قاسم حسن
الفنان #جعفر حسن# ، فنان مرهف ، وصوت غنائي شجي ، موسيقي وملحن متمسك بسمو فنه ، ملتصق بهموم الناس والوطن ، وذائقته الشعبية العراقية ، بدأ مسيرته الفنية كمغن ، في الاذاعة والتلفزيون ، في الستينات من القرن الماضي ، وبرز صوته أكثر في الاحتفالات الجماهيرية مع ولادة الجمهورية العراقية عام 1958.
رحلته الفنية داخل العراق ، مرتبكة ، نظرا لكثرة الممنوعات ، وحين أشتدت الحملة المسعورة لسلطة البعث ، على الفن والفنانين الملتزمين بقضايا الوطن والناس ، غنى في الاذاعة والتلفزيون ، وعندما أغلقت الدكتاتورية أبوابها بوجهه ، راح يغني ويعزف في المهرجانات والاحتفالات والمنتديات السياسية ، والجمعيات والنقابات ، الغير تابعة للسلطة ، وقاد فرقاً غنائية صغيرة ، لتغني في بلدان أخرى ، كلبنان وبرلين وموسكو ، وبلدان أخرى ، قبل ان يكون مصيره المنفى لاحقا .
هذا الفنان الملتزم امانة الفن ورسالته ، حمل آلته وصوته ليبتعد عن الوطن ، وكانت رسالته تقول ، من أجل فن لايمتدح ولايساوم ، غادر الوطن كسائر المبدعين ، غير أن النظام وأزلامه في العراق ، طارده في كل مكان ، ليجد لنفسه منفى ، في عدن اليمن الجنوبية حينذاك ... مسيرته ليست عاديه وفيها الكثير ، الكثير من العقد والصعوبات
يتحدث عن نشأته وصباه ويقول:-
(في طفولتي وصباي في مدينة خانقين بدأت بالعزف على آلة الناي وكان عمري حينها لا يتجاوز الست سنوات وقبل دخولي المدرسة في محلة المزرعة في خانقين، وعندما كنا نذهب الى المدرسة كنت اعزف في الطريق وتعلمتها فطريا، وكنت اغني، وثأثرت منذ الصغر بالموسيقى، وكان لدينا في البيت (كراموفون) وكان والدي تاجرا، وكانت لدينا العديد من الاسطوانات، مثل القبانجي واسمهان وعبدالوهاب وزكية جورج وحضيري ابو عزيز وسليمة مراد وام كلثوم وعلي مردان، وفي مرحلة الابتدائية اصبحت مطرب المدينة ....واعزف الناي ايضا، وكنت اشارك في الفعاليات الفنية في المدينة، وكنت اتابع واستمع لمطربي خانقين المشهورين آنذاك....
وفي سنة 1958 عملت مع فرقة خانقين الموسيقية، التي كانت تضم في صفوفها فنانين موهوبين ، فرحان كاظم ،نوري نعمة ومنصور الخياط ، وعازف الناي نجم عبدالله ( الذي كان عازفا رائعا وتأثرت به كثيرا) ، كان يصنع النايات بنفسه وتعلمت منه ذلك.
انطلاقتي الاولى بدأت بالتحديد في احتفالات ثورة 1958 وبدأت أغني في الحفلات الفعاليات والنشاطات في المدينة، وكانت الحفلة الأولى (على ما أتذكر كانت في نقابة المعلمين في خانقين) ، لذلك كانت نشأتي الفنية في خانقين، علما كنت اغني باللغتين الكردية والعربية،...
عند انتقالي الى العاصمة بغداد وفي المرحلة المتوسطة ، في منطقة الكريمات تحديدا ، كان بيتنا على مقربة من جسرالصالحية، اراقب من على الجسر حفلات، ناظم الغزالي، وكيف كانت المطربة فائزة أحمد، تغني وتتنقل بين الفواصل الموسيقية ، متفرجا ومتمتعا ، من خلال تلك الفجوة ، فوق الجسر، بالاضافة الى المطربين الآخرين مثل عباس جميل ورضا علي وآخرين،...
إحترف الفنان جعفر حسن، الغناء والموسيقى ، قبل دخوله الى معهد الفنون الجميله في بغداد، حيث كان ضمن فرقة أبناء دجلة للموشحات ، مع الفنان روحي الخماش .. وفي لقاء خاص مع الفنان في مجلة الصوت الآخر الصادرة في كردستان العراق تحدث عن هذه التجربة ، والصعوبات ، والتعقيدات التى واجهته في مسيرته الفنية داخل الوطن قائلا :-
في عام 1960 دخلت معهد الفنون الجميلة في بغداد وكنت في الوقت نفسه اعمل في الاذاعة مع فرقة أبناء دجلة للموشحات مع الفنان روحي الخماش وكنت مغني الصول، واحب الموشحات كثيرا، وكنت ايضا ضمن فرقة الكاظمية الموسيقية، لان دراستي الثانوية كانت في الكاظمية، وكان والدي في حينه يتمنى ان اكون تاجرا او ضابطا في الجيش، اما انا فلم اكن مقتنعا بالفكرة، ولم يكن لديه القتاعة بدخولي الى معهد فنون الجميلة، ورغم دراستي في الثانوية، الا انني تركتها وقدمت اوراقي الى المعهد ودخلت قسم الموسيقى وكنت معفوا في اغلب المراحل الدراسية، واصبحت من مطربي الاذاعة والتلفزيون في الستينيات، وفي انقلاب عام 1963 الشوفينية فصلت من المعهد ومنع علي دخول الاذاعة، وفي عام 1964 قمت بتسجيل الاغاني في اذاعة الكويت مع استاذي جميل بشير، وكان يدير شركة(بشير فون) وهذا الشيء اذكره دائما بأن بدايتي كمطرب كانت من اذاعة الكويت قبل بغداد، وبدأت الصحف تكتب بأن الفنان جعفر حسن يغني من اذاعة الكويت ولا يسمح له بالغناء في اذاعة بغداد وكانت هجمة صحفية في حينها الى ان رضخت لامر الصحافة وفسحوا لي المجال في نفس العام ان اغني اول اغنية من الحان الاستاذ جميل بشير وكلمات الاستاذ محمد القبانجي وكانت بعنوان (كلما أتمعن برسمك) وهذه الاغنية معدة ولحنه للمرحوم ناظم الغزالي وبعد وفاته قمت بغنائه.. ومثلت اول مسرحية غنائية بعنوان(كليوباترا) لأحمد شوقي ومن اخراج الفنان ابراهيم جلال، وكنت قبلها مثلت مع فرقة الكاظمية عدة مسرحيات مع مجموعة من الفنانين العراقيين امثال حمودي الحارثي وقاسم الملاك وآخرين، في عام 1964 كنت احد الاعضاء المؤسسين لفرقة الرشيد للفنون الشعبية الى جانب فنانين كبار امثال الفنان جميل بشير وغانم حداد وسالم حسين وجميل سليم وجميل جرجيس وكاك قادر من السليمانية. وفي عام 1968 جاء قرار حل الفرقة وتأسيس الفرقة القومية العراقية وكنت حينها المدير الفني للفرقة واحد المؤسسين للفرقة وقدمت اعمالا كثيرة من ضمنها الدبكات الكردية لغاية عام 1972 حيث فصلت من العمل اضافة الى فصلي من الاذاعة والتلفزيون لأسباب سياسية ومنعت من دخولها على اثر مقابلة صحفية في جريدة التآخي في نهاية عام 1973 وفي عام 1974 فصلت من التربية والنشاط الفني نهائيا ثم اشتغلت عاملا في المطبعة. وتم اعتقالي وبعدها اضطررت الى الهرب الى خارج العراق مشيا على الاقدام.
وعن إنشغالاته ونشاطاته ومشاريعه يقول الفنان جعفر حسن
.. أنا الآن مشغول بأتمام البومي الجديد خلال ايام وبعد أن اتشافا.. الالبوم فيه بعض الأغاني القديمة بتوزيع جديد كأغنية يابو علي ومساهرين وقبليني ووصيّه وعمال نطلع الصبح بالإضافة للأغاني الجديدة كذلك سأنتهي قريباً من كتابي الأول ( لنغني معاً ...للحب للوطن للإنسان ) الذي سيضم قرابة 130أغنية من الحاني مع النوته الموسيقية والكلمات لهذا ابحث عن دار نشر او مؤسسة أو اي كائن بشري آخر يهتم بذلك..
وبالطبع هناك نشاطات فنية كثيرة آخرها البومي الجديد رقم 20 بعنوان ( حبيناك ) يضم 9 أغاني بعضها من أغاني السبعينات بتوزيع وتسجيل جديد والآخر جديد لأول مرة وسيصدر في آذار القادم . أما كتابي الموسيقي فلازال يبحث عن النور وكتابي الآخر ( من الذاكرة ) فلازلت اكتبه كلما اسعفتني الذاكرة بالأحداث والذكريات والشخوص
أما مشاريعي الموسيقية القادمة فهي عديدة منها البوم جديد بدأت اخطط له ويضم الجديد من الألحان بالإضافة لبعض القديم بشكل وتوزيع جديد حيث أني أنوي إعادة الكثير من الألحان التي سجلت في وقتها بشكل بسيط وتقنية بسيطة .. بالإضافة لجولة فنية في الصيف القادم في بعض الدول الأوروبية وإقامة بعض الحفلات لجاليتنا العراقية.
الفنان جعفر حسن في سطور
- ولد في مدينة خانقين
- بدأ العزف فطريا لآلة الناي و شارك في الاحتفالات الجماهيرية والوطنية .
- تعلم العزف على آلة العود ذاتيا .
- درس آلة (الكمان و الفيولا والغناء) في معﮪد الفنون الجميلة- بغداد .
- عضو فرقة (أبناء دجلة) للموشحات الأندلسية في الإذاعة والتلفزيون-بغداد .
- شارك بالمسرح الغنائي بغناء مسرحية( مصرع كليوباترا) الشعرية لأحمد شوقي .
- عضو مؤسس ومطرب وملحن لفرقة الرشيد للفنون الشعبية العراقية .
- عضو جمعية الموسيقيين العراقيين .
- أول مطرب عراقي يلحن و يغني للأطفال .
- عضو مؤسس لفرقة موسيقى الجمهورية- بغداد .
- أسس معﮪد(دار الموسيقى) للدراسات الموسيقية الحرة – بغداد .
- شارك في أول أوبريت عنائي مصور (الأسرة السعيدة) لتلفزيون بغداد .
- شارك بالغناء في فلم(طريق الظلام)للسينما – العراق .
- عضو مؤسس ومطرب وملحن ومدير فني للفرقة القومية العراقية .
- عضو نقابة الفنانين العراقيين .
- لحن مسرحية (الينبوع) لفرقة المسرح الشعبي ومسرحية ( بهلوان آخر زمان) لفرقة مسرح اليوم – بغداد .
- أصدر أربع ألبومات غنائية بعنوان (لنغني معا).
- صدرت له اسطوانة في برلين بعنوان (لنغني معا).
- خلال مسيرته الفنية في العراق قدم العديد من الألحان والاوبريتات والمسرحيات الغنائية والحفلات الغنائية لإذاعة - -- -وتلفزيون بغداد والكويت وأسس العديد من فرق الشباب، وقدم الأغاني الشعبية والوطنية بأسلوب غنائي جديد .
- ساهم بتأسيس وتدريب مجموعة فرق غنائية موسيقية للشباب- اليمن .
- عضو اتحاد الفنانين اليمنيين .
- من ألحانه قدم ألبومه الغنائي الخامس(لنغني معا) ضم العديد من الأصوات الغنائية اليمنية الجديدة.
- عمل أستاذاً ورئيس قسم الموسيقى والغناء في معﮪد الفنون الجميلة-عدن .
- كتاب (المقامات العراقية) نشأتﮪا وتطورﮪا، (لم يصدر) .
- أسس أول ستوديو حديث للتسجيلات الصوتية-عدن .
- في اليمن لحن العديد من المسلسلات والمسرحيات الغنائية واللوحات التعبيرية منها مسلسل (الإعصار) ثلاثون حلقة ومسلسل الأطفال(سياحات يمنية) ثلاثون حلقة للتلفزيون ومسرحية الأطفال الغنائية(أحلام) ولوحة(الحمام) ا التعبيرية وغيرها.
- قدم العديد من الفنانين الموسيقيين والمغنيين اليمنيين الشباب الجدد للساحة الفنية بالحان حديثة مستمدة من التراث اليمني . وعزفت معظم الفرق الموسيقية اليمنية من ألحانه .
- لحن مسرحية ( سر الحجر) فرقة مسرح ليلى للطفل- أبو ظبي- دولة الإمارات العربية المتحدة .
- لحن مسرحية(القائل نعم والقائل لا ) تأليف برخت – فرقة مسرح الاتحاد –أبو ظبي –دولة الإمارات .
- لحن مسرحية(الفرسان الثلاثة) فرقة مسرح ليلى للطفل- أبو ظبي- دولة الإمارات العربية المتحدة .
- البوم جديد من ألحانه وغنائه بعنوان (الغريب).
- البوم غنائي جديد بعنوان (مقامات عراقية) مقامات وأغاني عراقية تراثية .
- البوم غنائي جديد بعنوان ( ذكريات)عزف خماسي بغداد الوتري/ موسيقى وأغاني عراقية تراثية.
- البوم غنائي جديد بعنوان (حفلات ) يتضمن بعضاً من حفلاته الغنائية .
- قدم العديد من الحفلات الغنائية والنشاطات الموسيقية في المجمع الثقافي - في دولة الإمارات العربية المتحدة واحتفالات الجالية اليمنية والعربية . وجولات عديدة في مختلف أنحاء أوروبا وأميركا وكندا .
- شارك في أكثر من خمسون مهرجانا محليا وعربيا وعالميا وحاصل على العديد من الميداليات والشهادات التقديرية .
- لحن أكثر من 500 لحناً موسيقياً وغنائياً .
عمد النظام الفاشي الى تشويه الكثير من المفاهيم ومظاهر الحياة الفنية والثقافية، وسعى بكل ثقله الى اجتثاث المضامين الثورية واليسارية التي تبثها الاغنية، فظهرت منذ منتصف القرن الماضي ملامح الاغنية السياسية، كردة فعل للممارسات الفاشية والقمعية وغياب الحرية من قبل الانظمة والحكومات ذات العقلية التسلطية والشمولية .[1]