“جينولوجي”علم القرن الجديد
زوزان سيما
الترجمة عن الكردية: هيئة التحرير
تشكل التقدم والمكتسبات والانجازات الحاصلة في الحياة البشرية خلال مئات القرون أساساً مهماً لحرية المرأة، وفي الحقيقة تعكس الحال الذي وصلت إليه المرأة حقيقة القرن الحادي والعشرين الذي نعيشه الآن. ولهذا دائماً ما كانت تتعرض للهجوم والضغط الخارجي، والذي كان يزداد ضراوة مع كل تقدم في حال المرأة وحريتها. وبالمقابل ومع ازدياد وتيرة الضغوط، كانت المرأة ترفع من وتيرة فعالياتها وأنشطتها، وتمكنت من التأثير على مختلف الصعد والمجالات الحياتية. وظهرت حركة حرية المرأة التي أنارت الطريق أمام المرأة وأبدت مواقفها تجاه مختلف القضايا المجتمعية والمتعلقة بالمرأة، وفتحت المجال أمام النساء للنقاش في مختلف الأمور، وهكذا تشكلت مفاهيم ومصطلحات خاصة، وتطورت من قبل حركة تحرر المرأة، ليكون مخاض ذلك ظهور علم جديد باسم “جينولوجي” أي “علم المرأة”، وكان لكل هذا صدى وتأثير في كردستان والمنطقة وفي عموم العالم.
و”جينولوجي” حالياً في مرحلة التأسيس والتعريف بنفسه، فحركة حرية المرأة الكردستانية تطور على الدوام فكر ورؤى التنظيم النسائي، والتي وصلت حتى الآن إلى مرحلة معينة، وهدفها وضع واتخاذ قرارات واستراتيجيات جديدة لتطوير حال المرأة، ولذا فإن ظهور “جينولوجي” تعتبر إحدى تلك الاستراتيجيات الجديدة.
تضم “جينولوجي” في طياته الانجازات والمكتسبات والأفكار التي حققتها وطورتها حركة حرية المرأة، وتسعى لإيصالها إلى المجتمع، وإلى نساء العالم بأجمعهن، ويمكننا القول أن “جينولوجي” تشكل حصيلة تلك الأفكار والمكتسبات.
إن المجتمعات ترى المرأة الكردية حتى الآن في جبهات القتال، وعلاقاتهن فقط مع المقاتلات. ولكن في الحقيقة هناك فكر ورؤى وأنشطة كانت وراء ظهور قوات المرأة على هذا الزخم، وهذه الحقيقة لم يتم متابعتها والبحث فيها كثيراً. نعم ظهرت تحليلات ودراسات من قبل بعض الجهات والمصادر، ولكنها لم تكن ذات تعمق ودراية بالمستوى المطلوب، ولم تكن لها تأثير كبير، حتى أن بعض الجهات المهيمنة لم تشأ التعمق في هذه المسألة ووضعت يديها على تلك الدراسات. ولذلك لم نجد حتى الآن تقييمات جدية حول هذا الأمر على الصعيد العالمي ككل.
ومن المعلوم إن الحركة النسائية ظهرت مع الثورة الفرنسية وكفاح المرأة لتحصيل حقوقها في إنكلترا والولايات المتحدة الأمريكية. أما في الشرق الأوسط ونتيجة نضال المرأة الكردية لعشرات السنين، واكتسابها التجربة والخبرة التنظيمية والفكرية، استطاعت تطوير نفسها والدخول بكل جرأة وثقة إلى ساحة العلوم المجتمعية، مستفيدةً من الخبرات والدروس خلال مسيرة كفاحها، تُطورها وتستمر فيها، فهي تستند على ميراث حركات تحرر المرأة ونضالاتها، إذ أن تاريخ عبودية المرأة مختفية في تاريخ الشرق الأوسط. وحركات التحرر النسائية في الشرق الأوسط وقوى المقاومة ينبغي لها إدراك هذه الحقيقة، إذ أن ثورة المرأة نشأت وتطورت على هذه النقاط.
نحن على قناعة أن تؤثر ما نطرحه على جميع حركات تحرر المرأة في العالم، بل أن الأفكار والاستراتيجيات المطروحة هي التي ستقود الحركات النسائية نحو تحقيق أهدافها.
يمكننا القول إننا خطونا الخطوة الأولى في هذا المجال وسنستمر في ذلك.[1]