد المباشر من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، لنقلهم إلى المخيمات التي تنشئها لهذا الغرض، وأفادت مصادر مطلعة، بأن سلطات الاحتلال التركي تستغل الزلزال؛ لتوسيع نطاق عمليات التغيير الديمغرافي وبناء المزيد من المستوطنات، والمجمعات، والقرى الاستيطانية في مدينة عفرين المحتلة ونواحيها.
ونتيجة الدمار والخراب، الذي ضرب الأبنية والمنشآت، اضطر سكانها إلى السكن في خيم عشوائية، وتم توطين الآلاف من العائلات العربية، والتركمانية في بيوتهم، بهدف تصعيد إجراءات التطهير العرقي ضد الكرد، حيث وصلت مستويات خطيرة، حسب منظمة الدفاع عن الشعوب المهددة الألمانية.
ووصفت المنظمة، أن قطر تساهم بالتغيير الديمغرافي، الذي تجريه دولة الاحتلال التركي في عفرين المحتلة، وخاصة بعد الزلزال، كما وكشفت عن عزم قطر، تأسيس مشروع استيطاني جديد يحمل اسم “مدينة الكرامة” على أنقاض مدينة جندريسه المدمّرة بريف عفرين، تحت مسمى “المساعدات الإنسانية”، في حين أوضحت المنظمة، أن دولة الاحتلال التركي منعت المحققين والعاملين في المجال الإعلامي، من الوصول إلى مدينة عفرين المحتلة.
الانتهاكات ترتكب دون رادع
وقال تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه منذ سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته على مدينة عفرين، فإن الأوضاع الأمنية تزداد سوءًا يوماً بعد يوم، وسط انتهاكات لا تُحصى ترتكبها المرتزقة، وتتغاضى دولة الاحتلال التركي عن تلك الجرائم، وحسب مصادر المرصد، فإن المجموعات المرتزقة الموالية لتركيا المحتلة، لم تترك انتهاكاً بحق المدنيين من أبناء المدينة، إلا وارتكبته بحقهم، ويشير المرصد إلى أن عمليات السلب، والنهب، والاعتقال والانفلات الأمني، باتت شبه يومية، إضافة إلى محاولات التغيير الديمغرافي لإعادة المنطقة إلى شكل يتماشى مع مصالح الاحتلال.
ويتعرض أهالي عفرين المحتلة لعمليات ابتزاز، وسلب، ونهب على نطاق واسع، في المقابل، يواصل الاحتلال في ظل وقوع الزلزال إلى استغلال الحدث من أجل تهجير السكان وإفراغ المنطقة من الكرد.
على مدار الأشهر القليلة الماضية، وثق المرصد السوري معلومات تؤكد مواصلة المجموعات المرتزقة الموالية للاحتلال التركي، محاولات محو تاريخ المنطقة، بالأخص أنها تعرف بأسماء عدة منها ”سيروس“، و”قورش”، و”النبي هوري“ والتي تعود إلى عدة حضارات أقدمها الفترة الهلنستية في عام 280 قبل الميلاد، وتتعرض هذه المناطق لانتهاكات ممنهجة؛ إلى جانب عملية سلب وتخريب هائلة طالت مواقع أثرية، وتم بيعها عبر دولة الاحتلال التركي، حيث يحصل المنقبون عن الآثار على عائدات بيع الآثار لتمويل المرتزقة، وبحسب المصادر ذاتها، فإن الانتهاكات التي تنفذها هذه المجموعات في عفرين، تأتي بإيعاز من الاستخبارات التركية، لإجبار من تبقى من سكان المنطقة على الرحيل.
وقالت الأمم المتحدة، في تقرير لها أن نصف سكان مدينة عفرين وعددهم نحو 320 ألف، فروا خلال هجوم الاحتلال التركي حيث تزامن ذلك مع أعمال نهب، وسلب، وارتكاب جرائم، وشوهدت العديد من المعدات، والأجهزة، والآليات في تلة جنديرسه، بهدف البحث عن دفائن وآثار، بالإضافة إلى اقتلاع المئات من أشجار الزيتون، وسرقة زيت الزيتون من عفرين وبيعه في تركيا، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف عن سرقة الآلاف من خزانات زيت الزيتون من مدينة عفرين المحتلة، عن طريق المرتزقة، وبيعها في الأسواق المختلفة.[1]