ابراهيم خليل
مدرس مساعد/ قسم التاريخ / كلية الاداب
يعتبرالاباء الكبوشيون.. والدومنيكان من اقدم الارساليات المسيحية التي قدمت الموصل.. حيث تأسست فيها رسالة كبوشية سنة 1632 وكان الغرض من تأسيسها محاولة جذب التساطرة الى حضيرة الكنيسة الكاثوليكية. ولم تلق الرسالة الكبوشية نجاحا في اعمالها الدينية على الرغم من ترحيب الحكام الجليليين بها ترحيبا واسعا،
فاضطرت في سنة 1724 الى مغادرة الموصل. اسس الاباء الدومنيكان رسالتهم في #الموصل# سنة 1750 وكان يتقدمهم الابوان الايطاليان فرنسيس تورباني وعبد الاحد كوديلنشيني فاستقبلهم الجليليون بحرارة وافسحوا لهم مجالا للعمل ودافعوا عنهم، واشتهر الدومنيكان بصناعة الطب. كما فتحوا بعض المدارس.
مارس الاباء الدومنيكان نشاطهم في الموصل، فاسسوا مطبعتهم لما رأوا ما يعانيه المعلمون والطلاب من المشقات لنقص الكتب اللازمة على اصول حديثة لتعليم الناشئة في اللغات الثلاثة. العربية والكلدانية والفرنسية على اصول حديثة ونشروها في الموصل وقراها.
اسهم نشاط الارساليات التبشيرية في قيام حركة فكرية ويمكن تقدير اهمية وجود هذه الارساليات اذا علمنا انها عملت على ادخال اللغة العربية والعلوم الحديثة ضمن مناهجها الدراسية المقررة. لهذا ازداد الاقبال على هذه المدارس ولاسيما العوائل الثرية في الموصل، فكان من تلاميذها داؤد الجلبي، صديق الدملوجي، امجد العمري، فاروق الدملوجي، رؤوف العطار، داؤد سليم. وكان من اسباب هذا الاقبال ايضا السياسة التعليمية التي تبناها الاتحاديون ومطاردتهم للغة بحيث لم تجد لها ملجأ غير المدارس التبشيرية اما الاكثرية من عامة الناس فقد لجأت الى ارسال ابنائها الى المدارس الدينية التقليدية التي حفظ فيها القرآن الكريم للعرب لغتهم في العصور الحالكة. على الرغم من بعض الجوانب السلبية للارساليات من حيث الارتباطات الاوروبية السياسية، الا انها كانت اداة مهمة من حيث خدمة التراث العربي وخاصة اللغوي منه والذي هو الواسطة الاساسية في التعبير الفكري العربي، ولعل اصدارهم مجلة اكليل الورود دليل على اهتمامهم باللغة العربية وادابها على الرغم من الصيغة الدينية للمجلة، وتعتبر هذه المجلة اول مجلة تصدر في الموصل بل وفي العراق كله.
صدر العدد الاول من مجلة اكليل الورود في كانون الثاني 1902. وقد جاء في ترويستها انها مجلة دينية ادبية علمية شهرية اصحاب الامتياز الاباء الدومنيكان.
وقد بلغ عدد صفحاتها عند بداية صدورها (20) صفحة، ولكنه كان يتغير في بعض الاحياة اذ يزداد ليتراوح بين (24 – 28) صفحة، علما بان الواجهتين الداخليتين للغلاف كانتا تستعملات لكتابة المقالات كذلك، وفي بعض الاحيان تستعمل الواجهة الاخيرة من الغلاف في تكملة المقال، اما بالنسبة لمقاس المجلة فهو (18 × 11.5سم).
صدرت مجلة اكليل الورود بثلاث لغات، هي العربية وصدر منها (650) عدداً، والفرنسية وصدر منها (400) عددا والكلدانية وصدر منها (300) عدداً، وفي جميع هذه اللغات كانت الموضوعات متشابهة حيث كانت تترجم من لغة الى اخرى فقط.
اشتغل في تحرير المجلة عدد من المحررين، منه الاب عبد الاحد جرجي السرياني البغدادي، والاب هياسنت وهو فرنسي الاصل، والقس باسيل بشوري السرياني البغدادي، والاديب فرج الله كسبو، وتتسم كتابات هؤلاء جميعا بالطابع الديني الكنسي.
كرست مجلة اكليل الورود معظم مقالاتها لنشر المذهب الكاثوليكي على نطاق واسع، ومع هذا فقد اهتمت بالموضوعات الصحية والسياسية والاجتماعية والثقافية، فاخذت المجلة مثلا تهتم بتزويد القارئ بالمعلومات العامة المفيدة، فقد كتبت عن السكر والتبغ والقهوة وما شاكل ذلك.
1900 صار لباريس 2709 جريدة و185 مجلة، والمدن الفرنسية الاخرى كان لها في السنة المذكورة 2972 جريدة، فصار حينئذ مجموع الجرائد والمجلات في فرنسا فقط 6866..
وقد علقت على هذه الصحف والمجلات بقولها: لكن الكثير منها لا يفيد التقوى وتحسين الاخلاق..
وفي عددها الصادر في آب 1905 اشارت الى انه يوجد في الولايات المتحدة الاميريكية لكل 3400 من اهاليها جريدة، وفي المانيا يوجد لك 7500 من اهاليها جريدة.
اتحفت المجلة قراءها باخبار الكثير من البلدان في العالم فعن اليابان نشرت مقالات تاريخية متسلسلة ولكنها ذات صيغة دينية منذ ايلول 1904 وحتى كانون الاول 1904. وكذلك لمحة عن البلغار تحدثت فيها عن بلغاريا والتشكيل البشري فيها، وعن الولايات المتحدة نشرت مقالا عن استصلاح الاراضي فيها.
نقلت مجلة اكليل الورود في بعض اعدادها اخبار النشاطات الصهيونية، مما يدل على امرين اما ان القائمين على المجلة والمسؤولين عنها لم يكونوا يملكون اي تصور عن الخطر الصهيوني، او انهم كانوا يهتمون اهتماما كبيرا بنشاط الحركة الصهيونية او الوطن القومي لليهود، فقد نشرت المجلة في عددها الصادر في شباط 1908 خبرا بعنوان: عدد اليهود في الارض كلها جاء فيه.
ورد في احد التقاويم الانكليزية ان عدد الاسرائيليين المشتتين في الارض كلها هوزهاء (11) مليونا و(81) الفا منهم 7848000 في اوروبا و1556000 في اميركا و354000 في افريقيا و342000 في آسيا و17000 في استراليا.
وفي عددها الصادر في آب 1909 نشرت مقالا بعنوان المستعمرة الاسرائيلية العظمى المقصود انشاؤها في بلاد ما بين النهرين جاء فيه:
روت الجرائد الاميركية ان اثنين من كبار المتولين الاسرائيليين وهما المسيو يعقوب شيف والمسيو اسرائيل زانكو بل، قد جمعا المبالغ اللازمة لانشاء مستعمرة يهودية في بلاد ما بين النهرين والكلام ان هذه المستعمرة ستكون اكبر مستعمرة يهودية شوهدت في العالم منذ تفريق اليهود، وقد عضدت مساعيها جميع الجمعيات الاسرائيلية في كل الاقطار.. وقد عزم المسيو شيف ان يسافر.
لقد مارست مجلة اكليل الورود وظيفتها الصحفية في العناية بمواد التوجيه والارشاد والتثقيف وبوسائل عديدة منها نشرالقصص القصيرة ذات الطابع الانساني او نشر الاقوال الحكمية، ومثال ذلك النصائح التالية التي وجهتها الى القراء في عدد نيسان 1905.
لا تؤخر عمل اليوم الى الغد، لا تستخدم الغير في عمل تقدر ان تعمله انت، لا تشتر مالا ينفعك وان بيع رخيصا، لا تصرف فضتك قبل ان تكون قد حصلتها، كلما شعرت بالغضب فعد من الواحد الى المائة قبل ان تتكلم.
خصصت المجلة بعض صفحاتها لعرض ونقد الكتب الجديدة ومن ذلك ما نشرته في عدد شباط 1907 عن صدور كتاب الاجوبة الشافية في الصرف والنحو لمؤلفه المعلم سليم حسون فقالت ان مجلة المشرق البيروتية نشرت عرضا لهذا الكتاب جاء فيه:
.. ان مؤلفه العالم قد جرى فيه على خطة مستحسنة في التبويب والترتيب وتحرير قواعد اللغة وتقريب مثالها على الطلبة، وقد وضعه على طريقة السؤال والجواب فأتى مجموع محادثات فيها التلميذ يسأل ويستفسر والمعلم يجاوب ويفسر، وعلق عليه كثيرا من الحواشي زيادة للافادة، وكشفا عن غوامض العربية واباحة باسرارها الدقيقة واخيرا اردفه بجدول على مثال القاموس تفسيرا لما ورد في الامثلة من شوارد الالفاظ، فلا عجب والحالة هذه ان وجدنا الكتاب الموما اليه وافيا سديد المنهد واضح الاداء سهل المأخذ جلي العبارة والمعنى.. فنشكر له همته في خدمة اللغة العربية...
وعن احدى الروايات التاريخية قالت:
قد انجز في هذه الايام طبع رواية تاريخية (استشهاد مار ثرسيسيوس) ذات ثلاثة فصول عربها المعلم سليم حسون وحلاها باناشيد ملائمة، فطالما ناقت القلوب الى روايات تمثيلية موضوعها ترويح النفوس وتهذيب الاخلاق وتعزيز اسباب الفضيلة.. فهذه الرواية احسن ماوضع في هذا الباب، وما انسب واطيب تمثيلها في المدارس.
واهتمت المجلة بالموضوعات الاجتماعية، ومنها تأكيد قيمة العمل واهميته وضرورته، ومن ذلك ما نشرته تحت عنوان لا تستح من صناعتك وان بانت حقيرة.
قالت: الشرف معلق باهداب الشغل المحلل ومن احتسب الشغل عارا او نظر اليه بعين الاحتقار فقد تعدى وظلم.. انما العام وكل العار على من كان عبد البطالة المهلكة او من طلب الربح في طرق محظورة يترفع عن قصدها ذو الذمة الصادقة والشرف الحقيقي.. فانت شريف في شغلك يا محب الشغل ايا كانت صناعتك ان كانت التجارة او الفلاحة او الحدادة او الحياكة او الكتابة او غير ذلك، فلا تستح منها بل فليستح من ليس له شغل حلال.. ذكر عن الورد طنتودن احد اعاظم رجال حكومة انكلترا انه كان يفتخر باراء ابنه المحل الذي كانت فيه ابوه يتعاطى الحلاقة.. وجاء عن احد رؤساء جمهورية اميركة انه كان يفتخر بالصناعة التي كان يشتغل بها في شبوبيته وهي قص الحطب وكان يقول ان حبه للشغل وقناعته برزقه رقياه في مراقي النجاح والشرف. فهل استحى مار يوسف من التجارة، او لم يتعاطها يسوع في حياته؟...
كما عنيت المجلة، منذ بداية صدورها، بتزويد القارئ باخبار علمية، فقد نشرت في عددها الصادر في تشرين الاول 1907 خبرا يتعلق بمذنب دانيال الذي اصبح يشاهد منذ شهر آب 1907 وقالت ان قطرة يساوي (22) مرة قطر الارض، كما نشرت خبرا اخر حول قيام الكولونيل الانكليزي برنلي كامبل بدورة حول الارض استغرقت اربعين يوما و(19) ساعة ونصف، ونشرت خبرا بعنوان اوسع بناية في العالم قالت فيه ان هذه البناية انشئت في نيويورك في الاونة الاخيرة وفيها عشرة الاف مسكن واشارت في عددها الصادر في تشرين الاول 1909 وفي مقال مطول بعنوان نظر في الاختراعات الحديثة الى ان زماننا هو زمان الترقي في مرافئ الفنون، واجتناء اغرب اثمار الافكار العالية والقرائح السامية، وما تلك الاثمار الا الاختراعات المتواصلة التي لا يزال العالم يتلقاها من ارباب العلم والفهم ولاسيما المتفانين منهم في تذليل المصاعب الطبيعية هتك اسرارها الخفية... ومن هذه الاختراعات : التلغراف، اللاسلكي، والاوتومبيل (السيارة) والمناطيد او المركبات الهوائية الحديثة.
اما عن النفط فقد اهتمت المجلة بنشر بعض الاحصائيات عن انتاجه واهميته، ففي عددها الصادر في كانون الاول 1907 قالت بعنوان: البترول: كم طنا من البترول كان يستخرج كل سنة منذ نصف قرن.
في سنة 1857 بلغت الكمية المستخرجة 257 طنا، وبعد ذلك بعشر سنوات اي في 1867 بلغ البترول المستخرج من العالم 435676 طنا.. وفي سنة 1877 استخرج مقدار 1788119 طنا وفي 1906 استخرج 28076297 طنا، ولولا حوادث روسيا (ثورة 1905).. لبلغ مجموع البتروك المستخرج في الارض ما يربو على 30 الف الف طن.
ونشرت المجلة اخبارا طريفة عن العالم في بعض صفحاتها ومن ذلك خبرا يتعلق ب عدة جزائر ابتلعها البحر قالت:
اعطى حاكم جزائر لوكي في اميركا اخبارا رسمية يقول فيها ان اعصارا مخيفا اتلف الارخبيل بالتمام، فغاب عدد كبير من الجزائر وتلك جزائر الانتيل التي اكتشفها كريستوف كولمبس في رحلته الاولى اي منذ 416 سنة ابتلعتها امواج الاوقيانوس في مدة يومين اي بين الحادي عشر والثالث عشر من ايلول الماضي.
كما تابعت المجلة كذلك اخبار الصحافة العالمية وذكرت احصائيات مفيدة وفريدة عنها ففي مقال بعنوان: الصحف السيارة في فرنسا جاء فيه: في منتصف القرن التاسع عشر لم تكن باريس تنشر في الجرائد اليومية الا (26) نشرة لها زهاء مائتي الف مشترك. وفي سنة بعد ايام الى لندن ليتباحث مع اللجنة الاسرائيلية الدولية في خصوص الوسائل الاجرائية ويقال ان اللجنة نالت من تركيا الاجازة بالاقامة في بلاد ما بين النهرين لكي تنجز مقاصدها دون مانع.
كان لمجلة اكليل الورود ابواب ثابتة، واهمها باب بعنوان نصائح صحية اوردت فيه مقالات تعالج بعض المسائل الصحية وتدعو الى وجوب الالتزام بالقواعد الصحية، ومن ذلك مقالات عن الهواء وفي الرياضة البدنية والاستحمام بالماء البارد والاشربة الكحولية ومضار البرد والرطوبة.
كما افردت المجلة لها بابا بعنوان اخبار حالية تذكر فيه بعض الاخبار السياسية والاقتصادية والعمرانية، ومن بعض فهارس المجلة نشير الى العناوين التالية:
الطواف حول الارض
معاشات (رواتب) بعض رؤساء الحكومات
مدفع فرنسي جديد
اول سلك تلغرافي بحري
اكبر ساعة في العالم
حريقان هائلان في باريس
الوفد العثماني في الفاتيكان
اهوال الزلازل في جنوبي ايطاليا
ولعل من ابرز ما نشرته المجلة ثلاثة اخبار يتعلق الاول بنشاط وفد المبعوثين العثمانيين في باريس ولندن والثاني عن مثول غبطة بطريرك السريان امام جلالة السلطان والثالث مثول غبطة بطريرك الكلدان امام جلالة السلطان.
في عددها الصادر في ايلول 1909 نشرت مجلة اكليل الورود خبر زيارة وفد المبعوثين العثمانيين الى باريس ولندن ومما قالته:
ادب حزب التحكيم في البرلمان الفرنسوي مآدبة فاخرة لوفد النواب العثمانيين فانني نعوم باشا سفير الدولة العليا على النواب والشيوخ الفرنسيين وشكر لهم حسن ميلهم الى تركيا وقال: ان شعار الثورة العثمانية كان الحرية والمساواة والاخاء واعد ايضا في لندن وليمة شائقة لوفد النواب العثمانيين ورأسها المستر اسكويث وشرف فيها السر ادوارد غرابي نخب جلالة السلطان واعرب عن ميل انكلترا الى تركيا وقال: ان انتصار الحكومة الجديدة على الصعوبات التي اعترضتها زاد في هذا الميل وان انكلترا ترغب في مساعدة تركيا من دون ان تتدخل في شؤونها اما عن مقابلة بطريرك السريان السيد اغناطيوس رحماني للسلطان محمد الخماس فقد كتبت تقول ان المقابلة تمت في قصر دولة بقجة وان مرافقي البطريرك كانوا مطران دمشق، والنائبات البطريركيان.
في الاستانة والاسكندرية وكاتم اسرار البطريرك والخواجات رسام وشماس وكليان وحنا فتوحي وشبلي من وجهاء الطائفة السريانية الكاثوليكية المقيميين في الاستانة. واضافت بان البطريرك فاه بخطاب عربي بليغ افصح فيه عن تهانيه وامانيه ومشاعر تعلقه المتين وعن اخلاص طائفته لعرش جلالته ولما كان جلالة السلطان يفهم اللغة العربية حق الفهم اعجب ببلاغة الخطاب وكرر الشكر لغبطته مرارا.. وفي عدد تشرين الاول 1909 نشرت اكليل الورود نص الخطاب، ومما جاء فيه:
ماطارت الى بلاد سورية وما بين النهرين وكردستان البشري المأثورة باسئصال دابر الاستبداد وتبوأ جلالتكم الشاهانية عرش آل عثمان المجيد الا وطربت لها فرحاً وحبورا نفوس جماعات عبيدكم السريان الكاثوليك العائسين فيها مع اخوانهم سائر عناصر الأمة العثمانية العزيزة على انهم عالمون بما اشتهر ثم به من حب المساواة بين الرعية والانتصار للحق والغيرة وشديد الرغبة في ائتلاف جميع الاجناس الذين تشملهم حكومتكم وتوحيد كلمتهم واجماع مساعيهم قاطبة.. وللتعاضد باخوانهم على توثيق روابط الاتحاد المواخاة...
حقاً لقد كان تحمس المسيحيين العرب للحريات التي اطلقها الدستور العثماني سنة 1908 اشد من غيرهم وذلك لمعاناتهم التاريخية من عدم المساواة العثمانية. ولعل في ما اوردناه اعلاه، وفي زيارة البطريرك الكلداني مار يوسف عما نوئيل الثاني للاستانة اثر خلع عبد الحميد الثاني ما يفسر ذلك. اذ قصد هذا العاصمة العثمانية في 10 تموز 1909 يرافقه وفد كبير يتألف من حنا زبوش والقس يوسف غنيمة والقس داؤد رمو.
وعبد الكريم باشا والقس توما، وانظم الى الوفد داؤد يوسف من مبعوث (نائب) الموصل، وقد التقى الوفد بالسلطان محمد الخامس والقى البطريرك كلمة طلب فيها وجوب، تعميم الامن والعدالة وانبعاث اشعة الحرية في شمس المشروطية (الدستور) الى جميع الاصقاع سيما البعيدة ومنها الموصل وقد اجابه السلطان بان جميع التبعة العثمانية هم في مركز واحد.. بغض النظر عن المذهب والدين وان جميعهم يستفيدون من المشروطية. وطلب تبليغ سلامه الى جميع الكلدان في الموصل.
ان مجلة اكليل الورود، وان كانت غايتها الاولى تهذيب الاخلاق بالطرق الدينية، فقد نشر فيها اصحابها – كما يقول رزوق عيسى وهو احد مؤرخي الصحافة العراقية – طائفة صالحة من المقالات الادبية والاجتماعية واثبتوا على اعمدتها اخبارا متنوعة. كما اعتنت بنشر اخبار المجتمع الموصلي.
ظلت مجلة اكليل الورود تصدر بانتظام نحو ستة اعوام حتى بعد اعلان الدستور العثماني في 23-07- 1908، وكثرت الصحف والمجلات في العراق، فتوقفت عن الصدور من تلقاء نفسها لتفسح مجال الخدمة الى غيرها من الصحف والمجلات. وقد صدر آخر عدد منها في كانون الاول سنة 1909.[1]