جاء في الشعب العدد -4030- ترجمة من كتاب –ادموندس- المسمى- اكراد واتراك وعرب-، نبذة مختصرة جدا عن السجادة النبوية بكركوك، وعن اسرة خادم السجادة الى درجة ادت الى اطلاق السنة الناس لتتساءل بحرارة ماهية هذا الاثر النبوي العظيم، وكيفية انتقاله الى اسرة –خادم السجادة- في كركوك، ولذلك رأيت من المفيد تنوير القراء ان افصل- الموجز- الذي جاء في ترجمة الشعب عن هذه السجادة وعن الاسرة التي تتشرف بحفظها وخدمتها وراثة، اعتمادا على اوثق الوثائق والفرامين السلطانية التي تؤيد وتثبت انتسابها الى النبي الكريم..
ان السجادة التي اشار اليها -ادموندس- موجودة في الوقت الحاضر ومحفوظة في مدينة كركوك في مقام خاص بناه لها بعض السلاطين العثمانيين،، وورثتها اسرة خادم السجادة من جدها الاعلى عثمان بن عفان الخليفة الثالث.. ولم تكن هذه السجادة من المخلفات النبوية التي جمعها السلطان سليم وحفظها في استانبول.. بل اهداها النبي في حياته الى عثمان بن عفان، واحتفظ بها اولاد عثمان واحفاده بعد استشهاده، جيلا بعد جيل، حتى يومنا هذا.
كان النبي الكريم لايصلي على هذه السجادة (خميصة) الا ايام العيدين والجمعة فقط.. ثم اهداها الى عثمان وذلك عقيب رجوعه هو وجماعته من الحبشة الى المدينة المنورة بعد ان انقطعت اخباره عن النبي الذي فرح واستبشر كثيرا عندما اخبر بنبأ عودته مع جماعته الى المدينة..
وعندما يمثل عثمان بين يدي الرسول الاعظم، يأمر خادمه – انس بن مالك- ان يأتي بالسجادة المذكورة، ويأمره بأن يقدمها الى عثمان.. فلما يأخذها عثمان بيد التعظيم والتجميل، يعقب النبي الكريم عطاءه بقوله: لكل نبي رفيق.. ورفيقي في الجنة عثمان.. وقد اثبت نسبة السجادة المشار اليها الى النبي العظيم بالسند النقلي الذي قد بلغ حد التواتر المفيد لليقين شرعا، الامام العلامة – ابو بكر المصنف- الذي كان مرجعا لاهل العلوم والمعارف في المدينة المنورة، زمنا ما، حسيما جاء في تأليف المرحوم محمدامين زكي- مشاهير وعلماء الاكراد- وقد جاء في قاموس الاعلام، ان ابا بكر العلامة هذا، قد توفي عام (1014) ﮪ..
ان هذه الوثيقة الخطية القديمة لاتزال محفوظة في دار خادم السجادة بكركوك.. وعلى هذا يكون السند التاريخي الخطي المذكور قد كتب قبل اكثر من (400) سنة.. كما ان هناك صورة بعض الوثائق الرسمية يعود تاريخها الى سنة (717) ﮪ التي تشير الى هذه السجادة..
علماء وادباء بغداد والسجادة
ويجد الناظر الى وثيقة العلامة الامام ابي بكر آنف الذكر بعض الحواشي والاشعار التأييدية لصحة انتساب السجادة الى النبي الكريم كتبها المفسر العلامة الشهير السيد محمود الالوسي- شهاب الدين ابو الثناء- بخط يده، وذلك عندما تكون السجادة في بغداد ويزورها الوالي علي رضا باشا في (1254) ﮪ. في مقام محمود الثناء.
ويكتب السيد محمود الالوسي المفتي ويقول لما زار السجادة الوالي علي رضا.. لازال له الرضا عطاء وفراشا.. انشد الشاعر الشهير السيد عبدالباقي العمري:
مقام محمود الثناء
على ذري العليا نصب
فزرت به سجادة
المختار واسجده والترب
ثم اعقبه محمد امين افندي العمري زاده.. اكرمه اليه بالحسنى وزيادة..
وسجادة قد شرفت بمحمد:
امام الهدى حقا وقطب وجود
فلا غرو بين الناس
ان عقدت لها
مجالس جود في مجال سجود.
ثم اعقبه شاعر الوزير داود باشا، الشيخ صالح التميمي:
اكرم بها سجادة
حلت من العليا محلا
صلى عليها من قديم
من عليه الله صلى
ثم يختم السيد الالوسي صحفية ابي بكر المار ذكره بختمه ويختمها معه العالم الفاضل محمد افندي المدرس –طبقجلي زاده-.. ثم بعده الشيخ الواصل، والمحقق الفاضل، بين الحق والباطل، الشيخ احمد بن الفاضل السنندجي.. ثم غيرها وغيرهم من الذين لامجال لذكرهم هنا في زمن والي بغداد علي رضا باشا في 1254ﮪ.. وذلك عندما كان صاحبها خادم السجادة الشيخ سعد الدين (الجد الثالث لكاتب هذا المقال) يطالب ببعض اوقاتها في الشمال – كويسنجق- وردها اليه الوالي بعد ان تأكد من احقية المطلب وصحته، وذلك كما جاء في (دليل اصلاح الاوقاف) لمؤلفه النائب محمد احمد العمر..
-السجادة في استانبول-
ومن السلاطين العثمانيين الذين حاولوا جلب هذه السجادة من العراق- كركوك- ابي عاصمة ملكهم استانبول استانبول بقية وضعها وحفظها مع سائر الاثار النبوية الشريفة كخرقة السعادة وغيرها، السلطان عبدالمجيد بن السلطات محمود، وكذلك السلطان عبدالحميد بعده، غير ان اصحابها الشرعيين الذي تنقلت اليهم وراثة من جدهم الاعلى عثمان بن عفان، ابوا الاّ ان يرجعوا بها الى العراق مادام الاختيار بيدهم، والامر متروك الى رغبتهم.. وكان السلطان عبدالمجيد يحاول ان يغري صاحبها براتب شهري كبير (100) ليرة ذهب، وعلى ان يعينه ناظرا على جمع الاثار الشريفة النبوية النبوية الموجودة في استانبول، اذا وافق على وضع سجادته، وحفظها بين سائر المخلفات النبوية،، ولكنه ابىالاّ ان يعود بها الى وطنه العراق دون ان يغريه الراتب والمنصب مادام مخيرا لا مسيرا!..
الملك فيصل الاول والسجادة
ولما كان مقام السجادة الذي بناه السلاطين من خلال الحرب العالمية الاولى اصدر المغفور له الملك فيصل الاول ارادة ملكية بتعميره وترميمه وذلك عقب جلوسه على عرش العراق، تعميرا تناسب وقدسيته وذلك عام (1921)م..
ولاتزال صورة هذه الارادة الملكية محفوظة في مكتبة مقام خادم السجادة بكركوك (ان مقام السجادة صار في حاجة ماسة الى التعمير في الحال الحاضر، فتلفت اليه انظار الاستاذ احمد زكي المدرس مدير الاوقاف العام الذي زار المقام واطلع على حاجته الى التعمير)..
-ادموندس وخادم السجادة-
اما لقب خادم السجادة الذي يذكره ادموندس اللقب دون الاسم، فهو السيد رفيق نائب كركوك سابقا، والد كاتب هذه السطور المتوفى عام 1936..
هذه نبذة مختصرة عن تاريخ السجادة النبوية بكركوك وكيفية انتقالها الى اسرة خادم السجادة اليت يرأسها كاتب المقال وكانت السجادة في بادئ الامر في الشام وحدود ايران- العراق.. ولواء السليمانية وكويسنجق فكركوك،، هذا وان لقب خادم السجادة لقب شرف كقولك ب خادم الحرمين الشريفين..
هذا ما اردت تعليقه على كلام – ادموندس- عن السجادة اتماما للفائدة، وتنويرا للقراء،.. والكلام يجر الكلام..
كيف تعرض للزيارة العامة
ومما يجدر بالذكر ان السجادة لا تفتح الا ايام العيدين للزيارة العامة والسجادة مستطيلة الشكل ولاتزيد مساحتها على المتر المربع الواحد.. مصنوعة من الوفر وقد نال منها مر الزمن – مع الاسف- من وسطها لدمها.. وكل جانب منها معثوثة ومأكولة.. وعليها تصميم محراب على التصاميم محراب على التصاميم الاموية لمحاريب المساجد.. وعلى رواية،، انها في الاصل هدية من نجاشي الحبشة الى النبي الكريم.. وطريقة حفظها من التلف هي ان تلف في عشرات من (البغجات) بحيث لايصل اليها الهواء والغبار كما كانت الحال في حفظ الامانات النبوية باستنبول،، واهدى السلطان عبدالمجيد عشرات من –بعجات- (خرقة السعادة) لتلف فيها السجادة صيانة لها من التلف.. وبعض هذه الاغطية عليها كتابات باللغة التركية والعربية.. وكل ذلك يراه الناس عند زيارة السجادة ايام العيدين.. ولون السجادة (خاكي) بلون الابل الصفراء الفاتحة وهي مصنوعة من وبرها..[1]