#فؤاد حمه خورشيد#
برز الميجر نوئيل(الميجر ادورد وليم جارلز نوئيل) كاحد الساسة الانكليز المؤيدين للقضية القومية الكوردية اثناءالاحتلال البريطاني للعراق ابتداء من تعيينه مستشارا للشيخ محمود الحفيد عام 1918ولحين انتهاء مؤتمر القاهرة ، او( مؤتمر الاربعين حرامي )كما وصفة تشرشل نفسةعام 1921. درس الميجر نوئيل في كلية الخطابة في برمنكهام ، وفي الاكاديمية العسكرية الملكية في كنت، ومارس عدة وظائف استخباراتية وقنصلية وسياسية، واكتسب خبرات هامة عن الكورد من خلال عمله في ايران مدة اربع سنوات.
بعد ان طردت القوات البريطانية السليمانية عام 1918 بمساعدة الشيخ محمود الحفيد،عين الشيخ محمود حكمداراعلى السليمانية وانحائها، وعين الميجر نوئيل مستشارا له، وما ان وصل موئيل الى السليمانية حتى استقبل استقبالا مدويا , كما تقول المس بيل ، وحال مباشرته لمهام وظيفته عين في كل مناطق السليمانية موظفين كورد ، ونقل كل الموظفين العرب والاتراك ، قدر الامكان، وحل محلهم موظفين من كوردستان، ونقل كذلك الجنود والضباط الاتراك الى بغداد. واتخذ فور وصوله الر السليمانية خطوات سريعة، بسبب المجاعة بعد الحرب،لاستيرادالمواد الغذائية والبذور وحاجات السوق المختلفة، كما اتخذ الخطوات اللازمة لترميم المساجد الكبيرة على حساب الحكومة البريطانية، ومنح المنح لانه عندما وصل كانت بلدة السليمانية شبه خربة والتجارة فيها بحالة كساد وشلل
كان الميجر نوئيل، كما يقول ماكدول (نصيرا رئيسا وبطلا للطموحات الكوردية حيث ناقش مع مسئولي الادارة البريطانية في العراق ثلاث اشكال للدولة الكوردية عندما كانت القضية الكوردية مطروحة للنقاش في مؤتمر السلام، وكانت له في هذا المجال افكار مدروسة انضج من غيره :
1- كوردستان الجنوبية ومركزها السليمانية وتضم كل من نهري وراوندوز واربيل وكركوك وكفري وخانقين.
2-كوردستان المركزية ومركزها الموصل.
3- كوردستان الغربية ومركزها دياربكر وتمتد شمالا حيثما بقي الكورد يشكلون غالبية السكان، على ان تكون هذه الاشكال مشمولة بالحماية والمشورة البريطانية.
ومن اجل التأكد من موقف الكورد وعشائرهم ازاء قيام الدولة الكوردية قام نوئيل بجولة عبر مناطق كوردستان الغربية والمركزية عام 1919 برفقة كل من كامران وجلادت بدرخان لتقصي الحقائق، الا ان القوة التركية منعته من اتمام مهمته في عموم المنطقة وطالبت من السلطات البريطانية باعادته الى حلب . مع ذلك قدم نوئيل تقريره المتضمن معلومات قيمة عن الحالة السياسيةالكوردية ب 77 صفحة بعنوان (يوميات الميجر نوئيل حول مهمة خاصة في كوردستان من 14 حزيران- 21كانون الاول 1919) قدم الى مسئوليه جاء فيه : ان صعوبات قليلة ستواجه المقترح البريطاني بانشاء الدولة الكوردية ونصحها بان بان الحركة القومية الكوردة قوية جدا، واوصى باتخاذ نفس الاجراءات فيما يخص المناطق الممتدة شمال ولاية الموصل
ومما جاء في يومياته كذلك:( ان الاستقلال الكوردي يمكن تبريره تاريخيا اكثر من ما يطلبه الارمن ، لان اخر اثار ارمينيا قد ازيلت في القرن الرابع عشر، واتهم ممثلي الارمن بالتضليل ، واشار الى ان ارمينيا الكبرى ان اريد تأسيسها(بضم4 ولايات كوردية اليها) فاذا يعني ان 1143000كوردي سيحكمون من قبل اقل من 143000 أرمني. كما انة ارفق تقريره بخارطة لكوردستان معلقا عليها عبارة انها ارض كوردية لا يمكن للأرمن الادعاء بها).
بسبب هذه المواقف المؤيدة للدولة الكوردية ، اخذت بعض الاوساط البريطانية الحاكمة ،غير المؤيدة لمشروع الدولة الكوردية المستقلة، تنظر اليه بعين الريبة باعتباره اصبح نصيرا قويا للقومية الكوردية وبخاصة عندما كان الموضوع يطرح في الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات الدولية، وبخاصة عندما عرض الموضوع في مؤتمر القاهرة حول مصير العراق عام 1921. بل ان بعضهم تخوف من وجود الميجر نوئيل بهذه الافكار بين صفوف من يناقشون موضةع كوردستان، فقال عنه المستشار السياسي البريطاني في اسطنبول جي بي هولر:(انه متعصب واخشى ان يصبح نوئيل لورانس الكورد ، ووصفه بانه رسول الكورد ) .
كما اشار سي جي ادموندز الى مواقف الميجر نوئيل المناصرة للقومية الكوردية والمؤيدة لتشكيل الدولة الكوردية بقوله : ( كان نوئيل يكافح جاهدا مستميتا ليجمع بين سيد طه وسمكو والشيخ محمود ليقوموا معا بعمل مشترك ، الا ان مساعيه باءت بالفشل.)
بعد كل هذا ، ألا يستحق الرجل الذي دافع عن الكورد وقضيتهم في احرج المواقف وادقها ، سواء داخل اروقة وزارة المستعمرات او الخارجية البريطانية ، او مع مرؤوسيه المتعنتين في بفداد مثل ارنولد ولسن ، ووليام ولكوكس ، ونعتوه ب(لورنس الكورد) ، ان تسمى احد شوارع كوردستان ، او حديقة من حدائقها باسمه ؟.[1]