محمود الوندي
#خانقين# التي تحدت السياسات الشوفينية بكل انواعها واساليبها المتوحشة بدأ من الاعتقالات الكيفية والاعدامات ومرورا بالتهجير والتخريب والتعريب ، وتدمير معظم قرى المدينة وناحيتي ميدان وقورتو بحجة وقوعها على الفاصل الحدودي والسبب الرئيسي ايواء اهلها الصامدين للقوى الوطنية العراقية والكوردية ..
خانقين اهلها كارضها معطاء ، ورشيقة بقدرتها الشابة على العطاء من ابداعات رجالها ونسائها ، كوندها الخالد السرمدي الذي يروي ارض المدن الاخرى ، وأنجبت العديد من القاده الميامين في الحركه السياسية الوطنية التحرريه العراقيه والكوردية معا ، اذ رفدت الاحزاب من خيرة مناضليها والجمعيات والاتحادات والنقابات من خيرة ناشطيها ، المدينة قد روت حقل النضال الوطني من دماء شهداؤها الابرار ، التي قدمت قوافلا من الشهداء لمقارعة النظام البعثي في سبيل كرامة الانسان العراقي بشكل عام والانسان الكوردي بشكل خاص ، وكان لها في كل سجن ومعتقل سفير ، وكما لها رمزا في كل وادي وجبال في كوردستان ..
فيصعب علينا ذكر جميع الشهداء ، فالشهداء خالدين في ضمائرنا ابد الآبدين ودين على اعناقنا فلهم المجد والخلود ، ونحاول بين آونة واخرى نستذكر شهيدا تلو شهيد .
لابد لي من كتابة هذه المقدمة لادخل في صلب الموضوع لأوشر الى بعض المناضلين من اهالي مدينة خانقين ، لهم باعة طويل من النضال داخل الحزب الشيوعي العراقي ، ولكن لم يأواهم الاستشهاد وكان منواهم الموت الطبيعي ، وفي هذه الحالة سوف يدلي الاستاذ محمد غازي خانقيني دلوته كالشاهد على سيرة الحياة للمناضل الشيوعي مرشد محمد الوندي ، ويؤشر الى حياته نضالية الذي قدمها من اجل رفاهية الشعب وانقاذ الوطن من دكتاورية البعث ..
ولد الوندي في مدينة خانقين من عائلة ميسورة وفنية في سنة 1954 ، وعاش طفولته وصباه وشبابه على ضفاف نهر الوند واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في خانقين ولكن لم يتمكن الاستمرار في دراسته الجامعية بسبب ظروف السياسية والوطنية ، كان الوندي محبوباً بين اصدقائه ومعارفه لانه كان نبيلا وهادئا ، وكذلك صريحاً معهم في كلامه وصادقاً مع نفسه ومع زملائه ..بعد ان وجد الفقيد ( مرشد الوندي ) طريقه في الانتماء الى الحزب
الشيوعي العراقي الذي كان في طليعة القوى الوطنية المناضلة على الساحة العراقية ، وعرف أن هذا الطريق ليس معبدآ بالزهور بل أنه طريق وعر وصعب ممتلئ بأشواك والعقبات حيث نشط في صفوفه وسخر حياته مع رفاقه في مقارعة الدكتاتورية والاستبداد وتصديه لنظام البعث الدموي في سبيل حرية الشعب العراقي بشكل عام والشعب الكوردي بشكل خاص
وكان الفقيد خطاطاُ وفناناً تشكيليا ومناضلاً وسياسياً عنيداً ، حيث استمر في نشاطه من اجل العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة لاطياف الشعب العراقي ومحاربة الفقر والجهل والظلم والتخلف بواسطة اقلامه وفرشاته تارة ، وترة اخرى بسلاحه عندما التحق الى صفوف انصار البيشمركة حتى أخر يوم من حياته ..
عندما قام نظام البعث بالحملة الشعواء ضد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي وانصاره واصدقائه في نهاية السبعينات من القرن الماضي ، قد تعرض الفقيد مرشد الوندي بسبب تلك الحملة الى شتى انواع المضايقات والملاحقات ، حيث أضطرت الى مغادرة مدينته خانقين ، فألتجأ الى جبال كوردستان وانظم الى الصفوف الحركة الوطنية المسلحة ، فقضى الوندي فترة طويلة من حياته وبين أخوته واخواته من جميع الأطياف العراقي على جبال كوردستان وداخل وديانها وكهوفها ، إلا ان سقط من احد مرتفعات الجبليه في احدى المعارك ضد الجيش العراقي وكان اصابته بالغه ..
واخيراً استقر به المطاف في السويد بعد أصابته البليغة ، واصبح الفقيد معوقاً ومشلولاً إلا انه لم يتخلى عن نشاطه السياسي والفني وتحدى الزمن وصعاب ايامه خلال أعماله الفنية ، حتى وفاته في شهر الثامن سنه 2004 في احد المدن السويديه ونقل جثمانه الى مسقط راسه في خانقين ودفنه هناك .
هذه دلالة حقيقية على الفقيد مرشد الوندي كان مناضلا وفنانا ، لانه شارك في كثير من الفعاليات الفنية والسياسية الى جانب القتالية من خلال انضمامه الى صفوف قوة الانصار الذين كانوا متواجدون في كوردستان ، وكان دوره المشهود في الحركة المسلحة طيلة فترة النضال المسلح التي خاضها الحزب الشيوعي العراقي الى جانب الأحزاب الكوردية في مقارعة الحكومات الرجعية والديكتاتورية التي تسلطت على رقاب شعبنا ، وعرف بين رفاقه في كوردستان باسم حميد الخطاط الذي اخذه اسماً حركياً له .
وكرس الوندي حياته خدمة للمجتمع العراقي بكل اطيافه بواسطة اقلامه وفرشاته التي كانت سلاحه الحقيقي ليحارب اعداء الشعب العراقي ، كما زين اقلامه وفرشاته أوجه كثير من الصحف الوطنية مناهضاً للنظام البعثي وافكاره الشوفينية .
واخيرا ختم الاستاذ محمد غازي خانقيني حديثه بهذه الكلمات البسيطة ... اليوم اقف احتراما وأكراما لنضاله ، واقول ، المجد والخلود لفقيد الشعب والوطن مرشد الوندي ، وستبقى ذكراك خالد لا تغيب عن أذهاني واذهان رفاقك ومحبيك من اهالي مدينة خانقين ، الذين يتذكرون على الدوام ما قدمته من مآثر لا يمكن نسيانها .[1]