■ بكر علي ال برهيم عيشو
#سنجار# واحده من المدن المشهوره في اقليم الجزيره وسميت بالجزيره لانها تقع بين نهري دجله والفرات وتشمل ديار ربيعه وديار مضر وديار بكر وهي مدينه قديمه وتاريخيه وعمرها اكثر من ستة الاف سنه وهي ثاني اقدم مدينه في الشرق الاوسط بعد مدينة دمشق وهناك دلائل كثيره تشير الى ذلك ومنها المنحوتات الحجريه مثل الاواني الحجريه والات الحفر وغيرها من مستلزمات الحياة التي عثر عليها في الجبل والتي كانت تستخدم من قبل الانسان في تلك الفتره.
ومدينة سنجار المدينه الوحيده في العراق التي تشمل على السهل والجبل والوادي وتعرف هذه المدينه باسم سنجار نسبة الى الجبل الموجود على محاذاة المدينه ويبلغ ارتفاع هذا الجبل حوالي (1463)م عن مستوى سطح البحر وتمتاز هذه المدينه بعذوبه مياهها ومناخها وكثرة خيراتها
ومنذ القدم حيث كانت محطة استراحة الملوك والامراء على مدى التاريخ وكانوا دوم التصارع عليها للاسباب التي ذكرناها ولموقعها الاستراتجي والحصين وكانت سنجار تقع بين نهرين احدهما يسمى نهر الحتات ويجري من تحت السور الروماني ويصب في الثرثار والاخر نهر دار العين الذي كان يتجمع من مياه الينابيع الغزيره المنحدره من الجبل ويشكل نهرا ويجري باتجاه الجزيره أي الباديه وتسقي بساتين النخيل والكروم والمحاصيل الزراعيه كالقمح والشعير والكتان والسمسم وكانت سنجار وتحديدا الجبل من المصادر المنتجه والمصدره الرئيسيه في المنطقه من محاصيل الجوز وفرك اللوز والتين وذلك لملاءمة المناخ مع هذه المحاصيل ولخصوبة الارض ولاتوجد اخصب من تربة سنجار في جميع بقاع العالم ولحد هذا اليوم0لم يذكر المؤرخون ولاتوجد هناك مصادر تشير الى اول الاقوام التي بنت هذه المدينه0واكثر المصادر تذكر تاريخ الذين سكنوها ومنذ الالف الثاني قبل الميلاد هم الميتان ومن ثم الحثيون الذين قاموا على عمل اكبر مشروع اروائي في العالم انذاك الا وهي نظام (الكهاريز)او (القنى) وهي عدة خطوط تنحدر من الجبل والى اراضي الجزيره جنوبا وعددها (11)خط وكانت اكبر مصدر اروائي الى جانب النهر لسقي المزروعات ولايوجد هذا النظام في العالم سابقا الا في العراق وامريكا اللاتينيه وبلاد فارس واليمن.والدليل بان الحثيون هم الذين قاموا بانجاز هذا المشروع الضخم قمت انا الكاتب بمرافقة الاستاذ الدكتور والبروفيسور(فؤاد العمرى)الاستاذ في جامعة صلاح الدين والذي عمل بحثا عن هذا المشروع في الثمانينيات من القرن الماضي وتبين من خلال الدراسه بان الحثيون هم الذين قاموا على انجاز هذا المشروع وبدليل الات الحفر الموجوده في متحف الموصل والتي استخدمت في حفر هذا المشروع وهذه معلومه جديده لم يذكرها باحث او مؤرخ سابقا0 وكما ذكرنا ان اول الاقوام التي سكنت هذه المدينه وحسب قول المؤرخين والرحاله امثال ابن بطوطه وابن الزبير واخرين هم الميتان الذين اتخذوا من هذه المدينه موقعا حصينا وكانت عاصمتهم على الخابور ومن ثم تمكن الاشوريين من السيطره عليهم وانتزاع هذه المدينه من ايديهم وجعلوا منها قاعده حربيه ايضا وذلك لموقعها الجغرافي وحصانتها وكان الاشوريين على نزاع دائم مع الحثيين واستمرت حربهم وقتا طويلا.وبسقوط الاشوريين على يد الفرس الاخمينيين عام (538ق0م)اصبحت سنجار تحت سيطرة الفرس واتخذوها معقلا ضد الرومان وبعد معاهدة صلح تم التنازل من نصيبين وسنجار للرومان من قبل الفرس في عام(363م)وكانت الحرب دائره كره للرومان وكره للفرس حينا الى ان اتى الفتح الاسلامي في عام 18هجري\639م على يد القائد عياض بن غنم في عهد الخليفه عمر بن الخطاب(رض) وكانت سنجار انذاك بيد الفرس. وحكمت هذه المدينه الكثير من الدول والحكام من امثال الحمدانيين والعقيليين في القرن الثالث والرابع الهجري ومن ثم بدا حكم الاتابكه في عام 521هجري\1127ميلادي واستمرحكمهم الى (1229م)وتعتبر فترة حكم الاتابكه من احسن الفترات وفي اوج فترات العز والازدهار ولما بلغ منها الصيت في جميع بقاع الارض انذاك0وحكموا هذه المدينه على احسن وجه والتعامل مع الناس بالعدل والمساوات وكان عماد الدين الزنكي الاتابكي هو اول من حكم هذه المدينه وجعل منها اماره مزدهره وضربت بها العمله وبقايا هذه العملات موجوده لحد اليوم ومكتوب عليها ايات قرانيه واسماء الملوك والامراء الذين حكموا هذه المدينه في تلك الفتره وهي مصنوعه من النحاس وكانوا يتداولونها في تعاملاتهم التجاريه مع الدول المجاوره واهتم ايضا بالعمران وجعلها من ضمن خمس امارات كانت تحت سيطرته.ومن الاثار الشاخصه للاتابكيين اليوم هو منارة سنجار وهي مئذنة سنجار في ذلك الوقت ومحراب كوهكمت وهو على اغلب الظن مدرسه دينيه للعثور على بعض الالواح الطينيه والفخاريه مكتوب عليها ايات قرانيه ويعتقد البعض الاخر انها كانت مدرسه حربيه ويوجد فيها ضريح عماد الدين الزنكي الاول وبني هذا المحراب تخليدا لاعماله الحربيه.ومن الاثار الشاخصه اليوم ايضا باب الخان وموقعه بين تلعفر وسنجار وهو اقرب الى سنجار من الموصل والذي كان يسمى بفندق النصرانيه او دار استراحه للمسافرين من التجار وطلبة العلم والسياح وبني هذا الخان في اواسط القرن السابع الهجري أي القرن الثالث عشر الميلادي وشيده بدر الين لؤلؤ وكما هو مدون على باب الخان . والسور الثاني على حد السور الروماني والذي هو اقل ارتفاعا منه والذي بناه عماد الدين الزنكي الاتابكي 0 وبنيت اكثر هذه المعالم الاثريه في عهد قطب الدين محمد بن عماد الدين الزنكي الاتابكي الذي بنى منارة سنجار والتي هي بمثابة مئذنه لاكبر جامع في سنجار في عام(598)هجري)أي في عام(1201)م والذي توفي في سنة (616)هجري\1219م واستخدمت هذه المناره الشاهقه انذاك منبرا للخطيب اضافة الى مرصد لترصد الغزوات من الاعداء وكذلك منبرا لقائد الجيش عند حدوث حدث طاري وتجمع الجيش لغرض ما. ومن الاثار الشاخصه ايضا الى اليوم هو السور الروماني كما ذكرنا والذي بناه الامبراطور الروماني اوريانوس في عام(136)م والذي يبلغ طول محيطه حسب ما ذكره حمدالله المستوفي(ت750هجري) اثنتين وثلاثين الف خطوه فهذا يشير الى ان المدينه اكبر مما هي عليه الان وان للسور اربعة ابواب من جهة القبله أي جنوب المدينه ويسمى احدهما باب المساء والاخر الباب الجديد والذي يتوسط البابين وباب العتيق ومن جهة الشمال وباتجاه الجبل يسمى باب الجبل. ومن ثم السور الثاني الذي هو اقل ارتفاعا من السور الروماني الذي بناه عماد الدين الزنكي الاتابكي وايضا من الاثار مرقد السيده زينب (ع)والذي قام ببنائه بدر الدين لؤلؤ في عام(657هجري)وكذلك من الاثار الشاخصه قبتي الاخوين الذي يعتقد بانهما اولاد علي بن ابي طالب(ع)ويعتقد اخرون بانهما من اولاد السيده زينب عليها السلام عندما اخذوهم سبايا الى الشام بعد انتهاء معركة الطف معركة الحق ضد الباطل وفي كل الاحوال يعود تاريخ بنائهما الى القرن السادس والسابع الهجري وهما شاخصان الى اليوم على الشارع العام وفي مدخل المدينه .بقيت هذه المدينه تحت سيطرة الاتابكيين الى عام (1229م)ومن ثم سيطر على هذه المدينه القائد الكوردي صلاح الدين الايوبي وعند انتهاء حكم الاتابكه حكم هذه المدينه الايوبيين ومن اولاد صلاح الدين الايوبي.ومن ثم حكم المماليك الذي انتهى ايضا مع سقوط شنكال بيد المغول عام(660)هجري(1261)م ودمرت هذه المدينه بالكامل وتم قتل وابادتهم عن بكرة ابيهم.وفي الحمله المغوليه الثالثه عندما استولى عليها تيمورلنك في عام(796هجري/1393م) كان عدد الدور اكثر من اثنتين وثلاثين الف داروهذا دليل اخر على انها اكبر مما هي عليه الان من الناحيه السكانيه وهذا دليل الزهو والازدهار في تلك الفتره. وهكذا تصارعت الدول والمماليك على هذ المدينه التي هي ذات موقع استراتيجي وحصين وذو خيرات وفيره منها الحيوانيه والزراعيه والصناعيه والتجاريه وبقيت مسرحا للاحداث الى العهد العثماني الذين اكملوا المسيره لسلب خيراتها واذلال اهلها وبقيت سنجار حالها حال الدول التي كانت تحت السيطره العثمانيه انذاك ولمده تتجاوز الاربعة قرون ونصف والى ان تاسست الدوله العراقيه في عام(1921م) واستقلالها. واما مكون المجتمع السنجاري في تلك الفترات كان من الكورد الزراريين وحسب قول الكثير من الرحاله والمؤرخين من امثال ابن الزبير وابن بطوطه الذي يذكر في رحلته ويقول ان اهل سنجار هم من الكورد وهم اهل كرم وجود وسخاء وشجاعه والتقى بامام وخطيب جامع سنجار الزاهد عبالله الكوردي وكذلك ابن الزبير يقول بان اهل سنجار هم من الكورد وهذا دليل قاطع على كوردية المدينه ومنذ القدم. واما عن اصل تسمية هذه المدينه العريقه بهذه التسميه فالروايات كثيره فهناك من يقول بان تسمية سنجار اتت من تسميات ذات اصول كورديه وعربيه وتركيه وفارسيه واراميه وان الاسماء الحقيقيه لكثير من هذه المواقع قد اختفت وذلك بسبب قيام العامه بتحريف هذه التسميات .فمنهم من يقول انها اتت بعد طوفان نوح(ع) بعد ان اصطدمت سفينته بجبل سنجار وقال ان سن هذا الجبل جار علينا ومنها اشتق كلمة سنجار ولايمكن الاخذ بهذه الروايه الضعيفه لكون نبي الله نوح(ع)كان يتكلم اللغه العبريه ولايتكلم اللغه العربيه ومنهم من يرى ان اسم سنجار اتى من سنغاره حيث وردت على عملة عماد الدين الزنكي بن اق سنقر مؤسس اتابكية الموصل ومن المحتمل ان سنجار هي تعريب ل(سنكار)وربما هي نفس سنكارا الوارده في الكتب البابليه والاشوريه في حين اخطا القزويني عندما قال بانها سميت باسم السلطان سنجر السلجوقي وهذا ايضا غير صحيح لان ولادة هذا السلطان في سنجار0ويرى الاب انستانس ماري الكرملي ان اصل تسمية سنجار فارسي لكون كانت تابعه للفرس وسموها بهذا الاسم نسبة الى احد الطيور الجارحه وهو النسر وسبب التسميه يعود الى الجبل وان اللائذ به يصبح كالنسر منيعا امينا لايرام ولاينال0ويعتقد بعض الباحثين ان شنعار الوارده في التورات في اكثر من موضع هي سنجار الحاليه وكانت تضم مناطق جغرافيه اوسع مما هي عليه الان حيث كانت مملكة بابل واكد وارك في ارض شنعارويروي دانفيل ان اسم سنجار الحالي هو تحريف لاسم شنعار او سنغاروهناك من يرى ان اسم سنجار هو كوردي حيث يسمونها شنكاري بامالة الياء وكذلك شنكار التي تفيد معناها النار الجميله وربما الارض الجميله0وشنكال تعني ضمنا الجهة الجميله او الرايه الجميلة وان الكلمه عربت الى سنجار0بينما يرى اخرون ان اصل الاسم زنكار والتي تعني باللغه الكورديه ره نكين أي اللون نسبة الى جبلها الذي يتلالا عندما تضربها اشعة الشمس وذلك بسبب المعادن الكثيره التي تدخل في تركيبه وخاصة الحديد وعلى ضوء ذلك هناك من لايستبعد ان يكون الاصل هو (اسنجار-ئاسنه جار).
عن موقع (كلكامش).[1]