الروائية #روناك مراد# ل “شرمولا” الأدب النسوي تعيد تشكيل وعي المرأة لذاتها، ووعي مجتمعي تجاه دور المرأة في جوانب الحياة المختلفة
حاورها/ دلشاد مراد
أجرت مجلتنا حواراً مع الروائية روناك مراد حول جوانب خصوصية المرأة في الأدب والثقافة، ومدى تأثير الأيديولوجيات التي ظهرت في القرنيين الأخيرين على أدب المرأة، وواقع الأدب النسوي في كردستان وروج آفا، وعن رواياتها والدور الذي تلعبه شخصية المرأة فيها. وهذا نص الحوار:
للمرأة خصوصية في كل المجالات، ومنها الأدب والثقافة، لم تم تصنيف أدب خاص بالمرأة، من أين بدأت الفكرة، ما هو جوانب هذه الخصوصية بحسب رأيك؟
قاومت المرأة كجنس مستعبد النظام البطرياركي، وتطور نضالها مع تطور وعيها عبر العصور، وتنوعت أشكال نضالاتها في كل مجالات الحياة النظرية والعملية للتوصل إلى الحرية والمساواة. ومع تطور حركات تحرر المرأة في الغرب، زادت محاولاتها لرفض الواقع المفروض عليها، وحاولت التعبير عن طموحاتها وتطلعاتها من خلال الكتابة الأدبية.
تطور الجانب الأدبي لدى المرأة، ودخلت المرأة ميدان الأدب بعواطفها الأصيلة، وتفكيرها العميق، وصفاء روحها، وخاضت تجارب جديدة من النضال. وبات الأدب سلاح قوي من أسلحتها التي تعتمد عليه في طرح قضيتها، والدفاع عن حقها وحقوقها في الحياة الكريمة التي تسعي للوصول إليها.
وبانتشار الكتابات الخاصة بالمرأة، والمعبرة عن حقيقة مشاعرها ونفسها التواقة إلى التحرر خلال القرن الخامس عشر، ومع تطور حركات تحرر المرأة، وتطور مكاسبها، وزيادة فرصها في الحياة، زاد إنتاج المرأة في الإبداع الأدبي، وظهر تصنيف خاص بأدب المرأة في القرن التاسع عشر، هدفه التخلص من ظلم النظام البطرياركي والعودة بمجتمعاتها إلى النظام الأمومي.
#شيلانا حياة مناضلة#
وبات أدب المرأة؛ الأدب المخصص في محتواه لطرح قضية المرأة ومجتمعاتها التي ما تزال تعاني من العبودية والظلم، والدفاع عن حقها، والمرتبط بصراعها الطويل في سبيل نيلها لحريتها ومساواتها بالرجل. هذا الجانب من الفن الأدبي، يفتح المجال لتوحيد جهود المرأة من الناحية الفكرية والأبداع الأدبي بعواطف الأنثى الغنية، وأفكارها الخصبة، وتطلعاتها المستقبلية التي تغني الحياة، وتطبعها بطابع المرأة الحرة المدركة لمهامها وواجباتها في الحياة، وهذا حق طبيعي يخص المرأة وحدها، لأنها جنس عانى الكثير من الظلم عبر العصور، وفي ظل كل الأنظمة الهرمية، وهذا ما يميزها عن الرجل الذي وجد ميادين الحياة مفتوحةً أمامه، بعكس المرأة المحاصرة من كل النواحي، فمن حقها أن تتمتع بخصوصيتها في أدب خاص بها، باعتبار المرأة هي الحياة نفسها، ومن حقها أن تظهر مقاييسها في رسم لوحة الحياة التي تناسبها في مجتمع أخلاقي أيكولوجي طبيعي من منطلقة هويتها الحرة المبنية على أساس الوطنية، النضال، التنظيم، الإرادة الحرة، والجمال.
هناك عدد لا يحصى من الكاتبات في مختلف الصنوف والأشكال، ولكن فئة منهن من ألتزمن بالخط التحرري للمرأة، هل يمكنك توضيح مدى تأثير الأيديولوجيات التي ظهرت في القرنيين الأخيرين على أدب المرأة؟
الأيديولوجيا نظام فكري متكامل، يتناول الأخلاق والعقيدة والثقافة والفكر والإدراك والعلم، وعلى أساسه تبنى الثقافة المشتركة، وتتشكل المعايير الأخلاقية في إطار مصالح المجتمعات التي تتبنى أيديولوجية معينة، وبذلك يتوصل المجتمع إلى إدراك نفسه، والتعبير عنه في ميادين الأخلاق والعقيدة والعلم، ويظهر طابعه الخاص به بهويته الخاصة.
نرى إن أيديولوجيات عصر الحداثة الرأسمالية، جرفت البشرية في عاصفة من الضياع في الفردية، والأنانية، واللامبالاة، والعنف…، وباتت المرأة ضائعة ضمن صخب مجتمعاتها في عالمٍ يعش الفوضى العارمة.
أرادت المرأة التمسك بهويتها الحقيقة، بظهور التيارات الفامينية المختلفة المنادية بحريتها، وتطور وعيها الأيديولوجي، بتطور فرص التعليم، فأخذت تعمل وتبذل الجهد للوصول إلى المساواة، وقد انعكس نضالها هذا على أدب المرأة، وكرست بعض الكاتبات أقلامهن لخدمة قضيتهن، وبقي القسم الأكبر منهن بعيدات عن جوهر القضية الحقيقة لتحرير جنسها، ضائعة في متاهات حياة الحداثة الرأسمالية.
#حفيدة عشتار#
اعترض البعض من النقاد والكتاب على تصنيف أدب خاص بالمرأة، والحجة التي يعتمدونها أن الأدب كل كامل وهو نتاج إنساني لا ينبغي تقسيمه إلى أدب خاص بالمرأة وآخر أدب خاص بالرجل، كيف ترين رأي هؤلاء النقاد والكتاب؟
إذا كان من حق النقاد الاعتراض فما الضير في أن تكون المرأة حرة، وصاحبة الحق في تطوير أشكال نضالها الأدبي الإبداعي، وهذا الأمر يخص المرأة المدركة لحقيقة الواقع، وهي التي تقرر مصيرها وطريقة نضالها بالشكل الذي ترتأيها، وبالمواضيع التي تطرحها.
إن نظرنا بواقعية إلى حقيقة عبودية المرأة للرجل عبر العصور، فمن حقها الآن أن تتمتع (بتمييز إيجابي)، يعني أن تمنح لها الفرصة في أن يكون ميدان الأدب والأبداع مفتوحاً أمامها، في هذا الوقت الذي ما يزال فيه ميزان القوى يميل إلى طرف الرجل عالمياً. ومن حق المرأة وريثة الآلهة الأم أن تتعمق في طرح مشاكلها الخاصة ضمن مجتمعاتها من خلال معرفتها لهويتها الخاصة، وهذا المصطلح جاء نتيجة لزيادة وتطور المرأة في الجانب الأدبي المعني بمشاكل المرأة التي تعني الحياة بكل جوانبها الإنسانية.
مصطلح أدب المرأة لا يعني التقسيم والتجزئة، بقدر ما يعني تمتع المرأة بخصوصيتها في الكتابة الإبداعية بحس وجداني أنثوي صادق، تتفوق فيه المرأة في التعبير عن عواطفها وأحاسيسها وتطلعاتها. وهي تعني الحصول على الإمكانية في مجال الفكر والأدب للتعبير عن نضالها ضد الجنسوية الذكورية.
فالأدب النسوي يتمتع بمواصفات الأدب العام من الجوانب اللغوية والفنية، وتتفتح بخيالها وتجربتها نحو الفضاء الإنساني الرحب، موجهة كتاباتها للقلب والعقل والروح، متجردة من قيودها، ويطرح القضايا الخاصة بالمرأة والمجتمع من منظورها الخاص بكونها الجنس الذي ما زال يناضل في سبيل الوصول بجنسها ومجتمعاتها إلى الحياة الحرة. وهو وسيلة جيدة للتعريف بالإبداع والأدب الذي يتحدث عن واقع المرأة، ويساهم في تحريرها من التقاليد والقيود المجتمعية التي تعيقها، ولتعيد تشكيل وعي المرأة لذاتها، وتشكيل وعي مجتمعي تجاه دور المرأة في جوانب الحياة المختلفة.
لعبت نتاجات بعض الكاتبات دوراً كبيراً في إظهار معاناة وهموم مجتمعاتهن وشعوبهن، وهناك أمثلة عديدة على ذلك في التاريخ الأدبي العالمي، أود أن اسأل عن الكاتبة الكردستانية ومدى تأثير نتاجاتهن على الثورة التحررية =KTML_Bold=الكردستانية والقضية الكردية العامة؟=KTML_End=
أبدعت بعض الكاتبات الكرديات، ولكن ظروف التجزئة، وتعدد اللغات السائدة في أجزاء كردستان الأربعة، وحظر اللغة الكردية الموحدة للشعب الكردي حرم الشعب الكردستاني من نتاجات الأديبات الكردستانيات، وبقي نتائجهن محصوراً في إطارٍ محدد، ومع ذلك هناك نتاج أدبي خاص بالمرأة الكردية، يعبر عن معاناتها، ويظهر طموحاتها وتطلعاتها في بناء حياة حرة.
ماذا عن أدب المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، ظروفه، وواقعه الحالي، وهل تمثل النتاجات الأدبية النسائية شخصية المرأة؟
باتت الظروف المرافقة لثورة أهلنا في روج آفا وشمال وشرق سوريا، وتوصلهم إلى بناء نظامهم الخاص بهم، وتطور التعليم بلغة الأم، وفتح المجال أمام الأقلام المبدعة، وخاصة من ناحية المرأة باعتبار حريتها حرية المجتمع. تظهر نتاجات متزايدة للمرأة، بعضها توصل إلى النضوج والاحتراف من ناحية الأركان الأدبية، وبعضها ما زال في مراحله البدائية، لكنها ما تزال تحتاج إلى التعمق من ناحية تمثيلها لشخصية المرأة.
ألفتِ العديد من الروايات باللغة العربية، هل يمكنك إعطاء نبذة مختصرة عن كل رواية (الدرب الطويل، بنفش الدوشكجية، حفيدة عشتار، خلف الديار، شيلانا…)، وكذلك عن الدور الذي تلعبه شخصية المرأة في تلك المؤلفات؟
لكل رواية قصة، وجدت نفسي مجبرة على كتابتها، وأنا سأحاول ذكرها بالمختصر بقدر الإمكان، قبل استشهاد المناضلة شيلان باقي، طلبت مني قراءة دفتر مذكراتها، وتهيئته للطبع، ولكن لم تكن ظروفي مهيأة للتفرغ للكتابة، وبعد شهادتها، وجدت نفسي مجبرة على تنفيذ رغبة القائدة الثورية شيلان في طبع مذكراتها، وكتابة روايتها، وكانت هذه تجربتي الثانية. ففي المرة الأولى كتبت رواية باسم” طريق الأمل” عن حياة مناضلة خرجت من قريتها الحدودية، والتحقت بالثورة الكردستانية، وباتت تتنقل من منطقة إلى منطقة، ومن جزء إلى جزء، وبذلك تطور وعيها السياسي والفكري، وعرفت عادات وتقاليد مناطق كثيرة في شمال وشرق وجنوب وغرب كردستان، وباتت قائدة ميدانية في مناطق ولاية ديرسم، بعد عودتها إلى الجنوب، استشهدت أثناء التدريب في منطقة خاكوركي، لكنني لم أطبع الكتاب، وقررت تأجيل طبعه في ذلك الوقت.
بعد شهادة الرفيقة شيلان بدأت العمل في دفتر مذكراتها، وطبع الكتاب باسم (لأني امرأة)، أما الكتاب الذي كتبته عن حياتها فسمي باسم (شيلانا)، والكتاب يسرد قصة فتاة مدللة صغيرة في العمر، انتقلت من مدينة كوباني المعروفة بمفاهيمها الإقطاعية إلى مدينة حلب. تلقت الفتاة تعليمها الابتدائي، في ظل نظام بعثي يعمل على كسر إرادة الإنسان الكردي بكل الوسائل، دخلت السجن وهي ما تزال صغيرة لأنها كردية الهوية، ووصلت إلى الإعدادية وقد تفتح وعيها على مفاهيم العبودية والحرية بعد تعرفها على الثوار القادمين من شمال كردستان. عملت الفتاة الصغيرة في فرقة فنية، وشاركت في النضال التنظيمي، وصارت طالبة في أكاديمية معصوم قورقماز في لبنان، وبعد تجارب كثيرة وصلت إلى جبال كردستان، وهناك كانت لها مسيرة طويلة من المقاومة والنضال والتطور، واستمرت في النضال والمقاومة ضد العدو الخارجي والعدو الداخلي بكل عزم، حتى وصولها إلى الشهادة، فكانت الفتاة المناضلة، والقيادية الناجحة، والفنانة والشاعرة التي فدت بحياتها في سبيل حرية شعبها، وتحرير وطنها، ووصلت إلى مرتبة الشهادة وهي في قمة العطاء.
الرواية الثانية (حفيدة عشتار)، تقص حياة (ريفان) الفتاة التي عاشت في بيئة اجتماعية مشبعة بالأفكار الاقطاعية، وكانت حياتها لوحة مليئة بالصعوبات والتحديات، فقدت والدتها في صغرها، وحرمت من التعليم، وباتت تعمل في الأرض مع بقية أفراد عائلتها. وبعد تعرفها على الثوار، تطوعت، وعملت على ضم شقيقتها ورفيقتها للنضال، وكانت من الفتيات الأوائل اللواتي حملن قيادة الفصيل في جبال كردستان. استمرت ريفان في نضالها ضمن بيئات مختلفة، خالطت شخصيات متنوعة، وكلفت بقيادة الرفيقات في ولاية غرزان، وهناك وقعت في الكمين مع قواتها، استشهدت اثنان من رفيقاتها، وجرحت هي، وتمكنت من النجاة بأعجوبة.
بدأت مغامرات ريفان في فرها من ملاحقات العدو، ومحاولاتها في اللحاق برفاقها. نجحت الفتاة الثورية في التخلص في التخلص من كمائن العدو وملاحقاتهم، حتى التحاقها برفاقها بعد ثمانية أشهر مليئة بالأحداث.
وكانت الرواية الثالثة (بنفش الدوشكجية) عن حياة بنفش؛ الفتاة الصغيرة الضعيفة من الناحية الجسدية والمولعة بالسلاح منذ صغرها، بحكم عمل والدها في التهريب. وجدت بنفش في الالتحاق بقوات الكِريلا في جبال كردستان خلاصها. مرت بنفش بمراحل متعددة في تطور شخصيتها، وباتت الفتاة القوية التي تصارع طائرات العدو في سماء وطنها وتسقطها بسلاحها الثقيل الذي تعودت على التعامل معه، وقد تغلبت على ضعف قوتها الجسدية، وباتت المناضلة التي يُعتمد عليها في جبهات الحرب والاشتباك. صعد نجم بنفش بتصديها لطائرات العدو، وعندما وجدت نفسها مقعدة، ضاقت بها الحياة، لكنها عادت إلى الصفوف الأمامية، وأحرزت النجاحات المتتالية.
#بنفش الدوشكجية#
رواية (قهرمان)، تسرد قصة مجموعة مناضلة، وقعوا في حصار العدو ضمن ظروف الثلج والشتاء، وظلوا محاصرين تحت الأرض في ملجأهم، استشهد أفراد المجموعة الواحد بعد الآخر، ونجا منها اثنان فقط، واحد منهما قهرمان بطل الرواية الذي خطط للانتقام لرفاقه.
رواية (#آباء وابناء من القلعة العمياء إلى قلعة المقاومة# )، تدور حول حياة عائلة وطنية تعيش في قريتها الواقعة على مرتفعات جبل جودي، تطوع الأب الذي وجد نفسه يرعى ماشيته في جوار سفينة النبي نوح، يصطاد الأيل، ويلاحق الحجل، وفجأة تتغير مسيرة حياته بتعرفه على مجموعة من الثوار، فيقدم لهم المساعدة، ويتطوع بعد حين، ويصبح قائد قوات الكِريلا في جبل جودي في الوقت الذي تطوع فيه ابنه، وبات مقاتلاً بين القوات التي يقودها والده، ومع تطور الأحداث تنقلب الآية، ويصير الابن الفتي قائداً لقوات الكِريلا في جبل جودي، وفي ذلك الوقت يقع في حصار العدو ضمن كهف قديم يعرف بالقلعة العمياء في جبل جودي، وهناك يستمر في المقاومة ببطولة مع قواته، يعجز العدو في النيل منهم، فيقصفهم بالغاز الكيماوي، الابن في الحصار والاب ينظر في الجهة المقابلة من الحدود الجنوبية، يصعد أعلى قمة يحاول أن يسمع صوته لابنه المحاصر، وتستمر أحداث الرواية بعد شهادة الابن.
آباء وابناء من القلعة العمياء الى قلعة المقاومة
رواية (الدرب الطويل)؛ البيئة والشخصيات فيها مختلفة عن الروايات السابقة، فالأم المتعلمة هي البطلة، والابناء الثوار يقتدون بوالدتهم ذات الشخصية القوية التي عاشت الكثير من الأحداث، تعلمت الكثير خلال مسيرة حياتها، وقامت بأعمال كثيرة، حتى وصلت إلى الدرجات القيادية في التنظيم الحزبي، وشجعت أبنائها على خوض النضال، وصارت أماً لثلاث ابناء شهداء، وما زالت قوية شامخة.
(البطلة البوطانية)؛ البطلة فيها فتاة قروية غير متعلمة، لكنها طموحة، تعيش في بيئة وطنية تحت ظروف الاستعمار التركي. تسلك طريق المقاومة منذ الصغر، وتلتحق بقوات الكِريلا في الجبال، وتعيش تاريخاً مليئاً بالصراع والتحديات يرافق تطور المرأة في تاريخ نضال حركة الحرية الكردستانية. تصل هذه الفتاة الطموحة إلى قيادة الفتيات الكِريلا في ولاية بوطان، وقد نالت الثقة بعد نجاحها في القيام بسلسلة من العمليات الهجومية الناجحة.
#البطلة البوطانية#
أما رواية (#مهربان# )، فهي تتحدث عن شخصية مهربان؛ فتاة متعلمة هجرت موطنها لتتلقى تدريباتها مع أترابها في جبال لبنان، وباتت من الفتيات الأوائل اللواتي التحقن بقوات الكِريلا في جبال كردستان، وخاضت تجربة حياة الكِريلا لوحدها ضمن وحدات الشباب أحياناً، ومع بعض الفتيات في أوقات أخرى، استلمت قيادة الوحدة، وكانت أول فتاة تقود سرية من الفتيات الكِريلا في جبال كردستان، وباتت عضوة في اللجنة المركزية للحزب، وقائدة ميدانية يشهد لها العدو والصديق، خلقت الرعب بين صفوف جند العدو، وحسب حسابها العملاء الموجودين بين صفوف الثورة. وباتت مهربان الملقبة باسم (عزيمة) قائدة جيش المرأة الكردستانية.
مهريبان
نموذج المرأة في كتاباتي عامة، هي النموذج البديل للمرأة الضائعة في إطار الواقع الاجتماعي المفروض عليها، فهي القوة الأساسية في حياة عمادها الحرب والصراع مع العدوين الخارجي والداخلي، وهي التي تحقق النصر لأنها تناضل من منطلق هويتها الحرة.
في ختام حوارنا، ما هي رسالتك إلى النساء الكاتبات عموماً؟
نحن صاحبات تجربة فريدة على المستوى العالمي من ناحية المرأة الكردية التي دخلت في جبهات مواجهة العدو، بعد أن حطمت قيود عبوديتها، صعدت إلى الجبال، وجابهت العدو، وفي ساحات روج آفا كانت الدرع الحصين، والقوة الفاعلة في مواجهة إرهابي العصر الحديث، فهن الأولى بالكتابة عنهن، وعن تضحياتهن، ونحن نستمع أخبار سقوط الشهيدات في ميادين الحرب يومياً.
السيرة الذاتية للكاتبة
………………………………………
روناك مراد
مواليد عام 1965م، قرية شاغربازار – منطقة تربه سبي.
درست في جامعة دمشق/ قسم الرياضيات، وفي السنة الثالثة تركت دراستها لتنضم إلى حركة التحرر الكردستانية في عام 1989م.
في عام 1999م أشرفت على تأسيس وإدارة مجلة صوت الحياة النسائية باللغة العربية، واستمرت في إدارة المجلة حتى العدد الثامن. وأصبحت عضوة في هيئة تحرير مجلة روجدا الأدبية.
وفي عام 2004م أشرفت على تأسيس وإدارة مجلة أماركي النسائية باللغة العربية في بغداد.
وفي عام 2006م أصدرت أولى رواياتها (شيلانا)، بعيد استشهاد المناضلة شيلان باقي.[1]