بيان إلى الرأي العام
خلَّف الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا دماراً هائلاً في المنطقة تمركزت أغلبها مدن ومناطق وقرى في شمال سوريا وجنوب تركيا، وما تزال نتائج البحث تؤكد بأن أغلب الضحايا كانوا من أبناء الشعب الكردي والعربي ومن المكونات الأخرى؛ مما يضاعف من مآسي هذه الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقرار والسلام.
لقد جاءت كارثة الزلزال في وقت أصبحت فيه شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الكردي تحت مرمى ضربات المشاريع المدمرة في مقدمتها ما تسمى بالعثمانية الجديدة والتي تبغي إليها تركيا الأردوغانية وترى اللحظة كارثة الزلزال فرصة لتعزيز سياساتها القديمة الجديدة المتمثلة بتهجير الكرد والاستمرار في مسعى التغيير الديمغرافي واحداث هندسة جديدة للمنطقة وواقع إداري جديد تمهيداً لسلخها على شاكلة ما المناطق التي قامت أنظمة تركيا المتعاقبة بالقيام بها مراراً وتكراراً، ونجد اللحظة بأن الفصائل المتطرفة والمرتزقة المتبعة للنظام التركي تنحو السياسة نفسها المتمثلة بسياسة القتل واللصوصية والعبث بمقدرات المدنيين، ولم يكتفِ هؤلاء بمنع المساعدات والإغاثة إلى الضحايا فقط؛ بل عملوا على النهب والسرقة من المنازل المدمرة، وغابت عنهم كل وازع إنساني حينما بدأوا بتشليح الموتى والمصابين من ممتلكاتهم من نقود وحلي، وتركوا الجثث في العراء.
إن هذه السياسة التي تتبعها تركيا باتت ملحوظة منذ تأسيس الدولة القومية في سوريا وتركيا إذْ لجأت الأنظمة المختلفة إلى شتى الأساليب والألاعيب لإجتثاث الشعب الكردي من موطنه بهدف التعريب أو التتريك، إما تهجيراً أو صهراً أو حتى قتلاً أو من خلال تضييق فرص العيش أمامه، فنهبوا خيراته وتركوه جائعاً على أرضه واضطهدوه لإرغامه على الهجرة بحثاً عن لقمة العيش خارج مناطقه. ولاحقوا كل من طالب بالحقوق المشروعة وكان مصيره القتل أو السجن أو الإغتراب، وهي السياسة المتبعة ضد كل القوى الديمقراطية.
لقد وجدت أنظمة الاستبداد المركزي في كارثة الزلزال الفرصة لاجتثاث الشعب الكردي من موطنه، ومنعوا التعاون والتضامن بين أبنائه ليداووا جروحهم، بل ومنعوا عنهم فرق الإنقاذ والإغاثة الدولية، وسياساتهم بهذا الصدد تخلو من كل القيم الإنسانية ولا يزالون يمارسون كل أشكال القمع والاضطهاد لتهجيره وبالتالي محاولة ألا يكون له أي دور في كل منطقة يعيشها إنْ في تركيا أو في سوريا.
في الوقت الذي نتقدم بتعازينا الصادقة لأهلنا الذين فقدوا أعزاءهم في كارثة الزلزال، وسؤالنا الرحمة والمغفرة للضحايا، والشفاء العاجل للجرحى والصبر والسلوان لأهاليهم ولشعوبنا التي كانت الضحية الأكبر لهذا الزلزال؛ فإننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD نرفض هذه الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية من جانب أعداء الشعوب، ونؤكد بأن على شعبنا أخذ الحيطة من هذه الممارسات وأن يتخذ تدابيره حيال السياسات الخبيثة التي تمارس بحقه.
ونؤكد بأن السبيل الوحيد للتخلص من الظلم والتصدي لألاعيب أعداء الشعوب يكمن من خلال الوعي والتنظيم والتمسك بكل ذرة من تراب الوطن والدفاع عن مكتسبات شعبنا وحقوقه العادلة وعن منجز الثورة المتمثلة بمشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا السبيل والنموذج الأكثر تماسكاً لحل الأزمة السورية وحلول أزمات وقضايا المنطقة.
المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي PYD
18-02-2023 [1]