عزيز عجم المحامي
مجلة (اهل النفط) لسنة 1957
تعد صناعة السكاير في العراق من الصناعات الحديثة التي انشئت بعد تأسيس الحكم الوطني في البلاد، اذ لم تكن قبل ذلك الوقت اي مصنع للسكاير في العراق، وتقدمت هذه الصناعة وتعددت مصانعها وتطورت مع تطور الزمن، فبعد ان كانت اليد العاملة هي الصفة الغالبة والعنصر الاساسي في هذه الصناعة اصبحت الالات الحديثة تقوم مقامها تدريجيا وتعتمد صناعة السكاير على التبغ الذي يزرع في شمال العراق.
وبالنظر لتقدم هذه الصناعة وانتشارها في العراق زرت معمل سجاير غازي التابع لشركة عبود المحدودة والذي يعتبر من اقدم معامل السجاير في العراق.
ولهذا المعمل قصة.. هي قصة جهود متواصلة وكفاح مستمر وكفاءات تضافرت فكونت هذه المؤسسة الشهيرة من معمل صغير لايتجاوز عدد عماله العشرة الى معمل كبير يبلغ عدد عماله ومستخدميه في الوقت الحاضر الاربعمائة عامل ومستخدم. فانشاء معمل عبود ونجاحه قصة رائعة للعصامية الفردية التي عملت بجد وثابرت في ميدان العمل حتى انتجت وتكلل عملها بالنجاح عن طريق الاخلاص للمهنة.. منذ انشاء المعمل. وقد زود هذا المعمل بآلات حديثة ومعدات دقيقة لصناعة السجاير منها مكائن حديثة لفرم وتنقية التبغ وفرن خاص للتخمير وللتبخير والطاقة الانتاجية لهذه المكائن هي حوالي (500) سيجارة في الدقيقة الواحدة ويضم المعمل ايضا قسما خاصا لطباعة الورق والقص الاوتوماتيكي لاغلفة العلب في آن واحد وتتبعها مكائن للصق الدائر والبندرول.
ينتج المعمل بين 50 – 60 مليون سيجارة شهريا ويصدر قسما من هذا الانتاج الى الاقطار المجاورة كالكويت والبحرين ويقتصر انتاج المعمل على صناعة سكاير غازي فقط والتبغ المستعمل عراقي من مزارع شمال العراق. ويؤكد اصحاب المعمل انهم يحرصون دائما على تحسين انتاجهم واتباع احدث الاساليب الصناعية كما تصل هذه الصناعة الى مرتبة صناعات التبع في البلاد الاوروبية.
مجلة اهل النفط 1957.[1]