الحية لا تنسى ذَنَبَها المقطوع
إعداد: علي جعفر
الترجمة عن الكردية: زبير زينال
ماذا كان وما لم يكن…؟
كان هناك راعياً يتقن العزف على الناي, ويرعى أغنامه في مرعىً واسع حول كومةٍ من الحجارة المتراكمة, وتحت هذه الكومة كانت تعيش حية. وفي كل يوم كان الراعي يسمعها الألحان الشجية, وفي كل مساء كانت الحية تقدّم للراعي ليرة ذهبية. ومرت فترة طويلة على هذه الحالة.
في أحد الأيام كان الراعي واقفاً على الطريق, يريد السفر الى بلدٍ بعيد, صاح ابنه وقال له: ولدي, هناك حية تحت هذه الأحجار, وشرح له قصته معها,… “كل يوم يرمي لي قطعه ذهبية صفراء, اياك ان تقترب من هذه الحية….” وهكذا نصح ابنه كثيراً.
بعد ذهاب الوالد, حلّ الابن محلّ الوالد, وأصبح راعياً, وكان يعمل بنصائح والده, كل يوم كان يعزف للحية ويأخذ قطعة ذهبية إلى البيت؟.
في أحد الأيام لعب الفأر بعبّه, وأخذ يتساءل مع نفسه, وقال: لماذا لا أقتل هذه الحية وأحصل على كل الذهب وآخذه الى البيت؟
في أحد أيام الربيع الجميلة, وبعد أن ولّى فصل الشتاء الصعب, خرجت الحية فرحةً من جحرها ووقفت تستريح أمام الراعي الصغير, حتى تستمع الى نايه, في تلك اللحظة أخذ الراعي الصغير حَجرةً كان قد أخفاها, وباغته بالضرب على رأسه, ولكنه أخطأ في التصويب وقطع ذنب الحية، ولكنها لم تمت، بل عادت ولدغت الراعي الصغير وقتلته.
في المساء عاد القطيع الى البيت دون الراعي. وعندما شاهدت أم الراعي القطيع دونه أخبرت الأهل والجيران, وقاموا بالبحث عن الراعي حتى وجدوه ميتاً, بعد أن تيقنوا إن الحية لدغته, وجلبوه الى القرية حيث واروه الثرى في القرية.
بعد فترة عاد الراعي الكبير إلى بيته, وسمع أن الحية لدغت ابنه, وقتلته. حزن كثيراً على موت ولده, وبعد عدة أيام توجّه الى كومة الحجارة التي تعيش الحية فيها, وعزف لحناً حزيناً على الناي, وفي هذه المرة لم تخرج الحية من جحرها, حتى مالت الشمس نحو المغيب, حينها أخرجت الحية الجريحة بذيلها المجدوع رأسها من الجحر بهدوء, ونظرت الى الراعي, ورمت بقطعة ذهبية له قائلةً: أخي لا تقترب من هنا مرةً أخرى, لأنك لن تستطيع نسيان ولدك, وأنا لن أنسى ذيلي المقطوع.
*نشرت القصة في مجلة “بيرس” الأدبية الفصلية الصادرة باللغة الكردية، العدد 15- خريف 1998م.
[1]