الأكراد في أفغانستان .. دراسة تاريخية وإجتماعية – لهنگ إبراهيم
يمتد تاريخ الوجود الكُردي في أفغانستان إلى أكثر من 500 عام،يرجع إلى القرن السادس عشر الميلادي عندما تم نقلهم أثناء الحكم الفارسي من شمال غربي إيران الحالية (??ژهە?ات) إلى تلك المناطق لحماية ثغورهم ضد الترك و المغول.
¬ في المؤتمر التاسع للمستشرقين والذي عقد سنة 1891 قدم المستشرق H. W. Bellew بحثاً هاماً بعنوان – أثنوغرافية أفغانستان – ذكر فيه قائلاً :
“هنالك حوالي 30000 كردي يعيشون في كابول وما زالوا محتفظين بأسماء عوائلهم الكُردية.مثل عائلة – ركا – الكردية الشهيرة في كابول وهؤلاء الكُرد هاجروا من غرب أصفهان إلى كابول.وقد كان للكُرد دور هام ومركزي في أفغانستان وخاصة في القرنين 13 و 14 حيث تمكن الكُرد من حكم مدن كثيرة مثل قندهار و هرات و السند وجور….إلخ،وإن أعداد الكُرد في أفغانستان تقدر بحوالي 200000 كُردي. “
أشار الكاتب سليم تمو في بحثه تحت عنوان (دولة كُردية في أفغانستان) بأنّ دولة گور (الغورية) هي إحدى الإمارات الكُردية، أسسها الكُرد الگليليينGelîlî Kurd بقيادة شمس الدين مَليك كُرد Melîk Kurd حيث إستمرت هذه الإمارة إلى مابين عامين(1245-1383)[Persia and Persian Question.1892. G.N.Curzon]
أمارة كردية
وهذا ما أشار إليه إيفانوف أيضاً في إحدى مقالاته الأكاديمية عن كُرد خورسان وكُرديتهم حيث تحدّث عن تأسيس إمارة كُردية في جنوبي منطقة هرات الجبلية امتدت مابين عامين (1245-1383) م.[ W. Ivanov. 1926]
حيث اتخذ شمس الدين من هرات عاصمة له وقوت شوكته بعد موت هولاكو إمبراطور المغول،فاستولى ابنه ركن الدين الذي استلم الحكم من بعده على قندهار عام 1280 م.
تنتهي حكم هذه الدولة على يد القوات التيمورية في فترة آخر حكامه خياسودين پير علي Xiyasuddîn Pîr Elî حيث يُعدم في سمرقند مع أتباعه.[Dîroka Dugelên Kurdan.Ebdullah Meme Mehmed Varli]
ويشير عبدالله مامي في كتابه استناداً إلى السالناميات الأفغانية بأنه في هرات وماحوله كان نفوس الكُرد تشكل 60-70 ? خلال الفترة مابين (1925-1930 م).
وذكر شرفخان البدليسي في كتابه شرفنامة عام 1587م إلى استقرار عشائر الگيل والزنكنه في أفغانستان وأشار بأن الگيليين الذين هم أقرباء لكُرد خوراسان سكنوا شمال أفغانستان.وذكر محمد أمين زكي استناداً إلى دائرة المعارف الإسلامية بأن من المحتمل بأن يكون كُرد هرات إما من الطاجيك أو من أكراد خراسان.[خلاصة تاريخ الكرد و كردستان.محمد أمين زكي]
وبحسب دراسة قام بها حسين احساني (الأستاذ الجامعي و الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان)
حول كُرد أفغانستان فيقول:
” وفقاً لبعض المصادر التاريخية تم نقل الكُرد في القرن الخامس عشر من مناطق غربي أيران إلى أفغانستان للدفاع عن الفرس ضد الغزوات المغولية.وليست هذه الرواية الوحيدة التي تثبت وجود الكُرد في أفغانستان.
وفقاً لأقوال بعض المسنين في كابول فإن جيش نادر شاه أفشار كان يتشكل من مجموعتين إحداهما أفشارية وأخرى كُردية من كُرد شمال غربي إيران الحالية حيث تشتتوا بعد ذلك في ثلاث مدن أفغانية وهي غزنة ومزار الشريف وكابول.”
حيث يُرجع الكاتب أصل نادر شاه إلى أصول كُردية وأن معظم القادة المقربيين منه كانوا كُرداً.
وأشار الكاتب إلى وجود أكثر من 50 عائلة كُردية في كابل تتمثل أنشطتهم الرئيسية في تعزيز شؤون الديوان والأمانة العامة للحكومة الأفغانية.حيث كان الكُرد يلعبون دوراً هاماً في عهد الأمير حبيب الله خان،ويشير أيضاً بأن غالبية كُرد أفغانستان شغلوا مناصب بيروقراطية وحكومية وسياسة خارجية أيضاً.
صرح معماري
في حي چنداول ضمن مدينة كابل يوجد حمام كُرد والمسجد الكُردي الذي بُني على أساس معماري فريد مصنوع من الخشب الخالص ويقدر عمرها حوالي 230 عاماً.عان الكُرد في أفغانستان كسائر القوميات المُعاشة هناك من الحرب السوفيتية والأهلية الأفغانية،حيث تضم أفغانستان أكثر من 25 قومية عرقية أكبرها قومية الپاشتو والذين ينقسمون مابين أفغانستان وپاكستان.أدتْ هذه الحروب إلى حصر وجود الكُرد في أفغانستان في مدن هرات وكابل العاصمة وغزنة والبعض منهم فروا إلى مخيمات اللاجئين في إيران.تكلم معظم الكُرد في أفغانستان إلى جانب الكُردية بالتركمانية واللهجة الدرية الفارسية،ويؤمنون بالديانة الإسلامية على المذهب الشافعي.
يقدّر عدد الكُرد في أفغانستان بحسب المعهد الكُردي في پاريس حوالي 200 ألف كُردي،بينما تشير اللغوية المتخصصة في الأدب واللغة الكُردية جويس بلاو إلى نفس العدد المذكور.أما مركز الأبحاث التبشير العالمي The World” “Evangelization Research Centre فتقدّر عددهم بحوالي 26,700 نسمة.
المصادر:
– دولة كُردية في أفغانستان، سليم تمو، جريدة الدوار.(المرجع التركي)
– كُرد أفغانستان، حسين إحساني، معهد الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان. (المرجع الفارسي).
– خلاصة تاريخ الكُرد وكُردستان، محمد أمين زكي. (المرجع العربي)
الملاحق :
-مسجد شريف جامع الكُردي چنداول/كابل
– حمام الكرد جنداول / كابل
مام الكُرد چنداول/كابل
[1]