مقاومة البرازية ضد الاحتلال الفرنسي…
#علي شيخو برازي#
مجلة الحوار – مقالات – العدد /71 / – السنة 25 -2018
عندما انهزمت الجيوش التركية أمام الجيش الفرنسي بقيادة الجنيرال غورو ، ووصل الفرنسيون منطقة سروج وأورفا ، قاومت البرازية الاحتلال الفرنسي ، وامتدت المقاومة إلى مدينتي أورفا وبيراجيك ، وقتلت القائد الفرنسي ( ساجو ) على طريق أورفا – سروج ولم تهدأ الأوضاع في سهل سروج ، حتى بعث غورو عام 1922 م ، بفوج إضافي على متن القطار، ونزل ذلك الفوج في محطة كوباني ، وبدأت المناوشات بين الجيش الفرنسي و المجاهدين ، وكان عدد المجاهدين 150 مجاهداً ، قتل اثنين من المجاهدين وجرح آخرون في تلك الواقعة التي سميت بواقعة ال (قوناغ) حتى خرج سكان تلك القرى من بيوتهم ، وأضرم الجيش الفرنسي النيران في قصر آل شاهين بك ، وأصدر غورو حكم النفي بحق بوزان بك ومصطفى بك (حرچو) ، ورغم العفو عنهم بوساطة إنكليزية ، استمرت مقاومة البرازية ضد الاحتلال ، وخطب بوزان بك أكثر من مرة بالناس في جامع سروج محرضاً الناس ضد الاحتلال ، ثم أرسلت فرنسة وفداً ليتفاوض مع البرازية ، وكان اقتراح فرنسا على البرازية هو : تشكيل إمارة كردية حدودها ، من الشمال السكة الحديدية ومن الغرب والجنوب نهر الفرات ، ومن الشرق الحدود العراقية ، لكن البرازية رفضت التعامل مع المحتل ، رغم كل الإغراءات ، وبقيت على موقفها الوطني المعادي للاحتلال ، وقد نفت حكومة الاحتلال ، بوزان بك وحرچو بك إلى دمشق عام 1930 م ، وعندما يأس الفرنسيون التجأوا إلى سياسة (فرق تسد) وحرضت فئة ضد أخرى ، حتى تبقى المنطقة دون استقرار وكان موقف البرازية موحداً ضد المحتل، في سروج وعفرين وحماه.
ففي منطقة عفرين قاومت الفرق البرازية من شيخان ورشوان الاحتلال الفرنسي، وبرز من الرشوان عائلة آل هنانو، عائلة قائد ثورة جبل الزاوية، البطل إبراهيم هنانو، وكان للشيخان دور كبير في مساندة حركة المريدين ، وتعرض العديد منهم إلى الهجرة والتشرد والسجن ، بسبب موقفهم الوطني .
وعندما دخل الجيش الفرنسي حماة عام 1920 م، بعد معارك عنيفة بين الثوار وجيش الاحتلال، حتى استنجدت القوات الفرنسية بالقوات الانكليزية.
وقد صرح ضابط من الجيش الانكليزي: بأن في كل مكان جرت فيه معارك بين الأهالي وبين الجيش الفرنسي، كان الجيش الانكليزي منقذاً للأهالي من بطش الجيش الفرنسي، إلا في حماة فإن الانكليز أنقذوا الجيش الفرنسي من بطش الثوار. (1)
وقد كان دور البرازية جلياً في ثورة حماة وثورة الدنادشة، ولم ينقطع دعمهم عن الثورة السورية الكبرى، بالمال والمجاهدين، وكانت حماة أول مدينة سورية جلا عنها الاحتلال الفرنسي عام 1945 م.
كتب المؤرخ السوري أدهم آل جندي، في كتابه (تاريخ الثورات السورية) : ( كان أحمد آغا البرازي في مقدمة ثوار حماة ، يحرض الشباب على الاستبسال ، وحمل السلاح صناديد آل البرازي ، فخرج إلى القتال شاكي السلاح الوجيه الشيخ المرحوم خالد درويش البرازي مع أولاده ، أحدهم الدكتور درويش البرازي الحائز على شهادة الدكتوراه من جامعة سويسرة الدولية ، وشقيقه المرحوم الشهيد صالح درويش البرازي ، وبرز علي آغا البرازي إلى الميدان حاملاً رشاشه وبندقيته ، وولده زهير وهو في السادسة عشرة من عمره ) .
وبعد جلاء المستعمر عن سوريا، كانت لهم مواقف وطنية مشرّفة، ودورٌ قياديٌ هامٌ في بناء البلد، واستلم الكثير منهم مناصب هامة في الدولة، وقد كتب خالد العظم في كتابه (صانعوا الجلاء) عن نجيب آغا البرازي: أنه كان من بين السبعة الكبار الذين كانوا يقررون المسائل الخطيرة في البلد.
وقبل هذا العهد لعبوا دوراً هاماً في العهد العثماني، ووقفوا ضد حركة التتريك ومظالم جمال باشا السفاح، وقد أصدر جمال باشا حكم الإعدام بحق أصلان آغا بن باكير البرازي وغيره من رجالات البرازية.
من مجاهدي البرازية في الثورة السورية:
هؤلاء من تيسر لي جمع أسمائهم، وترجمات البعض منهم، من مئات المجاهدين البرازيين الذين حملوا السلاح طوال مدة وجود المحتل على أرض الوطن.
الزعيم إبراهيم هنانو قائد ثورة الشمال 1869 1935م.
هو إبراهيم بن سليمان بن محمد هنانو، من عشيرة الرشوان، ولد عام 1869 في بلدة كفر تخاريم، تخرج من معهد الحقوق في استانبول، عين مديراً لناحية في ضواحي استانبول بقي فيها ثلاث سنوات، تزوج فتاة من ارزروم في استانبول، ثم عين قائمقاماً في منطقة ارزروم مدة أربع سنوات حيث ولدت ابنته (نباهت) هناك، ثم مستنطقاً إلى كفر تخاريم بقي فيها قرابة ثلاث سنوات، وبعدها أنتخب عضواً في مجلس إدارة حلب، ثم رئيساً لديوان الولاية.
ترك وظيفته وأعلن الثورة على الفرنسيين عام 1919م.
طارق هنانو
هو نجل الزعيم إبراهيم هنانو، عند زيارة شاكر نعمت الشعباني النائب في البرلمان السوري إلى حلب، قام طارق مع رفاقه بمظاهرة ضد الشعباني، فأصيب بضربة قوية على رأسه، وبطعنة سكين في جنبه، وقام أخصام والده بجره على الأرض، فأصيب بإرتجاج في الدماغ.
عزت هنانو 1882 1938م.
شارك مع هنانو في ثورة الشمال، وكان عضو في اللجنة التحضيرية للثورة، شارك في معارك انطاكيا، وسجنه الفرنسيون في اسكندرون مدة عام.
عاطف هنانو 1888
خاض الثورة مع إبراهيم هنانو ، ثم قبض عليه وسجن مدة من الزمن .
عقيل هنانو 1892
شارك في كل معارك ثورة الشمال، مع أخيه إبراهيم هنانو.
حقي هنانو 1899
خاض معارك الثورة مع أخيه إبراهيم هنانوحتى النهاية، نفوه الفرنسيون إلى الأردن، بقي فيها مدة سنة، ومنحه الملك عبدالله الجنسية الأردنية.
بوزان بك بن شاهين بك 1890 – 1968
قاد حركة البرازية في سهل سروج ضد الاحتلال الفرنسي، من عام 1920 1922 م ، وبقى على عقيدة الوطنية، رغم مضايقات الاحتلال له ولعائلته ، حتى جلاء الفرنسيين من الوطن ، أنتخب عضواً في البرلمان السوري عن منطقة جرابلس عام 1936 م .
مصطفى بك (حرچو) بن شاهين بك 1890- 1953
قاوم الاحتلال الفرنسي في سهل سروج، وكان ملازماً لأخيه بوزان بك، نفته حكومة الاحتلال مع أخيه المذكور إلى جنوب سورية عام 1930، انتخب عضواً في البرلمان السوري عن منطقة جرابلس عام 1936 م.
المجاهد خالد درويش البرازي
1882- 1952 م
هو ابن درويش بن مصطفى البرازي ولد في حماة عام 1882 م، ونشأ في مهد العز والجاه، وقد سعى رجال حزب الاتحاد والترقي لإدخاله في حزبهم
لمكانته ونفوذه فأبى، وكلفه هذا الرفض ثمناً غالياً، فقد نفي خلال الحرب العالمية الأولى مع أسرته إلى الأناضول، وأقام في البرهانية مدة سنتين، ثم عاد إلى حماة بعد الهدنة.
وفي عام 1941 م، نفي من قبل السلطتين الانكليزية والفرنسية إلى فلسطين، ومن ثم نفي إلى جزيرة قمران، وبقي فيها مدة سنتين.
وعند دخول القوات الفرنسية إلى حماة، حمل هذا الشيخ الكبير السلاح مع أولاده، وكان يتقدم صفوف المجاهدين في حماة، وأظهر من البطولة مع أولاده وعشيرته ما جعلهم مضرب الأمثال، توفي في 24 حزيران عام 1952 م.
المجاهد الدكتور درويش البرازي
هو ابن المجاهد خالد درويش البرازي، ولد عام1909 م، ونال شهادة الدكتوراه في الحقوق من جامعة نيوشاتيل السويسرية عام 1938 م .
وعندما اندلعت نيران الثورة في حماة عام 1945 م حمل السلاح وخاض المعارك مع والده وأخيه وأبناء عشيرته (1) .
المجاهد صالح درويش البرازي
1917 – 1948 م
هو ابن خالد درويش البرازي، ولد في الاناضول عام 1917 م، عندما كان والده منفياً في البرهانية، درس في جامعة بيروت ونال شهادة الهندسة الزراعية، شارك في معارك حماة عام 1945 مع والده الشيخ الوقور وأخيه الدكتور درويش، وأبدى شجاعة فائقة.
قتل غدراً في قريته في 29 كانون الأول عام 1948 م وهو أعزب.
المجاهد محمد علي جمعة باكير
ولد عام 1893 م، وهو من مجاهدي قرية كفر تخاريم، كان ملازماً للزعيم هنانو ونجيب عويد، ومن أشد المجاهدين بأساً وإخلاصاً، خاض معارك الثورة، وكان يقود مجموعة من الثوار، اشترك في كل معارك الشمال، وكان من الفدائيين البواسل، فأدى للثورة خدمات كبيرة.
حكم عليه بالإعدام غيابياً، فتوارى مدة من الزمن، ثم عفي عنه بعد استسلامه، وظل المرحوم على مبادئه الوطنية.
أحمد آغا البرازي
من مجاهدي ثورة حماه، كان في مقدمة رجالات حماه، يحرض الشباب على الاستبسال، شارك في كل معارك ثورة حماه.
علي آغا نعسان البرازي
من مجاهدي ثورة حماه، حمل بندقيته ورشاشه عندما بدأت ثورة حماه، وخاض معارك الثورة مع ولده زهير.
زهير علي نعسان البرازي
هو ابن علي آغا نعسان البرازي، من مجاهدي ثورة حماه خاض معارك الثورة وهو في السادسة عشرة من عمره.
أصلان آغا بن محمد باكيرآغا البرازي
من مجاهدي ثورة حماه.
عبد الكريم آغا بن خالد البرازي
من مجاهدي ثورة حماة.
فؤاد بن خالد آغا
من مجاهدي ثورة حماه.
مختار بن نجيب آغا باكير
من مجاهدي ثورة حماه.
مصطفى آغا درويش
من مجاهدي ثورة حماه.
ممدوح بن نجيب آغا باكير
من مجاهدي ثورة حماه.
المجاهد الشهيد إبراهيم شيخاني
هو إبراهيم بن داود بن مراد الشيخاني ولد بحي الأكراد بدمشق عام 1868 م، سكنت أسرته دمشق منذ 200 عام، التحق بالثورة السورية عام 1925 وحضر معاركها حتى النهاية.
وفي عام 1938 التحق بثورة فلسطين، وكان في السبعين من عمره، استشهد في نفس العام اثر معركة وقعت شرقي نهر الأردن.
الشهيد عيد محي الدين الرشواني
كان من الأبطال المعروفين ضمن مجموعة الشهيد أحمد آغا الملا، شارك في كل معارك الثورة، في دمشق وغيرها، وكان من المجاهدين الشجعان.
الشهيد محمود برازي مخلوطو
كان من ضمن مجموعة الشهيد أحمد آغا الملا، اغتيل الشهيد في قرية معربا، مع اثني عشر مجاهداً من خيرة أبطال حي الأكراد بدمشق.
المجاهد الشهيد أحمد آغا الملا
1891- 1926 م.
هو ابن محمد ابن أحمد ابن يوسف الملا، استوطن جده أحمد دمشق قادماً من بلدة (سويرك) التابعة لولاية أورفا (كردستان).
ولد الشهيد بحي الأكراد بدمشق عام 1891 م، وتلقى علومه في مدرسة عنبر بدمشق، وفي الحرب العالمية الأولى كان برتبة نائب ضابط في الجيش التركي.
أصدر مع صبحي عقدة جريدة (أبي نواس) عام 1922م، وانضم إلى الحركة الوطنية السورية، كان شديد اللهجة في مقالاته على الموالين للفرنسيين، فتعرض لملاحقة السلطات الفرنسية فتوارى وتوقفت الجريدة عن الصدور.
عندما بدأت الثورة السورية عام 1925 م، شكل مجموعة كبيرة من الشباب الأكراد تجاوز عددهم مئة مجاهد، وكان في الشارع الدمشقي فريقان سياسيان، فريق وطني معارض وآخر موالي للفرنسيين، كان أحمد آغا الملا وعلي آغا زلفو يتزعمان الفريق الوطني المعارض، وكانوا يسيطرون على حي الأكراد، ويتزعمون قيادة هذا الحي.
وقاد الشهيد الشباب الأكراد في معارك الغوطة، ومعركة النبك، وجسر تورا وغيرها، وكانت بطولته مضرب الأمثال في الثورة السورية.
حكم الفرنسيون على الشهيد أحمد الملا بالإعدام غيابياً، وأحرقوا داره في القابون ونهبوا محتوياته.
اغتيل الشهيد في قرية معربا، مع اثني عشر مجاهداً من خيرة أبطال الأكراد، في 24 نيسان عام 1926 م، بسبب خلاف مع آل عكاش، وكانت مؤامرة فرنسية نفذوها آل عكاش، وكانت هذه الحادثة بداية نهاية الثورة السورية.
المجاهد الشهيد حبش أبو رمو
استشهد في معركة (القوناق) قرب بلدة عين العرب (كوباني) عام 1922م.
المجاهد الشهيد خلو (جذاب) استشهد في معركة (القوناق) قرب بلدة عين العرب (كوباني) عام 1922م.
المجاهد حسني نازي برازي
من مجاهدي البرازية في ثورة دمشق، كان من مجموعة أبو دياب البرازي، شارك في معظم معارك الثورة السورية.
المجاهد محمود البرازي (أبو دياب)
كان أبو دياب دركياً في عهد الحكومة العثمانية، ثم ترك خدمته في سلك الدرك والتحق بالثورة.
شكل مجموعة من شباب الأكراد في دمشق، وخاض معارك الثورة حتى نهايتها، وكان مثال البطولة والتضحية، هو أول من أطلق الرصاص على الجنيرال غورو، وقتل مرافقه (الليوتنان برانه) عندما كان غورو في طريقه إلى منطقة القنيطرة، في الخامس والعشرين من شهر حزيران عام 1921 م ، وكان معه خليل بن علي مريود ، شريف شاهين الملقب بالبعلبكي ، محمد ظاهر ، ومحمود حسن ، توجه أبو دياب البرازي ورفاقه إلى الأردن بعد حادثة غورو ، وقد أضعفت هذه الحادثة من هيبة الفرنسيين في سورية.
خاض أبو دياب معارك الثورة السورية من أولها حتى نهايتها.
المجاهد فارس البرازي
من مجاهدي قرية عين ترما، شارك في معركة كفر بطنة وكان من المجاهدين البارزين في الثورة السورية .
المجاهد فارس الشيخاني
من مجموعة البطل أحمد الملا من حي الأكراد، شارك في عملية الهجوم على دارالسفاح (بيجان) .
المجاهد أحمد الشيخاني
من مجموعة الشهيدأحمد الملا، خاض معارك الثورة السورية، و شارك في عملية الهجوم على دار (بيجان).
المجاهد محمد سعيد جعف كللو الشيخاني الملقب (أبو الموت)
خاض معارك ثورة دمشق، كان من مجموعة الشهيد أحمد الملا من حي الأكراد، لقب ب أبو الموت لجسارته، أحد الثوار الثلاثة الذين اقتحموا دار مدير الأمن العام الفرنسي (بيجان) في 23 كانون الثاني عام 1926م.[1]