عروبة جميل محمود
كانت بدايات التعلم في#الموصل# في العهد العثماني تتركز في ما يعرف ب
(الكتاتيب) ، معتمدة على قيام شيخ يمتلك معلومات وافية عن الجوانب الشرعية ، فيقوم بتدريسها للتلاميذ ، إذ يبدأ معهم بتعليمهم القراءة والكتابة ، تمهيدا لإعطائهم بعض المعلومات الدينية الاسلامية ، فضلا عن تعليمهم مسائل حسابية مبسطة ، ويعرف هذا الشيخ في العرف الموصلي باسم (الملا) ،
أما فيما يتعلق في مكان التعليم فكان عبارة عن غرفة ملحقة في أحد المساجد او في بيت (الملا) نفسه) ، دون ان يتلقى دعما من جهة رسمية(.
وتطور نظام التعليم في مدينة الموصل خطوة أخرى تمثلت في إنشاء المدارس الدينية والتي كانت ملحقة بالمساجد او الجوامع او في دفع أجور معينة ، إذ تبرع بعض وجهاء وأعيان المدينة وأثريائها في انشاء العديد منها ، فضلا عن ذلك فان المدارس بدأت تتخذ أماكن ثابتة لها إذ كانت تتكون من الناحية العمرانية من حجرتين الأولى للتدريس والثانية للمعلم ، الى جانب وجود حجرة ثالثة للسكن التلاميذ الفقراء . أما أهم المناهج التي كانت تدرس في هذه المدارس فهي ، النحو والفقه ، وعلوم البلاغة من المعاني والبديع والبيان، أما عن كيفية ترتيب القاء الدروس فكان المعلم يجلس ومن حوله التلاميذ الذين يتلقون العلوم حلقات ويتبع المعلم أسلوب انهاء الكتاب المقرر للتدريس ، وذلك حرصا منه على استيعاب الطلبة المعلومات المتضمنة فيه كافة(، وتمتد الدراسة من (9-12) عاما بهدف تهيئة التلاميذ لمراحل متقدمة أخرى ، وكان هناك احتفال يقام عند منح الطلبة شهادات التخرج (الاجازات) وهي نهاية مرحلة دراسية واجتياز الطلبة لها.
لقد حققت هذه المدارس الأهداف التربوية والتعليمية في مدينة الموصل ، إذ أسهمت إسهاماً فاعلاً بمحاربة تفشي الجهل والأمية والتخلف الفكري في المدينة فضلا عن كونها أعدت كوادر علمية وأدبية أسهمت بإبراز صورة الموصل الثقافية . وفي الاختصاصات كافة منها : الشيخ عبد الله أفندي الفيضي الفقيه بالعلوم الشرعية وآداب اللغة العربية ، والشاعر عبد الباقي الفاروقي ، والشاعر عبد الله راقم الآنجيتي ، الذي عرف بدعواته لنشر المعرفة والعلم والقضاء على الجهل في مدينة الموصل .
وتطور نظام التعليم الابتدائي في الموصل في عهد الدولة العثمانية إذ أصبح التعليم الزاميا عام 1293ﮪ/1876م ، وهيئت الامكانيات المادية لاعداد المدارس الابتدائية وحددت فترة الدراسة فيها آنذاك بمدة أربعة سنوات وتقبل الطلبة الذكور ممن هم في الفئة العمرية ما بين (6-11) سنة ، في حين كانت مدارس الاناث تقبل الفتيات اللاتي تبلغ أعمارهن ما بين (6-10) سنة ، وتنبغي الاشارة إلى ان التعليم كان منفصلا ما بين مدارس الذكور عن مدارس الاناث . أما مناهج تلك المدارس فقد كانت تضم دروساً أساسية لاكتساب العلوم المتعددة ، وفي مقدمتها القرآن الكريم ، وآداب اللغتين العربية والتركية إلى جانب دروس التاريخ ، والجغرافية والحساب ، والانشاء وتحسين الخط . وكان الملاك الدائم للمعلمين
لا يزيد عن معلمين اثنين في المدرسة ، في حين ان أغلب المدارس اقتصرت على معلم واحد فقط ، وظهرت حالات القصور في الأداء في عدم قدرة المعلم على اكمال المقررات الدراسية كاملةً ، وكانت هذه الظاهرة موضع نقد الصحف المحلية ، سواء فيما يتعلق بطرائق التدريس ، او بقلة الكادر التدريسي قياسا بكثرة المواد الدراسية التي ينبغي تدريسها للطلبة ، الذين لا تتناسب أعدادهم مع أعداد المعلمين.
ونشطت المدارس الرشدية لتهيئة الكوادر من خريجيها للعمل في مختلف دوائر ولاية الموصل ، اذ كانت مدة الدراسة فيها لا تتعدى الثلاث سنوات ، أما المواد الدراسية التي كانت ضمن مناهجها فهي ، القرآن الكريم ، العلوم الدينية اللغتين العربية والتركية ، والجغرافية ، العلوم العامة ، الحساب ، الخط والرسم ، وفي الوقت الذي كانت تدرس فيه اللغة الفارسية والتاريخ في الصف الثاني والثالث ، الى جانب مادتي الهندسة واللغة الفرنسية اللتان كانتا تدرسان في الصف الثالث حصرا .
وفي العهد العثماني أنشئت المدرسة الاعدادية في سنة 1313ﮪ/1895م، وقد وضعت شروط افتتاح المدارس الاعدادية على أساس اقتران فتح المدرسة في حالة انتظام عدد من الطلاب يصل الى ألف طالب يشمل المسلمين وغيرهم وكانت تلك المدارس الاعدادية تتشكل على نمطين : النمط الأول يتكون من سبعة صفوف يتلقى الطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى مختلف العلوم حسب مناهج المدارس الرشدية ، أما النمط الثاني فكان خمسة صفوف ، تعتمد السنوات الثلاثة الأولى فيه على نظام المدارس الرشدية ، وهو ما كان سائدا في مدينة الموصل في أواخر العهد العثماني .
وبلغت مدة الدراسة في المدارس الاعدادية ، بعد انهاء الطالب للدراسة في المدارس الرشدية أربعة سنوات إذ انتظم الدارسون فيها من طلبة مركز الموصل بنسب أعلى من الطلبة الوافدين من القرى والأرياف ، وتجدر الاشارة الى ان هذه المدرسة كانت تسمى
(ليلي إعدادي مكتبي) ، كما فرض على الطلبة المنتظمين في هذه المدارس دفع أجور نظير استمرار الدراسة ، في حين كان الطلبة الفقراء لا يدفعون أجورا مقابل دراستهم ، لا بل ان المدرسة كانت تهيئ القسم الداخلي لاسكان اولئك الطلبة . أما المواد الدراسية التي كانت تعطى للطلبة فهي العلوم الدينية واللغات العربية والتركية الى جانب اللغة الفرنسية والعلوم العامة .
وفي عام 1313ﮪ/1895م اكتسبت المدرسة الاعدادية في مدينة الموصل نظامها الخاص بها ، إثر تحويل المدرسة الرشدية الى المدرسة الاعدادية التي سميت بمدرسة
(اعدادي ملكي) ، إذ ضمت لها طلبة المدرسة الرشدية ، تنفيذا للتعليمات الخاصة باستقلالية المدرسة الاعدادية في الموصل ، وقد حمل هذا الأمر أحد المثقفين العثمانيين الذي قدم من العاصمة استانبول ويدعى (محمد توفيق) ، الا ان قلة الكادر التدريسي دفع الموفد التركي بالشروع بتدريس الطلبة الدروس التي كان يجيدها في مجال ، الهندسة والحساب والجبر والتاريخ واللغة الفرنسية ، كما أقدم على خطوة إيجابية أخرى متمثلة بأعداد المناهج الدراسية والتي استعان بتنفيذها بخبرة المدرسين الموصليين في مجال التعلم .
أقدمت الجهات التعليمية الموصلية على اعتماد نظام تربوي وتعليمي قائم على أساس التدرج العلمي على وفق نظام المراحل المدرسية إذ أسست أول مدرسة في مدينة الموصل في سنة 1861م وذلك بجهود واضحة من قبل الحاج فهمي بن مصطفى العمري في عهد الوالي كنعان باشا (1861-1867) حيث تم افتتاح المدرسة في محلة باب لكش . وأطلق عليها فيما بعد اسم (المدرسة الحميدية) اعتزازا من أهالي الموصل بمكانة السلطان عبد الحميد الثاني .
واستمر النشاط في إنشاء مدارس ابتدائية اخرى في مدينة الموصل ، إذ أنشئت مدرسة ابتدائية باسم (مكتبي ابتدائي ثاني) وذلك عام 1312ﮪ/1894م وبدأ التوسع في بناء المدارس الابتدائية في الموصل حثيثا ومتزايدا ، إذ ورد في سالنامات ولاية الموصل لسنة 1310ﮪ/1892م ان عدد المدارس الابتدائية في مدينة الموصل وصل الى 18 مدرسة ابتدائية ، ويبدو ان تلك المدارس كانت تعاني من بعض الاخفاقات في الكادر التعليمي ولكن لم يقف حائلا دون تواصل التعليم في تلك المدارس مما أدى الى نجاحها في هذا
المجال. فقد أشارت احدى الصحف البغدادية الى أهمية التعليم الابتدائي ليس فقط في مدينة الموصل وإنما على مستوى العراق(.
وأدرك أهالي الموصل أهمية التعليم الصناعي ودوره في تطوير إمكانيات المدينة الاقتصادية وفي مجال الصناعة فأقدموا على رفع طلبهم الى الجهات المختصة المتضمن رغبتهم في تأسيس مدرسة صناعية في الموصل على النسق الذي افتتحت فيه في بغداد ذاته ، الا ان الطلب رفض ، فشرع علماء الموصل وأثرياؤها وأعيانها بالتبرع لتأسيس المدرسة دون الحاجة الى دعم الجهات الرسمية ، وتمكنوا من تحقيق ذلك ، وتجلى البعد الانساني في إنشاء هذه المدرسة عبر انتظام عدد من الطلبة الأيتام والفقراء حيث تلقوا تعليمهم المهني والحرفي الذي يساعدهم في تأمين معاشهم اليومي ومستقبلهم مثل مهن الحدادة والنجارة والخياطة والنسيج وصناعة الأحذية .
وتحقيقا للحاجة الى معلمين فقد انشئ دار المعلمين في مدينة الموصل منذ سنة 1900م ، وعدت من أكثر المراحل التعليمية تطورا آنذاك ، واشتملت مناهجها على نظام تعليمي دقيق يوازي النظام المعتمد في العاصمة استانبول ، فكان ضمن مناهجها الدراسية ، (الرياضيات والهندسة والعلوم الطبيعية وأصول التدريس والتاريخ الاسلامي ، واللغات العربية والتركية والفرنسية والفارسية) ، وكانت هذه الدار تستقبل (250) دارسا ، وكانت الدولة تدفع نفقات تعليمهم ، ولذلك كان المتقدمون يختبرون ، حيث يتم اختيار المتفوقين منهم في الدراسة ، ومنها ان يكون المتقدم للدراسة في دار المعلمين قد أنهى دراسته ، إما في المدارس الرشدية أو المدارس الدينية وان لا يقل عمره عن عشرين عاما ، فضلا عن إتقانه اللغة التركية قراءة وكتابة، وعلى الرغم من مكانة دار المعلمين العلمية في الموصل الا ان اندلاع الحرب العالمية الأولى ، وعزوف الطلبة عن الانتظام بالدراسة ، فقد تم اغلاق الدار بعد دخول قوات الاحتلال البريطانية الى مدينة الموصل في سنة 1918م .
اما بالنسبة للمدارس الاجنبية الذي تبنته الكنائس المسيحية في الموصل ، فيشار ان الآباء الدومنيكان الايطاليون قد افتتحوا مدرسة في مدينة الموصل في سنة 1256ﮪ/ 1840م وقاموا بتسليمها إلى الأباء الفرنسيين على أثر إشراف الأخيرين على الإرسالية بكل مشتملاتها ومناهجها العلمية ، وقد تضمنت الدراسة في هذه المدرسة اللغات (العربية والايطالية والفرنسية) ، أما على مستوى المناهج العلمية والانسانية ، فقد تم تدريس الرياضيات والجغرافية والدين واللاهوت ، وفي الاتجاه ذاته قامت جمعية راهبات (القدسية كاترينا) بافتتاح مدرسة (القديس عبد الأحد) في الموصل عام 1850 ، كما أقدم الآباء الدومنيكان على افتتاح مدرسة ابتدائية في الموصل بمنطقة الساعة عام 1854م، وقد اجتذبت هذه المدرسة أعدادا من الطلبة بلغ (122) طالبا في حين بلغ عدد الكادر التعليمي أربعة معلمين ، وكان ذلك في عام 1875م .
وطرأ تطور ايجابي على دور المدارس النصرانية إذ انشئت مدرسة (اخوات المحبة) في سنة 1873م وكان هدفها إشاعة التعليم في أوساط البنات الموصليات ولا سيما تعليمهن القراءة والكتابة وكذلك اللغة الفرنسية ، كما وضعت المدرسة في مناهجها دروساً تعليمية حرفية مثل تعليم الخياطة والتطريز بغية تعزيز شخصية المرأة الموصلية بالاعتماد على نفسها عبر ممارستها الحرف التي تتناسب ودورها الاجتماعي ، ومن الأمور الإيجابية إقدام المدرسة على استقبال البنات الراغبات بالتعليم سواء من النصرانيات او المسلمات
، إذ انتظم في المدرسة نحو (60) تلميذة ضمنهن (26) تلميذة مسلمة ، وفضلا عن ذلك كان هناك مشرفات على كل صف للاطلاع على مدى نشاط المعلمات في تدريس اللغة الفرنسية في الصف الأول .
أما فيما يتعلق بمناهج التعليم في مدارس البنات وسيرها فوفقا لتقرير عامي (1880-1881) فقد كان هناك ملحق إسكاني في المدرسة لاستقبال التلميذات وإسكان اليتيمات تديره راهبة وبمساعدة معلمتين ، وفضلا عن قبول تلك التلميذات اليتيمات في المدارس كان مجانا وكان الاشراف العام على نظام التعليم وتطبيقاته يتم من قبل خمسة راهبات فضلا عن أربعة معلمات ومشرف أعلى يمثل الأباء الدومنيكان ، وبلغ عدد التلميذات المنتظمات (181) تلميذة منهن خمسة عشر تلميذة مسلمة.
وتواصل دور الراهبات الدومنيكانيات ودورهن ، ففي عام 1877م ، شيد الأب جولد درور (Gold Drjore) الدومنيكي مدرسة ، وانشأت ادارة المدرسة (ومعظمها من الراهبات) نظاما تعليميا تحت اشراف الآباء الدومنيكان ، إذ شرعت قوانين خاصة بسير العملية التعليمية ومنها حضور أحد والدي الطالبة المراد تسجيلها في المدرسة ، وبعدم جواز مغادرة الطالبة للمدرسة ، الا بموافقة المدير وكذلك المساواة وعدم التفرقة في التعامل مع الطالبات على أساس الدين ، احتراما لوجود طالبات مسلمات في المدرسة.
وتقدمت الدراسة في مدرسة (الراهبات) في عام 1881م إذ وصلت أعداد الطالبات الى (200) طالبة ، وفي العام ذاته أقدمت الاخوات الراهبات على إنشاء جمعية (الامهات المسيحيات) ، وضمت في عضويتها (200) سيدة فضلا عن جمعية (بنات مريم) ، وكانت أهداف هذه الجمعيات إشاعة أجواء اجتماعية بين العوائل الموصلية من خلال حضور أعداد منها كل يوم أحد ، فضلا عن توجيه الارشادات التربوية والاجتماعية ، فضلا عن تعليم الطالبات مختلف الحرف التي تتناسب ودورهن الاجتماعي ، وعرف هذا التجمع باسم (بنات الأحد) .
أما فيما يتعلق بمدارس الطائفة اليزيدية ، فقد بذل الفريق عمر وهبي جهودا مميزة بهدف إشاعة التعليم في مناطق سكنى اليزيدية ، وخصوصا بعد ان أعلن العديد منهم اسلامهم، وأبدوا رغبتهم في تعلم الجوانب الشرعية الاسلامية وفهمها بما يتوافق مع تحولهم من المعتقدات اليزيدية الى الديانة الإسلامية ، فاستحصل الفريق عمر وهبي باشا الموافقة على إنشاء ستة جوامع وسبعة مدارس في مناطق اليزيدية ، نفذ ذلك مع بعض الشروط ، منها ان يكون المعلم مجيدا للغة الكردية التي هي لغة الطائفة اليزيدية وإقرار رواتب المعلمين على وفق نسق الخدمة الاقدامية ، فقد كان المعلم الأول يتقاض (400) قرش شهريا ، فيما كان المعلم الثاني يتقاضى (200) قرش شهريا . وقد توزعت المدارس في مختلف القرى اليزيدية في ناحية الشيخان ، إذ توزعت المدارس قرى ، بعشيقة ، باحزاني ، باعذرى ، غيران ، عين سفني ، وحناوه الكبير وبواقع مدرسة واحدة في كل قرية .
أما الطائفة اليهودية ، فقد كان لليهود مدرستان أهلية السمؤال اسسوها في عام 1839 ويطلق على احدهما (مدرسة الموصل الابتدائية الأولى) والأخرى (مدرسة الموصل الثانية) وبلغ عدد طلاب المدرسة الأولى عام 1892م (40) طالبا في حين انخفض عدد طلاب هذه المدرسة خلال الفترة (1899-1901م) ليصل الى (35) طالبا وقد استمر هذا العدد بالانخفاض ليبلغ عام 1903 (30) طالبا . أما المدرسة الثانية فقد وصل عدد طلابها سنة 1903 (95) طالبا . أما مصادر تمويل هذه المدارس فكانت تعتمد على الأجور الدراسية السنوية التي تتلقاها من الطلاب ، فضلا عن مخصصات (المجلس الجسماني) للمدارس التي لا أوقاف لها وواردات الأوقاف للمدارس ذات الوقف وهذه المدارس كانت من ضمن المدارس التي شملتها اتفاقية الكونكور داتور .
وقامت مؤسسة الأليانس بفتح مدرسة ابتدائية في الموصل عام 1907 باسم مدرسة الاليانس الاتحاد ، فقد كان منهج الدراسة في هذه المدرسة يشابه منهج الدراسة الذي كان متبعا في مدرسة الاليانس في بغداد في بداية تأسيسها وتتألف المدرسة من ثلاثة أقسام ، يدرس في القسم الأول (التلمود) للطلبة اليهود حصرا والطلبة غير اليهود لا يدرسون سوى اللغة الفرنسية وكانت أعمارهم تتراوح ما بين (13-20) عاما ، والقسم الثاني يتعلم الطلاب (التوراة) أما القسم الثالث وهو الأخير فقد يشمل المبتدئين في تعليم اللغة العبرية، فضلا عن إدخال تعليم مادة اللغة الانكليزية الى جانب العبرية والتركية والعربية والعلوم الحديثة وقد قامت الحكومة العثمانية بتزويد هذه المدرسة بأحد ضباط الجيش ليقوم بتدريس اللغة التركية فيه.
وقد كانت جمعية الاتحاد الاسرائيلي تقوم بعملية تمويل هذه المدرسة بالانفاق على المدرسة التي تؤسسها ومن ثم تلقي بعد ذلك تبعات النفقات على عاتق الطائفة اليهودية بصورة تدريجية ثم تزداد مساهمة الطائفة في تمويل هذه المدارس سنة بعد أخرى الى ان تضم الجزء الأعظم من نفقات المدارس وقد كانت القنصلية الفرنسية في بغداد توفر مساعدات مالية لمدارس الاليانس الاسرائيلية التي مقرها في باريس اذ تصرف أكثر من (2000 دينار) عراقي سنويا وقدمت العديد من المنح الى مدرسة الاليانس في الموصل والبصرة فضلا عن تقديم الهدايا اليها على شكل أثاث وكتب مدرسية وكتب للمكتبة(. وقد بلغ عدد الطلاب اليهود في مدارس الاليانس في العراق عام 1910 حسب إحصائية جمعية الاتحاد الاسرائيلي 2719 طالبا ، في حين بلغ عدد طلاب الموصل في مدرسة الاليانس حوالي (204) طالبا . وكانت هذه المدارس (مدارس الاليانس) تزود طلبتها بأفضل المناهج الدراسية وأرقاها عالميا ولذلك فقد لعبت هذه المدرسة دورا فعالا في تخريج دفعات من الشباب اليهود المتمرسين بمعرفة اللغات الأجنبية والدراسات التجارية والعلوم الاجتماعية , والبعض منهم قد أمن مواصلة دراستهم العالية من الجامعات الأوربية والأمريكية .[1]