#فؤاد حمه خورشيد#
ظهورداعش بهذا الشكل ، الذي غير من موازين القوى السياسية والعسكرية في العراق ، لم يات اعتباطا، بل مخططا بشكل دقيق من خبراء عسكريين وسياسيين ذوي اهداف محددة وواضحة مدعومة من قوى اقليمية حاقدة على السلطة في العراق، وعلى فدرالية اقليم كوردستان
المخطط الذي رسم لتنفذه داعش وحلفائها ، وفي طليعتهم البعثيين، وتحليله جيوبولتيكيا ، يضعنا امام مخطط ذو مرحلتين : الاولى: احتلال المناطق الرخوة سياسيا وعسكريا وامنيا(بعد انهاك القوة العراقية في الانبار) وبخاصة محافظتي نينوى وصلاح الدين للاعتبارات التالية : أ – وجود قواعد متحركة لهم في مناطق مختلفة من هاتين المحافظتين . ب- وجود حواضن (قرى وقصبات) سنية متذمرة وساخطة علي سياسات السلطة. ج- ضعف الادارات الحكومية (اداريا وعسكريا وامنيا)بشكل عام فيهما ، بسبب الصراع السياسي في العاصمة بغداد.
وتبعا لذلك ، نجح تنفيذ المرحلة الاولى من المخطط في فترة قياسية غير متوقعة ومذهلة ، واعلن عن تشكيل حكومتهم فيها ،لكن ذلك تطلب، ايضا ، القضاء على البؤر المعرقلة لنجاح المرحلة ، لذلك جاء الهجومين المكملين على كل من، تلعفر الشيعية، وسنجار اليزيدية ، لتأمين خطوط امدادهم الخلفية مع مؤيديهم في سوريا. وهذا جعل اراضي حكومتهم على تماس مباشر، من الشرق ، لمئات الكيلومترات مع اقليم كوردستان الفدرالي. وان نجاح تنفيذ هذه المرحلة بهذا الشكل ضن لهم تنفيذ المرحلة اللاحقة.
المرحلة الثانية: الانطلاق من مناطق التماس الحدودية تلك، وغير المؤمنة بشكل دقيق، بما ينسجم ومخاطر الوضع الجديد، ومن منافذ معينة ، ومعونات البؤر الحاضنة وخلاياها النائمة في مناطق اقليم كوردستان ذاته ، كما في الحويجة وسليمان بك ومناطق تلال حمرين وبعض مناطق مخمور المستعربة للزحف باتجاه مركز محافظة اربيل بهدف اسقاطها واحتلالها واعلانها عاصمة لدولتهم (الاسلامية)، وعاصمة للعراق بدل بغداد، باعتبار ان سيدهم صدام كان قد اعلن عنها انها عاصمة العراق الثانية ، والمهمة الاساسية من ذلك هو مصادرة حقوق الشعب الكوردي وانهاء الفدرالية واخضاع الكورد مجددا لنظام العبودية . لقد تم تنفيذ المرحلة الاولى، اما المرحلة الثانية من المخطط - الهجوم على كوردستان الفدرالية - فقد واجهه مقاومة عنيفة في بدايته بمنطقة مخمور القريبة من حواضن داعش والبعث في منطقة الحويجة وبعض قرى مخمور المستعربة ، والتي ستكلل بالنجاحات والانتصارات الباهرة لقوات البيشمه ركة الابطال المدافعين عن كوردستان، وتقضي في النتيجة على احلام المغامرين لا محالة .
ولقطع دابر الارهاب والتهديدات على اقليم كوردستان وضمان امنه القومي، ينبغي اعطاء الهجوم الدفاعي الكوردستاني زخما اضافيا ليستمر في دفع المعتدين الى غرب نهر دجلة، من بحيرة الموصل حتى نقطة التقاء رافد الزاب الاسفل بدجلة ، وهي الحدود الجغرافية الطبيعية والتاريخية لكوردستان. ونسف كل الجسور والمعابر التي تربط شرق دجلة بغربه على طول هذه الحدود، ووضع نقاط سيطرة فعالة بكامل الصلاحيات لمنع التسلل منها الى الاقليم . اتاني المرحلة المكملة بعد ذلك وهي تطهير كا من الجويجة وسليمان بك و حتى تلال حمرين من كل البؤر والحواضن الارهابية في اراضي كوردستان.[1]