مجزرة جنديرس تحطم الصمت وتهز عرش الاحتلال
.بقلم: م. محفوظ رشيد
ما حدث في جنديرس جريمة نكراء منظمة بكامل أركانها، دوافعها أحقاد عنصرية وتكفيرية نفذت عن سابق اصرار وتصميم بواسطة عصابة إرهابية بهدف اطفاء شعلة نوروز التي تعتبر رمز وجود الكورد وتاريخهم ونضالهم للتحرر من الظلم والظلام، ونشر الرعب من خلال إطلاق نار كثيف على المدنيين المحتفين بها، والذين تحولوا إلى شهداء وجرحى..
فيما يلي نضع نقاطاً على الحروف:
1) الجريمة ليست جديدة ولا وحيدة بمكانها وزمانها ونوعها، فهناك المئات من الجرائم الفظيعة التي وثقتها المؤسسات الأعلامية المنظمات المحلية والدولية لحقوق الإنسان، ومرت دون مساءلة أو عقاب، وهي موضع إدانة واستنكار يتطلب التحقيق فيها ومحاكمة مرتكبيها والمسؤولين عنها من قبل جهات دولية مستقلة..
2) ترتكب عمليات القتل والتدمير والتهجير والتعفيش والخطف والسلب.. في عفرين منذ اللحظة الأولى لاحتلالها من قبل الجيش التركي ومرتزقته بشكل ممنهج ومنظم بهدف التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي ونسف المشروع القومي الكوردي (كما يزعم) تحت ذريعة محاربة الpkk المتهمة بالارهاب، كما صرح به أكثر من مسؤول في الائتلاف والفصائل ..
3) إن فصيل “أحرار الشرقية” المنضوي تحت ما يسمى بالجيش الوطني ليس الوحيد الذي يمارس هذه الأعمال الاجرامية الخطيرة بحق البشر والشجر والحجر في عفرين المغتصبة، بل هناك العشرات من العصابات الارهابية التكفيرية التي أنشأتها تركيا ونظمتها باسم (الجيش الوطني السوري) ودربتها وسلحتها واستخدمتها كمرتزقة لتنفيذ أجنداتها وسياساتها في كل من سوريا وليبيا واذربيجان ..
4) يتحمل الائتلاف بكافة مكوناته وحكومتها المؤقتة إلى جانب الاحتلال التركي المسؤولية الكاملة تجاه ما يجري من انتهاكات وجرائم صارخة لأنه الغطاء السياسي لتلك الفصائل التي تنشط في مناطق سيطرته ..
5) إدعاءات الائتلاف باعتقال ثلاثة عناصر متهمين بالجريمة وتحويلهم إلى محاكم محلية تضليل للرأي العام والتفاف على هولها واخفاء حقيقتها، فالقتلة المجرمون الفعليون مازالوا طلقاء (حسن الضبع وعصابته)..
6) محاولات بعض مسؤولي المجلس الكوردي للتقليل من فظاعة الجريمة واخراجها من مسارها الحقيقي واستثمارها لأهداف شخصية و حزبية واختزالها في بيان إدانة وحصرها بفصيل واحد و محاكمة شكلية للقتلة أو بانسحاب المجلس من الائتلاف..
7) تركيا تستغل وجود مؤسسة البارزاني الخيرية لتلطيف الأجواء المشحونة بالغضب وتهدئة الأوضاع المحتقنة المتجهة نحو التصعيد من قبل السكان الكورد الأصليين الذين حطموا جدار الصمت المطبق عليهم وهم يعانون الويلات والمآسي تحت نير الاحتلال التركي الغاشم وعصاباته منذ خمس سنوات..
8) مساعي بعض الأطراف لتقزيم قضية الاحتلال بكل أخطاره وآثاره وأضراره كمطلب كوردي وطني لانهائه إلى مشكلة فنية والاكتفاء بإخراج المسلحين من القرى والمدن..
9) يجب الاستمرار في الاعتصامات والمظاهرات داخل عفرين و ممثليات الدول المعنية ومكاتب الأمم المتحدة للضغط على تركيا كي ترضخ لمطاليب أهالي عفرين وهي إعادة قواتها إلى مواقعها لما قبل عام 2011..
10) خروج الكيانات الكوردية وبخاصة المجلس الكوردي من الائتلاف تنديداً بالجرائم وتضامناً مع أهلنا في عفرين وإن لم يعد مجدياً ومؤثراً كما يلزم لأنه فات الأوان، فأهلنا في عفرين حسموا أمرهم وانتفضوا، وتجاوزوا الأحزاب السياسية في حراكهم ضد الاحتلال وجرائمه البشعة وانتهاكاته الخطيرة..
وأخيراً، فإن البيانات الاستجدائية والتصريحات التبريرية والتجميلية للاحتلال التركي، والحلول الترقيعية والمطاليب السطحية والمواقف العاطفية المهادنة أو المتهورة لم تعد مقبولة ومجدية بصرف النظر عن مصادرها ودوافعها ..
فالحل المطلوب واللازم هو انهاء الاحتلال التركي الكامل لعفرين وغيرها من المناطق المغتصبة مثل رأس العين وتل أبيض، وطرد كافة المرتزقة والعصابات الارهابية منها، وتسليم إدارتها لسكانها الأصليين تحت وصاية دولية واشراف للأمم المتحدة، وإعادة المهجرين منهم إلى دورهم وقراهم وبلداتهم، وتعويضهم عن ما لحق بهم من أضرار وخسائر، واخراج كافة المستوطنين منها وإعادتهم إلى مناطقهم، هؤلاء الذين تم استقدامهم من الداخل السوري بموجب صفقات قذرة بين تركيا وروسيا.
كما يجب الحذر من محاولات البعض التنازل عن المطلب الأساسي وهو انهاء الاحتلال واجهاض المساعي والجهود القائمة لتحقيقه بحجة (أن اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب)، وأن التغيرات التي أحدثت على الأرض من بناء المستوطنات وبقاء المستوطنين والعصابات الارهابية في المنازل والقرى التي استولت عليها او الممتلكات التي سلبتها من أهالي عفرين الأصلاء أصبح أمراً واقعاً، أو تأجيل معالجتها وربطها بحل الازمة السورية عامة، وبأن السياسة فن الممكن وأن المصالح الوطنية والكوردستانية تقتضي ذلك[1]