الحوريون – والميتانيون
محمد عزو_
تقول د. منى يوسف نخلة، في كتابها، (علم الآثار في الوطن العربي، طبع جروس برس، طرابلس، لبنان. ص. _63). أنه حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد نشأت في الشمال السوري، وفي الشمال الغربي لبلاد “آشور” آنذاك وجنوبي “أرمينيا” الحالية. مملكة قوية عرفت باسم “ميتاني” واستمرت آنذاك حوالي ثلاثة قرون، وكان ملوكهم يتعاملون الند للند مع ملوك “الحثيين والمصريين”. وتكوين هذه المملكة يرتبط بحضارة “الحوريين” ويقال لهم أيضاً “الهوريين أو الخوريين”، وإلى يومنا هذا لم تُحل رموز لغتهم بالمقارنة مع اللغات القديمة الأخرى المعاصرة لهم من “قوقازية” وغيرها. وفي بداية تسعينات القرن الماضي قال عالم الآثار “جورجيو بوتشلاتي” أن بقايا” “أوركيش” عاصمة” الحوريين” مغيبة في “تل موزان” الواقع بين مدينتي “قامشلو وعامودا”. وتقول الدكتورة “منى يوسف نخلة” رئيسة قسم الفنون والآثار في الجامعة اللبنانية، في كتابها علم الآثار في الوطن العربي صفحة:63/السطر رقم/8/) مايلي: (.. والبحث عن موطن الحوريين الأساسي ما زال قائماً في جنوب القوقاز.) وفي مثلث منطقة “الخابور” نشأت أول مملكة لهذا الشعب ورد ذكرها في النصوص” السومرية – الآكادية” التي عُرفت باسم مملكة” أوركيش ونوار”، وهما أهم مدينتين لهذه المملكة.
هذا وكان سعي” الحوريون” للتوسع نحو الجنوب قد قادهم للاصطدام مع امبراطورية “أور” الثالثة مما جعل” شولجي”، وهو أقوى ملوك” أور”، يقود ثلاثة حملات ضدهم.
في رحاب الألف الثاني قبل الميلاد اشتهر الشعب” الحوري”، وشهرتهم كانت واضحة من خلال نصوص “الحثيين والمصريين والأوغاريتيين”، وأرشيف “ماري” يطلعنا على أنه في أيام الملك “زمري ليم” كانت توجد في بلاد أعالي “الرافدين” و”الفرات” دويلات صغيرة حكمها أمراء “حوريون”.
ويبدو أن اتحاد هذه الدويلات كون المملكة “الميتانية” التي كانت في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد في أوج قوتها، ويعتبر علماء الآثار والتاريخ أن مملكة “ميتاني” من أقل حضارات الشرق القديم دراسة من حيث قلة عدد الأبحاث الصادرة عنها. ويشير الباحث (مهدي كاكه يي) إلى أن مملكة “ميتاني” توصف ب “الغامضة” وتقول المصادر التاريخية والمكتشفات الأثرية أن سيطرة مملكة “ميتاني” قد بلغت أوجها بحدود القرن الرابع عشر قبل الميلاد وامتدت من “ألالاخ” حتى نوزي “في بلاد” الرافدين. أما عاصمة مملكة “ميتاني” المعروفة في النصوص القديمة باسم “واشوكاني” لم يحدد موقعها فعلياً لحينه مع أن الاتجاه يرى أن بقياها تتوضع في تل “الفخيرية” الواقع غربي مدينة قامشلو جنوب مدينة سري كانيه. من ناحية ثانية يقف الآثاريون عاجزين عن تحديد ميزات خاصة بالفن “الحوري والميتاني” الذي ذاب واختلط بالفن “السوري” والفن “الرافدي” في تلك الفترة الموغلة في القدم. وتفيدنا النصوص التاريخية أن المملكة “المتانية” قد دمرها “الحيثيون” قبل نهاية الألف الثاني قبل الميلاد.
[1]