#فؤاد حمه خورشيد#
كلما قرأنا كتابا اكاديميا علميا للكتاب الكوردولوج ، الذين ينحصر اهتمامهم بتاريخ تطور النضال الكوردي وحركته القومية التحرري ، نادرا ما لانعثر على من لا يضع اللوم الرئيس ، في عدم تمكن الكورد حتى الوقت الحاضر من تأسيس كيان سياسي ( دولة ) خاص بهم ، على عاتق الشعب الكوردي ذاته وليس على اعدائه . فالكورد شعب غير موحد ، لا لأنه منقسم جيوبولتيكيا بين اربع دول ، وانما لأنه شعب مصاب بمرض الانقسام ذاتيا ضمن الاقليم الواحد من ذلك التقسيم ، فالكورد شعب غير موحد، شعب متناحر منقسم لا يؤمن بالقيادة الموحدة ، شعب تمزقه وتنهشه المصالح العشائرية ، والمناطقية ، واللغوية - اللهجوية ، وعقد الزعامة ، وحديثا الأنانية الحزبية . ومن كل ذلك تخمرت لدى قياداته المناطقية عقدة و لعنة الزعامة بانانيها وامراضها المجتمعية وديماكوكيتها الفارغة.
هذه الامراض هي العلل الكوردية التي تحول دون فتح الافاق امام من يريد انصاف هذا الشعب في تحقيق امانيه وحقوقه، وهم محقون في ذلك . هذا الكلام لا ينطبق على وضع الكورد بعد الحرب العالمية الاولى ، أو الثانية ، او بعد حرب الخليج ، أو سقوط صدام ، بل هي أشد فضاعة اليوم بعد مرور اكثر من مائة عام على تقسيم كوردستان في مشرحة سايكي / بيكو الأنكلو- فرنسية عام 1916 . فكل الخلافات والعراقيل والركامات التي خلقها الكورد انفسهم ( احزابهم) ضد حكومتهم الاقليمية انما هي نابعة من نفس الامراض السابقة التي واجهت الامارات الكوردية ، وتلك التي واجهها الحلفاء في مؤتمر الصلج بباريس ، وفي سنوات الاقتتال الداخلي ، ثم التنافس الحزبي الاخير على السلطة . ولكن هذه المرة بأسلوب اكثر حضارية واقسى جهالة ووحشية باسم المعارضة الديمقراطية ، وتغيير الحال نحو الأحسن ، ومحاربة الفساد ونصرة الكادحين ، والتجديد وتغيير الوجوه الزائف . انا شخصيا لا ألوم احدا ، اقليميا كان او دوليا ، ألوم شعبنا الذي لا ينهج نهج الامة الموحدة ،حتى في أوساط ( مثقفيه ) مثل سائر الامم والشعوب التي توحدت ونالت استقلالها بقيادة موحدة ، وتحت راية واحدة ، وستراتيجية موحدة كذلك .
هذه الحالة خيبت أمال كل المناصرين للقضية الكوردية في العالم من الباحثين والصحفيين والكوردولوج من اصدقاء الشعب الكوردي لأنهم كلما ارادو ان يظهروا لاصحاب القرار الدوليين بأن الشعب الكوردي قد تطور ، وانه تحول الى أمة ناضجة كاملة الوحدة والمشاعر والقيادة ، وبحاجة ماسة لتحقيق حقه في السيادة كبقية الشعوب ، و إنه شعب لم يعد يحمل سلوكيات القرنين الثامن والتاسع عشر اظهرت الاحداث المستجدة المفاجئة انهم عكس ذلك لايزالون يحملون فايروسات الماضي الاليمة واتعس. فيقع الفأس على الرأس ، وتنهار حبات الدومينو.
فما دمنا كذلك يا معشر الكورد ، سنظل نعاني ونعاني ، فلا نلومن إلا انفسنا .[1]